الصليب خشبة ممدوة
ما الصليبُ
انظرْ إليهِ
انظرْ إليهِ
خشبةٌ ممدودةٌ
مثلُ انسانٍ
فاتحٍ ذراعيهِ
ليضمَّ إليهِ العالمْ
ما الصليبُ
انظرْ إليهِ
انظرْ إليهِ
مرتفعاً حتى السماءْ
في وهجِ الضياءْ
ليرفعَ معه العالمْ
إذا الصليبُ يوماً
ألقى بظلِّه عليكَ
فعانقْه
يكونُ لكَ
الطريقَ
والحقَّ
والحياةْ
إن تحملِ الصليبَ
يحملُكَ
ويكونُ لكَ
مُنتهى الغبطةْ
t
من أنتَ
أيها الضياءُ العذبُ
الذي يملأُ كياني
ويُشرِقُ على ظلماتِ قلبي؟
تقودُني بِيَدي
مثل أمٍّ
إن تتركْني
أعجزُ أن أخطوَ
خطوةً واحدةً
إن ترذلْني
أغرقُ في العدَمْ
أنتَ المنُّ الطيبُ المذاقِ في حلْقي
أنتَ الشعاعُ الوامضُ كالبرقِ
أنتَ نشيدُ الحبِّ اللامتناهي
أقربُ إلى ذاتي
من ذاتي
وأعمقُ فيَّ
من قلبي
يا من يفوقُ كلَّ تصورٍ
ويعلو فوق كلِّ اسمٍ
إيها الروحُ القدسُ
الحبُّ الأزلي
t
عندَ الصليبِ
وقفتُ معكِ
اليومَ
وعرفتُ
كما لم أعرفْ
من قبلْ
أنكِ صرتِ إمَّنا
لمّا وقفتُ معكِ
اليومَ
عند الصليبْ
t
أيتُها الأمُّ الكليَّةُ القدرةْ
يا مليكةَ السلامْ
بِصَلاتكِ
احفظي من كلِّ شرٍّ
جميعَ المكرَّسينَ لكِ
وانقشي اسمَهم
في قلبكِ الطاهرْ
يا بهاءَ الكرمَلِ
علِّمينا
أن نحبَّ المسيحَ
ولا نحبَّ سواه
ونتبعَه بثباتٍ
ولا نتبعَ سواه
يا مليكةَ السلامْ
علِّّمينا
أن نحبَّ صليبَ المسيحِ
يا أمَّ يسوعَ وأمَّنا
أنتِ التي
تّهدي خُطانا
وتسيرُ أمامَنا
علِّمينا
أن يكونَ المسيحُ سلامَنا
ويكونَ المسيحُ ملكَنا
]يا أمَّ النِّعَمْ
أعطينا
أن نحبَّ المسيحْ
t
أيتُها العذراءُ الطوباويةْ
مريمُ
سيدةُ جبلِ الكرملِ
يا مليكتي
وأمّي
بين يديكِ
أضعُ نذوري
وأسلمُ لكِ ذاتي بكلّيتِها
لأكونَ أمةً لكِ
أعطيني
أمّي
ابنَك الحبيبْ
واطلبي لي منهُ
أن يقبلَ حياتي قرباناً
يصيرُ مع قربانِه على الصليبِ
واحداً
لمجدِ الآبِ وخلاصِ النفوسْ
باسم الآبِ والابنِ والروحِ القدس. آمين
بعدَ سيرٍ طويلْ
ها أنذا
لكَ بكليَّّتي
من غيرِ رجوعْ
وإلى الأبدْ
هل من يفهمْ؟
تنحني على أصغرِ خلائقِك
وتمدُّ لي يدَك
فلا أعودُ أتركُها
كلُّ ما كنتُ أملكُه
صارَ في نظري هباءْ
كلُّ ما أحببتُه يوماً
تركتُه ورائي
ها أنذا
لكَ بكلّيتي من غيرِ رجوعْ
وإلى الأبدْ
أعطيتُكَ إرادتي
إنها لكَ
خذْ كلَّ شيءٍ
من غيرِ رجوعْ
وإلى الأبدْ
حياتي باتتْ تدورُ حولَ مذبحِكَ
حيثُ يخفُقُ القلبُ
الذي يغمرُني
بدَفْقِ حبِّه
ولا يزالُ
في كلِّ لحظةٍ
يجذبُني إليهِ بقوةْ
ربي وإلهي،
أنتَ هديتَني في ليلٍ
كادَ ألاّ ينتهي
كادتْ قوايَ أن تخونَني
وما مِن نورٍ يلوحْ
وكادَ قلبي أن يتجمّدَ
مِن شِدَّةِ الألمْ
لمّا طلعَتْ نجمةٌ
لطيفةُ الضياءْ
فتبعتُها
حتى وصلتُ
أمامَ بابِ الكنيسةِ
فانفتحْ
أنا وُلِدْتُ من جديدْ
وُلِدْتُ من جديدْ
لأنَّ شُعلةَ حياتِكَ القدوسةَ
تضْطرِمُ فيَّ
قلبي مغارةٌ
وانتظارُ
لنْ يطولَ
لأنَّ مريمَ
أمَّكَ وأمّي
وضعتْ في قلبي
إبنَها المولودْ
آه!
ما مِن قلبٍ
يستطيعُ أن يدركَ
ما تعدُّه
لمنْ يحبّونَكَ
أنتَ لي
أنتَ معي
حيثُما تأخذُني دروبُ الحياةْ
أنتَ معي
ولن يستطيعَ شيءٌ
أن يفصُلَني عن حبِّك
أبداً