بعض الذكريات
بعض الذكريات
عند المغيبِ وشمسُ يومى تنقضى والنورُ غادر شرفتى وقمرتى
فمكثت وحدى و لم أفقْ من غفوتى إلا و دمعى يشتبكُ مع وجنتى
وترسـَّمت فى كل حائطِ صورة ٌ و كأنَّ صارتْ كالمتاحفِ غرفتى
فى كلِّ ركنِ ذكرى منها تنطلق تعبثُ بقلبى و تداعبُ مـُـقلتى
كم كان يهفو كالنسيمِ صوتـُها فيزولُ قلقى وتنفرجُ سريرتى
صـوت ٌ رقيـقٌ نابــع ٌ بمحبة ٍ يُصدى بأرجائى ويشعل ُ ثورتى
ويُحيل ُ حلمى واقعا ً كى ألمسه يمحو من الماضى الكئيب صورتى
صوت ٌ ترددَّ فى آذانى هامسا ً لاتنسنى أنت لى ذكرى بسمتى
لازلت ُ أذكر كلَّ نغم ٍرائع ٍ من قلبكِ حين يُخالج ُ نبضتى
يترنم ُ بأناشيدِ صار سماعُها أمرا ً عسيرا ًبات يُسهد مُهجتى
وعيونُك كانت برفق ٍ تبتسم أنظرُها فتزيدُ بروحى بهجتى
و تكــوَّن بالقلبِ بيت ٌ خالدُ جدرانُه نظراتى سقفه إرادتى
صارتْ عليه الدموعُ تنهمر كالسيل يجرفُ أساسَه بلا رحمة ِ
لازلتُ أذكر ُاول َ لقاء ٍ لنا حيت تلامست نظرتُك مع نظرتى
وتقابلتْ فى كل وقت رؤية ٌ جمعت قلوبنا فزادت نشوتى
هذا ولازلتُ أحسُّ بهزة ٍ تسرى بوجدانى و تعلو جبهتى
هل هذا حبٌ أم لعلهُ ياترى بعضُ التلثمِ قدْ أصابَ شفتى ؟
و قابلتها و فى كلِّ مرةٍ تنطلق همسات قلبى نحو حبيبتى
و الأن أكتبُ بعد زمن ٍقد مضى لازلتُ أذكرُ كلَّ شئِ برحلتى
عادت إلىَّ كلُّ ذكرى بعثتها و كأنها مسجونة ٌ بين رسالتى
ولازلتُ أحيا كلَّ يوم ٍدونَّها هذا ما يفعلهُ النصيبُ بقصتى
ًفمكثتُ وحدى بالمغيبِ عابسا أرقبُ شعاعَ الشمسَ يُخفى دمعتى
و كأنَّ نعمة ُ النسيانِ رحمة ٌ ِكى لا نعيشَ الحزنَ ألفَ مرة
وتعيشُ ذكرانا بنا بين الأضلع ِ كى تُبعثُ بالفرحِ عند كتابتى
فأراها تنشرُ فى العيونِ حكمتى و تزيلُ من بين القلوبِ مرارتى
و تُعين من فى ظل ذكرى اندثر وتعوِّضُ الخسرانَ حظا ً من حصتى
ولتعلموا أن الوفاء باقيا ً ولكنه الزمانُ يقود بسطوةِ
جاء المساءُ و معه يومٌ قادمٌ ستلوذٌ فيه من الهُمومِ ضحكتى
وأقول ُ يا قلبٌ هنيئا ً مرحبا ً اليومُ عادت من جديد ذكرتى