اللص على الصليب
اللص على الصليب
" اما نحن فبعدل لاننا ننال استحقاق ما فعلنا واما هذا فلم يفعل شيئاً ليس فى محله . ثم قال ليسوع اذكرنى يا رب متى جئت فى ملكوتك " (لوقا 23 : 41 , 42 )
لقد دخل خوف الله الى قلب هذا اللص ..
ورأس الحكمة ( أى بداية الحكمة ) هى مخافة الرب ( مزمور 111: 10 )
وخوف الله أتى بهذا اللص الى نور حضرة الله الذى دائما يُحدث نتيجتين :
الاولى : إدانة الذات .
والثانية : تبرير الله .
لقد رأى نفسه على حقيقتها فى النور , فقال " نحن بعدل ننال استحقاق ما فعلنا " والنتيجة الثانية انه اعترف الاعتراف الحسن عن الرب الذى ( لم يفعل شيئاً ليس فى محله )
فالشعور بالذنب , والذى يجريه الله فى النفس , بينما يدين الذات , يبرر الله فى نفس الوقت . وهذا ما فعله اللص التائب فى نور الله رأى مذنوبيته , ورأى قداسة الله . ولقد قسم الله لهذا اللص أن يؤدى شهادة قوية لكمال المسيح الأدبى " لم يفعل شيئاً ليس فى محله ".والله عرف كيف يضاعف النور فى قلب هذا اللص . كان مجد المصلوب محتجباً خلف إتضاعه العميق , لكن ذلك الشخص اعترف به رباً . ومع ان الرب كان على راسه اكليل من الشوك سخرية به , إلا ان ذلك اللص تطلع إليه كالملك صاحب الحق فى المُلك ( لوقا 23: 42 )
وعلى الصليب لم يكن هناك مفر من الموت , ومع ذلك أيقن ذلك اللص ان الرب سوف يأتى فى ملكوته .
غير ان هذا لم يكن ختام المطاف . قال ذلك اللص فى ضيقه وآلامه "أذكرنى يا رب متى جئت فى ملكوتك "
إنه لم يطلب خلاصاً من موت الصليب , لكنه تعلم من الله ان له فى الرب يسوع مخلصاً يستطيع ان يخلصه لو كانت هذه إرادته . لكنه طلب شيئاً واحداً هو ان يذكره الرب ليكون بالقرب منه .
قال له يسوع " الحق أقول لك إنك اليوم تكون معى فى الفردوس " . وهذا ما كانت نفس ذلك اللص تتوق إليه " اليوم " وليس فى المستقبل أعطيت له أمنيته . فى نفس ذلك اليوم " تكون معى " � إنها الطلبة التى تمناها والرب بموته كان يعد الطريق الى تحقيق هذه البركة .
نعم .. إن عمل النعمة فى جلجثة قد استحدث شيئاً جديداً ومجيداً . ان الملكوت له مجده بكل تأكيد , لكن هناك ما هو أمجد , ذلك هو الوجود مع المسيح فى الهناء الأبدى .
بحبه يرتوى الخطاه .. وقربه مرتع الهنا
وعنده مورد الحياه .. يُشفى به العليل __._,_.___

