مكتبة القصص والتأملات الروحية

الحق عليَّ آنا . . . . . .!

كان يوجد رجل متسول في إحدى القري، في ثياب مهلهلة. ضاقت به الحال، فكر في أن يتسول في المدينة. وعندما وصلها وجدها محاطة بسور عال، وبوابات ضخمة، ولفت نظره وجود أناسا شبه عراة في ثياب مهلهلة مثل ثيابه، يبكون وكل منهم يقرع صدره بزلطة قاسية، قائلا: “الحق عليَّ آنا“. وفجأة وجد كاهنا يقف إلى جواره، وقال له: يمكنك دخول المدينة، ولكن لا تتسول بل إذا احتجت شيئا خذه من أي محل، وقل لهم هذا على حساب أبونا. وقد كان، أكل وشرب واقتنى بيتا وعمل مقاولا كبيرا للمباني، وكله على حساب أبونا. وفي ذات يوم جاء إليه أبونا، فقالت له السكرتيرة هل أخذت موعدا مسبقا، وطلب منها أن تخطر رجل الأعمال أنه أبونا، فعادت إليه تخطره أن رجل الأعمال يقول له أنه لا يستطيع مقابلته وعليه أن يعود فيما بعد، فدخل أبونا إليه، وأخرج له ثيابه القديمة، واقتاده إلى الساحة الخارجية، إلى جوار أمثاله ليندب غباوته إذ انشغل بأعماله، وأعماه الكبرياء عن فضل أبونا. وبدأ مرثاته: “الحق عليَّ آنا”. هل فهمت المغزى والغاية. إن الله هو أبونا، الذي نعيش في خيره، وإذ ننشغل عنه وننسى فضله ومحبته، ينتهي بنا الحال إلى الساحة الخارجية حيث البكاء وصرير الأسنان. أتريد أن تعيش مع الله في شركة مقدسة لتتمتع بخيره هنا وبمجده الأبدي؟ قل له إني أقبلك يارب في حياتي أبا، فاجعلني لك ابنا. آمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

Please consider supporting us by disabling your ad blocker!