علامة مبهمة .. !!
لِما سيدتى أراكِ اليوم ترتبكين ..
لِما تتلعثم قواكِ و تبدين ..
كمن يستعمرك الغموض
تتسلقك الحيرة ..
هل أصابتك لفحة الظهيرة ..
فى منتصف الطريق ..
تخورين ..
هل خانتك ملهمتي لغة الضاد .. ؟!
لِما أراك سفينة خلَّّفها القراصنة
فى خلـيج متـعرج ..
يـذبحـه الجـندل ..
وجزيرة صغيرة تعاني المخاض ..
تهجرها السفن الشراعية واليخوت الملكية
ومراكب البسطاء ..
ضاعت منها يوم عاصفة بوصلتها القلبية ..
فجهلت من صاحبها فى قلب الفضاء ..
جزيرة ترتدي ملابس العرس البيضاء
ولا تتنازل عن منديلها الداكن المبتل ..
من كل الأصقاع تجـتر ..
تبني من أوهامها ..
تـل يعـلوه تـل ..
عنـاقيدها الزاهية تخـتل ..
لا يزور موانيها رائـد ولا صيـاد ..
وطنـي أو مُحـتل ..
ينصب الفخاخ لما فيها من أوجـاع ..
مسلاتها الحزينة تنهار عند إلإرتفاع ..
تنادى على من يصطاد ..
أحزانها .. أحراراً .. أوأسبياء ..
من مآقيها وجعاً محتجزاً
يتسلل تحت جنح الظلام متحرّج …
فهل مازلت غامضاً .. ؟!
اتحتاجين لبطاقتي الشخصية .. ؟!
أتجهلين مسميات التعريف
ومدارك البشر … ؟!
هل اقول اليوم من أنا ..
هل أتيتِ اليوم لتسألين .. ؟
حسناً … أنا حرف كُتب بحبرك ..
أنا شمسًُ لا تسطع إلا بسماكِ ..
وقمر يستمد القوت من سناكِ ..
وطفلاً يلهو فى براحه الفسيح
يتمدد فى حدائق حجرك …
فى براءة يتلوا بمعبدك أبجدياته …
أنا رجل قبل أن تحمليه بسمائك حَملك ..
دون أن يسألك .. ملَّكك قلـبه ..
أنا من طار فرحاً لفرحك ..
وقرّح أجفان القمر الفضية لحزنك .. ؟!
أنا همسك ..
فكرك الصامت .. غير المنطوق ..
طيف لا يبارح أسوارك …
ملامحك المجمعة من مغارة الحجر
وجلود الرقوق ..
جيش لا يسـهر
إلا لأمنك وأمانك ….
ومن جنوده الغوالي لا يبذل …
إلا لنجاتك ..
قلب لا يهدأ حتى يروي شطآنك ….
أنا قاموس لا يُنطق إلا بشفتاكِ
ونبض لا يحيـا إلا بخفقـاتكِ …
تفتحين متى شئتي رسـالاتي
وانتي الوحـيدة مـن يقرأني …
فلغـتي ميـتة …
لا يجيدها أحد من هذا العصر ..
لا تحيا سـوى على لسـانك ..
أنتي دفاتري وكراساتي …
وجهة سفرى وتجوالي …
حروفى تشكلت على كفـك …
ولدت فى رحم أنمُلك ….
أنا شجن تمني يوما ًعلى صدرك
أن ينتحر ..
هل عرفتي من أنا .. ؟!
أستميحي عذرك ..
الأن سأعرّفك .. من أنتي وكنيتك …
أنتي القاتلة ..
نعـم .. قاتلتي المعشوقة ..
هل تدرين من تقتلين .. ؟
أخبرك اليقين …
تقتلين .. تفتكين .. وتصرعين ..
كل ندم كان بالأمـس فوق الجبين
كل دمعة ولحـن حزين ..
أنتِ رسـولاً نادى بالحـب
لجماهيري وشعبي ..
طرق المسالك ومدقات الصعاب
ليمـحو أمية القلـوب ..
جاء شعلة تطعن الجهل ..
أنتِ من صدرت لها كتبي المقدسة فى العشق ..
بعبارات الصدق والوضوح ..
وبوقاً يصَعق بالإخلاص
كل طيور الغـدر الكئيبة ..
أنتي كل مجاهيلي وكل الشروح ..
لؤلؤة وجدتهـا فى فـم الزمـان
حيـن كلمـني ..
وكنزاً أخفاه القدر ..
ويوم الرضا عني
إيـاكِ أهــداني ..
فكيف تتجاسر العبارة على فـمك
فهـل أسـكن فى الضـباب ..
أبتعد عنك حد الغموض والحيرة .. ؟!
فإلى مـتى .. ؟!
تظلي حبيسة أفكارك ..
وأوهاماً زرعتها الشكوك ..
متـي أينـعت …
كبرت حد الجبال أحزانك ..
إلى متى حبيـبتي …
تقتـلني كل يـوم …
ولا تصدأ خناجرك …
إلى متى تنزف دمائي على ظنونك …
كمـذبح الأضـاحي المـضرجة …
تهربين من الجزم .. إلى ربـما .. !
إلى متى تظل حبيبتي .. فى كتابي ..
عـلامـة مبهـمة … ؟!
تغــلق من دوني أبـوابك .. ؟!
وكل عباراتك سحابة مؤلمة ..!!
شيرين شوقى