الأتكال على الله

+ الأتكال على يد الرب القوية ، هو من الإيمان بقدرة الله الهائلة على المعونة ، ولاسيما فى وقت المرض والضعف والشيخوخة ، وعندما يتخلى الأهل أو الأصحاب عن الإنسان المسكين ، أو الوحيد ، أو الأرملة .
+ وهناك فارق كبير بين ” الأتكال “ وبين ” التواكل “ :
+ فالمؤمن يجاهد ويستند على عمل النعمة – فى نفس الوقت – وإذا ما نجح أو أفلح فى عمل شئ ، لا ينسبه لنفسه بل إلى معونة الله ، وأنه لولا يده معه مانال هدفه وتحقق مُراده .
+ أم ” التواكل “ فهو الركون إلى الكسل ، والنوم ، وينتظر الكسول مساعدة الله ، دون أى مجهود بشرى ، فلا يتحقق له شئ ، فالله لا يرزق الطيور فى أعشاشها .
+ ويقول أحد الأباء : ” إن الله لا يساعد من لا يساعد نفسه “ .
+ وقد ينتظر الكسالى معجزات ، ولكن الله لا يدبر الكون بالمعجزات ، وإنما تسير الحياة بقوانين الطبيعة ” بأن ما يزرعه الإنسان اياه يحصد “ ومن لا يزرع لا يحصد .
+ وقد كان داود خير مثال للشخص المتكل على الله ، فاتكل عليه فى جهاده مع شاول الملك الشرير ، لمدة 39 سنة ، بدون ضجر ولا ملل ، بل بصبروشكر .
+ وكرر عبارة ” على الرب توكلت “ مرات عديدة طوال تجربته .
+ وفى العديد من مزاميره ذكر بركات الاتكال الكامل على نعمة الله ، فى كافة المجالات وقال :
· ” لم أرَ صديقاً يُخلِى عنه ، ولا ذرية له تلتمس خبزاً ” ( مز 37 : 25 ) . وهى حقيقة إيمانية إختبارية .
· ودعا للإتكال على الله ، فنجد طمأنينة ( مز 21 : 7 ) ورحمة ( مز 13 : 5 ) ، ويحقق الرب الأمل ، مع العمل ( من جانبنا ) .
· وقال ” طوبى لجميع المتكلين عليه ” ( مز 2 : 12 ) ، ” يفرح جميع المتكلين عليه ” ( مز 5 : 11 ) ، فهو يعطى سلاماً كاملاً ، لكل من يتكل عليه بإيمان كامل ، وثقة تامة فى وعوده الصادقة .
+ وقد أتكل الخدام على معونة الله ، فساعدهم وسندهم ، فى خدمتهم ، وفى ضيقاتهم ، حتى نالوا أكاليلهم .
+ ويحذر الكتاب المقدس من الاتكال على المال ( مز 49 : 6 ) ، أو على السلاح ( مز 44 : 6 ) ، وأعلن أن التوكل على الرب خير من الاتكال على الرؤساء ( مز 118 : 8 ) ، ( مز 146 : 3 ) فهل نفعل ؟! .
+ وعدم الاتكال على الكذب فى حل المشاكل ( إر 28 : 15 ) أو على قوة الجسد ( 2 كو 1 : 9 ) ، ( فيلبى 3 : 4 ) .
+ وبصفة عامة ملعون كل من يتكل على ذراع بشر .
+ وها هى نصيحة سليمان الحكيم لنا جميعاً : ” توكل على الرب بكل قلبك ” ( أم 3 : 5 ) ، أى يجب أن يكون إتكالك على الهك ، بكل إيمان فى قدرته العظيمة على مساعدتك فى محنتك ، كما فعل معك من قبل ، وكما فعل لغيرك من قبل ، وسيعمل لمستقبلك ، طالما أنك وضعت حياتك فى يديه .