دراسات وأبحاث في الكتاب المقدس

سلسلة دراسة الذبائح טֶבַח والتقديمات (24) ترتيب الذبائح وارتباطها معاً

دراسة في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس
الذبيحة טֶבַח – ط ب ح ؛ θυσίας σΦάζω
Sacrifice 166 – Sacrifices 142 – Sacrificing 12

24
4 – ذبيحة الصليب في ضوء ذبائح العهد القديم
ترتيب الذبائح وارتباطها معاً

للرجوع للجزء السابق أضغط
: هنـــــــــــــــا





ترتيب الذبائح وارتباطها معاً :

جاء ترتيب الذبائح والتقدمات عجيباً ودقيقاً جداً في ترتيبه ، فقد بدأ بذبيحة المحرقة ، وانتهى بذبيحة الإثم ، الأمر اللائق من جهة نظرة الآب للذبيحة ، وليس من جهة نظرة الإنسان .

فالمؤمن في لقاءه مع المسيح المصلوب ، يراه أولاً كذبيحة أثم وذبيحة خطية ، إذ يرى فيه : كلمة الله المتجسد وقد حمل أوجاعه وآثامه كلها ليُشفيه لكي يدخل في شركة مع الله المحب ، لأن بسبب خطاياه وآثامة رُفض وطُرح من أمام الله بعيداً بسبب الخطية التي تسلطت عليه ووضعته تحت لعنة الموت والفساد ، فهي التي فصلته عن نبع الحب الحقيقي وصار له شدة وضيق واحتمال كأس غضب قد امتلأ بسبب آثامه وتعدية على وصية المحب الذي وهبه الحياة : (رو 2 : 9)

ومن خلال هذه النظرة – أي رؤية الصليب ، فقد غطى كل آثامه وخطاياه – يتلمس في الصليب ذبيحة سلامة وشكر ، فيقدم حياته في المسيح يسوع المصلوب ، حياة شاكرة عوض طبيعته الجاحدة التي صارت بسبب السقوط وحب الشهوة والانحصار في الذات عوض الله الحي ..

كما يرى أيضاً تقدمة قربان فيه ينعم بحياة الشركة في المسيح يسوع المصلوب ، وأخيراً يدرك الصليب كذبيحة محرقة ، إذ يكتشف فيه طاعة الابن الوحيد للآب حتى الموت ، موت الصليب ، مقدماً هو أيضاً حياته ذبيحة طاعة ومحرقة حب لله في ابنه الوحيد ..

وهذا هو ترتيب الذبائح والتقدمات من خلال انتفاعنا كمؤمنين ، أما الآب فيتطلع إلى الصليب – أن صح التعبير – أولاً : كمحرقة طاعة ، يشتم فيه رائحة ابنه الحبيب كرائحة مسرة ، إذ قد صار محرقة حب كامل في طاعة منقطعة النظير حتى الموت (أر 5 : 25)

بالطبع ، ليس معنى الكلام أننا نُميز بين جانب أو آخر في نظر الله الآب ، أو حتى المؤمن ، إذ هي جوانب متكاملة غير منفصلة عن بعضها البعض ، لأن ربنا يسوع قدم ذاته ذبيحة واحدة غير منقسمة قط …
ولكن كل ما نريد أن نوضحه ، أن الصليب يُعلن – في نظر الآب – بأكثر بهاء ، لا في انتزاع آثامنا وخطايانا ، بقدر ما نحمل في أنفسنا طبيعة المصلوب ، فنصير فيه محرقة طاعة وحب ، نصير لهيب نار لا ينقطع ، بحملنا ما للابن من طاعة حتى الموت ، بحب بلا نهاية ، لذلك يقول الرسول :
( في2: 5 – 8 )

+ وباختصار شديد يُمكننا أن نقول بأن الله الآب يشتم رائحة المسيح فينا خلال الصليب هكذا :
1 – محرقة الحب الكامل والطاعة له في ابنه الحبيب
2 – شركة الحياة معه في ابنه الوحيد الجنس
3 – حياة السلام الداخلي والشكر الدائم
4 – التمتع بالغسل المستمر من خطايانا اليومية العامة وضعفاتنا الخاصة التي لا تنتهي
5 – الخلاص من كل إثم نرتكبه في المقدسات أو ما يخص الله

وسوف نشرح كل هذا بدقة في الأجزاء القادمة …

_____
للدخول على فهرس الموضوع للمتابعة
أضغط هنـــــــــــا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

Please consider supporting us by disabling your ad blocker!