الطقس الكنسي

تاسيس الكنيسةوعلاقة الفداء وارسال الروح القدس

مقدمة

نعلم أن القديس بولس الرسول تكلّم على أن هناك سرّاً إلهياً كان في الله منذ الأزل، وهو سر محبة الله للبشر. هذا السر يشكّل حياة الله ضمن الثالوث القدوس: "الله محبة". 1 يو:8 تنطلق المحبة من الآب وتعود إليه في دورة دائمة، في حركة بين الأقانيم الثلاثة الدائمة. هذا السر، سر أن الله محبة، كشف في المسيح وحققه المسيح. حقق المسيح المحبة بالفداء ثم عاد إلى أحضان الآب، وأعاد إليه هذا الجنس البشري المتروك الذي كان قد أخطأ. بعودة المسيح إلى الآب، الإنسان نفسه عاد إلى الله. ثم سكب الله الروح القدس على المؤمنين لكي يعطيهم كل ما حقق في المسيح، أي لكي يمنحهم سر محبته ويجعلهم يعيشون معه. حياة الله هذه كان له أن يمد البشر بها، والروح القدس هو الموزع لحياة الله ومعطيها. إذاً كل الهدف من مجيء المخلص على الأرض وصعوده إلى السماء هو توزيع المواهب الإلهية على الناس. بكلمة أخرى، يجب أن يكون هناك قوم يعيشون بحياة الله، وهؤلاء القوم هم الكنيسة.

اصل الكنيسة وبدايتها :
لدى الكثيرين انطباع بأن الكنيسة تأسست يوم العنصرة، أي عندما نزل الروح القدس في وسط الرسل. في العنصرة أصبحت الكنيسة جسد المسيح واكتسبت كياناً. هذا يسمح لنا بالقول أن العنصرة هي عيد ميلاد الكنيسة. في كل حال، بداية الكنيسة ووجودها هما في زمن ما قبل العنصرة

يعلّم الآباء القديسون أن بزوغ أول كنيسة كان مع خلق الملائكة. وهذا ممكن رؤيته في كتاباتهم عن أن الملائكة هم أيضاً أعضاء في الكنيسة. بالإضافة، الله الآب هو خالق "كل الأشياء المنظورة وغير المنظورة". وبين غير المنظورين يندرج الملائكة الذين ينشدون المدائح لله. تحفظ هذه الشهادة في كتاب أيوب: "عندما ترنمت كواكب الصبح معاً وهتف جميع بني الله"اي 7 : 38 ويتكرر التعليم في الكتاب المقدس عن أن الملائكة يشكلون الكنيسة الأولى. يقول الرسول بولس كاتباً إلى العبرانيين: "قد أتيتم إلى جبل صهيون وإلى مدينة الله الحي أورشليم السماوية وإلى ربوات هم محفل ملائكة"عب 12:22
يمكن القول إذاً، أن الكنيسة كانت، قبل بدء الأجيال، غاية الخليقة وأساسها. وهي، بهذا المعنى، خلقت قبل كل شيء، ومن أجلها صنع العالم. وهذه الكنيسة الأولى، التي كان الملائكة أعضاؤها، كانت روحية "من العلى أولاً، مخلوقة روحية قبل الشمس والقمر. ولأنها روحية، فهي أظهرت في جسد المسيح

عندما خلق الله الإنسان "آدم وحواء" ووضعه في الفردوس، أُنجزت الكنيسة الأولى التي فيها مجّد البشر الله مع الملائكة. وبالرغم من سقطة آدم، لم تختف الكنيسة كلياً. فالإنسان فقد وعيه الحقيقي لله ومعرفته الأصلية له، وحاول جاهداً استعادة شركته معه من خلال أشكال دينية مختلفة. وكان هناك، في العهد القديم، رجال أبرار كالقضاة والأنبياء والقديسين، الذين استحقوا الرؤيا والوحي الإلهيين. لقد رأوا الله. وبما أن رؤية الله تتماهى مع التأله وشركة الإنسان مع الله، نقول أن البقية الصغيرة حفظت وأن الكنيسة وجدت في العهد القديم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

معاني الكلمات في الأصحاح

إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

Please consider supporting us by disabling your ad blocker!