احداث اسبوع الالام ج 6 (الجمعه العظيمه ج ب ( محاكمه يسوع ) )
واذا كان بيلاطس حائراً في ماذا يفعل ليتخلص من ادانه السيد له المجد” ذكر الجليل” بطريق العرض خطر في باله انه يمكنه ان يخلي نفسه من هذه المسئولية بارساله الي هيرودس انتيباس رئيس الربع في الجليل (3) الذي حكم اثنن واربعين سنة اربعة منها قبل صلب المسيح والباقي بعد صلبه وكان ثاني ابناء هيرودس الاكبر من امرأته الرابعة ملثاكي وكان مثل ابيه راغباً في المجد والعظمة ورغد العيش وهو الذي سماه ربنا ثعلباً (4) وقد انفق كابية مبالغ طائلة في المباني العمومية فبني طبرية اكراما للامبراطور طيباريوس قيصر واذ حرضتة امرأته هيروديا بأن يتوجه الي رومية لكي يطلب لقب ملك غير أن الامبراطور كليكولا عزله من وظيفتة ونفاه الي ليون في غاليا لسبب ذنوبه. وكان هيرودس احد القضاة عند محاكمة المسيح له المجد لانه اتفق حضوره الي اورشليم في ذلك الوقت لعيد الفصح فأرسل ببلاطس يسوع اليه لانه كان جليلياً تحت سلطانه . اما هيردوس فقبل المخلص بكل فرح لانه كان مشتاقاً من زمن طويل ان يراه. واذا اشتهى هيرودس ان يعلم عنه شيئاً اخذ يسأله سؤالات كثيرة لكن السيد المسيح لم يجبه بشئ عما سأله (5). وترجاه ان يصنع امامه أيه فلم يصنع حسب ما اقتضت حكمته الالهية فهزأ به هو وجنودة فبقي يسوع ساكتاً ولم يجبه بشئ .
وقد اعتبر هيردوس ارسال بيلاطس اليه علامة اعتبار ومحبة وكان ذلك وسيلة لارجاع الصداقة بينهما التي كانت قد انحلت عراها بسبب ذبح بيلاطس الجليلين المذكورين في لوقا (6).
المجد لك في ميلادك العجيب القيت سلاما علي الارض وصلحتنا مع الله ابيك وعند موتك نزعت العداوة من قلوب الملوك حقاً انك رئيس الصلح والسلام .
ان يسوع له المجد بعد رجوعه من عند هيردوس حضر مرة ثانية امام بيلاطس كان لم يزل مصمماً علي اطلاقه . ثم جلس في هذه المرة علي كرسي القضاء رسمياً واعلن انه قد فحص يسوع فحصاً دقيقاً فلم يجد فيه علة واحدة تستوجب الموت وقد أقر أيضاً هيردوس هذا الاقرار ولذلك قال انه سيؤديه ويطلقه أملاً بذلك انه يرضي امة اليهود وخصوصاً الكهنة. غير انه لم يرض احداً منهم بل ارتفع صراخ الموجودين أصلب لنا هذا واطلق باراباس ومعناه ابن عباس وهو رجل اشتهر بسفك الدماء وارتكاب المعاصى وكان ملقى في السجن بالنسبة المشاغبات والقلاقل التي كان يحدثها وانه قد أهاج المدينة بعمله الفتن وارتكابه القتل . ومما يستحق الالتفات ان باراباس كان مجرماً بذات الجرم الذي ادعي به رؤساء الكهنة كذباً علي المخلص وهو الفتنة . وبهذا لا يمكن تقديم اكبر برهان علي انحطاط وخبث تلك الامة اوضح من بذلهم كل ما في استطاعتهم ليطلبوا من الحاكم الروماني اطلاق سراح باراباس الاثيم وادانه المخلص البار . (وحينئذ لما رأي ببلاطس انه لا فائدة من ذلك بل بالحرى يحدث شغب اخذ ماء وغسل يدية قدام الجمع قائلا : اني برئ من دم هذا البار ابصروا انتم ) (7) لم يكن هذا القبول مبرراً لبيلاطس . نعم وان كان قد غسل يديه بالماء ولكنه بذلك لم يغسل قلبه من الذنب. لانه سلم للموت من كان قد حكم ببراءتة بمجرد صراخ الشعب بما هو مخالف لاعتقاده . ولما لم يقدر الكهنة والرؤساء اسلم المخلص له المجد ليجلد اولا ثم يصلب بعد ذلك .
نكتفى الى هنا
وسنبدأ معاً سوياً رحله الالالم القاسيه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) لو 23 : 1 (2) أع 23 : 33و 25 : 1و4و6و13 (3) لو 3 : 1 (4) لو 13 : 32 (5) لو 23 : 7_12 واع 4 : 27 (6) لو 13 : 1 (7) مت 27 : 24