إلهنا نارٌ آكلة – دعوتنا المقدسة وفرح حياتنا
(أفسس 3 : 17 – 19)
فنحن مدعوين لحياة الشركة مع الله بالمحبة التي تنعكس على علاقتنا مع إخوتنا في الكنيسة وتعبر عن شركتنا مع الله ، لأنه يستحيل أن نُقيم شركة حيه مع الله القدوس بالمحبة ولا نُحب إخوتنا ونُقيم معهم شركة ، فمن هذه الشركة تخرج المحبة وتستطع كشمس برّ وسط غيوم الظلمة والخطية ، فتبدد العداوة بالسلام ، وتُعلن مجد الرب ودعوة محبته للجميع وعلى الأخص الخطاة والمزدرى وغير الموجود وكل من في عين نفسه محتقر ومرفوض، لأن الرب يدعو الغير محبوب، محبُوبة الخاص …وهذه الحياة – على هذا المستوى – ليست فكرة نعتنقها ونتحدث عنها، بل هي حياة مُعاشة يُطبقها كل من يعرف الرب لا بمجرد معلومات عقلية بل بخبرة لقاء حي مُحيي يُشع محبة وسلام ويقدس القلب ويفيض قداسة في قلب الإنسان فيحب الرب ويتقيه ويعيش بوصاياه المكتوبة في داخله بروحه القدوس ، والمحبة – في هذه الشركة المقدسة – ليست هي محبة الكلام واللسان ، فمن فينا لا يبرُع في الحديث أو معسول اللسان ، ولكن المحبة لا تقاس باللسان أو تُقيم بحلاوة التعبيرات أو الألفاظ !!! بل تُقاس على مستوى استعداد الإنسان للبذل وتكريم كل أخ له ، واستعداده الداخلي للغفران حتى للأعداء والمقاومين …
فالذي يملك قوة المحبة الإلهية في قلبه كقوة فعل ذات سلطان ، تري فيه قوة حرارتها نحو الله ونحو كل آخر بل ويستطيع أن يشق طريقه بسهولة وسط كل الظروف الصعبة والمعاكسة التي يقع فيها فريسة لدوافع الجسد ، سواء من داخل نفسه وانفعالاته الخاصة من غضب أو ثورةغضب أو انفعال أو اندفاع بتسرع … الخ ؛ أو في الخارج من جهة الأعداءوالمخاصمين ، وباختصار يستطيع أن يحكم نفسه بنعمة الله في سر التقوى وقوة المحبة المنسكبة في قلبه بالروح القدس …