الأساس الراسخ لحياتنا كلنا – تابع شرح الثالوث من منطلق الخلاص والتدبير الإلهي (7)
[FONT=Arial]
[FONT=Arial]الثالوث القدوس ، الآب والابن والروح القدس ، هو الأساس الراسخ لحياة الكنيسة كلها وحياتنا كلنا في داخل الكنيسة ، وهو أساس حياتنا بل وكل خبرة روحية ، ولذلك فأن قانون الإيمان في جوهره يختص بالإيمان بالثالوث القدوس ؛ حيث أن مركز الاعتراف بالإيمان يدور حول وحدانية الله في ذات الجوهر بين أقانيم الثالوث القدوس .
[FONT=Arial]ومستحيل أن تستقيم حياتنا المسيحية كلها ، أو أن نحيا بالتقوى أو نتحرك نحو الله بالحب بدون أن نعرف الثالوث القدوس ونقيم علاقة شركه معه …
[FONT=Arial]وعقيدة الثالوث القدوس ليست هي من اختراع البشر ، أو نتاج فكر متأثر بالبيئة المحيطة أو وليدة حضارات مختلفة أو بواقي عبادات مضت ، بل هي الحقيقة التي أعلنها لنا الله بنفسه ، وبالتالي ليست لها أي علاقة بالمعرفة الإنسانية أو بالحكمة البشرية أو الكلام العقلي المقنع …
[FONT=Arial]أي أن المعرفة البشرية ليست هي مصدر عقيدة الثالوث القدوس ، كما أنها مستحيل أن تكون حَكَماً عليها . ولا يستطيع الإنسان مهما بلغ من فطنة أو معرفة وبحث أن يصل لهذه الحقيقة بنفسه !!!
[FONT=Arial]فالله هو من يُعلن عن ذاته للإنسان بيسوع المسيح في الروح القدس ، وهذا الإعلان يُعطى من الله للإنسان لكي يقوده للعلاقة معه أي مع الثالوث القدوس أي الله ، ويقوده إلى الشركة في حياة الثالوث القدوس كما يقول القديس يوحنا الرسول الذي تذوق عمق الشركة مع الثالوث القدوس بيسوع المسيح في الروح القدس حسب مقاصد الله :
[FONT=Arial]” أما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح ” ( 1يو1 : 4 ) في الروح القدس بالطبع ، وهذا هو كمال الخلاص وغايته النهائية ، ولذلك يقول القديس غريغوريوس النيصي عن عقيدة الثالوث أنها : [ العقيدة الخلاصية ] .
[FONT=Arial]مستحيل أن ندخل في عمق خلاص الله الحلو إلا بالشركة مع الثالوث القدوس ، لا بالكلام إنما بالخبرة والقرب من الله ، وان تسري فينا حياته بالروح القدس …
[FONT=Arial]وإيماننا الراسخ هو ما خطه الآباء في مجمع نيقية وه رداء نفوسنا إلى هذا اليوم وهو :
[FONT=Arial][ نؤمن بإله واحد الآب ضابط الكل …وبربٍ واحد يسوع المسيح ابن اله الوحيد … وبالروح القدس الرب المحيي … ]
[FONT=Arial]وسوف نستعرض شرح قانون التقوى أي قانون الإيمان ، وهذه العبارة التي فيها يتلخص إيماننا كله من خلال كتابات الآباء القديسين …