القسم الادبي
أتحبني و أنا ضريرة
قالت :
أتحبني وأنا ضريرة
وفي الدنيا بنات كثيرة
الحلوة والجميلة والمثيرة
ما أنت إلا مجنون
أو مشفق على عمياء العيون
قال :
بل أنا عاشق يا حلوتي
و لا أتمنى من دنيتي
إلا أن تصيري زوجتي
وقد رزقني الله المال
وما أظن الشفاء محال
قالت :
إن أعدت لي بصري
سأرضى بك يا قدري
وسأمضي معك عمري
لكن من يعطيني عينيه
وأيٌّ يبقى لديه
وفي يوم جاء مسرعاً
أبشري قد وجدت المتبرعا
وستبصري ما خلق الله و أبدعا
وستفين بوعدك لي
وتكونين زوجتي
و يوماً فتحت عينيها
كان واقفاً يمسك يدها
رأته فدوت صرختها
أأنت ايضا أعمى
وبكت حظها الشؤما
لا تحزني يا حبيبتي
ستكونين عيوني و دليلي
فمتى تصيرين زوجتي
أأنا أتزوج ضريراً
وقد أصبحت اليوم بصيرة
فبكى وقال :
سامحيني من أنا لتتزوجيني
ولكن قبل أن تتركيني
أريد منك أن تعديني
أن تعتني جيداً بعيوني
الشاعر السوري الكبير
نزار قباني