مكتبة القصص والتأملات الروحية

قميص من حديد

image

إن قيود السرير (أقصد الالتزام بالسرير ) في حد ذاته هو سجن لا يطاق … و إذا لزم الإنسان السرير عدة أيام يتطلع إلي حرية و انطلاق من هذه القيود ….أما إذا كان داخل السرير قيودا أكثر … فهذا أمر لا يعبر عنه ..

و أقصد بذلك الأمر الآتي : مرضت الأخت ……..و هي انسانة طيبة القلب , متدينة , كانت شكواها آلام في الظهر لم تستطع الوقوف و إذا نامت لا تستطع أن تتقلب يمينا أو يسارا … و كانت التشخيصات مختلفة إلا أن التحاليل و الأشعات وصلت إلي بيت القصيد فهي مريضة بارتخاء في أعصاب العمود الفقري …

و الأطباء عرفوا الداء و لكنهم عجزوا عن الدواء فهذا المرض ليس له حل و لا دواء ……. و صاحبه يسلم الأمر لصاحب الأمر بعد تجربة الأصناف الجديدة من الأدوية المشددة المقوية للأعصاب …… و لكنها جميعا انتهت إلي لا شئ .و لكن بقي أمام الأهل سؤال محير :.كيف تجلس؟كيف تأكل؟.كيف تقضي حاجتها؟…. كيف؟؟… كيف؟؟..كيف؟؟؟

و أجمع الأطباء علي: عمل قميص من حديد يسندها من كل ناحية و هي في سريرها لتأكل و تشرب .. و ممكن الاستغناء عنه أثناء النوم أو حتى تنام و هي جالسة فيه!!!!!!!!!!!!!! و لك أن تتخيل ………إنسانه يحوطها الحديد من كل ناحية ..إن اقسي حدود الحديد هو أن يوضع حول المعصمين ..و نحن نقول أنها القيود الحديدية …

و لكن ماذا تقول عن هذه الأخت ؟!!!!!!!!! و ذات يوم فكرت أن أزورها لكي أشدد ضعفها و أكلمها بكلمات تعزية ترفع من لروحها المعنوية المحطمة …. نعم المحطمة و كيف لا تكون محطمة و هي علي هذا الحال !!!!!!!!!


و ما أن دخلت إليها إلا و نادتني بهذه الكلمات ….." أشكر الله الذي اختارني أنا بالذات لهذه المحنة فأنا اعتبرها امتياز لا يعطي إلا للمختارين لأن الله تجاربه صالحة… و الذي يحبه يجربه……. و أن فترة جلوسي في السرير جعلتني أجد أوقاتا طويلة أتكلم فيها مع الله …هذه الفرصة لم تكن لي و أنا بكامل صحتي ….."


أحنيت رأسي خجلا من سكيب العطية السماوية الممنوحة لها من الله …………

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

معاني الكلمات في الأصحاح

إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

Please consider supporting us by disabling your ad blocker!