اعتذار شاعر مراهق
اتسائل يا حبيبتي ..
من ذهولي امامك
كيف استطعتى ان تتكوني
أكبر من خيالي
وأكبر من طموحي
وكنت اقول بأنك الجميلة
وانك لابد ان تكوني ملاكاً
جاء من سلالة النقاء
وكنت اقول بأنك يا حبيبتي
تحفة جميلة وزهرة ياسمين
وكنت اقول …
وكنت اقول …
وكنت اقول .. بأنك اكبر من الجمال والمعقول ..
الآن اريد ان اسحب كل ما كتبت
واريد التراجع عن جميع اعترافاتي
فكم كنت ساذجا وغبيا
وكم كانت احرفي كسالى
فأنت اجمل مما كنت اقول
واحلى مما كنت اصف
اعترف يا حبيبتي .. انها كانت حماقة
وهذيان شاعر مراهق
فكيف تجرأت حروفي على وصفك
ولم ترتقي الى مستواكى
أعلمتى أسوأ من هذه الحماقة ..؟؟
اعرف ان ذنبي اكبر بكثير من ان اعتذر
لذلك سأحاول تصحيح اخطائي
سأجلد الحروف واسجنها
سأكتبك لغة جديدة يا حبيبتي
فملاك مثلك تستحق ان تكون لها لغة جديدة لوحدها
دعيني ارتب اوراقي من جديد
فقد سقطت من يدي عندما رأيتك
دعيني اكسر احد اضلاعي
فقد ضاع قلمي منذ رأيتك
دعيني اتناول جرعة مفرطة
من كأس حبك فقد زاد ادماني عشر مرات
وزادت دقات قلبي عشر مرات ..
وزادت الدماء في عروقي
عشر مرات
دعيني انعش ذاكرتي قليلاً
فقد انهارت كل الصور التي كانت فيها
وانهارت كل معالم الابداع التي كانت فيها
دعيني انفض غبار الاعوام المتراكم فوق ذاكرتي
فقد انتقلت فجأة من اول الزمان الى آخر الزمان
ومن آخر العصور الى اول العصور
آآآآه … يامن قتلتني عيناها
يا من قرأت في وجهها الملائكي
تاريخا نسيه التاريخ
ووردا ماعرفه الناس اطلاقا
وقرأت في جسدها الرخامي
حضارات تساقطت فوق حسنه وشموخه
كيف اكتب ..؟؟
هل يصدقني كل من يقرا شعري …
اذا اخبرتهم اني وجدت الحسن في وجه ملاك جميل
وهل يعقل يا حبيبتي هذا الحسن
الذي اعجز عن وصفه
آلافاً من الأوجه رأيتها ياحبيبتي
فما حركت قلبي ولا نبضه تغير
آلافا من الأوجه يا مليكتي
مرت علي مثل الفراشات
وما تحركت عيني خلفها
لكني عندما رأيتك اخذتني الدهشة
ورمتني ولم تعدني ابدا ..
أخذتني بعيدا ولم اعرف طريق الرجوع ابدا
شفاهي اطلقت الآه ولم تخرج شهقتي
وقلبي انتفض مثل طائر مذبوح
لا اعلم متى سيهدأ ..
ولا متى يقرر الرحيل ..