عهد قديم

الإصحاح الثلاثون



الإصحاح الثلاثون]]>الإصحاح الثلاثون

 

نجدهنا أيوب المتألم رمزاً للمسيح المتألم.

وفيهذا الإصحاح نري صورة معكوسة للإصحاح السابق، صورة نري فيها آلام أيوب وحيننقارنها مع إزدهاره السابق، تزداد آلامه بؤساً. فبينما كان العظماء يعظمونه، نجدالمحتقرين الآن يسخرون منه. كان الله راضياً عليه والأن غاضباً منه ولا إنتظار لهالآن سوي الموت. هذا كله جاء عليه بالرغم من كماله السابق.

الأيات1-8:- “واما الان فقد ضحك علي اصاغري اياما الذين كنت استنكف من ان اجعل اباءهم مع كلابغنمي، قوة ايديهم ايضا ما هي لي فيهم عجزت الشيخوخة، في العوز والمحل مهزولونعارقون اليابسة التي هي منذ امس خراب وخربة، الذين يقطفون الملاح عند الشيح واصولالرتم خبزهم، من الوسط يطردون يصيحون عليهم كما على لص، للسكن في اودية مرعبة وثقبالتراب والصخور، بين الشيح ينهقون تحت العوسج ينكبون، ابناء الحماقة بل ابناء اناسبلا اسم سيطوا من الارض“.

 ما زاد آلامه أن المحتقرين وأصاغر الناس ضحكوا عليه= الذين كنتأستنكف أن أجعل أبائهم مع كلاب غنمي= والمعني أنه كان لا يستأمنهم علي حراسةغنمة بينما كان يستأمن كلابه علي ذلك. (هذا كلام صعب كله إنتفاخ). وبينما كان يضحكلأمثال هؤلاء ليشجعهم ها هم الآن يسخرون منه. وهؤلاء الذين يسخرون منه كانوا بلانفع إطلاقاً= قوة أيديهم ايضا ما هي لي= لم أنتفع باي منهم فيهم عجزتالشيخوخة= الشيخوخة تشتهر بالحكمة والمعني أن حتي شيوخهم كانوا بلا حكمة.ويكمل أوصاف من يسخرون منه قائلاً في العوز والمحل مهزولون= هذهترجمت هكذا في (اليسوعية) “وبراهم العوز والجوع وهم يعرقون القفر الخربالغامر من قديم” أي هم في فقرهم ومجاعتهم يعملون بأيديهم في الخرب المهجورةاليابسة ينبشون فيها لعلهم يجدون ما يأكلونه. “فمن الحاجة والمجاعة عاشوامنعزلين هائمين في البرية الخربة” في ترجمة أخري. يقطفون الملاح= هونبات غير معروف علي وجه الدقة، ومن الإسم يتضح أنه نبات حمضي وكانوا يأكلون جذوره.المهم هذا إشارة لحقارة طعامهم. وكان مرفوضين من المجتمع بسبب شرورهم وتصرفاتهمالمخزية (كذب/ سرقة. . . . )

يصيحونعليهم كما علي لص. يهربون إلي البرية منوجه الناس ويحتموا بالعوسج وكله شوك فيجرحهم وهم هاربون من مطارديهم. ينهقون=شبههم في صراخهم وهروبهم إلي البرية بالفرا (الحمار الوحشي). هم بلا إسممرفوضين من كل الناس سيطوا من الأرض= طردوا من الأرض بعد أن ضربوهم بالسياطليؤدبوهم. والضرب بالسياط هو للحقراء من الناس. وكم هو مؤلم أن إنسان حقير كهؤلاء،يزدري بمن هو عظيم كأيوب. ولكن أليس هذا ما حدث مع المسيح الذي ضربه عبد رئيسالكهنة، فعبد العبيد يلطم القدوس البار. حقاً هو كلام منتفح من أيوب ولكننا لونظرنا له ككلام نبوة نري صورة لبشاعة ما حدث مع المسيح القدوس.

الأيات9-15:- “اماالان فصرت اغنيتهم واصبحت لهم مثلا، يكرهونني يبتعدون عني وامام وجهي لم يمسكوا عنالبسق، لانه اطلق العنان وقهرني فنزعوا الزمام قدامي، عن اليمين الفروخ يقومونيزيحون رجلي ويعدون علي طرقهم للبوار، افسدوا سبلي اعانوا على سقوطي لا مساعدعليهم، ياتون كصدع عريض تحت الهدة يتدحرجون، انقلبت علي اهوال طردت كالريح نعمتيفعبرت كالسحاب سعادتي”. .

 صرت أغنيتهم. . . أصبحت مثلاً=صار في أفواهم مادة للسخرية يتندرون بها. وأحقر شئ أن يحول أحد آلام الناس لتصبحمادة للسخرية.

يكرهونني= ربما كان قد أصدر حكماً علي أحد منهم حينما كان يجلس في الباب. يبتعدون عني= همالأن يزدرون بي ويهربون مني من رائحتي. وأمام وجهي لم يمسكوا عن البسق وقارن مع مت67:26. لأنه أطلق العنان= الله هو الذي أطلق العنان لهم فهو الذينزع قوسه وقوته التي كانوا يخشونها، وتركني الله في ألامي وهم فهموا أن هذا علامةغضب الله فليفعلوا ما شاءوا بعد أنأزال الله كرامته. فنزعوا الزمام قدامي= ما أرادوا أن يفعلوه فعلوه. عناليمين الفروخ يقومون= الفروخ هم الصغار سناً. وهذا ألم أيوب جداً أن حتيصغارهم إحتقروه. بل كانوا يزيحونه لكي يمروا هم، وربما فعلوا هذا لكراهيتهمالسابقة أو لازدرائهم من منظره، وهم لم يراعوا سنه أو كرامته السابقة. (كل هذا رمزلما لاقاه سيدنا من إحتقار عبيده). يعدون عليَ طرقهم للبوار= أفعالهم هذهستقودني للبوار أي الخراب الكامل. أفسدوا سبلي= بسبب أحقادهم عليَ بسببأحكامي العادلة السابقة، يحاولون الآن في ضعفي أن يمرروا حياتي بمؤامراتهم. ولامُساعِد عليهم ليس من يصدهم عني، فلا يمكنني الخلاص منهم. ولنذكر أنه طالماأنصف من كان مظلوماً منهم وأرشده والآن يزدرون به (رمز للمسيح الذي جال يفعل خيراًثم صلبوه) يأتون كصدع عريض، تحت الهدة يتدحرجون= كنت بمركزي وثروتي السابقةكمن هو في حمآية سورمدينته، والأن بما سمح به الله كأن السور تكسر، وهم كانوا خارجاً كجيش منتظر هذهاللحظة، فحالما إنهدم السور إندفعوا ضدي. وقوله يتدحرجون اي يدخلون من كسر السوربكثرة مندفعين في فرح وكأنهم إنتصروا عليه (لننظر الأن تفاهة المراكز العالميةوأنها لا تستطيع حماية أحد). وعاد أيوب للصراخ بمرارة. طردت كالريح نعمتي=الأهوال طاردت كل أمل لي في الراحة، كالريح حملت كل شئ وكانت الأهوال كريح طردتالسحاب الموجود. فكانت نعمته كسحابة زالت سريعاً.

الأيات16-24:- “فالان انهالت نفسي علي واخذتني ايام المذلة، الليل ينخر عظامي فيوعارقي لا تهجع، بكثرة الشدة تنكر لبسي مثل جيب قميصي حزمتني، قد طرحني في الوحلفاشبهت التراب والرماد، اليك اصرخ فما تستجيب لي اقوم فما تنتبه الي، تحولت الىجاف من نحوي بقدرة يدك تضطهدني، حملتني اركبتني الريح وذوبتني تشوها، لاني اعلمانك الى الموت تعيدني والى بيت ميعاد كل حي، ولكن في الخراب الا يمد يدا في البليةالا يستغيث عليها”.

 أنهالتنفسي عليَ= من شدة آلامه النفسية إنسكبت نفسه بلا أمل في رجوع،كماء منسكب علي الأرض، وهذا دليل علي عدم إحتماله أي شئ آخر مز 14:22. والعربيشبهون الإنسان الخائف بأن قلبه ذاب كالماء. ومعني كلام أيوب هنا أن ألامي جعلتنيمستهلكاً تماماً. الليل ينخز عظامي= في الليل تنتخر عظامي (ترجمة يسوعية)آلامه وصلت لعظامه تنخر فيها كسيف فلا يستطيع النوم ليلاً. وآلامه لا تنام، أي لاتهدأ= عارقيَ لا تهجع (عارقيَ أي ألامي) ويقول البعض أن كلمة عارقي تشيرللأضراس وآلامها ولكن كلمة عارقيَ مترجمة آلام في الإنجليزية ومن ترجمها أضراس قال أن آلام الأضراس من أعراض مرض البرص. بكثرة الشدة تنكر لبسى=جبته صارت واسعة عليه من شدة هزاله. مثل جيب قميص حزمتني= أي أحاطت بيألامي من كل جهة كما يحيط القميص(الجلباب) بالإنسان. قد طرحني في الوحل=إختلط التراب بقروحه. وأكثر ما آلمه عدم إستجابة الله له= فما تستجيب لي ولكن كثرة الشكوي تزيد المرارة في القلب، وهذاما حدث له هنا، فنجده بعد هذه الشكوي من آلامه يوجه لله كلمة صعبة جداً تحولتإلي جاف من نحوي= أي قلبك صار بلا رحمة من نحوي. بقدرة يدك تضطهدني=يضع كل قوته ضد أيوب ليحاربه.

حَمَلْتَنيأركبتني الريح= هنا يصور أن ضرباته كانت شديدةوأنها كالريح وأن الله ألقاه كريشة في مهب الريح، أو عصافة يلقيها الريح هنا وهناك. والله يظل يقسو عليه بلا أمل حتيالموت= لأني أعلم أنك إلي الموت تعيدني. ثم يقول، وأنا في ألامي هذه أصرخطالباً القبر= ولكن في الخراب ألا يَمُد يداً= فهو يطلبه ولكن الله لايعطيه له. وفي اليسوعية مترجمة= “ويكون في هلاك الإنسان خلاصه”

الأيات25-31:- “الم ابك لمن عسر يومه الم تكتئب نفسي على المسكين، حينما ترجيتالخير جاء الشر وانتظرت النور فجاء الدجى، امعائي تغلي ولا تكف تقدمتني ايامالمذلة، اسوددت لكن بلا شمس قمت في الجماعة اصرخ، صرت اخا للذئاب وصاحبا لرئالالنعام، حرش جلدي علي وعظامي احترت من الحرارة في، صار عودي للنوح ومزماري لصوتالباكين”.

ألمأبك لمن عَسَر يومه= لقد أظهرت مراحميللمسكين أفلا تظهر مراحمك عليَ. حين ترجيت الخير جاء الشر= بسب كماليومراحمي ترجيت أن تزيد بركاتك عليَ، وإذا بكل هذه الشرور تأتي علي. أمعائي تغليولا تكف قد تفهم حرفياً بمعني آلام أحشائه وقد تفهم بمعني هياج عواطفهوإنفعالاته. فالأمعاء والأحشاء تشير للعواطف أش (11:16 + 15:63) + في 1:2. تقدمتني أيام المذلة= لقد جاءت أيام المذلة دون سابق إنذار،أيام المذلة تقدمت أيام السرور الذي إنتظرته فما جاء وجاء بدله المذلة والألم.إسوددت= نتيجة لمرضي وليس نتيجة لفحة شمس. تمت في الجماعة أصرخ= حتي فيوسط أصحابه لم يستطيع أن يمنع نفسه من البكاء، أي كان بكاؤه مستمراً. صرت أخاًللذئاب= من كثرة صراخه شابه الذئاب والنعام وهذه لا تكف عن العواء وهي تحيا فيالبرية وحيدة. حرش جلدي عليَ= إسود لونه وخشن ملمسه. وعظامي إحترت=كمن هو في حميَ مستمرة وجسده يكون ساخناً. صار عودي للنوح= تحولت أفراحيلأحزان.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى