اللاهوت المقارن

208- توبة اليهود وإيمانهم من علامات المجيء الثاني



208- توبة اليهود وإيمانهم من علامات المجيء الثاني

208- توبة اليهود وإيمانهم من علامات المجيء
الثاني

وهناك
ارتباط بين الأمرين.. فقد قال معلمنا بولس الرسول فى رسالته إلى أهل رومية:
“فإنى لست أريد أيها الإخوة أن تجهلوا هذا السر لئلا تكونوا عند أنفسكم
حكماء، أن القساوة قد حصلت جزئياً لإسرائيل إلى أن يدخل ملؤُ الأمم” (رو11:
25). بمعنى أن الذى لا يحاول فهم هذه النقطة، ويظن نفسه فاهماً وحكيماً، فهو فى
الحقيقة غير فاهم. إذاً هذه مسألة تستدعى الإنتباه.. بمعنى أننا يجب أن نتفهّم هذا
القول “أن القساوة قد حصلت جزئياً لإسرائيل إلى أن يدخل ملؤُ الأمم. وهكذا سيخلُصُ
جميع إسرائيل” (رو11: 25، 26).

 

عبارة
“سيخلص جميع إسرائيل” تبطل تطبيق هذه العلامة على إيمان عشرون أو ثلاثون
فرداً من اليهود بالمسيحية فى بلد ما، أو جماعة كبيرة من اليهود فى الولايات
المتحدة الأمريكية عملوا فى فلوريدا نموذج لهيكل سليمان ليُوَضِحوا الارتباط بين الرموز
الموجودة فى الهيكل وبين الديانة المسيحية.. هذه كلها مجرد محاولات للاقتراب من
المسيحية من جانب بعض اليهود.

 

ثم،
أولاً: هل هؤلاء صاروا مسيحيين أرثوذوكسيين؟ ثانياً: ما هو عددهم؟ لأن الكتاب يقول
“هكذا سيخلص جميع إسرائيل” (رو11: 26)، فالنص الكتابى لا يحتمل
المزايدات.

 

إن
توبة اليهود وإيمانهم هو عبارة عن تحول جِذرى فى مصير الأمة اليهودية كلها. فإذا
استثنينا أفراد قلائل لن يقبلوا الإيمان فى ذلك الحين ولا يعبرون عن المجتمع العام
لليهود سواء كانوا موجودين فى أرض إسرائيل أو خارجها هذا لا يؤثر فى المعنى . لكن
الهدف إن اليهود سوف يؤمنون بصفة شاملة، حتى غير الموجودين فى إسرائيل.. لابد أن
يكون الرجوع شاملاً.. رجوع إلى الله وتوبة.

 

هذا
الكلام لا يوجد فقط فى الكتاب المقدس بعهده الجديد لكنه موجود فى القديم أيضاً.
فقد قال هوشع النبى فى العهد القديم: “لأن بنى إسرائيل سيقعدون أياماً كثيرة
بلا ملك وبلا رئيس وبلا ذبيحة.. بعد ذلك يعود بنى إسرائيل ويطلبون الرب إلههم
وداود ملكهم ويفزعون إلى الرب وإلى جوده فى آخر الأيام” (هو3: 4، 5).
والمعروف أن هوشع النبى قد أتى بعد داود النبى بمدة كبيرة أى بمئات السنين، فعندما
يقول: “ويطلبون الرب إلههم وداود ملكهم” يكون المقصود بعبارة “داود
ملكهم” هو “الرب يسوع المسيح”، وهذا يعنى إيمانهم بالمسيح لأنهم
كيف يطلبون داود وهو قد دُفن وقبره موجود إلى هذا اليوم كما قال بطرس الرسول (انظر
أع2: 29).

 

وقوله:
” يعود بنى إسرائيل ويطلبون الرب إلههم وداود ملكهم ويفزعون إلى الرب وإلى
جوده فى آخر الأيام ” (هو3: 4-5) عبارة “آخر الأيام” تعنى المجئ
الثانى، وهذه هى إحدى علامات المجيء الثانى.

 

لازال
اليهود إلى الآن يسفكون دماءً كثيرة فى حروبهم ضد الفلسطينيين، ويشردون سكان
الأراضى المقدسة، ويصارعون من أجل مملكة أرضية رفضها السيد المسيح عندما قال:
“مملكتى ليست من هذا العالم” (يو18: 36)، ويصارعون من أجل هيكل قديم قال
عنه السيد المسيح: “لا يترك ههنا حجر على حجر لا ينقض” (مت24: 2، مر13:
2، لو21: 6) وهذه العبارة وردت فى ثلاثة أناجيل من الأربعة.

 

وقال
لهم السيد المسيح أيضاً: “هوذا بيتكم يترك لكم خراباً” (مت23: 38، لو13:
35).. إذاً السعى إلى بناء الهيكل هو أمر يعتبر ضد التيار.. فتيار الرب هو فى أن
يستغنوا عن الذبائح الحيوانية ويقبلوا ذبيحة الرب يسوع المسيح. وأن يستغنوا عن
المُلك الأرضى ويقبلوا الملكوت السماوى. فطالما لازالت أحلامهم الأرضية قائمة،
سيظل إيمانهم بالمسيح معطل. والعزوة والإعتزاز بالشرائع الناموسية الموسوية
المختصة بالذبائح والهيكل إلخ. كل هذا يُعطّل إيمانهم بالسيد المسيح.

 

كيف
سيؤمن اليهود؟ هذه مسألة لا نقدر أن نقطع فيها برأى. ولكن علينا مسئولية وهى أن
نشهد للمسيح فى كل زمان ومكان..

 

لقد
أصبحت وسائل الاتصالات اليوم توفّر للإنسان التواصل مع أى شعب من الشعوب حتى وهو
جالس فى مكانه. لذلك علينا مسئولية وهى أن تكون لنا شهادة عما ورد فى العهد القديم
من نبوءات. ومن الممكن جداً أن يهتم المسيحيين بشرح المسيحية شرحاً سليماً من خلال
الكتاب المقدس وأسفار العهد القديم بحيث تبرز صدق إرسالية السيد المسيح وحقيقة أن
يسوع الناصرى هو فعلاً المسيا المنتظر. فهذه رسالة موضوعة علينا حتى وإن لم نوجد
فى وسط اليهود فى الأراضى المقدسة، ومن الممكن أن يكون لنا القدرة على التواصل
الفكرى من خلال وسائل الاتصالات. كما أنه توجد لنا كنائس وشعب فى الولايات المتحدة
الأمريكية من الممكن أن يعلن المبادئ المسيحية لكى يراجع اليهود الموجودون هناك
أنفسهم، وتكون لهذه قوة تأثير كبيرة جداً على اليهود فى أى مكان آخر فى العالم.

 

عندما
قال الرب: “لما كان إسرائيل غلاماً أحببته، ومن مصر دعوت ابنى” (هو11:
1) كان المقصود بها ليس فقط خروج شعب إسرائيل من أرض مصر ولكن أيضاً مجيء العائلة
المقدسة إلى أرض مصر وعودتهم مرة أخرى إلى هناك حيث صُلب السيد المسيح فى الأراضى
المقدسة. فعبارة “من مصر دعوت ابنى” تعنى عندما هربت العائلة المقدسة
إلى مصر.

 

وحالياً
الإيمان الحقيقى مستقر فى مصر وفى الكنائس الشقيقة. ونحن نحتاج إلى أن نحفظ هذا
الإيمان إلى أن يأتى الوقت الذى يصل فيه نور الإيمان وشرارة الإيمان إلى هؤلاء
الناس.. هذه مسئولية علينا..

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى