التأملات الروحية والخواطر الفكرية

ثلاثة سهـــام قــــاتـــلـــة – ((السهم الأول))

image

+ لا يحتاج الشيطان سوى لثلاثة سهام كى يُسقط بها الانسان فى الخطية، أو يُبعده عن الطريق الروحى السليم .. ويُطلق الروحيون على الخطية انها قاتلة، لأن أجرة الخطية الواحدة هى الموت.
+ جميعنا نعلم ان قدرات الشياطين وذكاءهم يفوق كل قدرات البشر وحيلهم وخططهم، فلا يوجد من على الارض يستطيع ان يحلل ويعرف كيف يتصرف الشياطين وكيف يواجهون البشر بالاسهم القاتلة، وايضاً من الغباء الشديدة المحاولة وراء ذلك… لكن ما اكتبه هنا هو مجرد لمحة بسيطة وسطحية لأنواع الاسهم الموجهه دائماً فى اوجه البشر.

السهم الأول: الاغواء:
+ للاغواء صور عديدة لا حصر لها، لكن مضمونها واحد وهو جعل الخطية “شهوة” قلبية يشتاق اليها الانسان.
+ ربما نتعرض جميعنا لمثل هذه السهام، لكن الاختلاف هنا ان الاسهم لا توجه بشكل موحد او ثابت .. بل يتم اطلاق السهم على هدف محدد، وهو نقطة الضعف، كل انسان على حداه.
+ من المعلوم ان نقاط الضعف ليست واحدة عند الكل، لكنها بالطبع محفوظة ومدروسة من خلال الشيطان لأنه يعرفها من خلال سياق حياتك الذي يراقبه عن كثب لحظة بلحظة دون كلل او ملل.
+ من خلال النظر الى ما قد دمره الشيطان من الكثير من النفوس حولنا، يمكن حصر أسهم الاغواء الى نوعين:

– أسهم الشهوة الجنسية: ولا يمكن ان اقول “سهم الشهوة الجنسية” لأن هناك ايضاً صور مختلفة لهذه الشهوة طبقاً لدراسة الشيطان لشخصيتك وكيفية التسلل لها لإصابتك بأسهمه.
لا يضرب الشيطان سهم وحيد وينتظر اصابتك به، بل يضرب عدة اسهم لعل احدهم يصيب، ولهذا تتنوع صور أسهم الشهوة الجنسية، ومن الواضح ان الشيطان قد أعد أسهم قوية وكثيراً جداً حيث جعل العالم كله كأداة حرب ضدك بدل من أداة إعانة ومساعدة: بمعنى انك وان حتى اصبحت وحيداً فى غرفتك فيمكنه ان يُسقط من خلال الافلام الاباحية (فى التليفزيون او الانترنت).
فاللشاب: يمكنه ايضاً ان يسقطك فى زنى القلب بسهولة من خلال تشويه صورة حواء وجعلها تتزين بملابس معثرة، بل وجعل هذه الملابس هى “الموضة” وملابس العصر، بحيث يصعب بعض الشئ لحواء الخروج عنها او البحث عن خطوط موضة اكثر حشمة .. فلا تتعجب لأن الشيطان يعد كل الامور فى آن واحد للحرب معك.
وللشابة: يُزين لها الحب ويجعلها كورقة الشجر تتحرك مشاعرها مع أبسط نسمة هواء تأتى اليها، فتقع فى 1000 قصة حب وكثيراً ما تسقط هى معه فى زنى او حتى زنى قلبي، حتى وان بدت العلاقة كشريفة من بدايتها، لكن الشيطان قادر ان يعبث فى كل شئ ويخلق منه مجالاً للتصويب ببراعة.

– أسهم شهوة المال وتعظم المعيشة: ربما لا يستعمل الشيطان هذه النوعية من الاسهم مع الشباب كثيراً مثل أسهم الشهوة الجنسية، لكن يستخدم شهوة المال مع من هم اكثر نضجاً، أقصد الرجال، فلا تتعجب من كثرة سماعك عن الاقتصاد الضعيف لكثير من الدول وحتى الدول الكبيرة والغنية مثل دول أوروبا والولايات المتحدة او حتى الصين واليابان، تجد ان الرفاهيات عندهم هى اساسيات، فتجدهم يلهثون وراء المزيد من المال كى يستطيعوا تغطية كل مصاريفهم، بجانب المصاريف الباهظة للسكن فقط .. كل هذا بجانب ان العمل عندهم مقدس وشاق ويحتاج ساعات كثيرة، أما هنا فانتشار الفقر يجعل للجنيه اهمية بالغة ويجعل الحصول عليه امر حتمى للمعيشة الاساسية !!! وهذا كثيراً ما يجعل الانسان ينشغل عن صلاته وعن حياته مع الله.
انظروا الآن لهذا الجيل، فكل شئ يمكن فعله بالمال، يمكنك التحكم بمصائر وحياة البشر اذا كنت تملك المال، يمكنك ان تتحكم فى البورصة واسعار السلع الاساسية اذا كنت تمتلك مال لانشاء كبرى الشركات للسيطرة على السوق المحلى بالاحتكار!
المال هو من صنع العصابات والمافيا وجعل العالم كله يشبه المسرح، كل ممثل به يفعل دوره المنوط له مقابل حفنه من الجنيهات!
أما الكتاب فقد قال خلاصة الموضوع: “لا تقدرون ان تخدموا الله و المال” ووصع كل منهم بالسيد .. فحتماً اصبح المال سيد له عبيد يعبدونه ليل نهارفى كل العالم!

+ يوجد أسهم آخرى متنوعة للاغواء مثل محبة الشهرة او الكبرياء او النجاح من اجل اظهار الذات والافتخار بها، فلا حصر لإغواء ابليس …
+ السقوط والاستسلام للاغواء شئ منطقى ولكن ليس طبيعي !! بمعنى ان مع كثرة السهام ومع تنوعها الشديد ومع بُعد الانسان عن حضن الله، يمكن ان يصيب الشيطان اهدافه بسهولة حتى وان طال وقت السقوط، ولكن هذا ليس طبيعياً لأن الله لم يخلق مخلوقات (بشر) خطاة وساقطين، بل خلقهم على صورته ومثاله! فتلويث الخليقة تعنى اهانة للخالق نفسه، وهذا ليس بالأمر الطبيعي.
+ مع تقدم علم النفس والفلسفة، يمكن طرح العديد من الطرق للمعالجة، لكن أحداً منهم لن يشفى، يمكنه ان يسكن .. لكن الشفاء يحتاج التجديد، اى تبديل الخليقة العتيقة بآخرى جديدة، وهذا هو عمل الطبيب الاعظم، فقط هو من يمكنه التعامل مع مخلوقاته بالشكل الأمثل (وليس البشر أو مُسكناتهم).
+ السؤال هنا: كيف نسمح لله بالعمل الطبى فى نفوسنا؟؟
الاجابة: ليس علينا سوى الطلب بلجاجة له بأن يتدخل ليُكمل ضعفنا، فالسقوط فى الاغواء ضعف فى نفسية الانسان، فالانسكاب والانسحاق امام الرب والاعتراف امامه بالضعف الشخصي، وطلب قوته هو الحل الوحيد، مع العلم انه لا تستطيع قوة الانسان فى تجديد الطبيعة .. مهما بلغت .. نقول تقريباً يومياً آية من المزمور الخمسون، لكننا لا نعى معناها، الآية تقول: “فالذبيحة لله روح منسحق”، فالله يريد قلب خاشع مسكوب يترجى رحمته، يقول ايضاً الكتاب: ” يُسر الرب بخائفيه و بالراجين رحمته “، فعلينا الثقة بأن الرب الذي قال للمرأة الخاطئة: “إذهبي بسلام، ولا تعودى تخطئي” يستطيع ان يقول لكل شخص فينا اذهب بسلام .. ويتضح فى تفاسير الكتاب ان المسيح قد اعطى المرأة قوة منه بمنحه لها سلام خاص تستطيع به ان تكمل ضعفها وتقاوم اغواء الخطية .. هكذا هو الجهاد، المثابرة من اجل النفس الاخير حتى يأتى الشفاء دون ان نتوقع من الرب القدير .. فالرب قريب لمن يدعوه، وهو قد تألم مجرباً وقد تعرض له كل مجد لمحاولات مستميته من الشيطان كى يجعله يرتكب خطية واحدة.
وعلينا ايضاً القيام عند السقوط مهما حدث، لأن اليأس لا يُجلب الا خطايا وسقوط اعظم مما كان قبله، فلا ننسي ان السماء تفرح بخاطئ واحد يتوب أكثر من 99 باراً لا يحتاجون للتوبة، وهذا مثال صارخ لكى نقوم وننفض غبار الخطية ونطلب غفران الرب ورحمته وننتظر شفائه لأن الرب يريدنا ان نطلب هذا بأنفسنا ونسعى اليه بكل ما أتينا من قوة .. وهو دائماً معنا يقوينا ويحثنا ويشفى جراحنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

Please consider supporting us by disabling your ad blocker!