اللاهوت الطقسي

تابع الصعوبات في عقيدة الثالوث القدوس – تابع شرح من منطلق الخلاص والتدبير الإلهي (3)

[COLOR=Navy]للرجوع للموضوع السابق أضغط
هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــا


(3) بعض الصعوبات
التي تقف ضد فهم الإنسان للثالوث القدوس ؟

إذا كان الإنسان هو محصلة المجتمع بكل ما فيه من تعليم وفكر سائد وظنون وخبرات متنوعة … الخ
فما هي الأفكار والاختبارات السائدة التي تغلق وتسد طريق الرؤية الصحيحة لوجود ثلاثة أقانيم في جوهر واحد لا تعددية فيه ولا انفصال ، ولا أقليه ولا أولوية ولا أسبقية لأقنوم على آخر ، ولا بداية فيه لأقنوم عن آخر !!!

خبرةالتعدد والأعداد :
خبرة التعدد هي أول مايتلقاه الإنسان منذ طفولته فمنذ بداية حياته الأولى ، يجد الطفل حوله كم من البشر ، له أبوان مختلفان شكلاً وحجماً وصوتاً وملامح ، وكل واحد فيهم منفرد عن الآخر ، ويحيط به الأب والأم والجد والجدة … الخ ، بل ويجد في الشارع أعداد من الناس المختلفة في الشكل واللبس والطباع والأحجام … الخ

وفي البلوغ يدرك الفوارق في الطباع .. كل هذا يطبع في عقل الإنسان شعورًا عميقًا واضحاً بالاختلاف والتعدد …
بل أيضاً منذ الصغر يتعلم الأرقام ، وهذا أثر تأثيراً مباشراً على كلمة الثالوث في عقلية الإنسان ، فحينما يسمع كلمة ثالوث يذهب العقل على الفور وتلقائياً بسبب خبرة الطفولة والنمو والإدراك ، إلى رقم 3 …

وحينما يحلل موضوع الثالوث يأتي على الفور بالشرح المقنع للعقل وهو نتيجة حاصل ضرب 1 في 1 في 1 = 1 في حين أن ظللنا نضرب 1 في ألف مليون 1 سنظل النتيجة = 1
إذن هذا لا ينطبق على الثالوث القدوس وبالتالي يصير مغلوطاً في شرح الثالوث ومعرفته !!!

ومشكلة التعددية والشكل الذي رأيناه منذ الصغر ، وقد تبرمج العقل عليه تلقائياً وبسهولة ، صار العقل دائم التصور بأن هناك أول وثاني وثالث ، من جهة الأب والأم ثم الابن ثم بدوره ياتي بابن آخر ، صار في نظرنا أنه يوجد ترتيب ، وكما نشرح ونقول عن الثالوث حينما نسمع عن آب وابن وروح قدس ، يأتي الشرح والتفسير ملازماً لأقنوم أول وأقنوم ثاني وثالث !!!

مع أنه [COLOR=Red]لا يأتي في الثالوث القدوس ترتيب أول وثاني وثالث ، وأن ذكرها البعض في الشرح أو التفسير هو من جهة الاستعلان فقط لا غير ؛ بمعنى أن الآب هو أول من سمع عنه الإنسان ثم عن الابن والروح القدس ، فالترتيب هو ترتيب المعرفة بالنسبة للإنسان فقط

ولكن الله [COLOR=Red]ثالوث قدوس مساوي ليس فيه أول ولا ثاني ولا ثالث ، لئلا يصير هناك ما هو قبل وما هو بعد وبذلك لم يكن جوهر واحد ويصير ثلاثة آلهة وهذا ليس الله أبداً – بل حاشا أن نقول هذا على الإطلاق …

[COLOR=Red]كل قوانين العدد ومشتقاته لا تنطبق على الله ، فالله ليس فيه واحد وأثنين وثلاثة ، وليس فيه أول وثاني وثالث ، كل قوانين العدد لا تنطبق عليه ، وبالتالي قانون الأولوية لأحد لا تنطبق عليه على الإطلاق ؛ الله ليس ثالوث عددي بحسب فكر البشر ، بل هو ثالوث قدوس مساوي ذو جوهر واحد ، حسب شخصه الحي وما أعلنه عن نفسه ، إذ هو الكائن بذاته أصل الكيان وكل موجود بل هو الوجود والحياة المطلقة …

– يتبع –

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

معاني الكلمات في الأصحاح

إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

Please consider supporting us by disabling your ad blocker!