مقالات شبابية

العزوبية


يعتبر كثير من الشباب والشابات أن الزواج جزء من مستقبلهم، فمعظم الناس يفكرون بالزواج ويحلمون به ويخططون له في سنواتهم المبكرة. ورغم أن عدد العزاب والعازبات في ازدياد لاسيما في الغرب والارتياح لأنماط حياة العزوبية في تزايد أيضاً، إلا أن هناك خوف وفزع من أن يعيش الشباب أو الشابات حياة العزوبية ولا يختبروا علاقة حميمية!!

أولاً: أسباب العزوبية

1- الظروف

هي سبب عزوبية كثيرين من الرجال والنساء، فربما يسعون إلى إكمال تعليمهم، أو نجاحهم المهني مما لا يترك لهم وقتاً كافياً لتطوير علاقات. وربما ينوءون تحت وطئة ظروف عائلية مثل تحمل مسئولية الوالدين أو بعض أطفال العائلة أو ربما لم يقابلوا الشخص المناسب.

2- الاختيار

البعض اختار حياة العزوبية لنفسه، وهؤلاء يحسون براحة تامة في عيشهم وحدهم.. يحبون- مثلا- الانطلاق دون قيود إلى دول أخرى لقضاء أجازة فوراً ودون إستشارة أحد أو موافقته. أو وربما يكون الدافع هو الخوف؛ الخوف من الالتزام أو الاعتماد على الشخص الآخر أو الخوف من الهجر.

ثانياً: مميزات العزوبية

§ تعطي العزوبية فرصة لتطوير الشخصية وتشكيلها، وذلك بخلاف من تزوج وأنجب والذي لا يجد متسعاً من الوقت لذلك.

§ تعطي العزوبية فرصة لتطوير صداقات عميقة، تُشبع حاجات كثيرة في الشخص.

§ تعطي العزوبية فرصة للعزلة والخصوصية… بالطبع أكثر من المتزوجين.. يفكرون وينامون ويبدعون دون مقاطعة من أحد.

§ تعطي العزوبية فرصة لحرية أكبر في الحركة والتنقل في المجتمع، مثل الإستجابة لفرص العمل الجديدة ومتابعة هوايات واهتمامات متنوعة.

§ تعطي العزوبية فرصة للبساطة، وهذا شيء جيد يختلف عن تعقيدات الحياة الزوجية. فعندما يرغب الأعزب في شراء سيارة، فإن القرار ينصب فقط على حاجاته ورغباته، أما المتزوج فلابد أن يُدخل في حسبانه رغبات الزوجة والأولاد.

ثالثاً: مساوئ العزوبية

§ الإحساس بالوحدة هو أحد الصراعات الكبيرة في حياة الكثيرين من العزاب. إنهم- بعد فترة من حياة العزوبية- يشعرون بالحاجة إلى التواصل مع شخص أخر، خاصة من الجنس الآخر.

§ غالباً ما يحس العزاب بأنهم مهملون أو منبوذون من المجتمع ومن المتزوجين، لأن معظم المجتمع مصمم للمتزوجين وللعائلات، فينعزلون أو يشعرون بالانعزال عن الآخرين.

§ إمكان خلق إحباطات وضغوطات جنسية، نتيجة غياب الإشباع الجسدي، وهذا يشكل صراعاً مستمراً لدى عزاب كثيرين وجهاداً ربما يكون يومياً.

§ صراعات أخرى مثل البحث عن الهوية ضمن مجتمع المتزوجين وتطوير نمط الحياة وحدهم دون شريك وسوء الفهم من العائلة والأصدقاء…الخ

رابعاً: نظرة الكتاب المقدس للعزوبية

قال هارتلي: “لم يتزوج يسوع قط وكان إنساناً طبيعياً، ولم يتزوج بولس وكان إنساناً طبيعياً، ولم يتزوج يوحنا المعمدان وكان طبيعياً. والتاريخ ملئ بالرجال الطبيعيين والنساء العاديات الذين لم يتزوجوا قط. ونحن نحتاج أن نفهم أن المرء الواحد عدد صحيح”.

ونورد هنا نص كتابي عن الموضوع:

25وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ، وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ، أَنْ يَكُونَ أَمِيناً. 26فَأَظُنُّ أَنَّ هَذَا حَسَنٌ لِسَبَبِ الضِّيقِ الْحَاضِرِ. أَنَّهُ حَسَنٌ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَكُونَ هَكَذَا: 27أَنْتَ مُرْتَبِطٌ بِامْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبْ الانْفِصَالَ. أَنْتَ مُنْفَصِلٌ عَنِ امْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبِ امْرَأَةً. 28لَكِنَّكَ وَإِنْ تَزَوَّجْتَ لَمْ تُخْطِئْ. وَإِنْ تَزَوَّجَتِ الْعَذْرَاءُ لَمْ تُخْطِئْ. وَلَكِنَّ مِثْلَ هَؤُلاَءِ يَكُونُ لَهُمْ ضِيقٌ فِي الْجَسَدِ. وَأَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُشْفِقُ عَلَيْكُمْ. 29فَأَقُولُ هَذَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ: الْوَقْتُ مُنْذُ الآنَ مُقَصَّرٌ، لِكَيْ يَكُونَ الَّذِينَ لَهُمْ نِسَاءٌ كَأَنْ لَيْسَ لَهُمْ، 30وَالَّذِينَ يَبْكُونَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَبْكُونَ، وَالَّذِينَ يَفْرَحُونَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَفْرَحُونَ، وَالَّذِينَ يَشْتَرُونَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَمْلِكُونَ، 31وَالَّذِينَ يَسْتَعْمِلُونَ هَذَا الْعَالَمَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَعْمِلُونَهُ. لأَنَّ هَيْئَةَ هَذَا الْعَالَمِ تَزُولُ. 32فَأُرِيدُ أَنْ تَكُونُوا بِلاَ هَمٍّ. غَيْرُ الْمُتَزَوِّجِ يَهْتَمُّ فِي مَا لِلرَّبِّ كَيْفَ يُرْضِي الرَّبَّ، 33وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجُ فَيَهْتَمُّ فِي مَا لِلْعَالَمِ كَيْفَ يُرْضِي امْرَأَتَهُ. 34إِنَّ بَيْنَ الزَّوْجَةِ وَالْعَذْرَاءِ فَرْقاً: غَيْرُ الْمُتَزَوِّجَةِ تَهْتَمُّ فِي مَا لِلرَّبِّ لِتَكُونَ مُقَدَّسَةً جَسَداً وَرُوحاً. وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجَةُ فَتَهْتَمُّ فِي مَا لِلْعَالَمِ كَيْفَ تُرْضِي رَجُلَهَا.

35هَذَا أَقُولُهُ لِخَيْرِكُمْ لَيْسَ لِكَيْ أُلْقِيَ عَلَيْكُمْ وَهَقاً، بَلْ لأَجْلِ اللِّيَاقَةِ وَالْمُثَابَرَةِ لِلرَّبِّ مِنْ دُونِ ارْتِبَاكٍ.” (كورنثوس الأولى 7: 25- 35)

هذا الجزء من كلمة الله يتكلم عن ميزات كثيرة للرجال والنساء الأتقياء، نوجزها في الأتي:

1- التحرر من المتاعب

لا يقلل الرسول بولس من قيمة الزواج، ولكنه يقول إن له تبعاته ومسئولياته: “28لَكِنَّكَ وَإِنْ تَزَوَّجْتَ لَمْ تُخْطِئْ. وَإِنْ تَزَوَّجَتِ الْعَذْرَاءُ لَمْ تُخْطِئْ. وَلَكِنَّ مِثْلَ هَؤُلاَءِ يَكُونُ لَهُمْ ضِيقٌ فِي الْجَسَدِ. وَأَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُشْفِقُ عَلَيْكُمْ(عدد 28). إن الاهتمام بشخص واحد أسهل من الاهتمام بعائلة كاملة.

2- التحرر والانطلاق للخدمة

بالطبع، يملك العزاب وقت فراغ للقيام بعمل الله أكثر من المتزوجين، والوقت مقصر كما يقول بولس الرسول: “29فَأَقُولُ هَذَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ: الْوَقْتُ مُنْذُ الآنَ مُقَصَّرٌ، لِكَيْ يَكُونَ الَّذِينَ لَهُمْ نِسَاءٌ كَأَنْ لَيْسَ لَهُمْ، 30وَالَّذِينَ يَبْكُونَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَبْكُونَ، وَالَّذِينَ يَفْرَحُونَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَفْرَحُونَ، وَالَّذِينَ يَشْتَرُونَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَمْلِكُونَ، 31وَالَّذِينَ يَسْتَعْمِلُونَ هَذَا الْعَالَمَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَعْمِلُونَهُ. لأَنَّ هَيْئَةَ هَذَا الْعَالَمِ تَزُولُ.” (أعداد 29- 31). وعليه، فالمتزوج يخصص وقتاً أقل لخدمة الآخرين عن العزاب.

3- التحرر من القلق على العائلة

وهو ما يدعوه بولس الرسول “هماً” :” 32فَأُرِيدُ أَنْ تَكُونُوا بِلاَ هَمٍّ. غَيْرُ الْمُتَزَوِّجِ يَهْتَمُّ فِي مَا لِلرَّبِّ كَيْفَ يُرْضِي الرَّبَّ، 33وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجُ فَيَهْتَمُّ فِي مَا لِلْعَالَمِ كَيْفَ يُرْضِي امْرَأَتَهُ. 34إِنَّ بَيْنَ الزَّوْجَةِ وَالْعَذْرَاءِ فَرْقاً: غَيْرُ الْمُتَزَوِّجَةِ تَهْتَمُّ فِي مَا لِلرَّبِّ لِتَكُونَ مُقَدَّسَةً جَسَداً وَرُوحاً. وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجَةُ فَتَهْتَمُّ فِي مَا لِلْعَالَمِ كَيْفَ تُرْضِي رَجُلَهَا” (أعداد 32- 34). فالمتزوج يهتم كثيراً برفاهية أسرته، سواء من ناحية الحاجات المادية أو موضوع المصلحة الروحية حيث يجب أن يهتم بالنمو الروحي لجميع أفراد العائلة أو الصحة العاطفية للشريك وللأطفال.

ولكن دعونا ننظر إلى الموضوع من المبدأ العام المذكور في (كورنثوس الأولى7: 7): “…. كُلَّ وَاحِدٍ لَهُ مَوْهِبَتُهُ الْخَاصَّةُ مِنَ اللهِ. الْوَاحِدُ هَكَذَا وَالآخَرُ هَكَذَا.”

المصدر : مدونة يسوع المسيح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

Please consider supporting us by disabling your ad blocker!