العلم هل يجلب الغم
يتساءل البعض عن معنى الايه الموجوده فى سفر الجامعه التى تقول “لان فى كثرهالحكمه كثره الغم والذى يريد ان يزيد علما يزيد حزنا”(جا1:18) فهل الحكمه والعلم يزيدان الانسان غما وحزنا؟او ما هو المقصود بهذه الايه ؟
فى الحقيقه ان سفر الجامعه يقدم صوره بائسه للبشريه التى انفصلت عن الله بالخطيه ففقد كل شئ معناه وصار باطلا ففى البدايه كان كل شئ حسنا جدا ولكن بعد ان سقطت الخليقه فى قبضه الشيطان افسدها وصار يتلذذ بمعاناه الانسان ويتفنن فى ابتكار امور الشر التى تجعله يعانى ولهذا كان مجئ المسيح بالتجسد والفداء لينير الحياه والخلود مره اخرى ويعيد لكل شئ معناه الاصيل المفرح .
*فما يقوله سليمان الحكيم فى هذا السفر هو لسان البشريه بعد السقوط وقبل مجئ المخلص.
*هنا الحكمه فى هذه الايه المقصود بها الحكمه الارضيه المنفصله عن شركه الله وهى التى وصفها الانجيل بانها” ليست هذه الحكمه نازله من فوق بل ارضيه نفسانيه شيطانيه”(يع3:15)فهذه الحكمه تولد غما وحزنا اذ ان فيها “غيره وتحزب وتشويش”(يع3:16).
*وهذا ما نراه عندما نعرف باخبار ومشاكل وصراعات العالم وكيف يدبر الناس شرورا لبعضهم وكيف يستعملون الحيله والدهاء والعنف فهذه الامور تزيدنا غما وحزنا اما الاخبار الساره فهى فى انفتاح قلوبنا على محبه المسيح الصادقه والتلذذ بها والتمتع برعايته والتامل فى كلماته الحيه .
*لذلك يقول القديس مار اسحق السريانى ان “محبه العلم غير المملحه بحب يسوع وفعل الروح القدس هى غريبه عن العالم الجديد وهى ليست لها القدره على قطع الالام (ازاله الخطيه)من النفس” لذلك هى تضر الانسان وتتعبه ولا تكون سبب فرح له بل تنحرف به بعيدا عن الحياه الحقيقيه .
القس يوحنا نصيف