التأملات الروحية والخواطر الفكرية

لنستفيد من اللحظة الحاضرة

لنستفيد من اللحظة الحاضرة

الإستفادة، موضوع علينا جميعاً العمل من أجله؛ فكل ما يمر علينا ويصبح من الماضي إن لم نكن قد أستثمرناه بصورة جيدة فقد خسرناه، أي أن الخسارة هي النقيض للاستفادة ولا شيء وسط بينهما، ومن يطمح للتقدم عليه العمل لجني الفائدة من كل شيء، في الفرح .. في الحزن.. في العمل.. في الحياة العامة… وفي جميع الميادين.
والإنسان مخلوق لكي يعمل ويثمر ويترجم ما أراده الله عليه من صورة ويحقق علة خلقه، فهو العامل وهو المهندس وهو الطبيب والفلاح، وفي كافة الميادين سواء منها في البيت أو خارجه للرجل أو المرأة فالإنسان أمام رسالة عليه ترجمتها لعمل خلاّق ولا يدع فرصة مهما كانت صغيرة إلا ويستغلها لكي تكون في خدمة رسالته، لا بالاتجاه الذي يعمل لاستغلال الآخرين وإلحاق الأذى بهم، بل باتجاه البناء والتقويم وانتاج الأثمار التي تليق به كونه من أنتاج عمل يد الخالق سبحانه وتعالى.
وتكون الاستفادة من ناحية النفس والروح هي الأهم على الأطلاق، فربنا يسوع المسيح قال ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه!!!!!!! إنها جملة تدعونا للتمعن فيها ونحن نعيش حياتنا، ونعمل لكي تكون هذه الحياة ذات فائدة لنا وللغير، والعمر يمر كلحظة، فما بالنا عندما نتكلم عن لحظة فقط، التي هي بمثابة القطرة للبحر، والقطرة البسيطة من الماء تكون ذات فائدة عظيمة لو وصلت إلى نبتة عطشى أو إنسان يشكو الضمأ، فالمهم أن نعطي هذه اللحظة أهميتها ونحسب لها الحساب الملائم لكي تسير بطريق الربح والفائدة الروحية، هذه الفائدة التي تهنما ويجب أن نركز الجهود باتجاهها لكي لا نخسر أنفسنا وتكون خسارتنا عظيمة، وبالتأكيد فإن الله لا يريد لنا أن نخسر، بل أن نربح لأنه كامل المحبة ورحمته لا حدود لها، لكنه خلقنا دون أرادتنا ولا يخلصنا إلا بإرادتنا!!!
فالاستفادة من لحظة هي دعوة لكي نستثمر كل برهة مهما كانت صغيرة ونشعر أنها لا تنفع لشيء، وحاضرنا هو طوع أيدينا وعقولنا وهو في متناول أيدينا فنستطيع أن نعمل الكثير، فليس هناك مستحيل في قاموس الحياة، خاصة لمن تتوفر لديه الإرادة، عندها سيجد أن اللحظة مهمة جدا كأهمية حبة الخردل وحجمها بالنسبة للمؤمنين، لأنه بواسطتها سيأمر الجبال أن تنتقل من مكانها وتطيعه، هكذا أذا فاللحظة هي نواة للحظات كثيرة وبمجموعها نعمل الكثير ونستفيد الكثير ونفيد الآخرين بالشيء الكثير، فقط إذا استفدنا منها ولم ندعها تمضي مرور الكرام!!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

معاني الكلمات في الأصحاح

إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

Please consider supporting us by disabling your ad blocker!