ألفريد والحية السامة
إن الله يسمح للشيطان أن يُسقط على مؤمنيه الضيقات ، إما لأجل تأديبهم كما سلم شعبه للسبي بواسطة الغرباء ، وإما للإمتحان لكي يتزكوا أمام الرب كما سمح لأيوب أن يجرب ، وإما ليبعث بهم إلى نوال الإكليل كما سمح للشهداء أن يضطهدوا
القديس أوغسطينوس
في وسط البرد القارص وجد ألفريد حيَّة تلتف حول نفسها لعلها تشعر بشيء من الدفء، وقد بدا عليها علامات التعب الشديد
سألها الفريد: مالك تئنين؟
من البرد القارص ليس لي مكان استدفئ فيه
مشتاق أن أخدمك، لكنني أخشى من سُمك
كيف أبث السم فيمن يحفظ حياتي ويخلصها؟! احملني في مكان فيه دفء
سمعت أن الحيات خبيثة، ليس لها صديق
هذه اتهامات باطلة، لتجرب وترى بنفسك، إنني سأرد لك خدمتك بالحب
ترفق الفريد بالحيَّة السامة، وحملها بين يديه واحتضنها وذهب بها إلى بيته. إذ رأته والدته صرخت: “القها سريعًا خارج البيت”. أصر ألفريد أن يدخل بها إلى حجرته. شعرت الحيَّة السامة بالدفء وانتشبت لتبث سمها في جسم ألفريد
صرخ ألفريد: “أين هو وعدك لي؟”
أجابت الحيَّة: “أين هو عقلك وحكمتك، أما تعرفني؟”
انقضت الحيَّة عليه وبثت سمها فيه
+++
هب لي مع الحب حكمة
عرفني ألا أظهر حنوًا في غير حينه
احفظني من خداع الحيَّة القديمة، فلا أدخل بها إلى قلبي
ولا أعطيها فرصة لتبث سمومها فيٌ
ولكنني أخاف انه كما خدعت الحية حواء بمكرها هكذا تفسد أذهانكم عن البساطة التي في المسيح 2 كو 11 : 3
من كتاب أبونا تـادرس يعقـوب ملطـى