التأملات الروحية والخواطر الفكرية

عيد القيامه ليس مجرد عيد نحتفل به بقدر ما هو بدايه

image

عيد القيامة ليس مجرد عيد نحتفل به بقدر ما هو بداية مرحلة جديدة في تاريخ البشرية بدأت بالقيامة وتنتهي بالقيامة الأخيرة، بدأت بقيامة السيد المسيح من بين الأموات وما زالت مستمرة وسوف تنتهي بالقيامة الأخيرة التي نصلي من أجلها في كل قداس ونقول:”وننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتي آمين

جميل بنا أن نتأمل في بركة أفراح القيامة، فالقيامة حولت حزننا إلى فرح وجعلت حياتنا مفحرة بالرب

ثق يا عزيزي ان كان السيد المسيح يسمح لك أن تحمل الصليب معه، فسيأتي اليوم الذي تفرح فيه بأفراح القيامة معه على الأرض وفي السماء

أعطتنا القيامة الفرح بإمكانية الانتصار على الشيطان وعلى الخطية وعلى الموت قبل القيامة كان الشيطان متسلط على العالم،
وكانت الخطية مستقرة داخل كل انسان، كانت توجد عداوة بين الإنسان والله، كان الشيطان يقبض على كل نفس عند الموت ويطرحها في الجحيم لأنها نفس خاطئة لا توجد بينها وبين الله مصالحة.. فماذا حدث بعد القيامة: تمت المصالحة على الصليب، لكن القيامة كملت المصالحة

بالموت داس الموت” “أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟”. ولم يصبح للخطية سيطرة علينا ولم يعد للشيطان سلطان على أولاد الله فقد قبض عليه السيد المسيح على الصليب وطرحه في الجحيم

وبعد القيامة لم يعد هناك خوف من الموت، ولم يصبح الموت نهاية كل شيء بل اصبح مجرد انتقال، وتصلي الكنيسة:”لأنه لا يكون موت لعبيدك بل هو انتقال”. ويقول معلمنا بولس الرسول:” لِيَ اشْتِهَاءٌ أَنْ أَنْطَلِقَ وَأَكُونَ مَعَ الْمَسِيحِ، ذَاكَ أَفْضَلُ جِدّاً.” وهكذا تقول النفس المشتاقة للحياة في السماء مع المسيح

وأيضاً بعد القيامة لم يصبح للخطية سلطان أو تسلط على الإنسان؛ فدم المسيح المسفوك على الصليب وقوة المسيح القائم من الأموات تستطيع أن تغفر كل خطايانا.بعد القيامة أصبحنا لا نفقد سلامنا بسبب الخطية لأن دم المسيح المسفوك على الصليب يطهر من كل خطية

من أفراح القيامة الفرح بالأبدية، وكلام السيد المسيح عن الأبدية قبل القيامة كان صعب الفهم، إنما بعد القيامة فهمنا أننا نأخذ أجساد ممجدة نقوم بها من الموت، وأصبحت أنظارنا متجهة للأبدية، نعيش على الأرض ليس من أجل شهوات العالم بل من أجل أن يكون لنا النصيب الصالح في ملكوت السموات بعد القيامة

أيضاً أفراح القيامة أعادت الثقة بشخص المسيح إلى أولاد الله، قال السيد المسيح قبل القيامة: “َلاَ يَنْزِعُ أَحَدٌ فَرَحَكُمْ مِنْكُمْ”. لأن التلاميذ وقت آلام الرب وصلبه فقدوا فرحهم بالمسيح فهرب بعضهم وأنكره البعض أما بعد القيامة عادت للتلاميذ الثقة في شخص الرب يسوع المسيح القائم من بين الأموات، رجع الفرح للتلاميذ:” فَفَرِحَ التَّلاَمِيذُ إِذْ رَأَوْا الرَّبَّ”

لا تجعل أمور هذا العالم تفقدك فرحك بقيامة المسيح ، لا تجعل مشاغل الحياة تفقدك سلامك. عيشوا يا أحبائي حياة الفرح.. عيشوا أفراح القيامة كل حياتكم على الأرض من أجل أن يكون لكم النصيب الصالح في ملكوت السموات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

Please consider supporting us by disabling your ad blocker!