علم الكتاب المقدس

الكنائس المسيحية فى القدس



الكنائس المسيحية فى القدس

الكنائس
المسيحية فى القدس

الجماعة المسيحية الأولى:

في سفر أعمال الرسل، كان تلاميذ يسوع الأولون ” يواظبون على
تعاليم الرسل والمشاركة وكسر الخبز والصلوات ” (أعمال 2/42). “وكان جميع
الذين آمنوا جماعة واحدة يجعلون كل شيء مشتركاً بينهم ” (أعمال 2/44أ). وكانت
تحيهم ” شهادة الرسل لقيامة الرب يسوع من الموت ” (أعمال 4/33).

هذه الجماعة الرسولية الهام ومثال لكل مشاركة كنسية، بعدما انطلق
الرسل من القدس ليعلنوا الانجيل حتى أقاصي الأرض. أخذت كنيسة القدس اللقب المجيد
” أم جميع الكنائس “. والجماعة المسيحية التي تعيش في القدس اليوم فخورة
بأن تكون الاستمرار المباشر للجماعة الأولى من التلاميذ، وهي تنوي اكمال وحمل نفس
الشهادة في قلب كنيسة المسيح المنتشرة في كل الأرض.

 

تنوع غنيّ:

قد يشعر الحجاج ببعض الصعوبات في اكتشاف الوحدة في الرأي بين الكنائس
والتقاليد التي يجدونها في القدس وفي الأرض المقدسة. فقد جمعت كنيسة القدس – منذ
يوم العنصرة – ووحّدت شعوباً تتكلم لغات مختلفة. وهذا التنوع نما دائماً من خلال
الحرية الدينية المسيحية ؛ بناء المعابد المقدسة المسيحية، والبداية الحقيقية للحج
المسيحي، كل ذلك ابتدأ زمن الأمبرطور قسطنطين الكبير وأمه القديسة هيلانة في القرن
الرابع الميلادي.

اخذت كل الكنائس – بسرعة – تسعى الى التواجد في بلد الكتاب المقدس
وفي الأماكن التي عاش فيها يسوع وبشّر وتألم ومات وقام، حتى تحييّ ايمانها من جديد.
وكثيرٌ من هذه الكنائس تتمنى ان تثبّت حضورها الدائم في القدس، حتى تستطيع استقبال
حجاجها فيها، والصلاة من اجل الكنيسة. في القرون الأولى قبلت هذه الكنائس باسقف
القدس أسقفاً لها، وذلك بحسب التقليد القديم الذي يقضي بوجود أسقف واحد في المدينة
كعلامة واداة وحدة في التنوع.

 

1-الروم الأرثوذكس

ان بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس هي إحدى الكنائس المستقلة. (أي
أنها تحكم ذاتها دون الرجوع الى أحد)، وذلك تقليد بيزنطي. يعنى أسم (الروم
الأرثوذكس) أنها في وحدة مع كنيسة روما الجديدة، أي القسطنطينية والتي يحظى
بطريركها بأولوية شرف فقط في الكنيسة الأرثوذكسية.

 

التاريخ:

يتابع بطريرك الروم الأرثوذكس التسلسل الرسولي المباشر للقديس يعقوب،
أخي الرب ورئيس الجماعة المسيحية الأولى في القدس. وقد نال بطريرك القدس في مجمع
نيقيا 325 احتراما خاصاً بصفته أسقف المدينة المقدسة وفي مجمع خلقدونيا أعطيت
القدس لقب بطريركية. ومن أول الوجوه الكبيرة في الكنيسة الأورشليمية هو القديس
كيرلس 387 المشهور بتعليمه المسيحي للموعوظين. في هذه الفترة البيزنطية (325- 638)
نلاحظ التطور الذي حدث على الحياة الرهبانية وخصوصاً في بريّة اليهودية ومنطقة غزة.
ومن الوجوه التي عرفت في ذلك الوقت القديسون إيلاريون وخريطون وثيودوسيوس وأفتيموس
وسابا.

سنة 638، سلّم البطريرك صفرونيوس المدينة للخليفة العربي عمر الخطاب.
وفي فترة الحكم العربي أقام البطاركة في القدس عندما كانت الظروف تسمح لهم بذلك.
وفي الفترة الصليبية أقام البطاركة الأرثوذكس أغلب الأوقات في القسطنطينية، وكانوا
غالباً من اليونان. أما في الظروف الصعبة أيام الحكم العثماني (1517- 1917)، فقد
أجبر الأرثوذكس لأن يكونوا تحت سلطة البطريرك المسكوني في القسطنطينية بصفته
مسؤولا عن كل الأرثوذكس في الامبرطورية. وفي هذه الفترة أيضاً تشكّلت جمعية القبر
المقدس، وهي بالنسبة للأرثوذكس استمرارية ل
Spoudaioi ورهبانها الذين أمّنوا استمرارية تواجد الصلوات في الأماكن
المقدسة. وأعضاؤها هم البطريرك والأساقفة والرهبان، وعليهم حماية الأماكن المقدسة
باسم كل الأرثوذكس، وتأمين الخدمة الليتورجية.

 

الليتورجيا:

في البداية كان لكنيسة القدس تقليدها الخاص باللغة اليونانية واللغة
السريانية، وهي لغة قريبة من الآرامية التي تكلمها السيد المسيح، والتي يمكن
ملاحظتها بوضوح أثناء الاحتفالات التي كانت تقام خلال السنة والتي لها علاقة
بأسرار الديانة المسيحية. وقد أثّرت الليتورجيا الأورشليمية على باقي الليتورجيات
بواسطة الحجاج، ونخص بالذكر الليتورجيا البيزنطية. كما لعبت الأديرة القائمة في
برية اليهودية وخصوصاً دير مار سابا، دوراً هاماً في كتابة كتب الأناشيد في الطقس
البيزنطي والذي حلّ تدريجيا محل الكتاب الذي استعمل في القدس خصوصاً بعد الفترة
الصليبية. حالياً تقام الاحتفالات باللغة اليونانية في الأماكن المقدسة وباللغة
العربية في الرعايا.

يمارس بطريرك القدس اليوم سلطته على القدس واسرائيل والمناطق
الفلسطينية والأردن. ويترأس البطريرك ذيوذورس الأول سينودسا يتكون من قرابة خمسة
عشر أسقف. أما جمعية القبر المقدس فتتكون من ما يقارب مائة عضو.

وإضافة الى الأماكن المقدسة الرئيسية: ” القبر المقدس، كنيسة
القيامة، كنيسة المهد ” فان البطريركية تعد قرابة المئة ألف مؤمن، موزعين على
عدد كبير من الرعايا، مع عدد من المدارس والخدمات الاجتماعية.

 

الكنيسة الأرثوذكسية الروسية:

في بداية القرن التاسع عشر طوّرت هذه الكنيسة وجودها في الأرض
المقدسة لخدمة حجاجها الكثيرين، وباقامة مجموعة من المدارس. كما حصلت على املاك
أصبحت بعد ثورة 1917 تحت تصرف الكنيسة السينودوسية الروسية خارج حدود روسيا
البيضاء. لكن بعد عام 1948 أعادت اسرائيل الأملاك الواقعة داخل الخطوط لتنهي
النزاع بينها وبين ممثل البطريركية الذي كان مقرّه قريباً من كنيسة الثالوث الأقدس
في مركز المدينة الجديدة. لكن دير الصعود على جبل الكرمل ودير مريم المجدلية في
الجسمانية بقيا تحت السلطة الكنسية التي هي خارج الحدود.

 

الكنيسة الأرثوذكسية الرومانية:

وجد أول ممثل معتمد لها بجانب البطريركية اليونانية الأرثوذكسية في
القدس عام 1946.

 

الكنائس الأرثوذكسية الشرقية

هي الكنائس التي لم تقبل قرارات مجمع خلقدونية 451، وهي ترفض أن تدعى
كنائس الطبيعة الواحدة، وتطلق على نفسها اسم “الكنائس الأرثوذكسية الشرقية.”
تواجدت في الأماكن المقدسة في وقت لاحق، ثم أسست لها جماعات محلية.

 

الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية:

الكنيسة الأرمنية الرسولية أو الأرثوذكسية، وتدعي أيضا “الكنيسة
الغريغورية” نسبةً إلى القديس غريغوريوس المستنير وهو الذي أسسها تقربباً سنة
325، هذه الكنيسة فخورة لانها أول شعب اختار الدين المسيحي كدين للدولة عام 301.
وبما أن هذا الشعب كان يتواجد على أرض ذي موقع استرتيجي، إذ كان يتوسط بيزنطة
وسوريا وبلاد فارس، فقد اضطر لأن يدافع عن هويته وإيمانه حتى الشهادة، بسبب
الغزوات والإجتياحات التي تعرض لها. وخير مثال على ذلك محاولة الإبادة المرعبة
التي تعرض لها الشعب الأرمني في بداية القرن العشرين.

في القرن الحادي عشر، عندما اجتاح السلاجقة الأتراك للبلاد، انتقلت
مملكة الأرمن إلى آسيا الصغرى (قيليقية)، وهذا أيضاً ما فعله الكاثوليكوس الذي هو
الرئيس الأعلى في الكنيسة الأرمنية، حيث انتقل كرسيه إلى سيس إبتداءً من عام 1293.
وبعد عودة الكرسي البطريركي إلى مكانه التقليدي في ايتميادزين عام 1441، استمرت
البطريركية في سيس حتى أن انتقلت إلى أنطيلياس في لبنان بعد مذبحة الأرمن عام 1915.
وحتى اليوم لاتزال البطريركيتان موجودتين.

تبنّت الليتورجية الأرمنية، والتي هي من أصل أنطاكي، بعض الأمور من
الليتورجية البيزنطية والأورشليمية، ويُحتفل بها اليوم باللغة الأرمنية الكلاسيكية.

يعود وجود الأرمن اليوم في القدس إلى القديس غريغوريوس المستنير نفسه.
فالمنطقة الموجودة حول كاتدرائية مار يعقوب، والتي كانت تسمى دير الأرمن هي اليوم
حي الأرمن حيث يقطن معظم الأرمن الذين في القدس. ويكوّن البطريرك والأساقفة
والرهبان جمعية مار يعقوب، والتي يترتب عليها التواجد في الأماكن المقدسة وخاصةً
(القبر المقدس) حيث تمتاز كنيسة الأرمن بحقوق وامتيازات قديمة، هي التواجد والخدمة
الليتورجية. أسبقية هذه الكنيسة وأهميتها في القدس يُشهد لهما من خلال أقدم
الشهادات الليتورجية الأولى في القدس والموجودة في الكتابات الأرمنية، وأيضاً من
خلال العديد من الإكتشافات الأثرية. كما يُظهر القديس أفتيموس، الذي ولد في
أرمينيا 377، دور الأرمن في الحياة الرهبانية في فلسطين، والذين كان منهم فيها
مؤسسون ومنظمون. ويعود إعلان بطريركية القدس، والتي اعترفت دائماً بسلطة
الكاثوليكوس الموجود في ايتميادزين في أرمينيا، إلى عام 1311.

أمّا اليوم فإن بطريرك القدس هو طوركوم مانوجيان، يساعده ساكريستاني
كبير وعدد من الأساقفة. تتكوّن جمعية مار يعقوب من خمسين عضوا، وأغلبهم يمارس
خدماته في الخارج. ويعد الأرمن اليوم في اسرائيل والمناطق الفلسطينية والأردن
حوالي 2500 مؤمن.

 

الكنيسة السريانية الأرثوذكسية

إن الكرسي الرسولي للكنيسة السريانية الأرثوذكسية هو في أنطاكيا
(الموجودة اليوم في تركيا)، والتي فيها دُعي التلاميذ للمرة الأولى
“مسيحين” (أعمال 11: 26). يحمل رئيسها دائماً لقب بطريرك أنطاكيا بالرغم
من أنه مقيمٌ في دمشق. تطوّرت هذه الكنيسة في محيط ساميّ، مع بعض التأثيرات
اليونانية. بقيت اللغة السريانية اللغة الرئيسية في الليتورجية كما يتكلمها بعض
المؤمنين. ومن الكتّاب السريانيين الكبار أفرام، فيلوكسين من مابوك، وساوريس
الأنطاكي.

دُعيت هذه الكنيسة أيضاً “اليعقوبية”، نسبة إلى أسقفها
يعقوب البرادعي الذي أعاد عام 542 – 543 تنظيمها التراتبيّ بعد إضطهاد الاباطرة
البيزنطيين. في القرن الثامن والتاسع لعب المسيحيون المتكلمون اللغة السريانية
دوراً رئيسياً في الترجمة ونقل النصوص والحضارة اليونانية والبيزنطية إلى العربية،
وخصوصاً إلى بلاط الخليفة في بغداد.وفي القرن الثالث عشر عرف الأدب السرياني
ازدهاراً في التاريخ والعلوم والفلسفة واللاهوت، لكن قلّ تأثير هذه الكنيسة فيما
بعد بسبب الظروف التاريخية القاسية. أما اليوم فإن هذه الكنيسة تهاجر من موطنها
الأصلي، وذلك بسبب الظروف السياسية الصعبة وخصوصاً جنوب تركيا.

رئيس أساقفة هذه الكنيسة الذي يعود بها الى بداية المسيحية هو مار
ساوريس ملكي مراد، وهو يقيم في دير القديس مرقس، حيث تحتوي كنيستهم بحسب التقليد
على بيت أم يوحنا مرقس، حيث هرب بطرس بعدما حرّره الملاك من السجن (أعمال 12: 12)،
والذي يقال انه مكان العشاء الأخير ونزول الروح القدس. أيام الآحاد والأعياد،
يحتفل السريان بالليتورجيا في كنيسة نيقوديموس (حيث يوجد القبر الذي يقال أنه
ليوسف الرامي) في كنيسة القبر المقدس. بالإضافة إلى القدس هنالك جماعات في بيت لحم
وعمان، ويصل مجموع مؤمنيها الى 2000 مؤمن.

 

الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

الكنيسة القبطية معناها الكنيسة المصرية بحسب الكلمة اليونانية(aigyptos)، والتي تكرم القديس مرقص كمؤسس لها. يحمل بطريركها لقب ”
بطريرك الإسكندرية” بالرغم من أنه يقيم في القاهرة.

أثّر الإضطهاد الكبير الذي حدث في القرنين الثالث والرابع على مصر،
وجعلها تبدأ حسابها الكنسي من إبتداءً من تلك الفترة، والتي سُميت ب “حقبة
الشهداء” وهي تعود إلى فترة حكم الإمبراطور ديوكلسيانس (284 – 305). ومن
مشاهير مدرسة الإسكندرية اللاهوتية: بانتيِنوس واكليمنضس وأوريجينوس. ومن الوجوه
الكبيرة في هذه الكنيسة القديس أثناسيوس العظيم وكيرلوس الإسكندري وأبو الرهبان
أنطونيوس الكبير وباخوميوس وماكاريوس الخ.. والذي ميّز هذه الكنيسة هو أمانتها
للإيمان رغم تاريخها العصيب.

توحي نهضة الحياة الرهبانية الملحوظة اليوم في الكنيسة القبطية
بتجديد الجماعة في الكنيسة.

تطورت اللغة القبطية من اللغة المصرية القديمة التي لم تعد تستعمل
اليوم في الحياة اليومية، ولكنها لاتزال موجودة في الصلوات والأناشيد الليتورجية.
اما الطقوس فهي تتبع الاطقس الاسكندري، وتتم فيها الاناشيد باستعمال آلات موسيقية
هي الصنج والمثلث.

 

الكنيسة الأثيوبية الأرثوذكسية:

كانت أثيوبيا على اتصال مع القدس منذ العهد القديم والجديد، وأصبحت
مسيحية مع تأثيرات يونانية وسريانية وقبطية منذ القرن الثالث، وكان فرومنس أو
الأبّا سلامه أول أسقف رسمه القديس أثناسيوس في الإسكندرية. وقد اتّبع هذا التقليد
خلال خمسة عشر قرناً، لأن الكنيسة الاثيوبية كانت تقبل اسقفها الوحيد (الابونا) من
الكنيسة القبطية، والذي كان يؤمّن التسلسل الرسولي والرسامات الكهنوتية. أما
الإدارة فكانت بيد الأثيوبيين انفسهم، وكان تأثير الرؤساء والرهبان والراهبات يطغى
على تأثبر الأسقف.وقد نُصّب أول رئيس أساقفة أثيوبي على أديس أبابا على يد بطريرك
الأقباط عام 1951، ثم حصلت الكنيسة القبطية على استقلالها عام 1959.

وبالرغم من عزلة أثيوبيا، إلاّ أنها كانت الدولة الوحيدة التي
استطاعت أن تحافظ على طابعها المسيحي بين الدول الأفريقية الأخرى. تحتوي
الليتورجيا الأثيوبية على التقليدين الإسكندري والأنطاكي، لكنها أخذت شكلاً
مختلفاً بتبنّيها العديد من العناصر المحلية وخصوصاً في الأناشيد والإحتفالات. نرى
في الأناشيد والاحتفالات مثلاً: الحركات الإقاعية واستعمال الطبل، ويُحتفل
بالليتورجية بلغة ال (
ge’ez) أي اللغة السامية القديمة.

يعود التوجد الأثيوبي في القدس الى القرن الرابع، وقد أخذ أهمية
خاصّة في فترة العصور الوسطى. ثم أصبحت هذه الكنيسة فقيرة جداً بعد الدمار الذي
تلا الاجتياح الإسلامي لأثيوبيا في القرن الرابع عشر، مما جعلها تفقد الكثير من
الأملاك والامتيازات وحتّى الوسائل الضرورية لإنعاش وجودهها في الأرض المقدسة من
جديد، الأمر التي تمّ فقط في نهاية القرن التاسع عشر.

هنالك دير رهبان أثيوبي في مدخل كاتدرائية القبر المقدس، على سطح
كنيسة القديسة هيلانة. ويقيم رئيس الأساقفة جبريل في المدينة القديمة، وله سكن آخر
في القدس الغربية، لأن له كنيسة هناك. وهناك عدة أديرة أخرى يسكنها الرهبان
والراهبات في العيزرية وأريحا وبيت لحم وبالقرب من نهر الأردن. ويقدر عدد المؤمنين
الأثيوبين ببضع مئات. ويترك الحجاج الأثيوبيون الذين يأتون إلى الأرض المقدسة
وخصوصاً في فترة الأسبوع المقدس أثرا كبيراً بسبب لباسهم التقليدي وتقواهم.

 

الكنيسة الكاثوليكية

إن حضور الكنيسة الكاثوليكية في الأرض المقدسة واضح ومميز بين جميع
الكنائس والمؤسسات بشتى أنواعها الموجودة في الأرض المقدسة. وهذه الكنيسة لها تنوع
كبير: كالكنيسة اللاتينية والكنائس الكاثوليكية من مختلف التقاليد الشرقية
والجمعيات الرهبانية التأملية والرسولية العديدة.

منذ عام 1992،جمع مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأرض المقدسة
جميع الكنائس الكاثوليكية في إسرائيل والمناطق الفلسطينية والأردن، بالإضافة حارس
الأراضي المقدسة، ليكونوا أكثر وحدة واكثر ارتباطاً في مختلف مجالات العمل الراعوي.
ويرأس هذا المجلس بطريرك اللاتين في القدس بصفته بطريركاً.

 

سينودس واحد للعديد من الطقوس والأبرشيات

التزمت كل الكنائس الكاثوليكية معاً في إسرائيل والمناطق الفلسطينية
والأردن، بسينودس أبرشي خاص وفريد من نوعه، لأنه لا يجمع الكنائس من مختلف الطقوس
فحسب، بل يجمع كنائس لأبرشيات مختلفة تنتمي الى طقس واحد. بعد فترة من التحضير،
افتُتح السينودس يوم العنصرة عام 1995. وكان هدف المرحلة الأولى تعميق الإيمان الى
المستوى الشخصي والجماعي، ضمن دراسة مواضيع تهم حياة المؤمن الشخصية والتزامه في
الكنيسة وفي المجتمع. أما هدف المرحلة الثانية فهو التفكير الجماعي في الرعايا
والجمعيات الرهبانية والحركات الرسولية بحاجات الجماعة المسيحية في الأوضاع
المتغيرة في المنطقة، وفي وسائل العمل والمهمات التي تترتب عليها إذا أرادت
التجاوب مع دعوتها بأمانة. وسوف تنتهي هذه المرحلة في الدعوة الى اجتماع الهيئة
العمومية للسينودس بين صعود وعنصرة عام 2000 (1 حزيران – 11)، حيث يتم وضع خطة
رعوية مشتركة للكنيسة الكاثوليكية في الأرض المقدسة على عتبة الألف الثالث.

تدير الكنيسة الكاثوليكية مجموعة كبيرة ورائعة من المؤسسات التعليمية،
من رياض الأطفال الى جامعة بيت لحم. ولمؤسسات الدراسات الكتابية العليا مكانة خاصة.
فهي من خلال التعليم، كما من خلال المستشفيات والمستوصفات وملاجئ العجزة، ومراكز
الأطفال المعاقين أو المتروكين، والمؤسسات الإجتماعية، تقوم بخدمة مؤمنيها وجميع
مسيحيي الكنائس الأخرى والمجتمع.

الجمعيات الرهبانية الموجودة في الأراضي المقدسة كثيرة: 70 مؤسسة
راهبات و30 منها رهبان، وهي ملتزمة في خدمات متعدّدة، إضافة إلى حضورها وصلاتها.
وتشارك هذه الجمعيات بمهمة أخرى تقع على عاتق كنيسة الأرض المقدسة وهي استقبال
الحجاج والقيام بخدمتهم الروحية.

 

الكنيسة اللاتينية

جاء حجاج الغرب إلى القدس في وقت مبكر جداً، وتأسست أول جمعية
رهبانية من أصل غربي في نهاية القرن الرابع، في القدس تأسست مع وميلانيا الاولى،
وفي بيت لحم مع القديسين ايرونيموس وباولا. كما لُوحظ وجود رهباني جديد على زمن
شارلمان في القرن التاسع. وفي كل الحالات لم يكن في القدس أي سلطة كنسية لاتينية
في القدس قبل الإنشقاق الكبير بين الشرق والغرب عام 1054.

بدأت البطريركية اللاتينية مع وصول الصليبيين للقدس في عام 1099
وتنصيبهم أحد أساقفتهم على كرسي القدس. واستمرت خلافة البطاركة اللاتين في القدس
حتى عام 1187، ثم في عكّا لغاية سقوط المدينة عام 1291. بعد ذلك اصبح كرسي بطريرك
القدس للاتين فخريا.

قدم أول الآباء الفرنسيسكان إلى الشرق وإلى الأرض المقدسة زمن القديس
فرنسيس الأسيزي أي عام 1226.ثم أقاموا في القدس عام 1333 كحراس للأراضي المقدسة.كانت
مهمتهم الأولى حماية الأراضي المقدسة باسم الكنيسة الكاثوليكية، ثم استقبال الحجاج.
وتولوا مهمة العناية بالرعايا القريبة من الأماكن المقدسة، وبتقديم خدمات عديدة
للمسيحيين المحليين: مدارس، مستشفيات، خدمات اجتماعية..إلخ. وكان لحارس الأراضي
المقدسة سلطة على جميع الكاثوليك من الطقس اللاتيني في الأرض المقدسة. أما اليوم
فإن حراسة الأراضي المقدسة تكمّل الرسالة التي وكلها بها الكرسي الرسولي منذ عام
1342 لحراسة الأراضي المقدسة، وبإحياء (في اطار العمل الرعوي المشترك) بعض الرعايا
المهمة وبعض الخدمات المتنوعة من تعليم وخدمات اجتماعية، برئاسة حارس الأراضي
المقدسة الحالي الأب جوفاني باتيستلّي.

أُعاد البابا بيوس التاسع تأسيس البطريركية اللاتينية، واضعاً على رأسها
بطريركاً لاتينياً مقيماً في القدس، له سلطان على جميع المسيحيين من الطقس
اللاتيني، الموجودين في اسرائيل وفلسطين والأردن وقبرص. وفي ال150 عاماً المنصرمة،
قامت البطريركية بأعمال رسولية كبيرة، إذ أسست رعايا في جميع أنحاء البطريركية.
وهي تعدّ اليوم حوالي 75000 مؤمن. ويُحتفل بالليتورحية اللاتينية أو الرومانية
باللغة العربية، وبلغات أخرى في الأماكن المقدسة وفي الجمعيات الرهبانية. وبفضل
المعهد الإكليريكي الموجود في بيت جالا بالقرب من بيت لحم، والذي يوجد فيه حالياً
أكثر من ثلاثين طالب فلسفة ولاهوت، هنالك إكليروس عربي يأخذ على عاتقه جميع
المسؤليات الراعوية والإدارية.

غبطة البطريرك مشيل صبّاح المولود في الناصرة والذي عُين عام 1987
بطريركاً، هو أول بطريرك عربي بعد جلوس سبعة بطاركة من أصل إيطالي على الكرسي
البطريركي. ينوب عنه النائب البطريركي لمنطقة الجليل، في الناصرة، المطران بولس
ماركتسو، ونائب بطريركي آخر للأردن في عمان، الطران سليم الصائغ، ونائب بطريركي
عام في القدس، المطران كمال بطحيش. والبطريرك هو رئيس مجلس الأساقفة اللاتين في
المناطق العربية (
CELRA) أي في لبنان وسوريا والعراق والأردن وفلسطين
وإسرائيل ومصر وجيبوتي والصومال وفي شبه الجزيرة العربية.

تتجمّع الجماعات الكاثوليكية الناطقة بالعبرية في ” جمعية
القديس يعقوب”، وهي تؤمّن أماكن للعبادة ولقاءات أخوية مع الكاثوليك، وتعيش
في وسط اسرائيلي، وتساعد في التقارب بين المسيحين واليهود. وهي تتواجد في القدس
وتل أبيب وحيفا ووبئر السبع. الأب يوحنا المعمدان جوريون هو النائب الأسقفي المفوض
من قبل البطريرك للاهتمام بهذه الجماعات، وهو أيضاً رئيس الرهبان البندكتان في أبو
غوش.

 

كنيسة الروم الكاثوليك الملكيين

سُميت الكنائس التي قبلت قرارات مجمع خلقدونية عام 451 تحت رعاية
الإمبراطور البيزنطي ب (الملكيين)، والتي تعني الإمبراطوريين، وأُطلقت هذه التسمية
من قِبَل أعدائهم الممؤمنين بالطبيعة الواحدة، وتطلق هذه التسمية حاليا على الروم
الكاثوليك فقط. تتواجد البطريركية الأنطاكية والتي هي من البطريركيات الثلاثة، في
نقطة تقاطع بين الأرثوذكسية اليونانية والعربية، وهي التي ساعدت في البداية على
نقل التقليد اليوناني والبيزنطي القديم للعرب، وهذا الذي ساعدها في أن تلعب دور
الوسيط أكثر من مرة بعد الإجتياح الإسلامي.كما كانت الوسيط بين الشرق والغرب بعد
الإنشقاق الكبير عام 1054 عندما أخذ بطريرك أنطاكيا بطرس الثالث موقف متصالحاً
ودعي بطريرك القسطنطينية الى عدم تصعيد الانقسام والى قبول مبدأ التنوع الموجود في
الكنيسة. من هنا كانت بطريركية أنطاكيا أمينة لروح الإنفتاح على المسيحية أكثر
منها على الإسلام.

في القرن السابع عشر تأسست مجموعة من الكهنة والأساقفة الذين اختاروا
الوحدة مع روما. وفي الفترة التي كان فيها كرسي أنطاكيا شاغراً، انتخبت هذه
المجموعة البطريرك كيرلوس الرابع عام 1724 والذي اعترفت به روما بعد سنين عديدة.
هذه هي بداية كنيسة الملكيين الكاثوليك التي تبعت التقليد البيزنطي في الليتورجيا
وفي الحق القانوني وفي التقارب اللاهوتي والروحاني للسر المسيحي، خصوصاً ذاك الذي
عاشته البطريركية في أنطاكيا. بدأت في البداية في لبنان ثم امتدت إلى دول أخرى
عربية في الشرق الأوسط. علاوة على أن رئيسها يحمل لقب بطريرك أنطاكيا، إلاّ أنه
نال عام 1838 لقب شخصي هو بطريرك الإسكندرية والقدس. والبطريرك الحالي مكسيموس
الخامس حكيم يقيم اليوم في دمشق.

 

توجد في الأرض المقدسة ثلاثة أسقفيات للروم الكاثوليك:

– مقر البطريركية في القدس والذي يديره المطران لطفي لحام. بني في
عام 1848 وأعيد بناؤه عام 1974، وتوجد فيه أيقونات بيزنطية جميلة. توجد في منطقة
القدس الرعايا التالية: بيت لحم ورام الله ويافا والرملة. يبلغ عدد المؤمنين فيها
حوالي 3000 شخصا. ويوجد في بطريركية الروم الكاثوليك الواقعة بالقرب من باب الخليل
معرض التقاليد الشرقية المسيحية، وهي تكشف للمقدسيين وللحجاج الغنى الموجود في
التقاليد المسيحية الشرقية.

– رئاسة أساقفة عكا. بُنيت عام 1754، ويديرها المطران بطرس معلّم،
والمقيم في حيفا. وتمتد هذه الأسقفية الى كل الجليل مع ما يقارب ثلاثين رعية في
حيفا والناصرة وعكا وفي بعض قرى الجليل الأعلى، ويبلغ عدد مؤمنيها قرابة 40000.

– رئاسة أساقفة البتراء وفيلادلفيا، بنيت عام 1932، يديرها المطران
جورج المرّ ومقرّه عمان. تغطّي هذه الأسقفية منطقة الأردن وفيها ثلاثون رعية وما
يقارب 20000 مؤمن.

 

الكنيسة المارونية

تستمد هذه الكنيسة اسمها وأصلها من دير رهبان موجود في شمال سوريا
قريباً من (أباما)، تكريماً للقديس الناسك مارون (توفي عام 410.) وقد انتخب أول
بطريرك لها في بداية القرن الثامن، لكن في بداية القرن العاشر هربت هذه الكنيسة
إلى لبنان بحثا عن ملجأ، وهناك حصلت على كيان لها. تستمد هذه الكنيسة ليتورجيتها
وروحانيتها وقانونها الكنسي من التقليد السرياني الأنطاكي. حالياً تقام الطقوس
الليتورجية باللغة العربية، ما عدا الأناشيد القديمة وبعض الصلوات الأفخارستية.
كان مكان إقامة بطريركها – البطريرك الحالي هو الكاردينال نصرالله بطرس صفير- منذ
1790 في بكركى، على بعد 25 كم إلى الشمال من بيروت.

يتواجد الموارنة في الأرض المقدسة في شمال الجليل، بالقرب من لبنان،
ويقطن ما يقارب 7000 مؤمن في حيفا والأراضي المقدسة. رأس الكنيسة المارونية هو
المطران بولس صيّاح، والذي من مهامه الإهتمام بأسقفية القدس والتي بنيت عام 1895.
ويبلغ عدد المؤمنين في المدينة المقدسة والمناطق الفلسطينية والأردن ما يقارب 1000
مؤمن. ويقيم أسقف هذه الكنيسة في المدينة القديمة بالقرب من باب الخليل.

 

الكنيسة السريانية الكاثوليكية

تعود الكنيسة السريانية الكاثوليكية إلى التقليد السرياني الأنطاكي
للكنيسة السريانية الأرثوذكسية. يعود الفرع الحالي من بطاركة السريان الكاثوليك إلى
القرن السابع عشر 1781 وذلك بعد محاولات عديدة للوحدة مع روما. يسكن البطريرك
الحالي أغناطيوس موسى الأول داؤود – والذي يحمل لقب بطريرك أنطاكيا – في بيروت،
وله مقر ومعهد اكليريكي في الشرفة في جبل لبنان.

تتكون أسقفية القدس والتي بنيت عام 1890 من عدة رعايا هي القدس وبيت
لحم وعمان. ويبلغ عدد المؤمنين حوالي 1500. يقيم المطران بطرس عبد الأحد إلى
الشمال من باب العمود مقابل كنيسة الدومنيكان.

 

الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية

يعود تاريخ البطريركية الأرمنية الكاثوليكية إلى سنة 1740، عندما
أنتخب أول بطريرك للكنيسة الأرمنية في قيليقية، وذلك بعد عدة محاولات للمصالحة بين
الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرمنية الرسولية بين عصر الصليبيين ومجمع فلونسا
عام 1439. تتبع هذه الكنيسة التقليد الليتورجي الأرمني وتحتفل به باللغة الأرمنية.
دير بزمّار في جبل لبنان هو مقر الكرسي البطريركي التقليدي، لكن كثيراً ما يتواجد
البطريرك الحالي يوحنا بطرس الثامن كاسبريان في بيروت.

يقع مقر الأسقفية في القدس بين المرحلة الثالثة والرابعة على طريق
الآلآم. تم شراء الارض عام 1856، أما الكنيسة والبناء الذي يقيم فيه المطران
أندريه بيدوجلويان، فقد أفتُتح في بداية القرن الحالي. ويقدر عدد مؤمنيها حوالي 60
عائلة موزعة في القدس والناصرة وحيفا.

 

الكنيسة الكلدانية

تواجدت هذه الكنيسة فيما مضى في الأرض المقدسة، وهي الكنيسة الرسولية
في الشرق والتي مقرها في بلاد ما بين النهرين، وقد سُميت بالنسطورية لأنها لم تقبل
قررات مجمع أفسس 431.خرجت عن التقليد السرياني الشرقي، وتوحدت مع روما عام 1552.
نُقلت بطريركية بابل للكلدان إلى الموصل من عام 1830 حتى 1950، ثم إلى بغداد حيث
يقيم بطريركها الحالي رافائيل الأول بداويد.

المسئول عن الكنيسة الكلدانية في القدس هو الأب بولس كولن، لكن هذه الجماعة
اختفت كليا بعد حرب 1948؛ اندمج أغلب أفراد هذه الجماعة ودخلوا في كنائس كاثوليكية
أخرى.

 

الكنائس الأنجليكانية والبروتستنتية

سنحت الفرص لوصول كثير من البعثات التبشيرية إلى فلسطين من الكنيسة
الكاثوليكية ومن الجماعات الكنسية البروتستانتية والأنجليكانية في منتصف القرن
التاسع عشر. كانت أهدافهم متنوّعة: الحج واكتشاف بلد الكتاب المقدس ومساعدة
المسيحيين المحليين والرسالة.كما كانت لهم علاقات مع الكنائس المختلفة أيضاً: فبعضهم
جاء لمساعدة الجماعات الموجودة، والبعض الآخر جاء لتأسيس جماعات كنسية جديدة
غالباً ما أتى مؤمنوها من الكنائس القديمة الموجودة. فيما يلي أهم الجماعات
الموجودة في الأرض المقدسة (باقي الجماعات توجد فقط في إطار لائحة العناوين).

 

الكنيسة الأنجلكانية أو الأسقفية

الكنيسة الأنجليكانية هي أول من جاء إلى الأرض المقدسة وأسس ارسالية
عام 1833. وفي عام 1841 أُقيمت في القدس مطرانية برعاية مشتركة بين الكنيسة
الأنجليكانية في انجلترا والكنيسة اللوثرية في روسيا البيضاء، لكنها اقتصرت عام
1886 على الأنجليكان، تحت سلطة رئيس أساقفة كنتربري. وكانت كاتدرائية القديس جورج
التي على طريق نابلس مركزاً لها. طوّرت الكنيسة الأنجليكانية مجموعة من المدارس
والمستشفيات وخدمات اجتماعية أخرى ممتدة في أنحاء البلاد. أصبحت الأبرشية اقليماً
جديداً في القدس وجزءاً من الإتحاد الأنجليكاني في الشرق الأوسط في عام 1976.

أسقف هذه الكنيسة الحالي رياح أبو العسل وأغلبية الإكليروس من العرب.
ويبلغ عدد المؤمنين من هذه الكنيسة في إسرائيل والمناطق الفلسطينية والأردن حوال
2000. تعمل الكنيسة الأنجليكانية مع المسيحيين ممن يعيشون في مجتمع يهودي، وهذ
العمل يتمركز في كنيسة المسيح في البلدة القديمة بالقرب من باب يافا.

 

الكنيسة اللوثرية الإنجيلية

منذ عام 1886 وبعد بداية عمل مشترك مع الأنجليكان، بذل لوثريو بروسيا
(روسيا البيضاء) جهوداً في نشر تعاليمهم مركّزين عملهم في مجال التربية والتعليم.
مركزهم هو كنيسة المخلص بالقرب من القبر المقدس. عام 1959 اعترفت بهم الحكومة
الأردنية ككنيسة مستقلة. تحمّل مسؤلية هذه الجماعة منذ البداية رُعاة المان، لكن
في عام 1979 سيم أول أسقف عربي.

يترأس الأسقف الحالي منيب يونان المقدسي الأصل، كنيسته المكونة من
ستة رعايا، يبلغ عدد المؤمنين فيها حوالي 2000 مؤمن. يدير الإتحاد اللوثري العالمي
مستشفى أوغستا – فيكتوريا على جبل الزيتون منذ الخمسينات.

 

جماعات بروتستنتية أخرى

من الجماعات البروتستنتية النشيطة في الأرض المقدسة ما صل منذ وقت
طويل ومنها ما وصل مؤخراً. ليس لهذه الجماعات هيكلية رسمية إلاّ أن عددا كبييراً
منها متجمع في “المجمع المسيحي الواحد في إسرائيل”، تسهيلا لعلاقاتها مع
السلطات المدنية. من هذه الكنائس المعروفة كنيسة القديس أندراوس التابعة للكنيسة
المشيخية، والتي إفتتحت عام 1930 لإحياء ذكرى الجنود الأيكوسيين الذين سقطوا قتلى
في معارك فلسطين في نهاية الحرب العالمية الأولى.

أسس المعمدانيون جماعات في مختلف المناطق ابتداءاً من عام 1920. كثير
من الجماعات التي تنتمي الى التيار الخمسيني تمارس نشاط فعّال، ومثلها الكثير من
الجماعات الإنجيلية. لسوء الحظ لا تتّصل هذه الجماعات كثيرا بالكنائس المحلية، مما
يؤدي الى خلق شعور بالبلبلة بين المسيحين.

 

كل هذه الكنائس وممثلوها واساقفتها فى القدس يرفضون العمل الصهيونى
ويرفضون ربطه بكتاب الله المقدس!

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى