كتب

رؤيا ايليا



رؤيا ايليا

رؤيا
ايليا

من
نصوص وادى قمران

 

كتاب
إيليا

مقالات ذات صلة

هو
منحول يهودي دوّن في العبرية الرابينيّة. يلتقي هذا الكتاب مع “صعود
إيليا” الذي حُفظ في القبطيّة. والموازاة بين المؤلّفين واضحة في تصوير
علامات الانتيكرست أو المناوئ للمسيح. يبدأ كتاب إيليا بمشهد نقرأه في 1مل 19 :5،
فيقدّم الوحي حول نهاية العالم، كما نقله ميخائيل، الامير الكبير، إلى إيليا على
جبل الكرمل. أما مضمون هذا الوحي : الدائرات السماوية، صراع الكواكب، دينونة نفوس
الابرار، تصوير حكم ملوك عديدين، مجيء المسيح لأربعين سنة، ملك اسرائيل في الأمم.

 

مدخل الى رؤيا ايليا

ألّفت
رؤيا إيليا في اليونانية، و بقي من هذا النص ستة اسطر على جزء من بردية. ومن
اليونانية ترجمت هذه الرؤيا إلى القبطيّة في اللهجة الأخميميّة (مخطوط يقود إلى
النص الأول من القرن الرابع) وفي اللهجة الصعيدية (ومخطوطات من النصف الثاني في
القرن الرابع).

تعود
رؤيا إيليا في الشكل الذي وصلت فيه إلينا، إلى نهاية القرن الثامن ب.م. هي الحقبة
التي يتحدّث عنها القسم الثاني من ف 2. غير أن الكاتب استعمل مرجعًا آخر كيّفه
بحسب قصده حين دوّن الأحداث التاريخيّة في القرن الثالث. وكان البطل الرئيسيّ لهذه
الأحداث تمييز كما في مرجع يعود إلى القرن الأول ق.م.

إذا
وضعنا جانبًا ف 1 الذي يفسّر طابعه الإرشادي غياب التعليمات التاريخيّة المحدّدة،
يعود النص كله إلى القرن الأول ق.م. يُذكر قيصر في ف 2، واضطهاد الحشمونيين
للجماعة الاسيانيّة في ف 3. وهكذا يبدو أن عمل الكاتب في القرن الثالث، كان إعادة
نظر دوّن فيها ما في ف 2. ما عاد يفهم الخلقيّة التاريخيّة في ف 3، فرأى فقط
الناحية الاسكاتولوجيّة.

من
هو صاحب الكتاب؟ القسم الثاني ألّف في مصر. والقسم الثالث الذي يتطرّق إلى قضايا
فلسطينيّة قد دوِّن خارج فلسطين. بدا الكاتب عارفًا بجماعة قمران.

كل
هذا يدفعنا إلى القول بأن كاتب رؤيا إيليا هو يهودي، وُلد أو عاش في مصر، وارتبط
بالجماعة الاسيانيّة ارتباطًا حميماً.

 

دراسة فى رؤيا ايليا

1-
الله

هو
الرب (1: 1؛ 1: 3؛ 1: 9…) والإله (1: 6؛ 1: 13؛ 1: 14…). لا فرق بين الاسمين،
والكاتب يستعمل الواحد محلّ الآخر (1: 3؛ 1: 6). فالله هو “ربّ المجد”
الذي خلق كل شيء (1: 3)، الذي خلق البشر (1: 1). وبعد العودة إلى عمل الله الخالق.
يتذكّر الكاتب الخروج (1: 3، 6) الذي منه تنبع المواعيد المعطاة للمؤمنين (1: 8-
10) الذين كانوا أمناء للعهد (1: 14). أي حفظوا شريعة الله وتعاليمه (9: 1، 13).
الله يريد أن يكون أبًا لإسرائيل (1: 8).

من
هذه المقدمات نصدر سلسلة من الاستنتاجات: الله يغضب بسبب خطيئة البشر (1: 1)،
ولكنه يبقى رحيمًا (1: 3) ويمنع إبليس من ابتلاع البشر (1: 5). هو إله عادل يدين
ويعاقب الخطأة في دينونة عادلة (1: 11؛ 3: 90). وقد حبّأ المكافأة الحسنة للذين
يطيعونه (1: 8- 10) وقد برهن عن اهتمام خاص بالقد يسيء والأبرار (3: 47- 48) وهو
أخيرًا من يضع حدًا لتصرّفات ابن الإثم وحزبه (3: 82- 83). ونلاحظ أنه بعد
الدينونة، سيحلّ المسيح محلّ الله.

 

2-
المسيح أو الملك الممسوح

لا
تتحدت رؤ إيليا عن المسيح قبل الدينونة والمرحلة الأخيرة. وهناك آية دانياليّة
تُعطي تفاصيل ع مجيئه (3: 3- 4). كما يُشير النصّ إلى الآيات والمعجزات التي نتيح
للمؤمنين أن يعرفوه.

ويسمّى
المسيح أيضًا “الملك” (3: 97). نحن إذن أمام مسيحانية ملكية. ويُسمّى
“ابن الله” (3: 85؛ رج 1: 6). وهناك مقطع يجعلنا نفكّر أنّنا أمام مسيح
متألّم (3: 33). غير أن التعليم يبدو غامضًا في مواضع عديدة: فالمسيح يلعب (على ما
يبدو) ذات الدور الذي يلعبه الله، في نهاية الكتاب (3: 97- 99). فهو الذي يخلق
الأرض الجديدة والسماوات الجديدة، وهو ملك هذه الخليقة الجديدة. في ف ا، قيل أن
الله هو خالق البشر (1: 1)، يقال في 3: 66 أن “المسيح هو الذي خلقنا”.
في البداية، الله هو الذي يشفق على إسرائيل ويأتي ليخلّصهم (1: 3). وفي 3: 56،
المسيح يشفق على أخصّائه ويرسل ملائكته لكي يحرّرهم. وتجاه مدينة الرّب (1: 10-
11)، نجد ملكوت المسيح (3: 99؛ رج 1: 11؛ ق 3: 66).

كيف
نفسّر هذه الظاهرة؟ الله يملك على الكون كلّه بدون منازع. أما المسيح فهو بشكل خاص
ملك جماعة الأبرار الصغيرة: يشفق عليهم، يقيم معه ملكه المسيحاني في نهاية الأزمنة
في نظر جماعة الأبرار هذه، لا خلاف بي النظرتين. فتارة يُرسم اسم الله على جبين
الأبرار (1: 9) وطورًا اسم المسيح (3: 58). وهناك دينونتان. واحدة يمارسها الله
31: 90) وأخرى يمارسها الابن (3: 5 8).

 

3-
الملائكة

المحيط
الذي وُلدت فيه هذه الرؤيا عرف تعاليم ملائكيّة منظّمة. فهناك المراتب الانجيلية.
في 1: 7 حديث عن طبقات الملائكة (الملائكة، رؤساء الملائكة، الرئاسات).

ثم
تأتي طبقات أخرى (وص آدم 4؛ وص لاوي 3: 8) لا نجدها هنا. في 1: 10- 11 (رج 3: 26)
حديث عن العروش الذين يشكّلون مرتبة أخرى. لا شكّ في أنّ الكاتب آمن بوجود سماوات
مختلفة يقيم فيها الملائكة. وتظهر مرتبة ملائكيّة في 3: 56- 57: هم السراقون.
وأخيرًا، نرى في 3: 60 جبرائيل واورئيل اللذين يمثّلان قمّة التراتبيّة
الملائكيّة. فهذان الملاكان جزء من السباعيّة (1 أخن 20: 1- 8؛ 87: 2- 3؛ رؤ عز 6:
2) أو الرباعيّة (مخائيل، جبرائيل، رفائيل، اورئيل1، أخن 9: 1؛ 10: 1؛ 10: 4؛ 10:
9؛ 10: 11؛ رؤ موسى 40؛ وص سل 73-81؛ سيب 2: 15).

ووظائف
الملائكة. هناك فئات من الملائكة يتدخّلون في رؤ إيليا وبلعيون دورًا محدّدًا.
فهناك ملائكة يسهرون على الأبرار، في الأرض المقدّسة (3: 61). يعتبرهم ابن الإثم
أعداءه (3: 87)، وهم يحاربونه بسيوف عديدة (3: 81). والعروش هم أيضًا أعداء ابن
الإثم (3: 26). وظيفتهم محدّدة: يجعلون الأبرار يمرّون ويمنعون الخطأة.

وأهم
وظائف للملائكة هي أن يكونوا وسطاء بين الله والبشر (1: 7). أن يكونوا حاشية الله
(1: 11). وفي الحقبة الأخيرة، يعيشون في الملكوت مع الأبرار والمسيح (3: 98- 99).
أما السرافيم فدورهم هو الذي نراه في التوراة (أش 6: 3؛ 2 أخن 19: 3؛ 21: 1). هم
يمدحون الله ويمجّدونه (3: 57). وأخيرًا، يلعب السباعية الانجيلية الدور الذي لعبه
الله في مسيرة الخروج من مصر.

 

4-
ابن الإثم

هذا
الشخص هو في قلب رؤيا إيليا. يُسمى “ابن الهلاك” (2: 33) والأثيم (2:
34) وابن الإثم (1: 10؛ 3: 1، 5، 11، 15، 19، 33، 39، 50، 53، 61، 64، 92) والوقح
(3: 16، 19، 20، 23). يُستعمل هذان الاسمان الأخيران الواحد محلّ الآخر. هو العدوّ
(3: 19، 26، 36) والغريب (3: 25، 27). وهناك إشارة تدلّ على أنّه ملك (3: 45). نحن
هنا بلا شكّ أمام عنصر قديم: فابن الإثم يجد نموذجه في شخص تاريخيّ. انطلاقًا من
هنا، اتخذ سمات سطريّة ورمزيّة. وهكذا يُسمّى هذا الشخص مرارًا ابليس، الشيطان (3:
30، 64؛ رج 1: 2، 4: 3: 98). وجهه وجه مسخ، وجه وحش: جناحاه من نار (3: 79) وهو
يموت كما يموت التنين (3: 94). هو كائن سقط من السماء على مثال نجوم الصباح (3:
28؛ رج أش 14: 12). وقد خسر مجده 31: 29).

يكشف
عن نفسه في هيكل أورشليم (3: 5). ويتمّ ذات الآيات والمعجزات التي يتمّها المسيح،
ما عدا إقامة الموتى (3: 10، 52). وسيظلّ عددٌ من النّاس يتبعونه. أما الذين
يرفضون أن يتبعوه، فيخضعون للعذاب والاضطهاد (3: 40- 55). هذا الشخص الشيطاني
يمارس سلطانًا لا حدود له حتّى يوم الدينونة. عند ذاك يُلقى في الهاوية بعد أن
يُعدم الحياة.

 

5-
البشر

يقسم
البشر مجموعتين: الخطأة والأبرار. نعدّ بين الخطأة (1: 11؛ 3: 64، 78، 83، 87، 88،
98) أولئك الذين لم يكن إيمانهم قويًا فخدعهم معلّمو الضلال (1: 12- 14). أولئك
الذين تبعوا ابن الإثم وآمنوا به (3: 64- 97). أولئك الذين اضطهدوا الأبرار
وأسلموهم إلى الموت (3: 87). سيُدانون ويُحكم عليهم (3: 87- 88) قبل أن يزدرون مع
ابن الإثم (3: 95- 96).

من
جهة ثانية، نجد الأبرار (3: 51، 54، 55، 68، 87، 88، 89) والقدّيسين (1: 18؛ 2: 9؛
3: 19، 25، 41، 75؛ 79، 87، 97، 99). أولئك الذين أطاعوا الله (1: 8) وشريعته (1:
13) دُعوا أخصاءه (1: 9؛ 2: 1 أو أخصاء المسيح، 3: 56). هؤلاء الذين كانوا جزءًا
من عهد الله (1: 14) ويرثون وعد المجد (1: 14). إنهم يستطيعون أن يعرفوا كذب ابن
الإثم، بحيث لا يُخدعون بآياته. لهذا فهم معرّضون لاضطهادات قاتلة (3: 40- 55).
بعض منهم هرب من الاضطهاد فلجأ إلى الصحراء (3: 45). وآخرون تحدّوا هذا الاضطهاد
ولم يهربوا (3: 48-50). وآخرون أيضًا حماهم الملائكة وقادوهم إلى موضع فردوسي حيث
يأكلون ثمر شجرة الحياة ويرتدون ثيابًا بيضاء (3: 56- 61)، وسيعودون في اليوم الذي
تهتزّ فيه الأرض لكي يحملوا الخلاص والروح (3: 62 ب).

إن
مصير هؤلاء الأبرار والقديسين لا يحدّده عليه. فالتاريخ يسيطر عليه عدوّهم اللدود،
ابن الإثم، الذي هو سبب كل مصائبهم. فلا يبقى لهم سوى رجاء واحد: الدينونة. وفي
قلب نظرتهم إلى؟ التاريخ، نجد الأمل بالتغيير في نهاية الأزمنة. فسيحضر هذه
الدينونة العادلة الخطأة والأبرار. يحضر الأبرار بلحمهم وعظمهم (3: 46- 47). إذن،
هم يقومون ويحقّ لهم أن يستمتعوا بمشهد الخطأة في عذابهم (3: 87) قبل أن يعيشوا مع
المسيح والملائكة في الخليقة الجديدة (3: 97-99).

ماذا
يكون دور الأبرار ودور القديسين؟ لهم مهمّة يقومون بها لخلاص الشعب. فحضور الأبرار
على هذه الأرض له مدلول خاص. فإن كانت الأرض لم تفنَ فبسبب حضور بعض الأبرار على
الأرض. وبسبب هذا الحضور تعطي الأرض ثمرًا، وتشرق الشمس، وينزل الندى (3: 76-77).
لو لم يكن الأبرار على الأرض، لانصبّ غضب الله على الخطأة (3: 69)، وترك إبليس
يفني العالم. وهناك دور خاص يقوم به بعض الأبرار، هو التّشفع (3: 68؛ رج 4 مك 6:
28) وهناك دور الاتهام الذي تقوم به طابيتة وأخنوخ وإيليا والستون بارًا. يهينون
الأثيم، يشتمونه، يقتلونه (3: 18- 19، 25- 30، 33- 36، 52: 53؛ رج 3: 20- 21؛ 31-
32، 54).

وأخيرًا،
نلاحظ الدور البدلي الذي يلعبه بعض الذين ذبحهم ابن الإثم: أخنوخ وإيليا (3: 25-
39)، ثم الستون بارًا الذين أحرقوا على المذبح. وأخيرًا طابيته التي سفك دمها فصار
ينبوع خلاص للشعب. وهكذا ارتبطت طابيته مع الستين بارًا بالذبائح التكفيرية: ذُبح
الأبرار على المذبح، وسُفك دم طابيته في الهيكل.

 

تحليل رؤيا ايليا

تقسم
رؤيا إبراهيم ثلاثة أقسام رئيسية: عرض إرشادي. وهذا العرض يهيّئ القسم الثاني الذي
هو لوحة واسعة عن أحداث تعلن نهاية الأزمنة وتستبقها. ويتكوّن القسم الثالث من
“حكاية الانتيكرست” أو المناوئ للمسيح، وينتهي بالدينونة وإعادة خلق
العالم.

 

*
يبدأ القسم الأول بدعوة النبيّ التي تشبه دعوة الأنبياء في العهد القديم. كلّف
النبي بأن يحثّ الشعب على أن لا يضيف خطايا على خطايا لئلا يبتلعه الشيطان. ويدعو
الشعب ليعود إلى خالقه الذي هيّأ العروش والأكاليل للذين يسمعون له. وهم قد ختموا
بختمه، فلن يجوعوا ولن يعطشوا، ويقيمون وسط الملائكة. فهم الخطأة فيذهبون إلى
الموت.

ثم
يعلن مجيء عدد من معلّمي الضلال في نهاية الأزمنة. هم ينكرون الصوم. فيبرّر الكاتب
الصوم الذي أسّسه الله، ويعدّد حسناته. وفي النهاية، لا يكون الإنسان بقلب وقلب،
فيترك الشكّ يلج حياته.

 

*
ونعبر بدون انتقالة من الإرشاد في القسم الأول إلى القول النبويّ في القسم الثاني.
فالذين يخصّون الرب ينبّهون أن ليس لهم أن يخافوا من حرب. وتذكر هذه الحرب بشكل
سريع: ملك أشوري هو ملك الجور (أو اللابّر) زرع البلبلة في مصر، فتمنّى العديدون
موته.

ثم
جاء ملك السلام من مناطق الغرب. قتل ملك الجور وأعاد السلام وقال: “واحد هم
اسم الله”. وأعاد بناء الأماكن المقدّسة. ولكنه ارتدّ عن مدن مصر بحيلة وسجن
حكماء الأرض وعظماء الشعب في العاصمة التي هي على شاطئ البحر.

ويصوّر
الحرب والاضطهاد. فلا يبقى للشعب المضطهد من أمل سوى الموت، فيقوم ثلاثة ملوك لدى
الفرس فيعيدون اليهود من مصر إلى أورشليم. ويُقطع الخبر بإعلان المجيئ القريب لابن
الهلاك للأثيم.

وتعود
حرب تدوم ثلاث سنوات بين ملوك الفرس وملوك الأشوريين في مصر. ويتدخّل ملك جديد جاء
من مدينة الشمس. واستطاع ملوك الفرس بحيلة أن يقتلوا الملك الاشوري، ويعيدوا
النظام إذ يقتلون الوثنيين والأشرار ويعيدون بناء المعابد ويقولون: “واحد هو
اسم الله”. والذين نجوا من هذا الزمان القلق يعيشون بعد ذلك في سلام.

 

*
ويضع القسم الثالث حدًا لحقبة السلام هذه. تبدأ بمجيء ابن الإثم الذي يأتي إلى
أورشليم بشكل مسيح (أو ملك ممسوح) فيتمّ عددًا من المعجزات ما عدا قيامة الموتى.
بهذا يستطيع الأبرار أن يتأكّدوا أنه ليس المسيح، بل ابن الإثم، وهذا الشخص الذي
سمِّي أيضًا “الوقح” قد عرفته طابيته التي سينتقم منها فيقتلها ويمصّ
دمها. غير أن العذراء ستقوم ويصبح دمها ينبوع خلاص للشعب.

وينزل
إيليا وأخنوخ ليحاربا ابن الإثم. دام القتال سبعة أيام. ظلاّ ميتين خلال ثلاثة
أيام ونصف اليوم في ساحة أورشليم، ولكنّهما نهضا في اليوم الرابع ليعلنا للوقح
أنهما سيغلبانه.

فدخل
الوقح في غضب كبير، ومارس الدمار في الأرض وعذّب القدّيسين والكهنة هرب بعضهم إلى
البريّة وحُفظ إلى يوم الدينونة. فجاء ستون بارًا بسلاحهم. أهلكهم الوقح بالنار.
لكن فناء الأبرار زرع الشكّ في قلب المتشيّعين له العديدين. ثم تدخّل الملائكة
ليحموا الأبرار بقيامة جبرائيل واورئيل في الأرض المقدّسة حيث يأكلون ثمار شجرة
الحياة ويرتدون الثياب البيضاء ولا يتألمون من جوع ولا من عطش.

وكانت
كوارث طبيعية، زلازل، ظلمة، جفاف. ضربت الخطأة الذين تابوا لأنهم تبعوا الوقح،
وطلبوا ماء فما وجدوا. فهم الوقح أن نهايته قرُبت، فقام بحرب أخيرة ضد القدّيسين
والملائكة. ولكنّ الرب أمر الأرض والسماء بأن تشتعلا فتحرق الخطأة والشياطين، في
هذا الوقت، تمّت الدينونة التي حضرها الخطأة والأبرار ورعاة الشعب. ثم جاء إيليا
وأخنوخ مرّة ثانية. فقتلا ابن الإثم وطرحاه في الهاوية مع كل الذين آمنوا به.
وأخيرًا، جاء المسيح من السماء وبعد أن جدّد الأرض، أقام فيها خلال ألف سنة وسط القدّيسين
والملائكة.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى