النسر النازل من السماء الشماسة بنداذيا Πενταδία
بنداذيا Πενταδία : كانت زوجة لرجل ( نبيل ) يُدعى تيماسيوس ، هذا الرجل أضُطهد من أفتروبيوس ونفي إلى صحراء مصر ، ولكن زوجته التقية لم تتخل عنه ، بل تبعته إلى النفي وعانت هي أيضاً من الاضطهادات ، وفي إحدى المرات أرادت أن تتجنب القبض عليها ، فطلبت حصانة في إحدى كنائس القسطنطينية . وقد حاول افتروبيوس اختراق حصانة الكنيسة إلا أنه لاقى مقاومة شديدة من القديس يوحنا ذهبي الفم . وبعد إنقاذها رُسمت بنداذيا شماسة وكرست نفسها لخدمة الكنيسة . وقد دعاها القديس يوحنا ذهبي الفم ” المتعقلة ” (1) ، ومن الواضح أنها كانت موضع ثقة كبيرة لديه . يستطيع المرء أن يستنتج هذه النتيجة من الرسائل المتبادلة بينهما ، حيث كل مرة كانت تشغلها مشكلة معينة كانت تنقلها إلى أبيها الروحي ( القديس يوحنا ذهبي الفم ) لكي يرشدها إلى الأمور الضرورية لحل هذه المشكلة . هذه الشماسة المباركة بنداذيا Πενταδία كانت تبدو على الدوام غير مضطربة ، لأنه بينما كان يُشهر بها ، كانت تصبر على التشهير بروح هادئة وتستقبل الشتائم والإهانات بسلام وشكر . وقد دُعيت أيضاً بالنسر النازل من السماء لأنها بتحررها من الشهوات واجهت كل أمور الحياة بفاعلية ونشاط . ووُصفت أيضاً بالغيورة من أجل التقوى ، والثابتة في محبتها ، وبالميناء الرحب ، وبالسند ، وبحائط الأمان (2) ، وهي أوصاف تكشف عن خدمتها المتنوعة والعمل الذي قامت به هذه المرأة ، وقد قال القديس يوحنا ذهبي الفم في إحدى رسائله : [ إن خدمة بنداذيا معروفة في كل المسكونة ، وأن هذه الخدمة قد أثرت حتى في أولئك الذين هم من خارج الكنيسة وجاءت بنتائج إيجابية ] (3) وهذه الخدمة ( أي خدمة هذه الشماسة القديسة ) كانت لها علاقة بالكرازة والتبشير ، حيث يؤكد القديس يوحنا ذهبي الفم ] أن تقوى ووقار بنداذيا ، كانت كبيرة جداً حتى أن أولئك الذين لم يكن لديهم أي رغبة في موضوعات خاصة بالإيمان ، حولتهم لمؤمنين ] (4)