اللاهوت الطقسي

الفصل الخامس: القداس الإلهى رحلة توبة



الفصل الخامس: القداس الإلهى رحلة توبة

الفصل
الخامس: القداس الإلهى رحلة توبة

+
قداسنا هو رحلة توبة وحفلة سماوية وكما يقول ذهبى الفم: “حياة الإنسان
المسيحى محصورة بين قداسين.. قداس حضره وخرج يكرز بالقيامة التى فيه.. وقداس منتظر
أن يحضره فيستعد له بالتوبة وفحص حياته كل يوم”.

 

تعالوا
بنا نتمتع بهذه الرحلة من خلال قداسنا الجميل:

مقالات ذات صلة

 

 1-
تقديم التوبة

عن
طريق إختبار النفس وفحص الحياة الداخلية للكاهن والشعب.

 

+
الكاهن وقت صلاة الإستعداد (التى يقولها سراً على المذبح قبل فرش المذبح) بيعترف
بخطيته ويترجى مراحم الله ويعلن ثقته فى قبول الله له.

 

+
للشعب.. أثناء تقديم الحمل حيث تصلى الكنيسة كلها كيرياليسون.. فهى دعوة ليست لفحص
الحمل فقط بل دعوة أيضاً لفحص حياتنا كلنا وتقديم توبة جماعية ورجاء فى مراحم الله
وتقديم حياتنا للمسيح.

 2-
تقديس بالكلمة

“كلمة
الله تغسل حياتى وتقدس كيانى”.

+
عن طريق القراءات (البولس – الكاثوليكون – الإبركسيس – السنكسار – الإنجيل).

+
فالشخص بعدما يفحص نفسه ويعترف بخطيته يسلم نفسه لكلمة الله تحكم فى حياته وتظهر
ضعفاته وتقدس أفكاره.. حتى تهيأ النفس للإتحاد بالمسيح.

+
كل الذين عاشوا فى القداسة.. كان سر قداستهم هو كلمة الله.

 

 3-
تجديد الحب

+
بعدما يتقدس الإنسان بكلمة الله.. تكون النتيجة هى حبه للآخرين فيفرح لنجاح غيره
ويسامح ويصلى من أجل المسيئين..

+
لذلك يقول أبونا “إجعلنا مستحقين أن نُقبل بعضنا البعض..” ومن أهم شروط
الإستحقاق تجديد الحب بين أعضاء الكنيسة.

 

 4-
رفع القلب إلى الله

+
بعدما تصالح الإنسان مع الله بالتوبة ومع الآخرين بتجديد المحبة معناها أنه أصبح
له فكر سماوى مثل فكر الإنجيل.. فيرفع قلبه إلى الله مع قول أبونا: أين هى قلوبكم.

 5-
التسبيح مع السمائيين

+
حين نتوب وتتجدد محبتنا للآخرين ونرفع قلوبنا لله نصير خليقة سماوية فنسبح معهم
تسبحة السمائيين: قدوس قدوس قدوس رب الصباؤوت.

 6-
التقديس (سر حلول الروح القدس)

+
يقول أبونا سراً ونحن ساجدين “ليحل روحك القدوس علينا وعلى هذه القرابين
ليطهرها وينقلها قدساً لقديسيك” وهذا معناه أننا تخلصنا مما يعوق عمل الروح
فينا (الخطية) فبدأ الروح يرتاح أن يعمل فى داخلنا ويغيرنا.

 

 7-
الصلاة من أجل الآخرين (الأواشى والمجمع والترحيم)

نصلى
من أجل الكل الأحياء والأموات والطبيعة كلها.

 

 8-
الإتحاد بالمسيح

+
نتقدم للتناول ونحن تخلصنا من كل إحساس بالكفاءة أو البر الذاتى أو الإستحقاق
الشخصى لأننا نعلم أن كل ما أخذناه.. قد أخذناه فى عمل الروح القدس خلال القداس.

 9-
الشهادة للمسيح

+
يأخذ الكاهن الماء وينقط نقطتين على المذبح ثم يرش الماء إشارة إلى إمتلاء الكنيسة
بالروح القدس..

+
ثم يصرف الكاهن الشعب ولسان حاله يقول لهم:

+
امتلأتم من محبة الآب.

+
واغتسلتم من خطيتكم بنعمة الإبن.

+
وتقدستم بعمل الروح القدس.

+
إمضوا بسلام الله الذى يفوق كل عقل إلى العالم الخارجى لتكونوا نوراً للعالم
وتشهدوا لعمل المسيح داخلكم من حب واتضاع وهدوء وأمانة حسب الإنجيل. وكما يقول
ذهبى الفم: “علموا الذين فى الخارج أنكم كنتم مع صفوف السمائيين”.

 

 10-
الحياة بالقداس فى العالم

وكما
يقول الأباء أن الإنسان يستعد للقداس بالتوبة وفحص حياته كل يوم “المسيحيون
يقيمون الإفخارستيا والإفخارستيا تقيم المسيحية”.

كانت
رحلة توبتنا على النحو التالى:

+
بداية من رفع الحمل.. حين تقدمنا كمقدمين وتائبين.

+
ثم إستلامنا كلمة الله.. التى غسلتنا ونقتنا من الداخل.

+
ثم خضوعنا بالحب.. لكل الناس.

+
ثم رفع قلبنا إلى الله.. وأصبح لنا فكر سماوى.

+
ثم تقدسنا بالروح.. فى الحضور الإلهى على الذبيحة.

+
ثم خدمنا.. بصلواتنا من أجل الآخرين.

+
ثم إتحدنا بالمسيح.. بالتناول.

+
ثم كرزنا بالمسيح.. من خلال تعاملنا مع الناس.

+
ثم ننتظر المسيح.. بالتوبة المستمرة.

يوم
الرب:

+
حدثت هذه القصة العجيبة عام 1979 فى إثيوبيا.. ونحن نعلم أن الشعب الإثيوبى يدين
معظمه بالديانة المسيحية الأرثوذكسية، والكنيسة الإثيوبية الشقيقة هى بنت الكنيسة
القبطية فى الإيمان.. والإيمان فى إثيوبيا لا يزال حياً بالرغم من الفترة العصيبة
التى حكم فيها الشيوعيون الملحدون بلاد الحبشة.

+
كان الشعب متمسكاً بعقيدته من صوم وصلاة، وحضور يوم الأحد من كل أسبوع. وعلى الرغم
من الضغوط الكبيرة والإضطهاد الذى أثاره الرئيس الشيوعى منجستو على المسيحيين
فإنهم ظلوا متمسكين بإيمانهم، وقدموا لنا بطولات إيمانية عظيمة نحكى لكم إحداها..

 

+
أحس منجستو أن سر قوة المؤمنين وصلابتهم يكمن فى مواظبتهم على حضور القداس
بالكنيسة كل يوم أحد، فأصدر أمراً بمنع إستخدام السيارات تماماً يوم الأحد فى كل
أنحاء البلاد لكى يمنع أكبر قدر من المسيحيين من الذهاب للكنائس.. ترى ما الذى
حدث؟!

 

+
كانت النتيجة عكسية.. لقد إشتعل الإيمان فى القلوب أمام هذا التحدى.. ففى الخامسة
صباحاً، كانت الشوارع قد امتلأت بالمؤمنين الذاهبين لكى يصلوا القداس فى الكنيسة،
وصل بعضهم إلى أقرب كنيسة بعد أن ساروا مدة تتجاوز الثلاث ساعات.. بل أن الذين
كانوا غير مواظبين على القداس ويعيشون فى الكسل، أحسوا بالخطر يهدد إيمانهم،
فكانوا أول من يستيقظون ويسيرون المسافات الطويلة من أجل حضور القداس والتناول..
لقد كانت التجربة سبب يقظة وخلاص لكثيرين..

 

+
أحبائى.. نحن الذين نجد أمامنا أبواب الكنائس مفتوحة كل يوم.. كيف حالنا الآن..؟!

 

+
هل تقدس يوم الرب لحضور القداس والصلاة والتناول..؟ هل يوجد فى قلوبنا الإشتياق
والجوع إلى المسيح عريسنا الحقيقى؟ وهل هذا الشوق فى نمو كل يوم؟!

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى