الجديه فى المشوار
بطريركية الأقباط الأرثوزكس
الكنيسه المرقسيه الكبرى بالازبكيه
القاهره
الجدية فى المشوار
القس مكارى يونان
– كل عمل فى حياة الانسان يحتاج الى جدية لكى ينجح
– و ليس أهم من الخلاص و الحياة الابدية فى مشوار غربة الانسان …
– فلو تراخى الانسان فى كل عمل, فعليه ان يهتم جداً بخلاص نفسه و حياته الابدية
لأن الأمر جد خطير …
1- جدية التوبة
* السؤال الأول و الخطير:
– هل أنت تحيا فى توبة حقيقيه…؟
– هل أقدامك على الطريق …؟
الإجابة ليست كلاماً … بل ثمراً يؤكد حياة التوبة. فحياة التوبة ليس فيها خطايا مكررة …
* و السؤال الثانى و ايضاً خطير:
– هل لم تقدم توبه حتى الآن …؟
+ إحذر …
فالوقت مُقصر – و النهاية مُره
"فالله الآن يأمر الناس فى كل مكان أن يتوبوا متغاضياً عن أزمنة الجهل" (أع 30:17)
+ و إقرأ عدد 3 و ايضاً عدد 5 من الاصحاح 13 من بشارة القديس لوقا …
الكلام واحد فى العددين:
"إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون …"
+ فالإبن الضال فى الوقت الذى قال فيه:
"أقوم و أذهب الى أبى …"
"قام و جاء الى ابيه فى الحال …"(لو 15)
+ واللاوى العشار (الخاطئ) الذى كان يجلس عند مكان الجباية, عندما قال له الرب يسوع:
"إتبعنى…"
"ترك كل شئ و قام و تبعه …" (لو5)
فى الحال …
فهل انت قمت …؟
أم هل تقوم الآن …؟
لا تتوانى … قم و إرجع للرب مُخلصك الذى ينتظرك …
بل هو يمد يده إليك … ويقول لك قم الآن …
2- جدية قمع الجسد
* مشوار الايمان ليس هو عرج بين إهتمام الجسد و الحياة الروحانية:
"بل أقمع جسدى و أستعبده …" (1كو27:9)
+ فرجال جدعون قاضى إسرائيل, الذين إنتصروا فى الحرب هم الذين كانوا يأخذون حفنة ماء و هم فى الطريق (حياة روحانية) – أما الذين جثوا على ركبهم للشرب (حياة الجسد) – فأولئك لم يصلحوا للحرب فرفضهم الرب (قض 7)
+ نحميا, و قد وضع فى قلبه أن يبنى أسوار أورشليم و كانوا قد نصبوه والياً, قال:
"إثنتى عشرة سنه لم آكل أنا و لا إخوتى خبز الوالى" (نح 5)
أى لم يحيا أو يأكل و يشرب كوالى بل كإنسان عادى.
+ الآباء الرسل, و الذين كانوا معهم على جبل الزيتون و عاينوا صعود الرب يسوع
و بعد الصعود – "رجعوا الى أورشليم … و لما دخلوا صعدوا الى العُليه …
هؤلاء كلهم كانوا يواظبوا بنفس واحدة على الصلاة و الطلبة …" (اع12:1)
* لم يُفكروا فى أكل او راحة و لا ضيعوا وقتاً لأنهم انتظروا موعد الآب, اى سكيب الروح القدس. إنتظروه بجدية فإنسكب عليهم بفيض …
+ والرسول بولس يقول:
"إن كان الطعام يعثر أخى فلن آكل لحماً الى الأبد لئلا أعثر أخى … (1كو 13:8)
+ فإعزم الآن أن تترك حياة الجسد و تسلك بالروح – وأطلب من الرب نعمة.
"لأن إهتمام الجسد هو موت و لكن إهتمام الروح هو حياة و سلام …" (رو6:8)
"ولأن إهتمام الجسد هو عداوة لله …" (رو7:8)
3- جدية الترك
أى بجدية نترك كل شئ من أجل الملك المسيح (أى نُخرج كل محبة غريبة من قلوبنا…)
+ الرسول بطرس:
يقول: "ها قد تركنا كل شئ و تبعناك …" (مت 27:19)
+ وأبونا إبراهيم يقول له الرب:
"إذهب من أرضك و من عشيرتك, و من بيت أبيك الى الأرض التى أريك …" فذهب إبرام كما قال له الرب (تك 12)
+ المؤمنون فى الكنيسة الأولى:
"الذين كانوا أصحاب حقول أو بيوت كانوا يبيعونها و يأتون بأثمان المبيعات … و يضعونها عند أرجل الرسل فكان يوزع على كل أحد كما يكون له إحتياج … " (أع 4)
* وأنت …
هل تترك من قلبك كل ملكية باطلة و تطلب أن يملك عليه الرب
وحده …؟
آمين…
أطلب النعمة الآن …
و قل للرب – أنت أخليت ذاتك, و تركت عرشك و مجدك من أجلى – وأنا الآن ساعدنى أن أترك كل شئ من أجلك – آمين.
4- جدية التضحية
إن كنت تحب مسيحك فلا بد أن تضحى لأجله بكل غالٍ و رخيص.
* فإن الشهداء و القديسين ضحوا بأرواحهم حباً فى الملك المسيح…
+ وأبونا إبراهيم …
ضحى بإبنه وحيده الذى يحبه إسحق
– و ذهب فى الصباح الباكر بحسب أمر الرب ليقدمه مُحرقة على الجبل
– لأنه يحب الرب أكثر من إبنه وحيده و لكن الرب لم يدعه يكمل المحرقة و أرسل له خروفاً بدل إسحق (تك 22)
+ و يقول الرسول بولس:
"ولكن ما كان لى ربحاً فهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارة … بل أنى أحسب كل شئ أيضاً خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربى الذى من أجله خسرت كل الأشياء وأنا أحسبها نفاية لكى أربح المسيح … وأوجد فيه" (فى 7:3)
+ والرسول بطرس:
كان صادقاً و مخلصاً جداً حين قال للرب يسوع:
"ولو إضطررت أن أموت معك لا إُنكرك … (مت 35:26)
و بالفعل إستشهد القديس بطرس من أجل إسم الملك المسيح و حُباً فيه …
+ فهل مخلصك المسيح هو الغالى فى حياتك؟
· إن كان كذلك … فتعال بكل غالٍ عند قدميه و إكسر قارورة الطيب .. و قل له:
+ ليس عندى أغلى منك يا مخلصى…
+إستلمنى الآن من جديد و أملك على قلبى و حياتى
+ و فى إسمك أدعو الآب المبارك أن يحل فى قلبى
+ وإسكب فىَ روحك لأكمل معك و بك كل المشوار.
+ و إعطنى نعمه لأكون جاداً فى طلبتى.
+ وأكمل مشوار غربتى بجدية …
آمين

