عهد قديم

الإصحاح الرابع والعشرون



الإصحاح الرابع والعشرون]]>الإصحاح الرابع والعشرون

 

الخطاب الوداعى الثانىأو الوصايا

 

الآيات (1،2): “وجمع يشوع جميعاسباط اسرائيل الى شكيم و دعا شيوخ اسرائيل و رؤساءهم و قضاتهم و عرفاءهم فمثلوا امامالرب. وقاليشوع لجميع الشعب هكذا قال الرب اله إسرائيل آباؤكم سكنوا في عبر النهر منذ الدهرتارح أبو إبراهيم وأبو ناحور وعبدوا آلهة أخرى.”

تثبت أن ما قاله يشوعكان من عند الرب. وهنا يشوع يبرز دور إبراهيم الذى نال المواعيد رغماً عن أن شعبهكان وثنياً وأبوه كان يعبد ألهة أخرى. وهذا ليؤكد لهم أن إنتسابهم لأباء قديسين أوأشرار لن يفيدهم أو يضرهم. إنما الذى يفيدهم هو طاعتهم للرب وما يضرهم هو عصيانهم.وليس حجة نتذرع بها شر أبائنا.

 

الآيات (3-8): “فأخذتإبراهيم أباكم من عبر النهر وسرت به في كل ارض كنعان وأكثرت نسله وأعطيته اسحق. واعطيت اسحقيعقوب و عيسو و اعطيت عيسو جبل سعير ليملكه و اما يعقوب و بنوه فنزلوا الى مصر. و ارسلتموسى و هرون و ضربت مصر حسب ما فعلت في وسطها ثم اخرجتكم. فاخرجت اباءكم من مصر و دخلتمالبحر و تبع المصريون اباءكم بمركبات و فرسان الى بحر سوف. فصرخوا الى الرب فجعل ظلامابينكم و بين المصريين و جلب عليهم البحر فغطاهم و رات اعينكم ما فعلت في مصر و اقمتمفي القفر اياما كثيرة. ثم اتيت بكم الى ارض الاموريين الساكنين في عبر الاردن فحاربوكمو دفعتهم بيدكم فملكتم ارضهم و اهلكتهم من امامكم.”

تشير لإحسانات اللهووعوده لأبائهم وهكذا فى الآيات التالية.

 

الآيات (9،10): “وقامبالاق بن صفور ملك موآب وحارب إسرائيل وأرسل ودعا بلعام بن بعور لكي يلعنكم. و لماشا ان اسمع لبلعام فبارككم بركة و انقذتكم من يده.”

وقام بالاق… وحاربإسرائيل = بالاق لم يحارب إسرائيل بجيوش عسكرية بل :-

1.                زنا بنات موآب مع الشعب.

2.                عودة بالاق لبلعام ليلعن الشعب.

 

آية (11) :- ثم عبرتمالأردن وأتيتم إلى أريحا فحاربكم أصحاب أريحا الاموريون والفرزيون والكنعانيونوالحثيون والجرجاشيون والحويون واليبوسيون فدفعتهم بيدكم.

 لم يسجل الكتاب كيف حاربت إريحا الشعب وربما هم بدءوا الحرب ضدالشعب وربما الحرب حدثت بعد سقوط الأسوار. وعموماً يشوع يسجل هنا أن حرباً حدثت.

 

الآيات (12-14): “وأرسلتقدامكم الزنابير وطردتهم من أمامكم أي ملكي الاموريين لا بسيفك ولا بقوسك. و اعطيتكم ارضالم تتعبوا عليها و مدنا لم تبنوها و تسكنون بها و من كروم و زيتون لم تغرسوها تاكلون.فالان اخشوا الرب و اعبدوه بكمال و امانة و انزعوا الالهة الذين عبدهم اباؤكم في عبرالنهر و في مصر و اعبدوا الرب.”

الزنابير = ربما تكونالزنابير حقيقية طاردت السكان وأرعبتهم. ولعلها هى روح الرعب الذى أرسله الله كماقالت رحاب. ولعلها جيش المصريين (والزنابير رمز للمصريين) الذين هاجموا المنطقةقبل دخول العبرانيين إليها بفترة فحطموا قوة ملوكها وهيأوا الطريق بذلك للشعب.فالأحداث كلها تسير بخطة إلهيه غير منظورة. مرة ثانية نجد يشوع فى الآيات السابقةيتحدث عن أمانة الله نحو شعبه وأنه إختار هذا الشعب ليكون شعباً خاصاً لهُ بدعوتهلإبراهيم وبركاته المستمرة نحو هذا الشعب وإنقاذه إياهم من أيادى أعدائهم. وكل هذاليحبوا الرب ويكون الرب هو إختيارهم الحر. يحبون الرب لإنه هو أحبهم أولاً. فاللهلا يلزم احداً بمحبته فالله يقدس الحرية الإنسانية، فالله يطلب الإنسان كإبن حريلتصق بأبيه بفرح وسرور. ويشوع يقدم نفسه مثلاً.

 

آية (15) :- “وأمروهمساء في أعينكم أمروهم تعبدوا الرب فاختاروا لأنفسكم اليوم من تعبدون أمروهم كانالآلهة الذين عبدهم آباؤكم الذين في عبر النهر وأمروهم كان آلهة الاموريين الذينانتم ساكنون في أرضهم وأما أن وبيتي فنعبد الرب.”

وأما أن وبيتي فنعبدالرب = يشوع يقدم نفسه مثلاً فالعبادة تنبع من حرية كاملة.

 

الآيات (16-25): “فاجاب الشعبو قالوا حاشا لنا ان نترك الرب لنعبد الهة اخرى. لان الرب الهنا هو الذي اصعدنا و اباءنامن ارض مصر من بيت العبودية و الذي عمل امام اعيننا تلك الايات العظيمة و حفظنا فيكل الطريق التي سرنا فيها و في جميع الشعوب الذين عبرنا في وسطهم. و طرد الرب من امامناجميع الشعوب و الاموريين الساكنين الارض فنحن ايضا نعبد الرب لانه هو الهنا. فقال يشوعللشعب لا تقدرون أمروهم تعبدوا الرب لأنه اله قدوس واله غيور هو لا يغفر ذنوبكموخطاياكم. واذا تركتم الرب و عبدتم الهة غريبة يرجع فيسيء اليكم و يفنيكمبعد ان احسن اليكم. فقال الشعب ليشوع لا بل الرب نعبد. فقال يشوع للشعب انتم شهود علىانفسكم انكم قد اخترتم لانفسكم الرب لتعبدوه فقالوا نحن شهود. فالان انزعوا الالهةالغريبة التي في وسطكم و اميلوا قلوبكم الى الرب اله اسرائيل. فقال الشعب ليشوع الربالهنا نعبد و لصوته نسمع. و قطع يشوع عهدا للشعب في ذلك اليوم و جعل لهم فريضة و حكمافي شكيم.

يشوع يحذرهم أن عبادةالرب تستلزم أن يكون القلب كاملاً مع الله فهو إله غيور. وإن عبدوه بحياة غيرمقدسة إنما يجلبون التأديب على أنفسهم. ونلاحظ أن الله يجذبنا لنتقدم إليه بكاملحريتنا ولكنه لا يلزم الذين يريدونه.

 

الآيات (26-28): “وكتبيشوع هذا الكلام في سفر شريعة الله واخذ حجرا كبيرا ونصبه هناك تحت البلوطة التيعند مقدس الرب. ثم قال يشوع لجميع الشعب ان هذا الحجر يكون شاهداعلينا لانه قد سمع كل كلام الرب الذي كلمنا به فيكون شاهدا عليكم لئلا تجحدوا الهكم.ثم صرف يشوع الشعب كل واحد الى ملكه.”

الحجر شهادة = أقاميشوع حجراً كشاهد على أقواله (ويعقوب فعل نفس الشيء تك 31 : 47). كأن هذه الحجارةأو هذا الحجر شاهد على موافقتهم، فإن سكتوا تتكلم الحجارة وهناك من بإهمالهم وحبهمللخطية ورفضهم لله تصير قلوبهم أقسى من الحجارة وكأنهم حين يصمتون تنطق هذهالحجارة. هذه الحجارة أقامها يشوع وكان فى ظنه أنها لوخز ضميرهم إذا إرتدوا عنالله.

 

الآيات (29-31) :- وكانبعد هذا الكلام انه مات يشوع بن نون عبد الرب ابن مئة وعشر سنين، فدفنوه في تخمملكه في تمنة سارح التي في جبل افرايم شمالي جبل جاعش، وعبد إسرائيل الرب كل أويشوع وكل أو الشيوخ الذين طالت أيامهم بعد يشوع والذين عرفوا كل عمل الرب الذيعمله لإسرائيل.

 كاتب الآيات المتبقية من سفر يشوع هو غالباً كاتب سفر القضاةفكاتب سفر القضاة إفتتح سفره بقوله وكان بعد موت يشوع. وهذا السفر قد بدأ بموتموسى حيث بدون موته لم يكن ممكناً العبور والتمتع بالميراث ويختتم هذا السفر بموتيشوع إذ بدون موت يسوع المسيح وقيامته لن يتحقق الخلاص ولذلك لم يذكر ان الشعب ندبيشوع، فيشوع يرمز للمسيح االذى بموته صار خلاص وفرح البشرية كلها.

 

الآيات (32-33) :-وعظام يوسف التي اصعدها بنو إسرائيل من مصر دفنوها في شكيم في قطعة الحقل التياشتراها يعقوب من بني حمور أبي شكيم بمئة قسيطة فصارت لبني يوسف ملكا، وماتالعازار بن هرون فدفنوه في جبعة فينحاس ابنه التي أعطيت له في جبل افرايم.

غالباً دُفِنَ يوسف منذزمن ولكن ذكره هنا مع موت يشوع ومع موت العازار لهُ معنى. فموت يشوع (القائد) رمزالمسيح والعازار (الكاهن) رمز المسيح يشير أن عظام يوسف لم تسترح سوى بهذا. فيوسفآمن بوعود الله لأبائه وأدرك أنه لا راحة لعظامه فى أرض الغربة ولذلك سأل إخواتهأن يصعدوا عظامه إلى أرض الميراث. وهذا يشير للكنيسة المتغربة هنا التى لن تستريحتماماً إلا حين تصعد أجسادنا فى اليوم العظيم لتقيم حيث يشوع الحقيقى الجديديسوعنا المسيح قائم. لكن فى طبيعة جديدة تليق بالأبدية وموت العاذر رئيس الكهنةيشير أن ما تحقق لنا كان بشفاعة دم المسيح الكفارية ومعنا العازار = الله يعينفالمسيح اعاننا على الميراث بدمه، يشفع فينا لدى أبيه، مقدماً إيانا أعضاء جسدهالمقدس.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى