دراسات وأبحاث في الكتاب المقدس

سلسلة دراسة الذبائح טֶבַח والتقديمات (4) تابع لمحة تاريخية سريعة – إبراهيم

دراسة في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدسالذبيحة טֶבַח– ط ب ح ؛ θυσίας σΦάζω
Sacrifice 166 – Sacrifices 142 – Sacrificing 12


1- تابع مقدمـــــــــــــــة عامة
تابع أ – مقدمــــــــــة

تالثاً : أهمية الذبيحة وشمولها – لمحة تاريخية سريعة
العهد مع إبراهيم – طاعة الإيمان

للرجوع للجزء السابق أضغط : هنـــــــــــــــا



(3) – العهد مع إبراهيم ونسله ثم من بعد نوح نصل لإبراهيم ، ونجد أنه لم يقدم ذبائح في أور الكلدانيين أو في حاران ، وطبعاً السبب واضح جداً في الكتاب المقدس ، لأن الله أعطاه أمر ليخرج من وسط الجو الذي يعيش فيه المفعم بعبادة الأوثان ، لأن الله مستحيل يُعبد وسط أوثان أو في وجود الخطية وتحت سلطانها الذي يعمل بالموت في أبناء المعصية : ” هكذا قال الرب إله إسرائيل ، آباؤكم سكنوا عَبر النهر منذ الدهر ، تارح أبو إبراهيم وأبو ناحور وعبدوا آلهة أخرى، فأخذت إبراهيم أباكم من عَبر النهر وسرتُ به في كل أرض كنعان وأكثرت نسله وأعطيته اسحق … فلآن أخشوا الرب واعبدوه بكمال وأمانة وانزعوا الآلهة الذين عبدهم آباؤكم في عبر النهر وفي مصر واعبدوا الرب ” (يش24: 2و3و14) ، ومن هذا الجو الذي عاش فيه أبرام جاءت الدعوة الإلهية ليترك كل شيء ويتبع الله وهو لا يعلم إلى أين يذهب : ” و قال الرب لإبرام أذهب (أرحل) من أرضك و من عشيرتك و من بيت أبيك إلى الأرض التي أُريك ” (تك12: 4) ،فنجد أن إبراهيم أطاع الله وترك بسهولة وسار وفق الدعوة الإلهية : ” بالإيمان إبراهيم لَّما دُعيَّ أطاع أن يخرج إلى المكان الذي كان عتيداً أن يأخذه ميراثاً ، فخرج وهو لا يعلم إلى أين يأتي ” (عب11: 8)

وعندما تمم خروجه الكامل ووصل إلى شكيم عند بلوطة مورة ( نسبة لأصحاب الأرض الأصليين ) وقف هناك يُصلي فظهر له الرب فـ ” بنى هناك مذبحاً للرب الذي ظهر له ” (تك12: 8) . وعندما انتقل إلى بيت إيل ” بنى هناك مذبحاً للرب ودعا باسم الرب ” ( تك12: 8 ) ؛ ولما عاد إلى ” مكان المذبح الذي عمله هناك أولاً دعا هُناك باسم الرب ” (تك13: 4) ، وعندما نقل خيامه : وأتي وأقام عند بلوطات ممرا التي في حبرون، بنى هناك مذبحاً للرب ” (تك13: 8) ، وطبعاً لم يذكر هنا كلمة ذبيحة ، ولكن من الصعب إقامة مذبح بلا ذبيحة !!!

ونجد أول ذكر لمواصفات ذبيحة أمر بها الرب عندما أقام الرب مع إبراهيم ميثاقاً بعد أن ” آمن بالرب فحسب له براً ، وقال له أنا الرب الذي أخرجك من أور الكلدانيين ليعطيك هذه الأرض لترثها ؛ فقال أيها السيد الرب بماذا اعلم إني أرثها، فقال له خذ لي عجلة ثلثية و عنزة ثلثية و كبشا ثلثيا و يمامة و حمامة، فاخذ هذه كلها و شقها من الوسط و جعل شق كل واحد مقابل صاحبه و أما الطير فلم يشقه … فأخذها وقدمها ذبيحة للرب … حيث قطع الرب مع إبرام ميثاقاً – عهداً בְּרִית” (أنظر تك15 : 9 – 18) ، وهذه تعتبر ذبيحة عهد ، وهي أول ذبيحة يأمر بها الرب بمواصفات خاصة مع شقها من الوسط ، كعلامة إبرام عهد ملزم بالتنفيذ المؤكد ، لأن الله هو المسئول عن التنفيذ .

+طاعة الإيمان ، الامتحان ثم نقرأ عن أول مرة يطلب الله من إنسان أن يقدم له ذبيحة في تكوين 22 ، والغريب أن الطلب فيه ما هو غريب وهو ذبيحة بشرية ، كما لم يحدث قط أن يطلب الله ذبيحة بسفك دم بشري ، لأنه يمقت كل تصرفات الأمم الوثنية الذين قدموا البشر ذبائح لآلهتهم وبذلك جبلوا على أنفسهم غضب الله ، فالله لا يمكن أن يقبل سفك دم إنسان ، ولكن هناك قصد من وراء هذا الطلب الذي يعتبر غريب عن الله جداً !!!

فكل الذبائح التي رأيناها سابقاً – عدا ذبيحة عهد الله مع إبراهيم – كان يقدمها رجال الله باختيارهم ، ويقدمونها من الحيوانات الطاهرة ، وكان ذلك تعبيراً عن اعترافهم بفضل الله في وجودهم وحياتهم وخضوعهم وتعبُّدهم وشكرهم له بقلب يشعر بفضل الله وإحسانه …

أما الآن يطلب الله من إبراهيم ذبيحة محرقة محدده الوصف : ” خذ ابنك وحيدك الذي تحبه اسحق … وأصعده محرقة ” ( تك22: 2 ) ، وطبعاً السبب واضح في بداية الكلام : ” وحدث بعد هذه الأمور أن الله امتحن إبراهيم ” ، وحينما أطاع إبراهيم الله ونفذ ما طُلب منه ” هناك ناداه ملاك الرب من السماء … لا تمد يدك إلى الغلام .. فرفع إبراهيم عينية ونظر وإذا كبش وراءه ممسكاً في الغابة بقرنية فذهب إبراهيم وأخذ الكبش وأصعده محرقة عوضاً عن ابنه ” ( تك22: 11 – 13 ) ، وبذلك تبرر إبراهيم بالإيمان (رو4: 3) وتبرر أيضاً بالأعمال (يعقوب2: 21) التي أظهر بها صدق إيمانه بالله .

فـ ” بالإيمان قدم إبراهيم إسحق .. الذي قَبِلَ المواعيد وحيده .. إذ حسب أن الله قادر على الإقامة من الأموات أيضاً ، الذين منهم أخذه أيضاً في مثال ” (عب11: 17 – 19)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

Please consider supporting us by disabling your ad blocker!