مكتبة القصص والتأملات الروحية

في وسط الحرب 2 ..

يروي هذه القصة أيضاً القمص لوقا سيداروس ..

جندي آخر كان محباً لاعذرا القديسة مريم و يتشفع بها في كل حين، كان قد عاش سنوات عمره الأولي في أحد مراكز الصعيد، و كانت جدته لأمه امرأه قديسة مشهوداً لها من الجميع و كان الرب يعمل معها آيات و عجائب. هذه ربته و سلمته حياة الإيمان و الاتكال علي الله، فشب علي ما استلمه، و فوق كل هذا، كان قد تعلق قلبه بحب الطهارة و حياة القداسة فكان كثير التوسل إلي الأم العذراء أن تحفظه في حياة القداسة التي بدونها لن يري أحد الرب. و بعد أن أنهي دراسته الثانوية التحق بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية … و بعدما تخرج فيها، قضي مدة التجنيد التي امتدت إلي أربعة سنوات بسبب ظروف الحرب. و في اثناء حرب 73 بعد الثغرة التي فيهل حوصر الجيش الثالث الميداني، و كان ضمن المجموعة التي يقيم معها ضابط برتية صغيرة كان متعصباً يبغض المسيحيين بغضة شديدة، فأوغر صدر المجموعة كلها ضد هذا الأخ فصار شبه منبوذ في وسط الجماعو … ولكنه كان صبوراً محتملاً يتشفع بالعذراء القديسة أن تسنده، و يصلي كل حين إلي الله حاسباً عار المسيح أنه غني جزيل .

قام في منتصف إحدي الليالي من نومه فوجد الخيمة خالية من الناس و المخابئ حولها ليس فيها ساكن – أين المجموعة كلها ؟ نادي بصوت خفيف فلا مجيب .. علي صوته حتي صار يصرخ … لا أحد ! لابد أنه جاءهم أمر بالإنسحاب من هذا الموقع و لكن إلي أين ؟ لا يدري في أي اتجاه لا يعلم. أخذ بعض الضروريات التي استطاع أن يراها في الظلام، حملها علي ظهره و مضي يجري لعله يلحقهم. لقد تعمدوا ألا يوقظوه من النوم، و سوف يُهاجم هذا الموقع بعد ساعات فتكون النهاية. جري في اتجاه لا يعرف إلي أين يوصله، فالصحراء في الليل فيها جميع الاتجاهات متساوية. سار طوال الليل و جزءاً كبيراً من النهار و أخيراً عثر علي مجموعة أخري و قد أعياه التعب، سلم نفسه لقائد الوحدة. فسأله:” من أين أنت؟ و كيف أتيت إلي هنا؟” فلما عرفه بما جري له، قال له القائد:” إن نجاتك هذه معجزة، لقد أدرك العدو مجموعتك في انسحابها و قد أبيدت عن آخرها.” فقال في نفسه قول يوسف العفيف لاخوته:” أنتم قصدتم بي شراً و الرب قصد بي خيراً.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

Please consider supporting us by disabling your ad blocker!