سهوا سقطن عاريات
سهوا سقطن عاريات
سألتني السماء البارحة..
عن قطرات ماء تائهة..
سقطن منها سهوا..
إن كنت قد رأيتها..
أم أحد سرقها..
لم أدر بما أجيب
والقطرات جمّة..
تتساقط هنا وهناك
سهوا كانت أم عمدا..
سألت السماء عن
شكلهن وألوانهن
وماذا كنّ يرتدين..
بكت السماء وأبكتني معها
لأنهن سقطن عاريات..
وسقوطهن سهوا
أضاع ملامحهن مع الأخريات..
و.. أمسين وكأنهنّ غانيات..
فلا السماء ترحم
ولا الأرض فيها رحمة الثقلان..
حزنت عليهن وكأنهن بناتي
لست أدري إن بات الحزن
هوايتي..
أم الحزن مصرّ على تخطي
ذاتي..
المهم أنها مجرد قطرات..
فعلت ما فعلت بإحساساتي
أخذتني إلى البعيد الماضي..
وأعادتني إلى حاضر
يأبه خفايا مستقبل آت..
وإني أخاف السهو..
ففي السهو الخطأ..
وفي الخطأ غلط..
وفي الغلط تشتمّ رائحة
السقوط..
يإلهي أحس وكأن الدنيا تلفّ
بي وتدور..
وكأن الأرض زلزلت تحت
قدميّ..
والسماء مطبقة على خافقي
والمستقبل لامحال آت
يحمل السهو على راحتيه..
وبدأت البحث عنهنّ..
عن قطرات هزتني قصتهن..
فربطت مصيري نفسيا
بمصيرهنّ..
وكأني بإيجادهن وحمايتهن
أستبق غدي في حماية
نفسي من سهو سقوط
كسهو سقوطهن..
فبحثت وأفرطت في البحث
وعبثا حاولت..
فلا أثر لوجودهن..
وتلفّ بي الدنيا من جديد
وتدور..
ويكاد يصيبني من الوجد
عليهن جنون..
ياإلهي..
اليوم فقط أيقنت..
كم الأرض خائنة بلا حدود..
والغريب فيها تائه ومفقود..
والكل على الأرض غريب
وليست وحدها القطرات..
فويلتاه.. لمن تشردّه
الغربتان..
غربة الأرض.. وغربة الذات
عن الذات..