بدع وهرطقات

5- أسلوبهم في تفسير أسفار الكتاب المقدّس



5- أسلوبهم في تفسير أسفار الكتاب المقدّس

5- أسلوبهم في تفسير أسفار الكتاب المقدّس

«كَمَا
كَتَبَ إِلَيْكُمْ أَخُونَا الحَبِيبُ بُولُسُ أَيْضاً بِحَسَبِ الحِكْمَةِ
المُعْطَاةِ لَهُ، كَمَا فِي الرَّسَائِلِ كُلِّهَا أَيْضاً، مُتَكَلِّماً فِيهَا
عَنْ هذِهِ الأُمُورِ، التِي فِيهَا أَشْيَاءُ عَسِرَةُ الفَهْمِ، يُحَرِّفُهَا
غَيْرُ العُلَمَاءِ وَغَيْرُ الثَّابِتِينَ كَبَاقِي الكُتُبِ أَيْضاً، لِهَلاَكِ
أَنْفُسِهِمْ. فَأَنْتُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ إِذْ قَدْ سَبَقْتُمْ
فَعَرَفْتُمُ، احْتَرِسُوا مِنْ أَنْ تَنْقَادُوا بِضَلاَلِ الأَرْدِيَاءِ
فَتَسْقُطُوا مِنْ ثَبَاتِكُمْ» (2 بطرس 3: 15-17).

 

كشفت
دراسات مبادئ شهود يهوه أنهم ينتمون إلى تلك الفئات التي دأبت على غش وتحريف نصوص
الكتاب المقدس، لهلاك أنفسهم ولتضليل الناس وخدعهم. فهم يتجنون على قوانين التفسير
المتبعة، ويتجاهلون كل ما يعلّم به الكتاب المقدس في هذا الخصوص: «قَارِنِينَ
الرُّوحِيَّاتِ بِالرُّوحِيَّاتِ» (1 كورنثوس 2: 13).

 

(1)
يتبعون البهلوة في استعمال ترجمات الكتاب المقدس، مختارين من بينها العبارات التي
يظنون أنها تدعم مبادئهم.

 

ففي
كتابهم «ليكن الله صادقاً» حشدوا طائفة من الآيات التي اختاروها من 25 ترجمة،
لتسهيل عمليات التلاعب بالنصوص.

 

فمثلاً
يقولون في موضوع لاهوت المسيح: «إنّ الحجة الأخيرة عند الثالوثيين هي: «في البدء
كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله» (يوحنّا ترجمة داربي 1: 1)،
ولكي نسقط كل اختلاف ظاهر، ينبغي أن نستشهد بالترجمة الحرفية لكتاب الديكلاط، لأنّ
الترجمة التي اتبعت لأجله تقول بالحرف هكذا: «في البدء كان الكلمة، والكلمة كان
عند الإله، وإلهاً كان الكلمة» (ليكن الله صادقاً صفحة 94).

 

(2)
يستعملون اللعب على اللغتين العبرية واليونانية لأجل التضليل. يقولون مثلاً: «إنّ
كلمة إلوهيم»، «إيل» أو «إله» (العبرية) «وثيوس» في اليونانية، تعني «القدير،
القوي»، وهي تنطبق على المسيح، وعلى الملائكة والبشر أيضاً. كما أنّ هذه العبارة
استعملت أكثر من مائتي مرة في التعبير عن الآلهة الكاذبة (فهرس شهود يهوه).

 

لقد
كلّفوا أنفسهم كل هذا العناء الطويل لكي يقولوا إنّ المسيح إله كاذب. وهم في هذا
يناقضون أنفسهم بشدّة، عندما يسندون رأيهم بما جاء في رسالة يوحنّا الأولى 5: 20
«وَنَحْنُ فِي الحَقِّ فِي ابْنِهِ يَسُوعَ المَسِيحِ. هذَا هُوَ الإِلهُ الحَقُّ
وَالحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ».

 

(3)
يعطون الآيات الكتابية معنىً حقيقياً أو مجازياً وفقاً للحاجة، وهمّهم الوحيد أن
يدعموا مبادئهم. لقد علمنا من كتاباتهم أنّ عودة المسيح قد تمّت في العام 1914م.،
ولكن بصورة غير منظورة… وفي محاولتهم لإثبات هذا الادّعاء استعملوا اللعب على
الكلام هكذا:

 

 أ
– آيات يتّخذونها بالمعنى الحقيقي:

«لاَ
يَأْتِي مَلَكُوتُ اللّه بِمُرَاقَبَةٍ» (لوقا 17: 20).

«لاَ
أَتْرُكُكُمْ يَتَامَى. إِنِّي آتِي إِلَيْكُمْ. بَعْدَ قَلِيلٍ لاَ يَرَانِي
العَالَمُ أَيْضاً، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَرَوْنَنِي. إِنِّي أَنَا حَيٌّ
فَأَنْتُمْ سَتَحْيَوْنَ» (يوحنّا 14: 18-19).

«هَا
أَنَا آتِي كَلِصٍّ. طُوبَى لِمَنْ يَسْهَرُ وَيَحْفَظُ ثِيَابَهُ لِئَلاَّ
يَمْشِيَ عُرْيَاناً فَيَرَوْا عُرْيَتَهُ» (رؤيا يوحنّا 16: 15).

 

 ب
– الآيات التي يفسّرونها مجازاً:

«هُوَذَا
يَأْتِي مَعَ السَّحَابِ، وَسَتَنْظُرُهُ كُلُّ عَيْنٍ، وَالذِينَ طَعَنُوهُ،
وَيَنُوحُ عَلَيْهِ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ» (رؤيا يوحنّا 1: 7).

أمام
هذا التصرّف، يجب على كل من يقرأ كتابات شهود يهوه، الحذر لئلا ينجذب بتعاليمهم.
وخير ما يفعل، هو أن يفتح كتابه المقدس، ويراجع نصوصه في كل موضوع.

 

(4)
يوفقون بين الحقيقة الكتابية وآرائهم الشخصية. يقولون: ليس من ثمة موجب لأن يكون
المسيح منظوراً حتى نثبت مجيئه الثاني. لأنّ أباه غير منظور من البشر.

 

وانسجاماً
مع هذه النظرية يفسّرون (أعمال الرسل 1: 11)، هكذا: «إِنَّ يَسُوعَ هذَا الذِي ارْتَفَعَ
عَنْكُمْ إِلَى السَّمَاءِ سَيَأْتِي هكَذَا كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مُنْطَلِقاً
إِلَى السَّمَاءِ». إنّ هذه الآية لا تعني بأنّه سيأتي منظوراً في الجسد، بل يأتي
بالطريقة عينها كما ذهب بلا ضجة ولا مهرجان ولا صوت بوق، بل بهدوء وسكينة مثل
اللص. وقبل انطلاقه قال لتلاميذه: «وَتَكُونُونَ لِي شُهُوداً» (أعمال الرسل 1: 8)
فشهوده فقط رأوه يذهب. ولا غرو في أنّ الشهود الأمناء الذين هم شهود يهوه يكون لهم
امتياز رؤياه. ولكن رجوعه سيكون منظوراً من عيون القلوب المستنيرة بإعلانات الكلمة
الإلهية (ليكن الله صادقاً صفحة 200-202).

 

الجواب:
لقد قال المسيح لتلاميذه إنّ العالم لن يراه أيضاً ولكن هم سيرونه (يوحنّا 14:
19). وهذا ما حدث بالضبط بين القيامة والصعود. حيث لم يظهر ذاته إلا لخاصته. ولكن
الكتاب الإلهي، لم يتوقف على ذكر هذا فقط، بل ذكر أيضاً حقيقة أخرى، وهي أن العالم
الذي رفضه، سيراه ذات يوم، وذلك عند مجيئه الثاني كديان.

 

«هُوَذَا
يَأْتِي مَعَ السَّحَابِ، وَسَتَنْظُرُهُ كُلُّ عَيْنٍ، وَالذِينَ طَعَنُوهُ،
وَيَنُوحُ عَلَيْهِ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ» (رؤيا يوحنّا 1: 7) فالذين طعنوه،
ليسوا هم شهوده الحقيقيين، وكذلك حين يقول الكتاب إنّ كل عين ستراه – لا يعني عين
القلب.

 

(5)
يضيفون أفكارهم الخاصة إلى النصوص الكتابية، بحيث يحملون الكتاب المقدس على أن
يتكلم بما لم يرد فيه. مثلاً على ذلك قولهم: «إن الذين لهم نصيب في القيامة
الأولى، لن يحضروا بالجسد، بل بالروح. وسيكونون مثل يسوع، غير منظورين من الناس»
(ليكن الله صادقاً صفحة 202).

 

الجواب:
لقد ظهر ربنا يسوع المسيح للتلاميذ في الجسد وأعطاهم البراهين (أعمال الرسل 1: 3)
إذ قال لهم: «أُنْظُرُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ: إِنِّي أَنَا هُوَ. جُسُّونِي وَانْظُرُوا،
فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ كَمَا تَرَوْنَ لِي» (لوقا 24:
39).

ونقرأ
أيضاً في كتابات الرسول بولس هذه الآيات:

«لكِنْ
يَقُولُ قَائِلٌ: كَيْفَ يُقَامُ الأَمْوَاتُ، وَبِأَيِّ جِسْمٍ يَأْتُونَ؟ يَا
غَبِيُّ! الذِي تَزْرَعُهُ لاَ يُحْيَا إِنْ لَمْ يَمُتْ. وَالذِي تَزْرَعُهُ،
لَسْتَ تَزْرَعُ الجِسْمَ الذِي سَوْفَ يَصِيرُ، بَلْ حَبَّةً مُجَرَّدَةً،
رُبَّمَا مِنْ حِنْطَةٍ أَوْ أَحَدِ البَوَاقِي. وَلكِنَّ اللّه يُعْطِيهَا
جِسْماً كَمَا أَرَادَ… هكَذَا أَيْضاً قِيَامَةُ الأَمْوَاتِ: يُزْرَعُ فِي
فَسَادٍ وَيُقَامُ فِي عَدَمِ فَسَادٍ. يُزْرَعُ فِي هَوَانٍ وَيُقَامُ فِي
مَجْدٍ. يُزْرَعُ فِي ضُعْفٍ وَيُقَامُ فِي قُوَّةٍ» (1 كورنثوس 15: 35-42).

 

«فَإِنَّ
سِيرَتَنَا نَحْنُ هِيَ فِي السَّمَاوَاتِ، التِي مِنْهَا أَيْضاً نَنْتَظِرُ
مُخَلِّصاً هُوَ الرَّبُّ يَسُوعُ المَسِيحُ، الذِي سَيُغَيِّرُ شَكْلَ جَسَدِ
تَوَاضُعِنَا لِيَكُونَ عَلَى صُورَةِ جَسَدِ مَجْدِهِ، بِحَسَبِ عَمَلِ اسْتِطَاعَتِهِ
أَنْ يُخْضِعَ لِنَفْسِهِ كُلَّ شَيْءٍ» (فيلبّي 3: 20-21).

 

(6)
يبدّلون ما يقوله الكتاب المقدس. أورد على سبيل المثال مثل لعازر والغني (لوقا 16:
19-31) الذي يزعج شهود يهوه، لهذا كان لا بدّ لهم من إبدال الحقيقة الكتابية
بأكاذيب ما أنزل الله بها من سلطان. قالوا:

 

«إنّ
العبارات الواردة في (لوقا 16: 19-31)، لا تبرهن عن وجود جهنم… إنها في الحق
مَثَل يخفي وراءه حقيقة مختلفة تماماً. لأنّه من غير المعقول أن يذهب إنسان إلى
العذاب، لا لعلة أخرى، سوى أنّه غني يتنعّم بأفخر الملابس وأطيب المآكل. مع العلم
أنّ هذا الغني في المثل لم يرتكب ذنباً غير السكن في قصر ولبس الحرير وأكل الطيّب!
وإنّه لمن المضحك الزعم أنّه من مؤهلات الصعود إلى السّماء، أن يكون الإنسان
متسوّلاً شحاذاً يلبس رث الثياب، ويضطجع في أسفل سلم أحد الأغنياء ليلتقط الفتات
الساقط من مائدته، وأن يكون جسمه مصاباً بالقروح، معصب الرأس والساقين، تحيط به
كلاب الشارع لتلحس قيْح قروحه وصديد (الدم المختلط بالقيْح) جروحه… لقد كان هذا
المثل صورة نبوية رسم فيه أشياء تتم في نهاية هذا العالم حيث نحن الآن منذ عام
1918. وهو يمثل صنفين من الأحياء على وجه الأرض اليوم. فالغني يمثّل المسيحيّة
الأنانية التي بلغت من البعد عن الله ما حرمها عطفه ورضاه. وصاروا بهذا المعنى
أمواتاً لنعمته – أمّا لعازر المسكين فيمثّل الودعاء الذين هم أعضاء جسد المسيح»
(ليكن الله صادقاً صفحة 83 و84).

 

من
البديهي أنّ شهود يهوه يضعون أنفسهم في الصنف الثاني. ولكنّهم بهذا يناقضون
أقوالهم السابقة، لأنهم بإقرارهم أنّ لعازر يمثّل صف الملكوت، لا يبقى من المضحك
في شيء أن يعتقد أحد بوجوب ارتداء الثياب الرثة عند انتسابه إلى صف الملكوت عن
طريق انضمامه إلى شيعتهم.

 

إنّ
المسيحي الأصيل لا يحتاج إلى وقت طويل لكي يعلم بأنّه أمام جماعة مُضلّين، لا
يؤمنون بوجود سعادة أبدية للمفديين بدم يسوع، ولا يعتقدون بوجود العذاب الأبدي
للأشرار الذين لم يؤمنوا بالمسيح، الإله الحق، الذي يستطيع وحده أن يخلّصهم.

 

المسيح
قال، وقوله الحق: «فَمَاتَ المِسْكِينُ وَحَمَلَتْهُ المَلاَئِكَةُ إِلَى حِضْنِ
إِبْرَاهِيمَ. وَمَاتَ الغَنِيُّ أَيْضاً وَدُفِنَ، فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ فِي
الهَاوِيَةِ وَهُوَ فِي العَذَابِ… فَنَادَى إَنِّي مُعَذَّبٌ فِي هذَا
اللَّهِيبِ» (لوقا 16: 22-24).

 

(7)
يضلون الناس بتوراتهم الجديدة التي يطلقون عليها اسم «ترجمة العالم الجديد».
فحينما يرتبكون أمام بعض نصوص الكتاب المقدس يزعمون أنّ هذا النص لم يترجم حسناً.
وذاك النص تقتصر قيمته على الناحية الرمزية. ولكن أسوأ ما عملوا هو تقديمهم للعالم
توراة زائفة يسمّونها «ترجمة العالم الجديد» بعد أن بدّلوا الكلمات الكثيرة التي
تزعج تعليمهم بكلمات أخرى تختلف بمعانيها عن الأصل.

 

فمن
النشرة المسماة «نار الجحيم» التي يصدرونها، اخترت عبارة طريفة لأقدمها للقارئ
نموذجاً على ما يقومون به من ضروب التزوير في النصوص المقدسة:

 

«ليس
الله بفظ ولا بقاس، لذلك لا يمكن أن يحكم على الشرير، الذي لا يمكن إصلاحه
بالعذاب. بل بالحري يحكم عليه بالموت، أي الملاشاة الأبدية لحياته، وعدم القيامة»
(متّى 25: 46 – ترجمة العالم الجديد).

 

أمّا
نصّ الآية فهو كما يلي: «فَيَمْضِي هؤُلاَءِ إِلَى عَذَابٍ أَبَدِيٍّ
وَالأَبْرَارُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ» (متّى 25: 46).

 

فشهود
يهوه حرّفوا النصّ بإبدال كلمة عذاب أبدي بكلمة ملاشاة. ومن هنا يُرى أنّ سوء
أمانتهم لا يقف عند حد.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى