مقالات شبابية

حجر العثرة للشباب والشابات !!

لو اتكلمنا مع معظم شبابنا، وسألناه عن أولوياته وطموحاته .. هايقول الحاجات اللى هاقولها دلوقتى (ربما الاختلاف هايكون فى ترتيبها فقط):
1– عاوز اتخرج من الكلية بتقدير مناسب، وبدون ما أعيد مواد
2- عاوز وظيفة مرموقة، مش عاوز اتبهدل فى تدريب او وظايف لحديثي التخرج والكلام ده .. واذا كان لابد من فترة تدريب فى الأول، يبقى آخد فيها مرتب مجزى مش شوية ملاليم
3- عاوز رصيد فى بنك عشان تأمين المستقبل ومصاريف جواز
4- عاوز شقة حلوة وفى مكان مناسب عشان انا اكيد مش هاعرف احوش تمنها من مرتبي، وإلا كده مش هاتجوز الا بعد ال70 (وده اصبح مطلب للشباب والشابات، لأن كتير بيبقى اللى جايب الشقة هى الزوجة دلوقتى)
5- عاوز أقابل فتاة / فتى احلامى، وأهم الشروط: الجمال-المال- النسب المشرف – ذو وظيفة مناسبة- يكون فيه ترابط فكرى وثقافى واجتماعى …الخ

ولو كل ده اتحقق للشاب / الشابة .. هانلاقى ان الأولويات اتغيرت واصبح هناك اهتمامات جديدة .. لأنه المطالب والاهتمامات مش هاتخلص .. هانلاقيه بيفكر فى تأمين مستقبل الأولاد، وانه يشترى عربية، ازاى يزود من دخله أو يشوفله فرصة عمل افضل وكتير بيفكروا يسافروا بره ويعملوا دراسات عليا وكده ..

من خامس المستحيلات اننا نلاقى شاب مش بيفكر بنفس الطريقة ديه … كل ده من حق أي شاب .. ولو جينا بعد كده وسألنا الشاب .. لو خيروك بين وظيفتك أو مالك أو عربيتك أو شهادتك أو أى من ممتلكاتك، وبين أبوك أو أمك، هاتختار مين فيهم ؟؟
هايرد الشاب او الشابة وهايختار الأب والأم طبعاً وبدون تردد … تعرفوا ايه المشكلة هنا، فيه آيه بتقول: “من احب ابا او اما اكثر مني فلا يستحقني و من احب ابنا او ابنة اكثر مني فلا يستحقني” … عارفين ده معناه ايه ؟؟ معناه ان اولوياتنا محطوطة غلط مش فى اماكنها الصحيحة!!
كتير من المسيحيين ناس ناجحين، وكتير منهم رجال أعمال .. والأكتر منهم مسافرين فى بلاد بره وناجحين جدا فى شغلهم ومعاهم فلوس كتير .. بس هما مسيحيين على الأرض بس .. لكن هما مايستحقوش المسيح نفسه .. لأنهم وضعوا المسيح فى آخر أولاوياتهم واهتموا بما لغذاءهم الجسدي قبل غذاءهم الروحى !! للأسف زى ما قال الكتاب: “ما اضيق الباب و اكرب الطريق الذي يؤدي الى الحياة و قليلون هم الذين يجدونه” … احنا أول لما بنخش فى متاهات الحياة بنختار الباب الواسع وربنا بالنسبالنا بنروحله وقت الفراغ أو وقت الضيق بس .. مابنعرفش ربنا غير لما نحتاس ونقع فى مشكلة .. ليه كده ؟؟ الكتاب قال: “اذكر خالقك فى ايام شبابك” .. ليه الآية معكوسه وبنسمح للعالم انه يعيش جوانا بكل شهواته ومباهجه والدين بالنسبالنا اصبح روتين وطقس وتناول وخلاص!! فين حياتك الروحية!! فين الباب الضيق اللى هاتخش منه!! ولا انت خلاص اخترت الباب الواسع؟!
ليه الشباب دايما بتفكر ان الحياة الروحية ديه هى الحياة بتاعة الناس الكبار او ربما العواجيز!!! طب ولو افتراضنا كده، هو انت ضامن انك تعيش لحد ماتبقى عجوز؟!
ليه بنقعد نفكر ونحاول ندبر ونمخمخ لكل كبيرة وصغيرة ى امورنا المادية وعمرنا مابنقول “لتكن مشيئتك” يارب واختار انت يارب الصالح، ليه؟؟
ليه مش بندخل ربنا فى حياتنا بجد..؟؟ بس هاتدخله ازاى فى حياتك وانت اصلا مالكش علاقة ولا عشرة بيه ..؟؟
ليه بنعمل زى قايين لما كان بيدى لربنا أقل ماعنده عشان يتمتع هو بالباقى، ومش بنعمل زى هابيل اللى كان دايما بيعطى للرب افضل ذبيحة عنده!
خسارة الوقت بيضيع وحياتنا وصفها الكتاب قبل كده بوصف مخيف: “بخار يظهر قليلا ثم يضمحل”
ياريت نعرف ندى شبابانا لربنا وهو هايختارلك الصالح اللى انت مش هاتعرف تشوفه، هو اللى هايقدر يدبرلك حياتك كما يليق .. بس انت عيش معاه واعبده بقلبك مش بشفتيك ولا بالطقوس والروتين، لأ عيش معاه بجد .. اختبر محبته .. تذوق الرب .. زى ماقال داود النبي: “ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب” .. مهو طول ماحنا بعيد عنه مش هانتخيل مدى محبته ومش هانعرف نستمتع بيه ونتذوقه، قرب واتكلم معاه وقت طويل.. حسسه انه مش رقم اتنين ولا تلاته ولا اي رقم فى أولوياتك .. بل رقم 1 .. ماينفعش اى حد ياخد مكانه، ماينفعش اى شهوة تطرده من قلبك .. ماينفعش أى خطية تعشش جوا فكرك وتتسلط عليك .. انت مش زى أهل العالم .. انت مش متخلف عنهم بس انت لازم تبقى مختلف عنهم .. لو اخترت العالم ده يبقى وطنك، اشبع بيه .. بس ياخسارة بجد مش هاتعرف تشبع .. لأن يسوع بس هو اللى يقدر يديك المياه اللى لما تشرب منها ماتعطش أبداً … عيش معاه الأول عشان يساعدك هو على تحقيق باقى أولوياتك .. ويشيلك منها اللى هايضرك ويضيفلك اللى هايفيدك

أنت محطوط تحت أعظم ميكروسكوب .. السما بتتفرج عليك، بتشوفك هاتختار مين العالم ولا المسيح،انت معاك وعد من ربنا “انا قد غلبت العالم” اما انت فقد تحالفت مع العالم، ونسيت ان سلطان العالم ده هو ابليس، نسيت انك فى أهم فترة فى حياتك، فى أهم اختبار ممكن تخشه ,, أعظم امتحان .. مافيش اهم وأكبر ولا أخطر منه .. مش الثانوية العامة ولا البكالريوس هما اهم امتحانات هاتخشها .. بالعكس .. انت ممكن تخلص امتحان حياتك قبل امتحانات البكالريوس، ممكن قبل ماتشتغل، قبل ماتجمع فلوس، قبل ماتتجوز .. ممكن فى اى وقت يجيلك الملاك ويقولك الوقت انتهى .. وقت اجابتك انتهى .. هاتعمل ايه؟؟ هاتقوله استنى اصل انا شاب وعاوز اعيش حياتى بالطول وبالعرض؟؟ ولا ينفع تقوله سيبنى دقيقة ألحق أتوب؟؟؟
طب استنى لما اعترف واتناول؟؟
الوقت ده المفروض تستثمره فى تضخيم كنزك فى السما .. اعمل لنفسك رصيد فوق .. حوش فى السما وبلاش غباء !! فلوسك ومتعك وشهادتك وعربيتك ومراتك مش هاتعرف تخش بيهم القبر .. هاتسيب كل اللى معاك وهايتبقالك كنزك اللى عرفت تحوشه فى فترة حياتك.

أخيرا .. أحب أقول عن “مرحلة الشباب” هى حجر العثرة اللى واقف بين كل شاب وشابة وبين ربنا .. لأن نادراً مايكون حد فى سن الشباب وحاطط ربنا رقم واحد فى أولوياته .. وكأن الحياة مع ربنا مش بتبدأ فى السن ده ..
خسارة!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

Please consider supporting us by disabling your ad blocker!