دراسات وأبحاث في الكتاب المقدس

سلسلة دراسة الذبائح טֶבַח والتقديمات (38) تابع شروط ذبيحة المحرقة

دراسة في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس الذبيحة טֶבַח – ط ب ح ؛ θυσίας σΦάζω Sacrifice 166 – Sacrifices 142 – Sacrificing 12 38 4 – ذبيحة الصليب في ضوء ذبائح العهد القديم ثانياً : الخمسة أوجه من ذبيحة الصليب

[1] الوجه الأول من أوجه الصليب
تابع / شروط ذبيحة المحرقة – עלׇה

ὁλοκαύτωμα للرجوع للجزء السابق أضغط : هنـــــــــــــــا

[4] الشرط الرابع لذبيحة المحرقة فهو ذبح العجل أو الضأن أو الماعز على جانب المذبح إلى الشمال أمام الرب (لاويين 1 آية 11) ويُقرب بنو هارون الكهنة الدم ويرشون الدم مستديراً على المذبح الذي لدى باب خيمة الاجتماع ( آية 5 ) الذبح وسفك الدم وتقديم الذبائح الدموية كشريعة عموماً يدل على الموت المؤكد ، وهو تعليم واضح أمام بني إسرائيل على أن أجرة الخطية موت ، أو أن الخطية تؤدي لنتيجة حتمية حسب طبعها وهي الموت ، والموت هنا يتمثل في ذبح حيوان بريء نيابة عن الخاطئ المستحق الموت بعدل ، وكان الذبح يتم بواسطة مقدم الذبيحة لكي يشعر أن خطيئته هي التي تسببت في موت هذه الذبيحة البريئة والتي بلا ذنب ، وقد صار الذبح بعد ذلك من اختصاص الكهنة فقط في هيكل سُليمان عندما صار مقدمو الذبائح أعداد كبيرة جداً تأتي دفعة واحدة لتقديم الذبائح … عموماً من هذا المعنى نخرج بما أُعلن في العهد الجديد ، إذ أن الله قد أحبنا وأرسل وحيده الحبيب الذي ونحن بعد خطاة مات من أجلنا [ ولكن الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا ] (رومية 5: 8) ، [ الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي ] (غلاطية 2: 20) . فخطيئتنا هي التي قادته وهو البريء الذي قال [ من منكم يبكتني على خطية ] إلى الموت من أجل خلاصنا ، لذلك يدعونا الرسول [ اسلكوا في المحبة كما أحبنا المسيح أيضاً وأسلم نفسه لأجلنا ، قرباناً وذبيحة لله رائحة طيبة ] (أفسس 5: 2) . ويُشير ذبح الذبيحة على شمال الذبح ( آية 11 ) إلى صلب المسيح يسوع له المجد خارج أورشليم من ناحية شمالها ، عموماً نجد بعد أن ينتهي مُقدم القربان من ذبح ذبيحته ، تبدأ خدمة الكهنة برش دم الذبيحة مستديراً على المذبح الذي لدى باب خيمة الاجتماع ، الذي يُسمى مذبح المحرقة ، وهو بذلك يظهر أن دم المسيح القدوس قد سُفك لأجل العالم كله [ هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك ( أبدياً ) كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية ] (يوحنا 3: 16) ، [ بهذا أُظهرت محبة الله فينا أن الله قد أرسل ابنه الوحيد إلى العالم لكي نحيا به ] (1يوحنا 4: 9) [5] يسلخ المحرقة ويقطعها إلى قطعها (آية 6) وهذا الشرط أساسي في هذه الذبيحة والمقصود هو فحصها بدقة ، وهذه إشارة واضحة إلى الفحص الذي جازه الرب يسوع المسيح في كل أعماله وأقواله وخدمته ، بل وآلامه أيضاً التي تألم بها ، وبالطبع هو الله القدوس الحمل الحقيقي الذي بلا عيب [ فكم بالحري يكون دم المسيح الذي بروح أزلي قدم نفسه لله بلا عيب ] (عب 9 : 14) ، [ بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب و لا دنس دم المسيح ] (1بط 1 : 19) . [6] يجعل بنو هارون الكاهن ناراً على المذبح ويرتبون حطباً على النار , ويرتب بنو هارون الكهنة القطع مع الرأس والشحم فوق الحطب الذي على النار التي على المذبح . وأما أحشاؤه وأكارعه فيغسلها بماء ويوقد الكاهن الجميع على المذبح محرقة وقود رائحة سرور للرب (من آية 7 إلى 9) ولنا أن نعلم أنه لا تقدم الذبيحة وتُحرق إلا بنار تُأخذ من على المذبح فقط ، فيُأخذ منها لحرق التقدمات على المذبح [ كما رأينا في هذه الآية وممكن الرجوع إلى لاويين 3: 5 ، لاويين 6: 9 – 13 ] ، ومن أجل حرق البخور في المجمرة [ و يأخذ ملء المجمرة جمر نار عن المذبح من أمام الرب و ملء راحتيه بخورا عطرا دقيقا و يدخل بهما إلى داخل الحجاب. و يجعل البخور على النار أمام الرب فتغشي سحابة البخور الغطاء الذي على الشهادة فلا يموت ] (لاويين 16: 12 – 13) ، [ و أخذ ابنا هرون ناداب و أبيهو كل منهما مجمرته و جعلا فيهما نارا و وضعا عليها بخورا و قربا أمام الرب نارا غريبة لم يأمرهما بها. ] (لاويين 10: 1) ، [ و لكن مات ناداب و أبيهو أمام الرب عندما قربا نارا غريبة أمام الرب في برية سيناء ] (عدد 3: 4) … عموماً النار على المذبح ناراً مقدسة لا تُستعمل في أي استخدام عادي ، وكانت تعبر عن القبول الإلهي للذبيحة [ أنظر : تكوين 15: 17 ، لاويين 9: 23 – 24 ، قضاة 6: 21 ، 1 ملوك 18: 38 ، 1أخبار الأيام 21: 26 ، 2 أخبار الأيام 7: 1 ] … + ويرتبون حطباً على النار ونجد أن كان واجب على الكهنة أن يفحصوا الحطب قبل إحضاره إلى المذبح ، إذ ينبغي أن لا يكون مُصاباً بأي حشرات أو ديدان أو به أي عيب ، وهكذا يرتبونه بعد فحص دقيق للغاية ويضعونه بعناية وترتيب فوق النار ، فكل خدمة الرب يجب أن تؤدى بكل حرص وعناية وتوقير وترتيب ، ثم يرتبون القطع مع الرأس والشحم فوق الحطب ، لأنه ينبغي أن يكون [ كل شيء بلياقة وبحسب ترتيب ] (1كورنثوس 14: 40) ، ثم بعد ذلك يغسلون الأحشاء والأكارع بماء ، وهذا أيضاً يتمشى مع الواجب أن تكون كل خدمة الرب بعناية وتوقير ، فنرى أنه يتم الغسيل رغم من أنها ستُحرق كلها وتتصفى بالنار . وطبعاً الإشارة واضحة جداً لشخص المسيح الطاهر والنقي داخلاً وخارجاً ، وما قد أجراه الكاهن بالرمز عملياً قد أتصف به المسيح الرب بالفعل والحق على المستوى الذاتي والشخصي ، فقد كان بالفعل حملاً كاملاً بلا عيب على الإطلاق وكماله يفوق كل وصف العهد القديم والرمز ذاته …. [7] وفي النهاية [ يوقد الكاهن الجميع على المذبح محرقة وقود رائحة سرور للرب ] (آية 9) وهذه هي نتيجة هذه الذبيحة الهامة للغاية والهدف منها أن تكون [ رائحة سرور للرب – للرضا أمام الرب ] (أنظر لاويين 1: 1 ، 9) ، وسبب أن ذبيحة المحرقة صارت وقود رائحة سرور للرب ، لأنها اختصَّت كلها لله دون سواه ، بينما نجد أن بعض التقدمات والقرابين والذبائح كان للكاهن نصيب فيها ، والبعض الآخر كان يتناول منها مُقدم القربان نفسه ، أما المحرقة فتمثل تقدمة كاملة تعبر عن الطاعة والخضوع التام لمشيئة الله
وسوف نتكلم عن شريعة المحرقة في الجزء القادم _____________________ للدخول على فهرس الموضوع للمتابعة والتدقيق أضغط : هنــــــــــــــــــــا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

Please consider supporting us by disabling your ad blocker!