الاستهانة بكرامة البنوة (2) تابع السؤال عن ماذا يحدث لنعمة المعمودية أن أخطانا
للرجوع للجزء الأول من السؤال اضغط هنـــــــــا تابع سؤال مهم للغاية يسأله الكثيرين :
ماذا يحدث لنعمة المعمودية ، إذا عدنا للخطية واستهان الإنسان بكرامة البنوة ؟
في هذا الجزء سنكتب باقي حديث الأب صفرونيوس عن هذا السؤال ، وهو يتحدث هنا عن الاستهانة بكرامة البنوة :
[ أمَّا الاستهانة بكرامة البنوة ، فهي أولاً مثل خطية عيسو الذي باع ” البكورية ” بأكلة عدس ، والتي وصفها الرسول بأنها ” استباحة ” ( عب12 : 16 ) ؛ لأن إزالة الفوارق بين الخير والشرّ ، والمقدس والنجس ، والسمائي والأرضي تهدم الحياة الداخلية ، وتقوَّض الفوارق بين ما هو كريم وصالح وما هو غير لائق ويحط من كرامة وقدر الإنسان . تأمل ماذا يحدث لو أن إنساناً عاش في قصر ملوكي ، أو مثل الابن الشاطر ( الضال ) الذي بعد كرامته في بيت أبيه ، صار يأكل مع الخنازير ، لكنه عندما عاد رده أبوه إلى كرامته الأولى .
أما الذي لا يعود إلى سيرة محبته الأولى ، فإن الإنذار والتهديد لا يخلصه ، بل أحياناً يقود إلى النفاق وإلى التستر حتى لا تنكشف خطاياه .
” المستبيح ” لا يعرف ولا يحس بالأمور السمائية ، ولا بالفرق بين الخالق والمخلوق ، لأنه لا يدرك أن له قلباً مملوءاً بأشواق طبيعية غير تلك التي يضعها الروح القدس في القلب ؛ لأن الأولى ( الأشواق الطبيعية ) هي عطش الطبيعة المخلوقة لخالقها ، أما الثانية ( أشواق الروح القدس ) فهي شوق الخالق للمخلوق ، ذلك الشوق وتلك المحبة الجارفة التي تجعل الله يقبل أن يتجسد ، وأن يصير كواحد منا ويحيا بيننا .
الإيمان يلد المحبة ، والمحبة تروي الإيمان . والإيمان – بالمحبة وباستنارة الروح القدس الذي يُنير إدراك الإنسان – تنمو المعرفة وتُثمر ، لكن المعرفة تفتح إدراك الإنسان وتحرر الإرادة والقلب من سطوة الجهل ، أمَّا هبة الحياة الجديدة ، فهي تأتي من الله الذي يعطينا حياة ابنه ، ومسحته لكي نرث معه وبه الملكوت الذي لا يفنى .
يحتاج ” المستبيح ” إلى مُعلَّم كنسي مدَرَّب في طريق الرب لكي ينيره بكلمة التعليم ، ويفتح له باب الحياة الأبدية ن ويقوده إلى ينبوع مياه الحياة ، بالروح القدس] ( رسالة الأب صفرونيوس إلى تلميذه ثيؤدوروس عن المئوية الثانية في التوبة – التوبة وعمل الروح القدس في القلب ص26 – 27 فقرة 24 – 26 )