اللاهوت الدفاعي

كاتب إنجيل متى



كاتب إنجيل<br /> متى

كاتب
إنجيل متى

يقول
المعترض أن كاتب
إنجيل متّى
مجهول 

الرد:

 

مقالات ذات صلة

فقرة
الكنيسة
ومركيون لقد
أثارت محولة
مركيون سنة
150م
لوضع
لائحة من قبله
بكتب العهد
الجديد المقبولة
تحديا جدياً
للكنيسة.

وحتى
ذلك الحين لا
يوجد أي برهان
قاطع على أن الكنيسة
كانت قد وضعت
قانوناً للكتاب
المقدس, بل
كانت تقبل
الأسفار
المطابقة
لأيمانها.

أما
مركيون فحذف
من قانونه
أسفار العهد
القديم كلها وأبقى
من العهد
الجديد على
إنجيل لوقا
باستثناء
فصليه
الأولين, وعلى
عشر رسائل من
رسائل بولس
الرسول. ونحن
هنا لن نناقش
إيمانه الذي
اعتد عليه في قانونه
هذا ولكن ما
بهمنا من هذا
التاريخ هو أن
في سنة 150 للميلاد
أي بعد رقاد
القديس يوحنا
الإنجيلي أخر من
رقد من الرسل
الإثني عشر
بما لا يتجاوز
أصابع اليد
الواحدة من
العقود وجد
شخص حاول أن
يجمع الإنجيل
في كتاب واحد
وجمعه وتم ذكر
ما جمع منه في
كتاب واحد
ولكنه رفض الباقي
من الإنجيل
النقطة
الأكثر أهمية
هنا هي أن أباء
الكنيسة في
ذلك الوقت
جميعهم رفضوا
هذا العمل وهذا
يعطينا أنهم
كانوا يعرفون
الكتب التي تشكل
العهد الجديد

هنا
نرى أن تلاميذ
الرسل (الآباء
الرسولين) في
ذالك الزمان
قد رفضوا أن
يكون إنجيل
لوقا وعشر
رسائل لبولس
هما العهد
الجديد كله وبعد
ماركيون بما
لا يتجاوز
أصابع اليد
الواحدة من
العقود قرر
أباء الكنيسة
الرسمية في رومية
وضع لائحة
رداً على بدعة
ماركيون
فوضعوا لائحة
لكل الكتاب
المقدس بل
تشمل تعليقات
عن المؤلف
ومحتويات كل
سفر، ولم
يوافقوا على
إي كتاب إلى
إذا: أولاً: الاستيقان
من صحة مصدرها
الرسولي ,
ثانياً: قيمتها
في البنيان وهي
اقدم محاولة
بعد أن رفض
ماركيون
الكثير من الكتاب
المقدس.

للمزيد
راجع
المدخل إلى
الكتاب
المقدس. حبيب
سعيد. دار
النشر
الأسقفية.

 

فقرة أخرى من نفس الكتاب

فى
عام 170
للميلاد
قام
تاتيانوس
بوضع
كتاب
الإنجيل
الرباعي
كان
السبب
في
وضع
هذا
الكتاب
هو
لماذا
يوجد
أربع
روايات
عن
حياة
السيد
المسيح
فقام
يجمعهم
بكتاب
واحد
وأوضح
الفروفات
الظاهرية
بين
الأناجيل
الفروقات
الظاهرية
هي
فروقات
تبدوا
لغير
الدارسين
أما
الدارسين
الموضوعيين
فلا
يجدوا
هذه
الفروقات واستعمل
هذا
الكتاب
في
بعض
الكنائس
وبقي
فيها
حتى
القرن
الخامس
وبعد
هذا
الزمن (أي
كان
الكتاب
المقدس
قد
اعتمد) لم
يعد
يستعمل
وتم
رفضه
لأن
الروح
القدسله
المجدشاء
أن
يكون
هناك
أربع
بشارات
فلا
يجب
علينا
أن
نتتدخل
في
عمل
الروح
القدس
في
الكنيسة
هنا
نجد
أن
البشارات
الأربعة
في
عام 170
كانت
معتمدة
من
الآباء
قبل
أن
تظهر
هرطقات
وكتب
منحولة
تجبر
أباء
الكنيسة
على
الاجتماع
واعتماد
العهد
الجديد
الموجود
بين
أيدينا
اليوم
كل
ما
نعرفه
عن
الإنجيل
الرباعي
موجود
في

Rebert M.Grant: The Earliest Lives of Jesus, New York
Harper and Row, 1961

سنأخذ
من كتاب
الأقمار
الثلاثة
وآباء القرون
الأربعة الأولى
لإيما غريب
خوري منشورات
النور

في
هذا الكتاب
بعض أباء
الكنيسة
للقرون الأربعة
الأولى

في
الأخر سنضع
لكم مقتطفات
من تفاسير
الكتاب المقدس
للآباء
القرون
الأربعة
الأولى وما
بعدهم

دعونا
نأخذ أهم الفقرات

ايريناوس
أسقف ليون 140 – 202 تلميذ
بوليكاربس
تلميذ يوحنا
اللاهوتي

فقرة
مؤلفاته: البحث
الذي يشغل
المكان الأول
بين مؤلفاته هو
كتاب في 5
مجلدات. “ضد
الهرطقات” وهو
محفوظ في
الترجمة
اللاتينية
إلى زماننا الحاضر
يفند في هذا
الكتاب الطرق
الغنسطية ثم يدحضها
مستنداً على
الكتاب
المقدس

أما
البحث الأخر
وقد اكتشف
مؤخراً فهو
“شرح البشارة
الرسولية”

تأثير
ايريناوس كان
مهماً في عصره
لأنه هو الذي
قتل البدعة
الغنسطية في
صميمها وأسس
اللاهوت
المسيحي
موطداً إياه
على أساسين
هامين: الكتاب
المقدس والتقليد
الرسولي وقد
قال هذا
الرسول إن
الإنجيل
ركيزة
الإيمان وعاموده
“ضد الهرطقات
2, 2”

وقد
شدد هذا
القديس على
وجود أربع
أناجيل دون زيادة
أو نقصان
“ضد
الهرطقات 3, 8”

و في
كتاب اخر قسم
كامل يتكلم عن
ايريناوس والتقليد
اسم الكتاب: الكتاب
المقدس والكنيسة
والتقليد
للاب جورج
فلورفسكي فصل القديس
ايريناوس 

اقليمس
الإسكندري ولد بعد
ايريناوس
وقبل
أوريجانس

درس
المسيحية على
يد مدرس في
المعهد
اللاهوتي في
الإسكندرية وكان
يدعى
بانتينوس وقد
أعجب كثيراُ
بشرح معلمه
للكتاب
المقدس

الترجمة
القبطية
للكتاب

المقدس
بعهديه:
قام
بترجمتها
بانتينوس و

لقد
حث اقليمس على
دراسة الكتاب
المقدس وهو
كان يعلمه ويدرسه

له
كتاب المربي وهو
المسيح وعشرات
الكتب الأخرى
مستشهد
بعشرات
الآيات من
الكتاب
المقدس

 

أوريجانس 185 – 255

نعرف
الكثير عن
اريجانس وحياته

والده
كان ليونيداس
كان أول معلم
له ومرنه
والده منذ
نعومة أظافره
على الكتاب
المقدس

آن
أسقف
الإسكندرية
اكتشف مواهبه
ووثق بمقدوراته
غير العادية وذكائه
المفرط,
فادخله مدرسة
الموعوظين
بعد أن تركها
اقليمس وأصبح
يدير شؤون
مدرسة
الإسكندرية

مؤلفاته
كثيرة جداً
جداً

تنقسم
مصنفات
اوريجانس إلى
فئتين: واحدة
تفسير الكتاب
المقدس
بعهديه وأخرى
لاهوتية
وعقائدية

حفظ
هذه الكتب في
مكتبة
القيصرية في
فلسطين واستفاد
منها فيما بعد
ايرونيموس
الذي ترجم الكتاب
المقدس إلى
اللاتينية

 

كبريانوس
اسقف قرطاجة (210 – 258)

كان
أسقف عظيم جمع
حوله كل
أساقفة
أفريقيا ودعي
بابا أفريقيا

له
مؤلف قيم في
وحدة الكنيسة الجامعة
وعشرات
المؤلفات ولو
رجعنا إلى على
سبيل المثال
إلى الإصحاح
الرابع سنجد
انه استشهد ب: افسس
, متى ,يوحنا ,
رسالة يوحنا
الاولى

 

للمزيد
عن استشهادات
أباء القرون
الأولى راجع تفسير
وتأمُّلات
الآباء الأولين
في الكتاب
المقدس

للقمص تادرس
يعقوب ملطي

بعد
قراء
الاعتراض
يتبين لنا بأن
المعترض قد أقام
اعتراضه على
أن متى ليس هو
نفسه لاوي بن حلفى
فإن أوجدنا له
الدليل بطلت
شبهته


يبدو أن
المعترض ليس
له أدنى دراية
بأن
كثيراً
ما يُسمى
الشخص باسمين،
فبطرس
يُسمَّى
سمعان
ويُسمَّى صفا.
وقد غيَّر
شاول
الطرسوسي
اسمه إلى بولس
عندما صار
مسيحياً.
والمعهود
بيننا أنه إذا
انتقل
الإنسان من حالة
إلى أخرى غيّر
اسمه إشارة
إلى رفض
الحالة السابقة

 

عزيزي
المعترض

نحن
لا نسمح لأنفسنا
أن نفسر كتابك
على مزاجنا وايضا
يجب الا تسمح
لنفسك أن تفسر
الكتاب المقدس
على مزاجك

قبل
الخوض في أية
نقطة هل قرأت
أي تفسير ولم
تجد فيه
ضالتك؟؟؟

طبعا
لا لأن كل
التفاسير وبالاجماع
تؤكد بأن لاوي
بن حلفى هو
نفسه متى ودعنا
نعطيك الأدلة
في بداية
الأمر من التفاسير
الكتابية

 

أولا:
القمص تادرس يعقوب
ملطي في جمعه
لتفاسير
الآباء
الأوليين
لمتى 9: 9

يروي
لنا الإنجيلي
متّى قصة
دعوته
لتبعيّة المسيح
في كلمات
مختصرة: “وفيما
يسوع مجتاز من
هناك، رأى
إنسانًا
جالسًا عند
مكان الجباية
اسمه متّى،
فقال له: اتبعني،
فقام وتبعه” [9].

كان
متّى (لاوي)
جالسًا عند
مكان الجباية
وكان قلبه وكل
أحاسيسه
وأفكاره قد
اِمتُصِّت
بالكامل في
أمور هذه
الحياة
وغناها. وكان
الأمر يحتاج
إلى كلمة من
السيّد
المسيح: “اتبعني”،
قادرة أن تفك
رباطاته
وتسحب قلبه
إلى السماويات،
دون تردّد،
وبغير حاجة
إلى مشورة
عائلته أو
أصدقائه

 

تفسيره
للوقا 5: 27

يقدِّم
لنا الإنجيلي
لوقا جانبًا
حيًا من جوانب
صداقة
السيِّد
المسيح
للبشريّة،
فإنَّه عند
اختياره
لخواصه
اجتذبهم من
أماكنٍ
متعددةٍ،
تارة من بين
الصيَّادين
البسطاء،
وأخرى من بين
العشّارين
الذين
يحتقرهم اليهود
ويَّتهمونهم
بالخيانة
والعمل لحساب
الدولة
الرومانيّة.

دعا
السيِّد
المسيح لاوي
العشّار الذي
صار فيما بعد
“الإنجيلي
متى”، وكانت
الدعوة
مختصرة
للغاية: “اتبعني”
[27]، لكنها
قويّة
وفعّالة، إذ
“ترك كل شيء
وقام وتبعه” [28]،
وأقام له
وليمة ضيافة
ليتذوق إخوته
العشّارون
اللقاء العذب
مع السيِّد
المسيح.

 

ثانيا:
القس بنيامين
بنكرتن في
تفسير انجيل
مرقس 2: 13

13
ثُمَّ خَرَجَ
أَيْضًا
إِلَى
الْبَحْرِ.
وَأَتَى
إِلَيْهِ
كُلُّ
الْجَمْعِ
فَعَلَّمَهُمْ.
14 وَفِيمَا
هُوَ
مُجْتَازٌ
رَأَى
لاَوِيَ بْنَ
حَلْفَى
جَالِسًا
عِنْدَ
مَكَانِ الْجِبَايَةِ،
فَقَالَ لَهُ:
«اتْبَعْنِي».
فَقَامَ
وَتَبِعَهُ.

ثم
أن الحوادث
التابعة في
هذا الإنجيل
تحملنا على
فهم خدمة يسوع
وأعماله
فهمًا صريحًا،
فإنهُ دعا
مَتَّى الذي
كان جالسًا
عند مكان الجباية.

 

تفسيره
للوقا 5: 27

أن
لاوي المذكور
هنا هو مَتَّى
الذي صار أحد
الرسل

 

ثالثا:
شهادة القديس
مرقس في
الاصحاح
الثاني

13
ثُمَّ خَرَجَ
أَيْضًا
إِلَى
الْبَحْرِ.
وَأَتَى
إِلَيْهِ
كُلُّ
الْجَمْعِ
فَعَلَّمَهُمْ.
14 وَفِيمَا
هُوَ
مُجْتَازٌ
رَأَى
لاَوِيَ بْنَ
حَلْفَى
جَالِسًا
عِنْدَ
مَكَانِ
الْجِبَايَةِ،
فَقَالَ لَهُ:
«اتْبَعْنِي».
فَقَامَ
وَتَبِعَهُ. 15
وَفِيمَا
هُوَ
مُتَّكِئٌ
فِي بَيْتِهِ
كَانَ
كَثِيرُونَ
مِنَ
الْعَشَّارِينَ
وَالْخُطَاةِ
يَتَّكِئُونَ
مَعَ يَسُوعَ
وَتَلاَمِيذِهِ،
لأَنَّهُمْ
كَانُوا
كَثِيرِينَ
وَتَبِعُوهُ.
16 وَأَمَّا
الْكَتَبَةُ
وَالْفَرِّيسِيُّونَ
فَلَمَّا رَأَوْهُ
يَأْكُلُ
مَعَ
الْعَشَّارِينَ
وَالْخُطَاةِ،
قَالُوا
لِتَلاَمِيذِهِ:
«مَا بَالُهُ
يَأْكُلُ
وَيَشْرَبُ
مَعَ الْعَشَّارِينَ
وَالْخُطَاةِ؟»
17 فَلَمَّا
سَمِعَ
يَسُوعُ
قَالَ لَهُمْ:
«لاَ
يَحْتَاجُ
الأَصِحَّاءُ
إِلَى طَبِيبٍ
بَلِ
الْمَرْضَى.
لَمْ آتِ
لأَدْعُوَ
أَبْرَارًا
بَلْ خُطَاةً
إِلَى التَّوْبَةِ

 

رابعا:
شهادة القديس
لوقا في
الاصحاح
الخامس

27
وَبَعْدَ
هذَا خَرَجَ
فَنَظَرَ
عَشَّارًا اسْمُهُ
لاَوِي
جَالِسًا
عِنْدَ
مَكَانِ الْجِبَايَةِ،
فَقَالَ لَهُ:
«اتْبَعْنِي». 28
فَتَرَكَ
كُلَّ شَيْءٍ
وَقَامَ
وَتَبِعَهُ. 29
وَصَنَعَ
لَهُ لاَوِي
ضِيَافَةً
كَبِيرَةً
فِي بَيْتِهِ.
وَالَّذِينَ
كَانُوا
مُتَّكِئِينَ
مَعَهُمْ
كَانُوا
جَمْعًا
كَثِيرًا
مِنْ عَشَّارِينَ
وَآخَرِينَ

 

خامسا:
شهادة القديس
متى على نفسه
في الاصحاح
التاسع

«وفيما
يسوع مُجتاز
من هناك رأى
إنسانًا جالسًا
عند مكان
الجباية اسمه
مَتَّى فقال
له اتبعني.
فقام وتبعه.
وبينما هو
مُتكئ في
البيت إذا
عشارون وخطاة
كثيرون قد
جاءوا
واتكأوا مع
يسوع
وتلاميذه.
فلما نظر
الفريسيون
قالوا
لتلاميذه.
لماذا يأكل
معلمكم مع
العشارين
والخطاة. فلما
سمع يسوع قال
لهم لا يحتاج
الأصحاء إلى
طبيب بل
المرضى.
فاذهبوا
وتعلموا ما هو.
إني أريد رحمة
لا ذبيحة لأني
لم آت لأدعو
أبرارًا بل
خطاة إلى
التوبة» (عدد 9-13).

 

تدل القراءة
التي ذكرتها
كل الأناجيل
على أن الشخص
واحد، فكل
منهم ذكر
وظيفته
المشهور بها،
وقال إنه كان
جالساً عند
مكان الجباية،
وإن المسيح
دعاه ليتبعه،
واختاره
ليكون من
التلاميذ
فترك كل شيء
وتبعه
ودعا
السيد المسيح
لوليمة عشاء

 

سادسا:
لنرى كيف ربط
القديس جيروم
بين هذه
الروايات(3,4,5)

إن
متى البشير
وحده هو الذي
ذُكر اسمه
“متى” عند
دعوة الرب له
(مت 9: 9) أما
الإنجيليان
الآخران فلم
يذكرا اسمه،
مكتفيِّين
بذكر اسمه
القديم
“لاوي”
احتشامًا من
زميلهما
الإنجيلي متى
(مت 9: 9، مر 2: 13-14).

إذا
القديس جيروم
يوضح لنا كيف
أن الرسولين مرقس
ولوقا تجنبا
ذكر أن متى هو
نفسه جابي
الضرائب احتشاما
من زميليهما
الانجيلي حيث
أن هذه المهنة
تعتبر عار وحيث
أن جباة الضرائب
والعشارون
يعتبروا خطاة
لأنهم
يستفيدون من وظيفتهم
ليطمعوا
أموالا طائلة
ولأنهم
يتعاملون مع
المحتل ولا
يطبقون شريعة
موسى

لكن
متى تكلم وقال
عن نفسه وبعد
أن قبل المسيح
مخلصا عاد وكتب
بأن جابي
الضرائب
المحب للمال
أكثر من نفسه
الذي كان ضالا
هو نفسه متى
اليوم الذي
باع كل وتبع
السيد المسيح
وكل هذا هو
عبارة عن نوع
من محاسبة
الذات عن طريق
إذلال النفس
الطوعي وتكفيرا
عن ماضيه

 

سابعا:
شهادة قاموس
الكتاب
المقدس في
شرحه لكلمة لاوي

لاوي
اسم متى
الأصلي (مر 2: 14-17 ولو
5: 27-32 وقابل مت 9: 9-11).

 

ثامنا:
قاموس الكتاب
المقدس في
شرحه لكلمة
متى

يذكر
لوقا ان لاوي
(متى) صنع
للسيد المسيح
وليمة ((كبيرة))
في اول عهده
بالتلمذة (لو 5: 29
– 32) أما هو (متى)
فيذكرها بكل
اختصاراً
تواضعاً (مت 9: 10 – 13).

 

اذا
هذه اأدلة
كافية تثبت
بأن القديس
متى هو نفسه
لاوي بن حلفى

 

و
نحن لن ننتطرق
الآن لشهادة
الرسائل التي
كتبت بيد كاتبيها
بطريق الوحي
الالهي لأن ما
أوردهان من أدلة
يعتبر كاف لأي
انسان يريد
الفهم فشهادة
البشارات (متى
ومرقس ولوقا)
تعتبر من أكبر
الشهادات

الان
لنرى اعتراضك
على قاموس
الكتاب
المقدس

يقول
القاموس
الكلام
التالي

 

متى:

من الاسم
العبري
((مثتيا)) الذي
معناه ((عطية
يهوه)) وهو احد
الاثني عشر
رسولاً وكاتب
الانجيل المنسوب
إليه وسمي
ايضاً لاوي
ابن حلفى (مر 2: 14
ولو 5: 27 و29). وكان
في الأصل
جابياً في كفر
ناحوم، ودعي
من موضع
وظيفته. وكانت
وظيفة
الجباية
محتقرة بين
اليهود إلا أنها
افادت متى
خبرة بمعرفتة
الاشغال. ولم
يذكر شيء من
اتعابه في
العهد الجديد
غلا أنه كان
من جملة الذين
اجتمعوا في
العلية بعد صعود
المسيح (اع 1: 13).
وزعم
يوسيبيوس أنه
بشر اليهود.
ويرّجح أن
مؤلف هذا
الانجيل هو
متى نفسه وذلك
للاسباب
التالية:

(1) يذكر لوقا
ان لاوي (متى)
صنع للسيد
المسيح وليمة
((كبيرة)) في اول
عهده
بالتلمذة (لو 5: 29
– 32) أما هو (متى)
فيذكرها بكل
اختصاراً
تواضعاً (مت 9: 10 – 13).

(2) الشواهد
والبينات
الواضحة من
نهج الكتابة بأن
المؤلف يهودي
متنصر.

(3) لا يعقل أن
انجيلاً
خطيراً كهذا
هو في مقدمة الاناجيل
ينسب إلى شخص
مجهول
وبالاحرى لأن
ينسب إلى احد
تلاميذ
المسيح.

(4) ويكر
بابياس في
القرن الثاني
الميلادي ان متى
قد جمع اقوال
المسيح.

(5) من المسلم
به أن الجابي
عادة يحتفظ
بالسجلات لأن
هذا من ا÷م
واجباته
لتقديم
الحسابات وكذلك
فإن هذا
الإنجيلي قد
احتفظ بأقوال
المسيح بكل
دقة.

 

للرد
سأضرب لك
مثالاً على
كلامك لنجد
كيفية تفكريك
في هذا الكلام
ولنفترض أنني
أسرد لك صفات
شخص شاهدته
على التلفاز
قام بوصف بن
لادن
بالارهابي ولا
أعرف من هو وأطلب
منك أن تقل لي
من هو

مع
فائق احترمي وتقديري
لصاحب هذه
الشخصية
أدامه الله
لنا ولبلده

عندما
أقول لك رجل
عمره يتراوح
بين الخامسة والثلاثين
وسن الاربعين

شعره
أسود

طبيب

قام
باصلاحات
عديدة في
البلد

طويل
القامة

متزوج
ولديه اطفال

تغير
الدستور من
أجله

رئيس
دولة عربية

والده
سبقه في حكم
نفس الدولة

شقيقه
كان فارساً

سقيقه
توفي في حادث
سيارة رحمه
الله

 

لننظر
الان كيفك
الاسلوب الذي
سلكته أنت

قلت
لك شعره أسود
جاوبتني بأن
نصف البشرية
شعرها أسود

قلت
لك أنه طبيب
قلت لي يوجد
ملايين
الأطباء

قلت
لك متزوج قلت
لي جميعنا
متزوجين

قلت
لك طويل
القامة
فأجبتني بأن
كل لاعبي كرة السلة
طويلي القامة

قلت
لك لديه أطفال
قلت لي جميعنا
لدينا أطفال

قلت
لك رئيس قلت
لي لكل دول
رئيس

قلت
لك تغير من
أجله الدستور
قلت لي يوجد
الكثير من
الدول التي
تغير فقرات من
الدستور فيها من
أجل أشخاص

قلت
لك كان والده
رئيساً قلت لي
جميع الملكيات
يؤخذ الحكم
فيها
بالوراثة والعديد
من
الجمهوريات
يحكم فيها
الأبناء بعد
الآباء

قلت
لك شقيقه كان
فارساً قلت لي
يوجد العديد من
الناس يلعبون
الفروسية

قلت
لك شقيقه توفي
في حادث سيارة
قلت لي يوجد العديد
توفي لهم
أقرباء في
حادث سيارة

 

و
لكنك للأسف لم
تقم بربط هذه الصفات
لكي تجد من هو
هذا الشخص حيث
قمت بجعل كل
صفة من الصفات
لوحدها تعبر
عن هذه
الشخصية وليست
جميع الصفات
تعبر عن نفس
الشخص. وسأضع
لك في أخر
الرد القاموس
مع شرح بسيط
لتفهم

 

أما
بالنسبة
لموضوع بأن
كاتب القديس
متى قد تكلم
عن نفسه بصفة
الغائب نقول

 

يجوز
لأى كاتب ان
يكتب عن نفسه
بصيغة
المتكلم او
بصيغة الغائب
, مثال ذلك ما
كتبه الملوك
والفاتحون
على الاثار ,
ففى منشور
نبوخذ
نصرالذى يصف
فيه كيف قام
بتكميل البرج
القريب من
بابل يتكلم عن
نفسه بصيغة
الغائب فيقول:

نبوخذ
نصر ملك بابل
راعى الشعوب
الذى يشهد انعطاف
مروداخ.. ونبو..
المخلص
الحكيم الذى
يعير اذنيه
لأوامر الاله
الاعلى.

ومثال
ذلك ما وجد
على صفيحة
(بلاطة) فى قصر
الملك
سنحاريب ملك
اشور عليها
صورته وهذه
الكتابة فى
صيغة الغائب
وهو يعبر عن
فتحه لبلدة
لخيش:

سنحاريب
ملك الامم ملك
اشور جعل
اسلاب لخيش تجتاز
امامه

نعيد
ونقول كيف أن
الرسولين
مرقس ولوقا
تجنبا ذكر أن
متى هو نفسه
جابي الضرائب
احتشاما من
زميليهما الانجيلي
حيث أن هذه
المهنة تعتبر
عار وحيث أن
جباة الضرائب
والعشارون
يعتبروا خطاة
لأنهم
يستفيدون من وظيفتهم
ليطمعوا
أموالا طائلة
ولأنهم
يتعاملون مع
المحتل ولا
يطبقون شريعة
موسى

لكن
متى تكلم وقال
عن نفسه وبعد
أن قبل المسيح
مخلصا عاد وكتب
بأن جابي
الضرائب
المحب للمال
أكثر من نفسه
الذي كان ضالا
هو نفسه متى
اليوم الذي
باع كل وتبع
السيد المسيح
وكل هذا هو
عبارة عن نوع
من محاسبة
الذات عن طريق
إذلال النفس
الطوعي وتكفيرا
عن ماضيه

 

واليك
هذه الدراسة
للقس تدرس
يعقوب ملطي
حول بشارة
معلمنا متى

الكاتب

القدّيس
متّى
الإنجيلي، هو
أحد الاثنى
عشر تلميذًا،
كان عشّارًا
اسمه لاوي
واسم أبيه
حلفى. رآه
السيّد
المسيح
جالسًا عند
مكان الجباية فقال
له: اتبعني،
فقام وتبعه
(مت9: 9؛ مر2: 14؛ لو5: 29).
ترك لاوي
الجباية التي
كان اليهود
يتطلّعون إليها
ببغضة، لأنها
تمثل السلطة
الرومانيّة
المستبدة،
وعلامة إذلال
الشعب لحساب
المستعمر
الروماني
المستغلّ. وقد
سجّل لنا
معلّمنا لوقا
البشير
الوليمة الكبرى
التي صنعها
لاوي للسيّد
في بيته، ودعا
إليها
أصدقاءه
السابقين من
عشّارين وخطاة
حتى يختبروا
عذوبة
التبعيّة
للسيّد
المسيح
بأنفسهم (لو5: 29)،
الأمر الذي
أثار معلّمي
اليهود،
قائلين
للتلاميذ: لماذا
يأكل معلّمكم
مع العشّارين
والخطاة؟ أمّا
هو فأجاب: “لا
يحتاج
الأصحاء إلى
طبيب بل
المرضى، لم آت
لأدعو
أبرارًا بل
خطاة إلى
التوبة” (مت9: 11-12).

أما
كلمة “متّى”
فتعني “عطيّة
الله”،
وبالعبرانيّة
“نثنائيل”،
وباليونانيّة
“ثيودورس”،
والتي
عُرِّبت
“تادرس”. وكأن
الله بدعوته
لمتّى أشبع
قلبه كعطيّة
إلهيّة
فانتزعت نفسه
من محبّة
المال وأخرجت
قلبه خارج
الجباية.

 

لغة
الكتابة

يقول
بابياس أسقف
هيرابوليس
عام 118م أن متّى
حوى التعاليم
باللسان
العبري، وكل
واحد فسّرها
(ترجمها) كما
استطاع. هذا
أيضًا ما
أكّده
القدّيس
إيريناؤس
والعلاّمة
أوريجينوس
والقدّيسان
كيرلّس
الأورشليمي
وأبيفانيوس.
ويروي لنا
المؤرخ
يوسابيوس أن
القدّيس بنتينوس
في زيارته إلى
الهند وجد
إنجيل متّى
باللسان
العبري لدى
المؤمنين
تركه لهم
برثولماوس
الرسول.

 

تاريخ
كتابته

استقرّ
رأي غالبيّة
الدارسين أنه
كُتب بعد إنجيل
معلّمنا مرقس
الرسول ببضع
سنوات، وقبل
خراب الهيكل
اليهودي حيث
يتحدّث عنه كنبوّة
لا كواقعة قد
تمت. لهذا
يقدرون
كتابته
بالربع
الثالث من
القرن الأول.

 

مكان
كتابته

يرى
التقليد أن
الإنجيل كُتب
في فلسطين،
الأمر الذي لم
يشك فيه أحد
من آباء
الكنيسة الأولى،
وإن كان بعض
الباحثين
رأوا أنه كُتب
في إنطاكيّة
أو فينيقيّة.

 

غرض
الكتابة

1. كتب
القدّيس متّى
إنجيله
لليهود الذين
كانوا ولا
يزالوا
ينتظرون
المسيّا
الملك الذي يُقيم
مملكة تسيطر
على العالم.
فالكاتب
يهودي تتلمذ
للسيّد
المسيح يكتب
لإخوته
اليهود
ليُعلن لهم أن
المسيّا
المنتظر قد
جاء، مصحّحًا
مفهومهم
للملكوت،
ناقلاً
إيّاهم من
الفكر المادي
الزمني إلى الفكر
الروحي
السماوي.

لقد
كرّر كلمة
“ابن داود”
لتأكيد أن
“المسيّا” هو
الملك الخارج
من سبط يهوذا
ليملك، لكن
ليس على نفس
المستوى الذي
ملكوا به في
أرض الموعد،
إنّما هو
ملكوت سماوي
(مت13: 43؛ 25: 34)؛ (7: 21؛ 8: 11؛ 16: 28).
حقًا لقد كان
اليهود
ينتظرون
بحمية شديدة
مجيء المسيّا
المخلّص
ليملك. وقد
جاء وملك لكن
ليس بحسب
فكرهم المادي!

2. حمل هذا الإنجيل
أيضًا جانبًا
دفاعيًا عن
السيّد المسيح،
فلم تقف
رسالته عند
تأكيد أن فيه
تحقّقت نبوّات
العهد القديم،
وإنما دافع
ضدّ المثيرات
اليهوديّة،
لهذا تحدّث
بوضوح عن
ميلاده من
عذراء، ودافع
الملاك عنها
أمام خطيبها،
وروى تفاصيل
قصّة القيامة
والرشوة التي
دفعها اليهود
للجند. لهذا
دعا
R. V. G.
Tasker
هذا
الإنجيل
بالدفاع
المسيحي
المبكّر.

3. يرى G. D. Kilpatrick
أن هذا
الإنجيل في
أصوله كتب
بهدف ليتورجي،
لتُقرأ فصوله
أثناء
العبادة
المسيحيّة.
وقد اعتمد في
ذلك على ما
اتسم به
الإنجيل من وضوح
واختصار
ومطابقات
وتوازن في اللغة.
لكن البعض يرى
أن مثل هذه
السمات لا
تعني أن هذا
الإنجيل كتب
بهذا الهدف،
إنّما هي سمات
الكاتب
الأدبيّة،
وأنه بسبب هذه
السمات
استخدم
الإنجيل
بطريقة واسعة
في الأغراض
الليتورجيّة.

سماته

استخدم
هذا الإنجيل
في
الاقتباسات
الواردة في
كتابات
الكنيسة
الأولى أكثر
من غيره.
ولعلّ نشره
للموعظة على
الجبل بطريقة
تفصيليّة
كدستور
للحياة
المسيحيّة
كان له أثره
على المؤمنين.
أمّا سماته
فهي:

1. إذ كتب
متّى
الإنجيلي هذا
الإنجيل
لليهود أوضح
بطريقة عميقة
العلاقة
الأكيدة بين
المسيحيّة
والعهد
القديم،
موضّحًا كيف
كانت الكنيسة
مُبتلعة في
التفكير في
نبوّات العهد
القديم التي
تحقّقت
روحيًا في
المسيح يسوع
ربنا. لقد
أشار إلى
حوالي 60 نبوّة
من العهد
القديم، كما
تكرّرت كلمة
الملكوت
حوالي 55 مرّة،
وذُكر السيّد
المسيح كابن
لداود ثمان
مرّات،
معلنًا أنه
الموعود به.
لقد حمل هذا
الإنجيل جوًا
يهوديًا أكثر
من غيره،
فيفترض في
القارئ معرفة
العبريّة (5: 19)،
يستعمل
التعبيرات
المفضّلة عند
اليهود كدعوة
أورشليم
بالمدينة
المقدّسة (4: 5؛ 27: 52-53)،
والهيكل
بالمكان
المقدّس (24: 15).
يتحدّث عن أسس
الأعمال
الصالحة
الثلاثة عند اليهود،
أي الصدقة
والصلاة والصوم
(6: 1-8، 16-18)، وعن
واجبات
الكهنة في
الهيكل (12: 5)
وضريبة
الهيكل (17: 24-27)،
والعشور (23: 23)
وغسل الأيدي
علامة
التطهير من
الدم (27: 24) الخ.

أوضح
أن السيّد لم
يأتِ ليحتقر
العهد القديم،
بل ليدخل به
إلى كمال
غايته، من جهة
الناموس
والوصيّة
وتحقيق ما جاء
به من وعود
خاصة بالخلاص.
هذا التحقيق
لم يتمّ فقط
خلال تعاليم
السيّد المسيح،
وإنما أيضًا
خلال شخصه
كمخلّصٍ
وفادٍ.

هذا
ما دفع بعض
الدارسين إلى
التطلّع إلى
هذا الإنجيل
كدراسة
حاخاميّة
مسيحيّة تكشف
عن إعلان
السيّد
المسيح
المخفي في
العهد القديم.

2. إذ يكتب متّى
الإنجيلي
لليهود لم
يغفل عن
مصارحتهم بأخطائهم،
فيقول عن قائد
المائة
الروماني: “لم
أجد ولا في
إسرائيل
إيمانا
بمقدار هذا،
وأقول لكم إن
كثيرين
سيأتون من
المشارق والمغارب
ويتّكئون مع
إبراهيم
واسحق ويعقوب
في ملكوت
السماوات،
وأما بنو
الملكوت
فيُطرحون إلى
الظلمة
الخارجيّة” (8: 10،
12). وقوله: “ابن
الإنسان
يُسلّم إلى
رؤساء الكهنة
والكتبة،
فيحكمون عليه
بالموت” (20: 18)،
وأيضًا: “ملكوت
الله ينزع
منكم ويعطي
لأمّة تعمل
أثماره” (21: 43).
منتقدًا
تفسيرهم
الحرفي لحفظ
السبت (12: 1-13)،
واهتمامهم
بالمظهر
الخارجي
للعبادة (6: 2، 5، 16)،
وانحرافهم
وراء بعض
التقاليد
المناقضة للوصيّة
(15: 3-9)، مؤكدًا
لالتزامهم
بالوصايا
الشريعيّة
حتى تلك التي
ينطق بها
الكتبة
والفرّيسيّون
مع نقده
الشديد
لريائهم (ص23)
الخ.

3. إن كان هذا
الإنجيل قد
حمل جوًا
يهوديًا أكثر
من غيره من
الأناجيل
لكنّه لم يغفل
القارئ
الأممي،
فيشرح له بعض
الألفاظ
المعروفة لدي
اليهود كقوله:
“عمانوئيل
الذي تفسيره
الله معنا” (1: 23)،
“موضع يقال له
جلجثّة، وهو
المُسمّى
موضع
الجمجمة” (27: 33).
وشرح بعض
النواحي
الجغرافيّة،
كقوله: “وأتى
وسكن في
كفرناحوم
التي عند
البحر في تخوم
زبولون
ونفتاليم” (4: 13).
وشرح
المعتقدات
التي يعرفها
اليهودي مثل: “جاء
إليه
صدّيقيّون،
الذين يقولون
ليس قيامة” (22: 23)،
وأيضًا عادات
يهوديّة مثل
“كان الوالي
معتادًا في
العيد أن يطلق
لهم أسيرًا
واحدًا من أرادوه”
(27: 15).

4. مع اهتمام
الإنجيلي
بالشئون اليهوديّة
ليس فقط
بالالتجاء
إلى نبوّات
العهد القديم،
وإنما أيضًا
بالالتزام
بالوصايا
الناموسيّة (5: 8)،
وتعاليم
الكتبة
والفرّيسيّين
الجالسين على
كرسي موسى (23: 2)،
بطريقة
روحيّة عميقة
وجديدة، أعلن
السيّد أنه
مُرسل لخراف
إسرائيل
الضالة (15: 24)،
ويرجع نسبه
إلى إبراهيم
أب اليهود،
وينقسم إلى
ثلاثة أقسام
تتكون من 14
جيلاً عن كل
قسم بطريقة
حاخاميّة،
وأنه ابن داود
المنتظر الذي
يدخل المدينة
المقدّسة
كغالبٍ. هذه
جميعها تُشير
إلى تحقيقات
أمنيات اليهود
لكن الإنجيلي
لم يقف عند
هذا الحد؛
أيضًا عند
الخصوصيات
اليهوديّة بل
انطلق بفكرهم
إلى الرسالة
الإنجيليّة
الجامعيّة،
معلنًا ظهور
إسرائيل
الجديد الذي
لا يقف عند الحدود
الضيقة. فقد
ورد في نسب
السيّد
أمميّات
غريبات الجنس،
وفي طفولته
هرب إلى مصر
كملجأ له،
معلنًا
احتضان الأمم
لملكوته (2: 13)،
وفي لقاءاته
مع بعض
الأمميّين
والأمميّات كان
يمدحهم
معلنًا قوّة
إيمانهم، وفي
نفس الوقت
هاجم الكتبة
والفرّيسيّين
في ريائهم
وضيق أفقهم (23)،
وفي مثل الكرم
تحدّث عن
تسليم الكرم
إلى كرّامين
آخرين (21: 33)،
وكأنه انطلق
بهم من الفهم
الضيّق
المتعصّب إلى
الفهم الروحي
الجديد
وإعلان
الرسالة العظيمة
الممتدة إلى
جميع الأمم،
حيث ختم السفر
بكلمات
السيّد
الوداعيّة: “اذهبوا
وتلمذوا جميع
الأمم” (28: 19).

 

5.
الجانب
اللاهوتي

إنجيل
متّى هو
“إنجيل
الملكوت”،
مركزه “ملكوت
السماوات”
الذي يُعلن
بوضوح في
الأحاديث
التعليميّة
للسيّد
المسيح كما في
أمثاله
ومعجزاته. هذا
الملكوت هو
ملكوت
المستقبل (25: 34؛ 7: 21؛
8: 11؛ 16: 28)، لكنّه
يبدأ من الآن
في حياتنا
كحقيقة حاضرة
(12: 28؛ 4: 17؛ 5: 3؛ 11: 3). كأن
ملكوت
السماوات قد
بدأ فعلاً
بمجيء السيّد
المسيح
وسكناه في
قلوبنا
ليُعلن
بكماله في
مجيئه الأخير.

أما
رب الملكوت
فهو
“المسيّا” المخلّص
الذي كشف
الإنجيل عن
سلطانه
الملوكي،
موضّحًا أنه
فيه تمّ
المكتوب،
وتحقّقت
المواعيد
الإلهيّة،
وتمتّعت
الشعوب
بمشتهى الأمم!
إنه موسى الجديد
على مستوى
فريد وفائق،
يصوم أربعين
يومًا،
ويجرّب على
الجبل ليغلب
باسم شعبه
وتخدمه الملائكة،
يكمّل
الشريعة
الموسويّة لا
بتسلّم وصايا
على حجر منقوش
بل يتكلّم بسلطان
من عنده،
يُشبع الجموع
التي في القفر،
ويتجلّى أمام
تلاميذه
مستدعيًا
موسى وإيليّا
ومتحدّثًا
معهما! إنه
ابن الله،
لكنّه هو
أيضًا ابن
الإنسان، إذ
حلّ في وسطنا
ليدخل بنا إلى
أمجاده. لهذا
يدعوه “ابن
الإنسان” في مواقف
المجد الفائق.

 

6.
الجانب
الكنسي

لما
كان إنجيل
متّى البشير
هو إنجيل
الملكوت لهذا
فهو أيضًا
إنجيل
الكنيسة
بكونها سرّ ملكوت
الله. إنه
الوحيد بين
الإنجيليّين
يسجّل لنا
تعاليم خاصة
بالكنيسة
بطريقة صريحة
وواضحة على لسان
السيّد
المسيح، الذي
نُسب إليه
استخدام كلمة
“إككليسيّا”
مرّتين في
عبارتين غاية
في الأهمّية: فتحدّث
عن أساس
الكنيسة: صخرة
الإيمان،
قائلاً لبطرس
الرسول حين
أعلن إيمانه
به، “على هذه
الصخرة ابني
كنيستي
وأبواب
الجحيم لن
تقوى عليها”
(مت16: 18). كما
تحدّث عن
سلطان
الكنيسة. “وإن
لم يسمع منهم
فقُل للكنيسة،
وإن لم يسمع
من الكنيسة
فليكن عندك
كالوثني والعشّار.
الحق أقول لكم
كل ما تربطونه
على الأرض
يكون مربوطًا
في السماء،
وكل ما
تحلّونه على
الأرض يكون
محلولاً في السماء”
(18: 17-18).

هذا
يكشف لنا عن
اهتمام
الإنجيلي
متّى بالأمور
الكنسيّة.
والملاحظ أنه
يؤكّد سرّ
الكنيسة
كحضرة الله
وسط شعبه، وفي
قلوبهم
بطريقة
وبأخرى عَبْر
السفر كله،
فيفتحه بحديث
الملاك
للقدّيس يوسف
عن السيّد
المسيح: “ويدعون
اسمه
عمّانوئيل
الذي تفسيره
الله معنا” (1: 23).
وينقل إلينا
حديث السيّد
مع تلاميذه
مقدّمًا لنا
صورة مبسّطة
للكنيسة
المحليّة،
بقوله: “لأنه
حيثما اجتمع
اثنان أو
ثلاثة باسمي
فهناك أكون في
وسطهم” (18: 20). كما
أوضح السيّد
الكنيسة
الخفيّة في
قلب الشاهد
للحق، خاصة
خلال عمله
الرسولي
بقوله: “من
يقبلكم
يقبلني” (10: 40)،
“من قبِل
ولدًا واحدًا
مثل هذا باسمي
فقد قبلني” (18: 5).
كما يظهر
معيّته مع
شعبه المحتاج
والمتألّم
بقوله في اليوم
الأخير: “بما
أنكم فعلتموه
بأحد إخوتي
الأصاغر فبي فعلتم”
(25: 40). ويرى
العلاّمة
ترتليان أن
الإنجيلي
متّى في عرضه
لملاقاة
السيّد مع
تلاميذه داخل
السفينة وسط
الرياح
الثائرة صورة
حيّة للكنيسة
التي تستمد
سلامها من
السيّد
المسيح
الساكن فيها
والمتجلّي داخلها
بالرغم ممّا
يثيره
الشيطان من
اضطرابات
ومضايقات.
أخيرًا فإن
الإنجيلي
يختم السفر
بكلمات السيّد
لتلاميذه أن
يتلمذوا جميع
الأمم ويعمّدوهم
ويعلّموهم أن
يحفظوا جميع
ما أوصاهم به (28: 19،
20) مؤكدًا
معيّته معهم
كل الأيام إلى
انقضاء الدهر
(28: 20)، وكأن
الكنيسة
ممتدة من حيث
المكان لتشمل
الأمم ومن حيث
الزمان إلى
مجيئه الأخير
لتعيش معه
وجهًا لوجه!

 

7.
الجانب
الإسخاتولوجي
(الأخروي)

إذ
هو سفر
الملكوت
السماوي الذي
ينطلق بمجيء المسيح
الأول ليعد
الكنيسة
لملاقاته في
مجيئه الأخير
أكّد
الإنجيلي
الفكر
الإسخاتولوجي
(الأخروي)
بصورة واضحة
خاصة في
الاصحاحين (24، 25).
ففي الأول
تحدّث عن
علامات
انقضاء الدهر،
لا لمجرد
المعرفة،
وإنما بقصد
الاستعداد
بالسهر
الدائم لمجيئه
الأخير. وفي
الأصحاح
التالي قدّم
لنا أمثلة
رائعة عن الملكوت
السماوي وملاقاتنا
مع السيّد على
السحاب.

 

8.
الأرقام

إذ
يكتب
الإنجيلي
متّى لليهود
يهتمّ بالأرقام
المحبّبة لهم
خاصة أرقام 3، 5،
7. فمن جهة رقم 3
نجده يقسّم
نسب السيّد
المسيح إلى
ثلاثة مراحل (1: 17)،
والتجارب
التي واجهها
السيّد ثلاثة
(4: 1-11)، وأركان
العبادة
ثلاثة (6: 1-18)،
ويقدّم ثلاث
تشبيهات
للصلاة: السؤال
والطلب
والقرع (7: 7-8)،
وفي التجلّي
أخذ السيّد
معه ثلاث
تلاميذ (17: 1)،
وأيضًا في
بستان
جثّسيماني (26: 37)،
وهناك صلي
ثلاث مرّات (26: 39-44)
وبطرس الرسول
أنكر السيّد
ثلاث مرّات (26: 75).
وسنحاول
الحديث عن
معنى الأرقام
أثناء عرضنا
لتفسير
الإنجيل.

 

9. من
أهم ملامح هذا
السفر أنه
يتكون من خمس
مقالات كبرى
يلحقها أو
يسبقها بعض
القصص، حتى
رأى البعض أن
السفر يمثّل
خمسة كتب جاءت
مقابل أسفار
موسى الخمسة
بكون السيّد
المسيح هو
موسى الجديد.
أمّا
المقالات
الخمسة فهي:

أ.
الموعظة على
الجبل ص 5 – 7.

ب.
العمل
الرسولي ص 10.

ج.
أمثال
الملكوت ص 13.

د.
تعاليم
متنوّعة ص 18.

ه.
أحاديث
إسخاتولوجيّة
ص 23 – 25.

محتويات
السفر

إذ
يتحدّث السفر
عن المسيح
الملك، جاءت
محتوياته
هكذا:

1. نسب الملك
وميلاده ص 1-2

لقد
أكّد متّى
البشير خلال
نسب السيّد
المسيح حسب
الشريعة
اليهوديّة،
أنه ابن داود
من سبط يهوذا
آخِر ملك من
السبط الملوكي،
بمجيئه انتهت
سجلاّت
الأنساب، إذ
تحقّق هدفها
ولا يمكن
حاليًا أن
يعرف يهودي
أنسابه حتى
آدم كما كان
في أيام
السيّد المسيح.

2. السابق
للملك ص 3

كانت
العادة
الشرقية أن يوجد
للملك سابق
يهيئ له
الطريق. هكذا
جاء يوحنا
المعمدان
الملاك الذي
يهيئ الطريق
للملك
السماوي.

3. اختبار
الملك ص 4: 1-11

دخول
السيّد مع
الشيطان في
معركة على
الجبل ليغلب،
فيهب كل شعبه
روح الغلبة
والنصرة.

4. إعلان
الملك ص 4: 12-25

أعلن
ملكه السماوي
مُقامًا على
الأرض.

5. دستور
الملك ص 5-7

“الموعظة
على الجبل”،
الدستور الذي
يعيش على
أساسه الشعب
ليتهيّأوا
للحياة
السماويّة،
ويتمتّعوا
بالملكوت.

6. خدمة
الملك ص 8-11: 9

إذ
أعلن دستوره
لشعبه مارس
خدمته مع كل
المحتاجين،
مبتدئًا هنا
بتطهيره
الأبرص ولمسه
ليؤكّد أنه جاء
من أجل
المرذولين
والمنبوذين،
وأن الأبرص لن
ينجس السيد.
ثم شفي خادم
قائد المائة
ليُعلن أنه
جاء بالأكثر
من أجل الخدم
والعبيد لا
يحتقّر
إنسانًا لسبب
أو آخر.

7. رفض الملك
ص 11: 10 – ص 20

خاب
أمل اليهود
فيه إذ كانوا
ينتظرون فيه
ملكًا بمفهوم
زمني يسيّطر
ويملك ويُقيم
دولة
صهيونيّة
تحكم العالم.
اختلفت خدمته
عمّا في
أذهانهم
ليفتح الباب للأمم.

8. دخول
الملك ص 21-25

دخوله
الرسمي إلى
العاصمة
ليملك على
الصليب بعد
كشفه عن
المفهوم
الإنجيلي
للملكوت.

9. موت الملك
وقيامته ص 26-28

ملك
الرب على خشبة،
وقام لكي
يُقيم المؤمنين
أعضاء في
مملكته
السماويّة.

أقسام
السفر

إذ
يتحدّث هذا
السفر عن
المسيّا كرب
الملكوت السماوي،
يمكننا تقسيم
السفر هكذا:

1. نسب الملك
وميلاده 1-2.

2. رسول
الملك 3.

3. اختبار
الملك 4: 1-11.

4. إعلان
ملكوته 4: 12-25.

5. دستور
الملك 5-7.

6. خدمة الملك
8-11: 19.

7. رفض الملك 1: 20-
ص 20.

8. دخوله
العاصمة 21-25.

9. موت الملك
وقيامته 26-28.

 

واليك
هذه الدراسة
للخوري بولس
فغالي حول بشارة
معلمنا متى

مدخل
إلى إنجيل
متّى

إنجيل
متّى هو أول
أسفار العهد
الجديد، وأول
إنجيل يُذكر
في اللائحة
القانونيّة،
وقد سمّي
الإنجيلي
الكنسي في
درجة أولى.
نصوصه ترد
أكثر ممّا ترد
نصوص سائر
الأناجيل، بل
سائر أسفار
العهد الجديد،
في بدايات
الكنيسة. منذ
اكلمنضوس
الأول أسقف
رومة، إلى
برنابا
واغناطيوس
الأنطاكي،
إلى
الديداكيه
وتعليم الرسل.
وفسّره
الآباء من
أوريجانس،
إلى يوحنا
الذهبيّ الفم،
إلى هيلاريوس
أسقف بواتييه
في فرنسا، إلى
ديونيسيوس
الصليبي
وإيشوعداد
المروزي في
العالم
السريانيّ.

هذا
هو الإنجيل
الأول الذي
نحاول أن
نتعرّف إليه.
فنتوقّف عند
كاتب الكتاب،
عند زمان
ومكان تدوين
الكتاب، عند
المحيط الذي
وُلد فيه.

 

1- كاتب
إنجيل متّى

لم
يوقّع
الإنجيل
الأول، شأنه
شان سائر
الأناجيل. وقد
نُسب في القرن
الثاني إلى
الرسول متّى.
مثل هذه
النسبة لا تجد
ما يسندها
داخل نصّ الإنجيل؛
لهذا سنعود
إلى ما يسمّى
النقد الخارجيّ
والشهادات
التي تركها
الآباء، قبل
أن نتعرّف إلى
الرسول متّى.

أ-
شهادة بابياس

بعد
أن تحدّث
بابياس عن
مرقس، قال: “إذن،
هذا ما ورد في
بابياس عن
متّى. إذن،
حول متّى قيل
هذا: إذن رتب
متّى الأقوال
(لوغيا) في
اللغة العبريّة،
وكل فسرّها
كما استطاع”.

يرى
النقّاد أن
بابياس
يتحدّث عن
الأناجيل اليونانية
التي عُرفت في
أيامه (125- 130)،
يتحدّث عن مت
ومر. ويبدو
مهتماً ب
“الترتيب”
الإنجيلي. بدا
إنجيل مرقس
“عديم
الترتيب”.
وشدّد بابياس
على الترتيب
في إنجيل متّى.
بالإضافة إلى
ذلك، ذكّرنا
بابياس بوجود
مؤلّف لمتّى
في العبريّة
(يعني: الآراميّة
كما في يو 19: 13، 17: 20: 15
حيث الكلمات
الواردة في
العبريّة، قد
وردت في
الحقيقة في
الأراميّة).
قال بعضهم إن
مت كتب بحسب
الطريقة
العبريّة، أي
بحسب أسفار
التوراة ولا
سيما
التاريخيّة منها.
ولكنهم
اختلفوا حول
معنى لفظتَي
“أقوال” (لوغيا)،
“فسَّر”. كما
اختلفوا على
السبب الذي
دفع بابياس
ليذكر عمل
الرسول متّى
بمناسبة
حديثه عن
الإنجيل
الحاليّ.

أولاً:
الأقوال-
لوغيا

إن
لفظة “لوغيا”
تعني القول
الإلهىّ،
القول
المأثور. أما
النسخة
السريانية
لأوسابيوس
القيصريّ (الذي
نقل شهادة
بابياس)
فترجمت
اللفظة: إنجيل.
واستند بعض
الشرّاح إلى
هذا التفسير
الأخير،
فذكروا معنى
هذه الكلمة في
بعض نصوص العهد
القديم كما
تدلّ القرائن
على ذلك. أما
في الحاشية عن
مرقس،
فالكلمة
ترادف “الخطب
والأعمال”،
لأنها تجمل
هاتين
اللفظتين بعد
ذلك بقليل.
إذن، “لوغيا”
تعني “إنجيل”.
وهكذا يؤكّد
بابياس وجود
إنجيل أراميّ
ألّفه الرسول
متّى.

وهناك
شرّاح آخرون
يفضّلون أن
يحتفظوا بالمعنى
الأول: أقوال
إلهية، أقوال
مأثورة عن
يسوع. ولكن
إذا أردنا أن
نماهي
“لوغيا” (في مت)
مع “أقوال
وأفعال” (في
الحاشية عن
مر)، يجب أن
ترجع
العبارتان
إلى كاتب واحد.
ولكن الواقع
هو أن “لوغيا”
تنتمي إلى
تفسير كتبه
بابياس عن
تقليد يوحنا
حول “أقوال
الرب وأعماله”.
هذا ما من جهة.
ومن جهة ثانية،
هناك شبه
تأكيد أن
الحاشية عن
متّى تأتي من
بابياس. كما
نعرف أيضاً أن
بابياس اهتمّ
بشكل خاص بأقوال
الرب (كتب
خمسة كتب
تفسير لأقوال
الربّ). ينتج
عن كل هذا، أن
بابياس يشير
لا إلى
الأناجيل، بل
إلى
“الأقوال”
كما جمعها
متّى.

إذن،
دلّ بابياس
على وجود
“مجموعة
أقوال”
ألّفها متّى
فجاءت كالحجر
الأول في
إنجيله. رفض
بعض الشرّاح
هذا الرأي. إن
بابياس يفكّر
فقط في قسم من
مؤلّف متّى الذي
فسّره. كما
أنه لا يؤكّد
أن متّى انطلق
من أقوال الربّ
فأعطانا
عملاً
مرتَّباً (عكس
مرقس).

 

ثانياً:
كل فسّرها كما
استطاع

الكلمة
اليونانيّة
هي “هرمينا”،
التي تدلّ على
“الترجمة”
بالمعنى
الحصريّ للكلمة،
على نقل مكتوب
لهذا المعنى
يكون مقبولاً.
إذا كانت
“لوغيا” تدلّ
على “الإنجيل،
فهذا يصعب
قبوله إذا
كانت لوغيا
تعني أقوال.
وقد يعني
الفعل أيضاً
في المعنى
الواسع: الترجوم
الشفهيّ.

ويرى
آخرون في فعل
“هرمينا”
تفسيراً
وشرحاً. ويبدو
هذا المعنى
معقولاً في فم
بابياس: فهو
يصف هكذا
محاولاته
الخاصّة
عندما يعلن أنه
لم يتردّد أن
يزيد على
“تفاسيره”
(هرمينايا) ما
عرفه وحفظه من
الشيوخ. قال
هذا في مقطع
قريب من
المقطع الذي
درسنا، وحيث
الموضوع هو
الأناجيل
أيضاً.

ثالثاً:
وذكر بابياس
عمل الرسول
إذا كان
التفسير السابق
صحيحاً
نستطيع أن
نحدّد السبب
الذي دفع بابياس
ليتكلّم عن
متّى. أراد
بابياس أن
يسند عمله إلى
عمل متّى،
وقابله مع
المحاولات
السابقة.
وهكذا نستطيع
أن نقرأ كلامه
كما يلي: “رتّبت
الأقوال بيد
متّى في اللغة
العبرية،
وفسرّها (أي: شرحها)
كل واحد كما
استطاع”.
ويتواصل فكره:
“أما أنا
بابياس فسوف
أشرحها
مجموعة في
خمسة كتب بحسب
النموذج الذي
أخذه متّى لكي
يجمعها”.

بعد
هذا، نستطيع
أن نستنتج أن
متّى جمع
أقوال الربّ
في اللغة
الآراميّة،
أو حسب الطريقة
العبريّة.
ويرى بابياس
أن مؤلّف
الرسول يسند
بسلطته الإنجيل
اليوناني
الذي عُرف في
أيامه: هذا ما
يفترضه
تأكيده حول
تجميع
الأقوال وحول
محاولات
التفسير التي
تلت تدوين هذه
الأقوال.

ب-
شهادات أخرى

ايريناوس.
يبدو مرتبطاً
بشهادة
بابياس. وهو
يوردها.

اوريجانس.
يرى أن متّى
العشّار الذي
صار رسول يسوع
المسيح، كان
أوَّل من كتب.
وقد كتب
لليهود الذين
ارتدّوا إلى
الإيمان.

ترتليانس.
جعل متّى
ويوحنا على
ذات الدرجة
الرسوليّة،
عكس مرقس
ولوقا.

وهكذا
انضمّ تقليد
آسية الصغرى
إلى تقليد مصر
وأفريقيا،
فقدّم لنا
امتداداً
كافياً لئلا نحسب
أن شهادة
بابياس قد
كُتبت على
سبيل الدفاع
فقط، كما قال
بعض النقّاد.
أجل، التقليد
الخارجيّ
يحدّثنا عن
متّى الرسول ككاتب
الإنجيل
الأول.

ج-
معطيات النقد
الداخليّ

أولاً:
ما يقوله
التقليد

يتيح
لنا التفحّص
النقديّ
للإنجيل
الأول بأن
نحدّد موقع ما
قاله التقليد.
نترك جانباً
بعض البراهين
“الرديئة”
المأخوذة من
طبيعة مت. هل
يستطيع شاهد
عيان أن يدوّن
مؤلّفاً لا
يعكس إلا
قليلاً
“الصور” التي
رأيناها عند
مر؟ نجيب على
هذا التساؤل
بأن الأناجيل
هي في الوقت
عينه نتاج
جماعة ونتاج
“شاهد” من
الشهود. أما
أن يُقال بأن
الرسول رفض أن
يرتبط بمرقس
لأنه لم يكن
“شاهداً”،
فهذا يعني
أننا نفترض أن
المسألة
الإزائيّة قد
حلّت. ولكن
الأمر ليس
كذلك.

ثالثاً:
لغة الانجيل

كانت
صعوبة أولى في
نسبة الإنجيل
الأول إلى الرسول
متّى: التفاصيل
التي نجدها
عنه هو العشار
الذي تبع يسوع.
والصعوبة
الثانية هي لغة
الإنجيل. هناك
من يقول إن
النص الحاليّ
هو “نقل” دقيق
لأصل أرامي
(هدف دفاعيّ).
لا شك في أن
التقليد يقول
بوجود مؤلّف
أراميّ. لم
نستطع أن
نتعرف إليه
حتى في
الإنجيل
العبرانيّ.
ماذا نقول في
كل هذا؟ لقد
وُجد في أساس
إنجيل متّى
الحالي مراجع
أراميّة نسب
بعضها إلى
متّى الرسول.
وإذا أردنا أن
نحدّد النصوص
التي أخذت من
متّى الأرامي
هذا، كما فعل
البعض، ندخل
في متاهات لا
نستطيع
الخروج منها.

في
الواقع، إن
إنجيل متّى
الذي بين
أيدينا مطبوع
بطابع مؤلّف
يونانيّ
بألفاظه
(كلمات
مسيحيّة مثل
“باروسيا”
المجيء،
“بالنغاناسيا”
التجديد، 19: 28)،
بأسلوبه
اليونانيّ
المنمّق. كل
هذا يدلّ على
أن الانجيل
الذي بين
أيدينا قد
دوّن في
اليونانيّة
مستفيداً
ربما من متّى
الأرامي ومن
مراجع أخرى
لاسيّما
إنجيل مرقس.

 

2- محيط
الإنجيل
الأول

نطرح
هنا سؤالين.
الأول: المحيط
الذي وُلد فيه
مت. الثاني: أين
دوّن ومتى
دوّن.

أ-
أصول الانجيل
الأول

ظنّ
التقليد أن
الإنجيل
الأول توجّه
حسب تعبير
أوريجانس
“إلى مؤمنين
جاؤوا من
العالم اليهوديّ”
(ايريناوس،
ايرونيموس،
اوسابيوس،
يوحنا
الذهبيّ
الفمّ). وأثبت
النقد
الداخليّ هذا
الظنّ: فمت هو
في الدرجة
الأولى
الإنجيل
الفلسطيني،
شرط أن نفهم
هذه الكلمة في
المعنى
الواسع فنضم
سورية
وفلسطين
والبقاع
اللبنانيّ في
إضمامة واحدة.
فهو يتفوّق
على مر ولو
حين يصوّر
المحيط الذي
عاش فيه يسوع.
بل إن الطريقة
التي بها يكتب
تدلّ على
المحيط الذي
دوّن فيه.
وهذا ما تدلّ
عليه دراسة
الألفاظ،
والعادات، والاتجاهات
اللاهوتيّة.

أولاً:
دراسة
الألفاظ

إن
الألفاظ التي
استعملها مت
هي ساميّة في
نماذجها.
فعنده وحده
نجد عبارات
مثل “حل وربط”
(16: 19؛ 18: 18) للدلالة
على الحرم
“الكنسي” أو
على قرار على
مستوى
تعليميّ
وقانونيّ (كما
في وثائق
قمران)، ومثل
“النير الذي
يحمله
الإنسان” أو
“ملكوت
السموات” (لا
ملكوت لله)،
أو “المدينة
المقدّسة” (أي
أورشليم) (رج 4: 5
في لو 4: 9 أ نقرأ: اورشليم؛
رج 27: 53: دخلوا
المدينة
المقدّسة)، أو
“حكم جهنم” (23: 33)،
أو “البرّ”
للدلالة
ربّما على
الصدقة، أو
“رقا” (5: 22: رأس
فارغ) أو
“ماموناس” (المال:
6: 24؛ رج 16: 9؛ 11: 13).

وهناك
طرق تأليف
خاصة بهذا
العالم
“الاراميّ”.
“بهاتين
الوصيّتين
يتعلّق
الناموس كله
والأنبياء” (22: 29).
“اللحم والدم
(أي الضعف
البشري) لم
يكشفا لك ذلك”
(16: 17). “أنا بريء
من دم هذا
الصدّيق” (27: 24.
هذا ما قاله
بيلاطس)؛ “انقضاء
الدهر” (24: 3)؛
“الظلمة
البرانيّة”؛
“البكاء
وصريف الأسنان”.
ونجد تلاعباً
على الكلمات
بين بعل زبول
وصاحب البيت
في 10: 25.

بالإضافة
إلى ذلك لا
يرى مت إلا
ضرورة نادرة بأن
يشرح عبارات
فلسطينيّة
كما فعل مر.
ترجم مت فقط: عمانوئيل
أي الهنا معنا
(1: 23). الجلجثة أي
موضوع
الجمجمة (27: 33).
إيلي إيلي
لمّا شبقتاني
أي إلهي إلهي.
لماذا تركتني
(مز 22: 1). أما مر 3: 17
فشرح لقب ابني
زبدى: بوانرجس
أي ابني الرعد.
و5: 41 فسرّ
العبارة التي
قالها يسوع
للصبية المائتة.
طليتا قومي،
أي صبيّة لك
أقول قومي. و7: 11،
34 فسرّ معنى
“قربان”
(كتقدمة
مقدّسة)
و”افتح” أي
انفتح. رج 9: 34؛ 10: 46؛
14: 36.

ب-
عادات البلاد

وترد
عادات فلسطين
مراراً وأغلب
الأحيان بدون
شرح لها.
تكلّم مت مع
مر ولو عن
هدُب الرداء
وفيها ما فيها
من ارتباط
بعالم الطقوس
(9: 20= لو 8: 44؛ مت 14: 36= مر 6: 56؛
مت 21: 5). وعن
طريقة الحلف (15: 4-
6 وز؛ رج 5: 34- 35؛ 23: 16- 22).
وعن الغسل قبل
الطعام (15: 2= مر 7: 2- 5: شرح
مر العادة ولم
يشرحها مت 15: 11، 18
الذي احتفظ
بلفظة غريبة،
كوينوو، جعله
عادياً
وبالتالي
نجساً)، وعن
الكتبة الذي
يحبّون
التحيّات في
الساحات
العامة، والمراكز
الأولى في
الاحتفالات (23: 6-
7= مر 12: 38- 39= لو 20: 46+ 11: 43).

ويتفرّد
مت فيورد
العادات
التالية: حمل
التقدمة إلى
المذبح (5: 23).
عادات الكهنة
يوم السبت (12: 5: ينقضون
السبت)، تقوى
ظاهرة لدى عدد
كبير منهم (6: 1- 6، 16-
18: يحبّون
الصلاة
قياماً في المجامع،
ينكرون
وجوههم
ليظهروا
للناس صائمين)،
وضع الهدب
والعصائب (23: 5)،
دفع العشور (23: 23،
مع إهمال أثقل
ما في
الشريعة)،
محاولة
اجتذاب
المرتدين
الجدد (23: 15: دخيلاً).
وتكلّم مت عن
القبور
المكلّسة (23: 27)،
“والأشياء
المقدّسة” أو
الأقداس (7: 6، 11)،
والتمييز بين
وصايا صغيرة
ووصايا كبيرة
(5: 19)، “وكل علّة
طلاق” كما في
الجدال بين
شمعي وهلال (19: 3).

على
قارىء مت أن
يعرف جغرافية
سورية
المذكورة في 4: 24
(مر 3: 8 يوضح)،
خاصيّات
اللهجات
الفلسطينية.
قال الحاضرون
خلال محاكمة
يسوع لبطرس: “في
الحقيقة أنت
أيضاً منهم،
فإن لهجتك
تشهد عليك” (26: 73؛
رج مر 14: 70 الذي
اكتفى بالقول:
لأنك جليليّ).
وعليه أن يعرف
ما هو اليوم
الأول من
الفطير. قال
مت 26: 17: “وفي
اليوم الأول
من الفطير،
دنا التلاميذ
إلى يسوع”.
ولكن ما هو
هذا اليوم
الأول؟ هذا ما
سيشرحه مر 14: 12: “الذي
فيه يُذبح
الفصح”. هو يوم
15 نيزان،
اليوم الأول
بين سبعة أيام
يؤكل فيها
الخبز الفطير.

ثالثاً:
الاتجاهات
اللاهوتية

وهناك
حواشٍ عديدة
تحدّد موقع
دراما يسوع في
إطار
الاهتمامات
اللاهوتيّة
لعصره. حسب مت،
لم يُرسل يسوع
إلى إسرائيل.
قال في وصاياه
لرسله: “لا
تسلكوا
طريقاً إلى
الوثنيين ولا
تدخلوا مدينة
للسامريين. بل
انطلقوا إلى
الخراف
الضالة من بيت
إسرائيل” (10: 5- 6).
فالسامريون
كالوثنيين
محتقرون من
اليهود. إذن،
لا يذهب
اليهوديّ
إليهم. ونحن
نعرف كيف جادل
أبناء كنيسة
أورشليم بطرس
لأنه أكل مع
كورنيلوس
الوثني أنه من
خائفي الله
(أع 11: 2- 3). في 15: 24 قال
يسوع للمرأة
الكنعانيّة
عبارة تدل
حقاً على لغة
اليهود مع
الوثنيين: “لم
أرسل إلا إلى
الخراف
الضالة من بيت
إسرائيل”.
وزاد: “لا يحسن
أن يؤخذ خبز
البنين ويلقى
لصغار الكلاب”
(آ: 26). الكلاب هم
من الخارج فلا
يحق لهم أن
يعيشوا مع
البنين الذين
هم في داخل
البيت. وسيقول
يسوع أيضاً: “الحق
أقول لكم إنكم
لن تتمّوا مدن
اسرائيل حتى
يأتي ابن
الإنسان” (10: 23).
هذا ما يدل
على نشاط
الرسل في
إسرائيل، أو
على هربهم من
مدينة إلى
مدينة داخل
إسرائيل،
وقبل
الانتقال إلى
العالم
الوثني، على
ما سيفعل بولس
حين يبشّر في
آسية الصغرى
أو بلاد
اليونان.

ودلّ
يسوع في مت
على أنّه
مهتمّ
بممارسهّ الشريعة
اليهوديّة.
ولغة الانجيل
في هذا المجال
مميّزة. أولاً:
نطيع الشريعة
بلا تحفّظ. “لا
تظنّوا أني
جئت لأنقض
الناموس أو
الأنبياء، ما
جئت لأنقض بل
لأكمل.. كل من
يتعدّى واحدة
من هذه
الوصايا..” (5: 17- 19؛
رج 12: 5 وشريعة
السبت).
ثانياً: يسمّي
فاعلي الأثم
أهل “انوميا”،
أي الذين
يعارضون
الناموس
(نوموس في
اليونانيّة): 7: 23
(أبعدوا عني
يا فاعلي
الأثم)؛ 13: 41 (كل
المعاثر
وفاعلي
الأثم)؛ 24: 12
(لكثرة
الاثم)؛ رج 23: 28.
ثالثاً: يتكلّم
عن “ابناء
الملكوت” (8: 12: يلقون
في الظلمة
البرانيّة،
يدلّ بهم على
اليهود)، عن
الكتبة الذين
“تتلمذوا
لملكوت
السماوات” (13: 52،
كما يتتلمذ
الواحد لرابي)،
عن الهرب في
يوم سبت (24: 20: لا
يقطع المؤمن
أكثر من كلم
واحد)، عن
“الوليمة مع
إبراهيم” (8: 11).

قيل
ألّف انجيل
متّى من
مقطوعات
ليتورجيّة
ضُمّت بعضها
إلى بعض. لا شك
في أن
الاجتماعات
الليتورجيّة
كانت المناسبة
للتأمّل في
حياة الرب
وأعماله
وأقواله. ولكن
لا ننسى أن
الكاتب قام
أيضاً بعمل
أصيل. وقيل إن
مت هو فقاهة
حول السلوك
المسيحيّ،
وقد ألّفه
رابي واحد أو
أكثر، لأنه
يورد الأسفار
المقدّسة كما
يفعل صاحب “تفسير
حبقوق” الذي
وُجد في مغاور
قمران. لا شك
في أن هناك
تشابهات. ولكن
هناك
اختلافات
عديدة،
والخلاف
الأهم: في
تفسير حبقوق
نحن أمام نصّ
من الكتاب
نفسّره في
حياتنا. أما
في الانجيل
فحياة يسوع هي
التي تفسّر
الكتب وتعطيها
معناها
الأخير.
الإنجيل بعيد
كل البعد عن
كتاب مدرسيّ.
هو حياة قبل
أن يكون حرفاً
وكلاماً
مكتوباً. لهذا
نقول إنه كان
للإنجيل
الأول
اهتمامات فقاهية
وكنسيّة.
ويبقى أن هذا
الإنجيل هو
ابن كنيسة
متّى.

إذا
أردنا أن نأخذ
بعين
الاعتبار هذه
المعطيات
السابقة،
نظنّ أن مت
دوّن في سورية.
وربّما في
أنطاكية حيث
العنصر
اليهوديّ كان كبيراً
مع حضارتين
أراميّة
ويونانيّة.
عرف
اغناطيولس
الأنطاكي (+ 107)
هذا الانجيل
الأول (ذكره
في الرسالة
إلى أفسس 17: 1
وإزمير 1: 1؛ 6: 1)،
وهذا يعني أنه
دوّن قبل سنة 100.

3- المحيط
الذي وُلد فيه
الإنجيل
الأول

كتب
إنجيل متّى في
جماعة من
الجماعات ومن
أجل جماعة
محدَّدة.
وهكذا نرى
يسوع لا في
فلسطين وحسب،
بل في جماعة
مثل أنطاكية
أو إحدى كنائس
العالم
الآرامي
اليوناني. هو
يعظ ويعلّم
ويشفي. هو
حاضر وسط شعبه
ومتنبّه
للرسالة التي
أنيطت به. فمن
هي هذه الجماعة؟
هي كنيسة
يهوديّة من
أصل مسيحي. هي
كنيسة تعارض
العالم
اليهوديّ
الرسمي. هي
كنيسة تنفتح
على العالم
الوثني.

أ-
كنيسة
مسيحيّة من
أصل يهوديّ

كنيسة
متّى جماعة
ينطبع تصرفها
بالتقاليد اليهوديّة
ولا سيّما
الليتورجيّة
منها. وصاحب
الإنجيل، على
ما يبدو، هو
يهوديّ المولد
والتربية
والثقافة. وهو
ينجح نجاحاً
باهراً حين
يضع في إطار
يهوديّ
الأخبار
والمواد
والوثائق
التي جمعها عن
حياة يسوع كما
صيغت وفُسرّت
في الكنائس
المسيحيّة.

هذه
الجماعة هي
كنيسة
مسيحيّة،
أسّسها “يسوع
المسيح ابن
الله الحيّ” (16: 16).
أعضاؤها هم
“تلاميذ” جاؤوا
إلى مدرسة
المعلّم (11: 39؛ 23: 8).
هم يلتئمون
ليتقبلوا من
معلّميهم (5: 19)
التعليم في
خطب مدروسة.
غير أنهم
يبحثون قبل كل
شيء عن “فهم”
الكلمة (13: 23).

هذا
التعليم هو
تعليم أخلاقي
وعملّي. فصاحب
الإنجيل يرى
أن الشريعة ما
زالت حيّة (5: 18)
ولكنه ينظر
إليها بعينين
جديدتين. هي
بلا شكّ
الدستور
القديم الذي
أعلنه موسى في
الماضي. ولكن
المسيح قد
قادها إلى
ملئها
وكمالها (5: 17)، قد
أعادها إلى
مبادئها
الحيّة
ونقّاها من عالم
الفتاوى الذي
غرقت فيه.
وهكذا بدا
يسوع كمفّسر
للشريعة، وقد
أسّس براهينه
على الكتب
المقدّسة دون
أن يتجاوز
الحقوق التي
يسمح بها
اليهود لمعلّميهم.

والشريعة
كما سُمعت
ومُورست، هي
“كلمات”
المسيح التي
ما زالت
تتوجّه إلى المؤمنين
(7: 24- 26). وهذه
الأقوال
تستطيع وحدها
أن تقودهم إلى
“البر”
الحقيقيّ (5: 20)
وتوجّههم في
سلوك أخلاقي،
في طريق
الكمال (5: 48؛ 19: 21).

وحين
يأتي
المسيحيون
إلى مدرسة
المسيح،
يدلّون على
أمانتهم
للتقاليد
القديمة على مستوى
الصلاة، بعد
أن يجدّدوها: صلاة
لا تظاهر فيها
ولا كلام كثير
(6: 5، 7). والصلاة
الربيّة (صلاة
الأبانا) هي
نموذجها. صلاة
نقيّة
يرافقها
غفران حقيقيّ
للذنوب (6: 14- 15). وفي
المحنة
والتجربة
يتَّحد
المؤمنون
اتحاداً
حميماً بصلاة
المسيح (26: 40- 41) وهم
واثقون بأن
المسيح حاضر
في قلب
جماعاتهم (18: 20)
كما كان الله
حاضراً في
هيكله في
العهد القديم.

هؤلاء
المسيحيون
يحتفلون في
الإيمان
بالإفخارستيا
(26: 19). ولكن تبقى
شعائر العبادة
خاضعة
للمحبّة،
فتعبرّ عن
المغفرة
والرحمة.
“إبدأ أولاً
وصالح أخاك” (5: 23-
24؛ 9: 13). وبقي
السبت
معمولاً به.
ولكنه لم يعُد
يعني شيئاً
بعد أن
دُمِّرَ الهيكل
وصارت
أفخارستيا
يوم الأحد
التي هي وليمة
القائم من
الموت، تجمع
الكنيسة في
اجتماع
حقيقيّ. هم
يفكّرون في
تبديل ممارسة
السبت فيصل
إلى كماله في
ممارسة
المحبّة
الأخويّة كما
تقول الكتب
المقدّسة (12: 1- 8).

والأعمال
الصالحة
التقليديّة
في العالم اليهوديّ
كالصوم
والصدقة،
تمارَس
ممارسة
عاديّة في
الجماعة ولكن
“في الخفية” (6: 2- 4،
16- 18)، شأنها شأن
الصلاة (6: 6).

وتنظّمت
أسرار
الكنيسة.
فالمعمودية
حاضرة (28: 19) وهي
ترتبط
بمعموديّة
يسوع (3: 13- 17) التي
فُهمت فهماً
أفضل على ضوء
موت يسوع وقيامته.
وممارسة
غفران
الخطايا
ثابتة (18: 18)، حيث
يشارك الناس
في سلطة ابن
الانسان (9: 6- 8).
وهكذا تقوّت
الجماعة
بحضور المسيح
فيها “كل
الأيام وحتى
انقضاء
الدهر” (28: 20). تلك
الجماعة التي
وُلد فيها
إنجيل متّى
بين سنة 80 وسنة 90.

هذا
الإنجيل هو
تعبير عن
إيمان حيّ في
الجماعة. وهو
أيضاً قد كُتب
في ظرف معيَّن
فواجه الواقع
الجديد.

كان
المسيحيّون
في أورشليم قد
تركوا المدينة
المقدّسة قبل
سنة 70. فأقام
بعضهم في بلاّ،
شرقيّ
الأردن؛
وتوزّعت
جماعات
مسحيّة أخرى في
سورية (4: 24) أو
انضمت إلى
كنيسة
أنطاكية.
فالجماعات
الهلنستية
استقبلت في
سورية وبدون
صعوبة،
مسيحيين من
أصل يهوديّ.

كانت
صعوبات على
مستوى
الاندماج.
وأخرى على
مستوى
الحلافات
الداخليّة. وازداد
على ذلك محن
ما زالت
آثارها في
الإنجيل الأول.
فالجماعات
التي تركبّت
في بدايتها من
عناصر مختلفة،
امتزجت شيئاً
فشيئاً، فكان
فيها
المسيحيّون
الطيّبون
والمسيحيّون
الرديئون (13: 36- 43، 47-
50). وبرزت تجربة
جديدة: لقد
صار يسوع
بعيداً في
الماضي. وقد
أعلنت شريعته
منذ خمسين سنة
تقريباً. لم
يعد من وجود
للشهود
الأولين
والتلاميذ.
وضعُف الحماس
الأول في
الكنيسة.
وتدنّى مثال
الكمال (5: 48؛ 19: 21).
وطلب
المؤمنون
الله والمال
معاً (6: 24).
واطمأنوا إلى
عالما
العجائب (7: 21- 23).
وبردت
المحبّة لدى
الكثيرين (24: 12).

في
كنيسة حيث
الجميع إخوة (23: 8)
فهمَ
المؤمنون أن
“أعداء
الإنسان هم
أهل بيته” (10: 36).
فهل تكون
المسألة
الحقيقية أن
نعرف من هو
الأعظم (20: 22)؟
فروح الخدمة
والمحبة تجاه
الصغار
والضعفاء،
تجاه الخطأة،
وإصلاح
العيوب
والنصح
الأخوي، كل
هذا يحتاج إلى
إنعاش. لا بدّ
من التنديد
بالرياء
وبالإثم الذي
هو عصيان لإرادة
الآب الذي في
السماوات،
وقد يقود إلى
الهلاك.
فالباب ضيّق
والطريق حرجة.

وجاء
توبيخ متواتر:
يا قليلي
الإيمان (6: 30؛ 8: 26، 14:
31؛ 16: 8؛ 17: 20). وهو
يتوجّه إلى
مسيحيين
تتقاذفهم
العاصفة (8: 23- 27)
وهم مستعدّون
أن يتبعوا
الأنبياء
الكذبة (24: 11).

قال
يسوع: اتبعني (8: 22؛
9: 9). فتبعوه. هذا
هو الدواء
الوحيد الذي
به يواجه يسوع
نقص الإيمان
عند تلاميذه.
هو يطلب منهم
فعل إيمان.
يطلب منهم
موقفاً.
والذين
يقبلون بأن
يتبعوه،
يفهمون فهماً
حقيقياً أن
أعماله هي
أعمال قدرة.

في
الحقيقة،
الخلاص هو
حاضر الآن،
وحاضر دائماً.
والمسيح
الممجَّد هو
منذ الآن حاضر
في كنيسته (1: 23؛ 28: 5
2). غير أن
المعلّم الذي
وعد أنه يعود،
قد تأخّر (24: 48- 49؛ 25: 5،
19). وهذا
التأخّر
يولّد الملل.
فيجب أن نعيش
في السراب.
نحن لا نعرف
متى تكون
نهاية العالم
(24: 36). لهذا يجب أن
نسهر ولا نخاف
الانتظار
الطويل (24: 42؛ 25: 13؛ 26: 38).
لهذا يبدو من
الملحّ أن
نجعل في
الكنيسة الظروف
القويّة التي
تتيح لها أن
تتابع
مسيرتها في
الزمن “إلى أن
يأتي”. ليس
المهمّ أن
نعطي الكنيسة
سلطة فيها
التراتبيّة
مع مختلف البنى،
بل قاعدة حياة
للأجيال
المتعاقبة.

ب-
كنيسة تعارض
العالم
اليهوديّ
الرسميّ

إن
قاعدة حياة من
أجل هؤلاء
المسيحيين
الذين لم
يلامسهم
تعليم بولس،
ستكون شريعة
تمارَس وتفرض
نفسها مثل
شريعة موسى في
العالم
اليهوديّ: أما
هي تعبير
حقيقيّ وشامل
عن إرادة
الله؟ هذا ما
يعتقده كاتب
الإنجيل
الأوّل. وهذه
الشريعة مهما
كانت متجدّدة
هي في امتداد
الأولى. فيسوع
هو رابي مشهور.
وقد عبّر عن
فكره حسب
الأقوال
التقليديّة
مع احتمال
عظيم بالصدق
تجاه الماضي
في نقائه. إذن،
يجب أن يؤول
تعليمه إلى
تشريع دقيق
يعطينا طمأنينة
كاملة. ولكن
هذه تجربة
للمتعلّقين
بالشريعة
الجديدة،
رفضها
الإنجيل بعنف
وشدّة؛ إن
مشيئة الله حرّة
ولا شيء
يقيّدها.
“كونوا
كاملين كما أن
أباكم الذي في
السماء كامل
هو” (5: 48). “اغفر
حتى سبعين
مرّة سبع
مرّات” (18: 22).

وردّة
الفعل هذه على
الشريعانيّة
(تعلّق مفرط
بالشريعة)، هل
تدلُّ على قطع
كل صلة
بالجماعات
اليهوديّة في ذلك
العصر؟ كيف
بدت
اليهوديّة
التي طُردت من
مدينتها
وهيكلها
وعرفت الموت
والعبوديّة على
يد الرومان
الذين احتلوا
البلاد
وأحرقوا أورشليم؟
قبل سقوط
أورشليم
بقليل،
استطاع بعض
الفريسيين أن
يهربوا من
المدينة فأسّسوا
مدرسة في
يمنية (أو: يبنة)
على الشاطىء
الجنوبي
ليافا. وقد
صارت هذه
المدرسة بعد
سنة 70 ملجأ
للفريسيين
الذين نجوا من
الموت. وهناك
استعاد
العالم
اليهوديّ
الفلسطينيّ حياته.

كان
الهمّ الأول
رصّ الصفوف.
فترتّبت
الخلافات بين
المدارس
المتزاحمة.
وتثبت كلندار
مشترك للأعياد،
وتنظمت
الليتورجيا
في المجامع.
وحُدّد
القانون
اليهوديّ
للكتب
المقدّسة، أي
اللائحة
الرسميّة
للتوراة.
وأعطيت أهمية
كبرى
للرابانيين،
كما بدأوا
يدوّنون
تقليد
الشريعة
اليهوديّة.
ووحدة هذا
العالم
اليهوديّ
الذي وُلد من
جديد، تقوّت
بعد أن ضغط
عليها الخارج:
الوثنية،
الغنوصيّة،
وخصوصاً
المسيحيّة
الفتيّة.

وهكذا
لم يبق من
العالم
اليهوديّ
الذي كان متنوّعاً
جداً في زمن
المسيح سوى
الحركات العماديّة،
والفريسية
والمسيحيّة.
وسيكون صراع
بين هاتين
الفئتين
الأخيرتين وسيكون
قاسياً. دافع
العالم
اليهوديّ عن
نفسه، فرفض
السبعينية أو
ترجمة الكتب
المقدّسة إلى
اليونانيّة،
وأدخل صلوات
وطقوساً لا
يستطيع
المسيحيّ أن يمارسها،
فكان التباعد
تاماً بين
اليهود
والمسيحيّين.

عرف
المسيحيّون
هذا التشيّع
الذي وُلد في
يمنية، فبدا
العالم
الفرّيسي
شراً وطمعاً
واستبداداً.
واتهم
“المعلّمين”
في زمن المسيح
الذين أعلنوا
قبل جميع
المؤمنين
الحدثين الرئيسيين
في حياة يسوع: ولادته
لهيرودس (2: 5)
وقيامته
لبيلاطس (27: 63).
إذن، لا عُذر
لهم. وعبر
الرؤساء
اتهّم الشعب
كله: “سيؤخذ
منكم ملكوت
الله” (21: 43). إن
أبناء
الملكوت
يُطرحون
خارجاً في
الظلمة البرانيّة
(8: 12). لقد قبل هذا
الشعب أن
يقوده رؤساؤه،
فحمل بإرادته
مسؤوليّة موت
يسوع. “دمه
علينا وعلى
أولادنا” (27: 23- 25).

وكان
دمار أورشليم
أول فصل في
هذا العقاب.
“سيُترك لكم
بيتكم
خراباً” (إر 22: 5).
والربّ ترك
مسكنه (شكينه
في العبرية).
والفصل
الثاني
يتحدّد موقعه
في المجيء
وساعة
الدينونة حين
يكون حظّ سدوم
وعمورة أفضل
من حظ هؤلاء
اليهود الذين
لا يؤمنون (10: 15؛ 11: 22-
24).

إن
موقف الإنجيل
من العالم
اليهوديّ كما
تنظّم في
يمنية، لم يكن
فقط دفاعاً عن
المسيحيّة،
بل هو توخّى
تربية
الجماعة
المسيحيّة،
وتوجيهها في
حياتها
الداخليّة.
هذا الانجيل
يقرّع
المسيحيين
الأردياء كما يقرّع
اليهود (7: 5؛ 24: 51)،
ويهدّدهم
بالعقاب نفسه
(7: 19- 23؛ 18: 23- 25؛ 25: 14- 30). نحن
لا نكتشف في
الإنجيل لا
روح الانتقام
ولا حضاً على
العنف.
فالإنجيل يعظ
بمحبّة
الأعداء،
والأعداء هم
اليهود (5: 44- 47؛ 5: 12= 23: 34- 35).

وإن
الانجيل قد
حافظ على قول
قديم: “فمهما
قالوا لكم
فاعملوا به
واحفظوه” (23: 2).
وهذا ما يدلّ
على أنّ صاحب
الانجيل
الأوّل ما زال
يراعي العالم
اليهوديّ. فقد
بقيت علاقات
بين الفئتين،
والقطيعة
ليست بتامة.
إن الانجيل لا
ينغلق على
العالم
اليهوديّ. هو
لا يقوم
باستمالتهم
إلى
المسيحيّة،
ولكنه يترك
الباب
مفتوحاً.
“تجدون
الراحة
لنفوسكم” (11: 28- 30)
إن أخذتم نير
المسيح.

ج-
كنيسة تنفتح
على الوثنيين

بدت
هذه الجماعة
حتى الآن
مهتمة بذاتها،
بنظمها،
بأسرارها،
بقوّتها
الأدبيّة،
بمجابهتها
للقوى
المعادية. ولن
ننتظر
الكلمات
الأخيرة
للمسيح
القائم من الموت
كي نسمع نداءه
إلى الوثنيين
(28: 19). فالجماعة
كلها تهتمّ
بهم،
وتستقبلهم
بين أعضائها،
وهذا ما يدلّ
عليه الانجيل:
فأول من عبد
يسوع هم
المجوس (2: 1- 12).
ودُعي إلى
الوليمة “كل
الذين
تجدونهم” (22: 9).
“كل الأمم في الكون
كله” (24: 14؛ 26: 13).
وسيأتي منهم
“كثيرون من
المشرق
والمغرب” (8: 11)
ليتّكئوا مع
أبناء
الملكوت. هي
“الجموع
الكثيرة”
(يذكرها متّى 40
مرة) التي تتبع
يسوع فتعلن
مسبقاً دخول
الجماعات
الوثنية إلى
الكنيسة (4: 25).
وهم الأفراد
مثل قائد
المئة (8: 5- 13) أو الكنعانيّة
(15: 21- 28)، الذين
يعلنون
إيمانهم. وهو
قائد المئة
والذين معه
يحرسون يسوع
عند الصليب (27: 54).
كلهم يرون في
يسوع (وهذا ما
يتفرّد مت
بقوله في 12: 18- 21)
“خادم جميع
الأمم” (رج أش 42: 1-
4).

اعتبرت
جماعة متّى
أنها “نور
العالم” (5: 13- 16).
وهي كذلك
لأنها تستنير
بنور يسوع.
لهذا، اقتنعت
كل الاقتناع
بسلطة يسوع
الذي هو ملك العالم
وديّانه (25: 11 ي)،
فتذكّرت أمره
الأخير: “تلمذوا
جميع الأمم” (28: 19).
كانت الجماعة
مستعدة لهذه
المهمّة بعد
أن كوّن يسوع
من تلاميذه
“رسلاً” أي
“مرسلين”. (10: 2، 5).
بعث بهم نحو
الخراف
الضالة في بيت
اسرائيل (10: 6؛ 15: 24).
كانت تلك
المرحلة
الأولى في
رسالة تشمل
الأمم
الوثنية كلها،
بمساعدة
المسيح الذي
سيكون معها
“حتى انقضاء
الدهر”.

 

خاتمة

هكذا
حاولنا أن
ندخل إلى
الانجيل بحسب
متّى. توقفّنا
عند الكاتب،
عند الزمان
الذي كُتب فيه
والمكان.
وتعرّفنا إلى
الجماعة التي
عاش فيها متّى
وكتب لها.
جماعة آتية من
العالم
اليهوديّ. وقد
تكون أقامت في
أنطاكية يوم
دوّن متّى إنجيله.
ذاك كان الفصل
الأول
وستتبعه فصول
ثلاثة تورد
تصميم
الانجيل
الأول
والتأليف
الأدبي فيه قبل
أن تدرس
المعاني
اللاهوتيّة
التي لولاها
لظلّ الانجيل
سيرة حياة لا
كتاب تعليم من
أجل كنيسة
محدّدة، بل من
أجل كنائس
العالم كلها
وحتى انقضاء
العالم.

 

 

و
الان قاموس
الكتاب
المقدس

انجيل
متى:

انجيل
متى:

(1) يذكر لوقا
آن لاوي (متى)
صنع للسيد
المسيح وليمة
((كبيرة)) في اول
عهده
بالتلمذة (لو 5: 29
– 32) أما هو (متى)
فيذكرها بكل
اختصاراً
تواضعاً (مت 9: 10 – 13).
“المسيحي لا
يفتخر بنفسه
لذالك لم يذكر
الوليمة على
انها كبيرة لو
كان غير
القديس متى
كتب هذه القصة
لمدح بمتى
الرسول”

(2) الشواهد
والبينات
الواضحة من
نهج الكتابة بأن
المؤلف يهودي
متنصر.

(3) لا يعقل أن
إنجيلا
خطيراً كهذا
هو في مقدمة
الأناجيل
ينسب إلى شخص
مجهول
وبالأحرى لأن
ينسب إلى احد
تلاميذ
المسيح.

(4) ويكر
بابياس في
القرن الثاني
الميلادي أن متى
قد جمع أقوال
المسيح. “راجع
دراسة للخوري
بولس فغالي
حول قول بابياس
لتفهم في هذه
الصفحة “

(5) من المسلم
به أن الجابي
عادة يحتفظ
بالسجلات لأن
هذا من أهم
واجباته
لتقديم
الحسابات
وكذلك فإن هذا
الإنجيلي قد
احتفظ بأقوال
المسيح بكل
دقة.

دعني
اشرح لك الآن
مما سبق

الشاهد
الأول: يؤكد
ان هناك شخص
اسمه لاوي
(متى) صنع
وليمة كبيرة
للسيد المسيح
فذكر القديس
لوقا أنها كبيرة
والقديس متى
يذكرها بكل
اختصاراً
متواضعاً. وليس
من صفات
التلاميذ أن
يمدحوا
بأنفسهم فمن هو
هذا الشخص؟؟؟

100% من ذكر هذه
القصة
متواضعاً هو
صاحب الوليمة

إذاً
عرفنا الآن أن
من دعا السيد
إلى وليمة هو
كاتب الإنجيل
متى ويدعى
لاوي (متى)

 

الشاهد
الثاني: يؤكد
لنا أن كاتب
الإنجيل هو
يهودي متنصر

 

دعنا
ندمج فقط
الشاهدين مع
بعض..

إذا
كاتب الإنجيل:
اسمه لاوي وهو
يهودي متنصر

 

الشاهد
الخامس: إن
هذا الإنجيل
دقيق جداً فمن
كتب هذا
الإنجيل هو
كان يعمل عمل
علمه على حفظ
كل شي ولا
يوجد شخص من
التلاميذ
الذين شاهدوا
الرب سوى متى
كان يعمل هذا
العمل وهو
الجباية

 

دعنا
نجمع فقط 3
شواهد من 5: كاتب
الإنجيل هو
اسمه
لاوي<متى> وهو
يهودي متنصر وكان
يعمل جابياً

اعتقد
أنها واضحة
الآن

 

ردك
على موضوع
بابياس

أقدم
الشهادات عن
إنجيل متى هي
شهادة قدَّمها
بابياس الذي
وصفه
إيريناوس،
أسقف ليون في
فرنسا بثلاث
صفات في النص
الذي يورده
عنه. هو رجل
قديم، أي إنه
ينتمي إلى جيل
آخر سبق
إيريناوس
المولود سنة 115.
هو رفيق
بوليكربوس،
أي كان أسقفاً
مثله. سُقف
بوليكربوس
سنة 100 تقريباً
بيد معاصري المخلص،
كما يقول
أوسابيوس
القيصري،
ووُلد حوالي
سنة70. فقد يكون
الأمر
مماثلاً
بالنسبة إلى
بابياس. وهو
أخيراً سامع
ليوحنا
الرسول. كل
هذا يدل على
أن بابياس هو
شاهد جليل
ومحترم.

أ.
تقول: يقول
بابياس أن متى
جمع الأقوال
(والتي تنسب للمسيح)،
ولم يقل أنه
كتب إنجيلاً
يحكي قصة
المسيح، فبين
العبارتين
فرق.

الرد
بعد أن تحدّث
بابياس عن
مرقص، قال: ”
إذن رتب متّى
الأقوال
(لوغيا) في
اللغة العبريّة،
“.

إن
لفظة “لوغيا”
تعني القول
الإلهي،
القول
المأثور. أما
النسخة
السريانية
لأوسابيوس
القيصريّ (الذي
نقل شهادة
بابياس)
فترجمت
اللفظة: إنجيل

إذا
أصبحت رتب متى
الإنجيل

 

ب.
تقول لا دليل
أن هذه الأقوال
التي جمعها
متى هي نفسها
إنجيل متى،
فما المقصود
بهذه الأقوال
لا يمكن
تحديده، وعلى
المدّعي خلاف
ذلك تقديم
الأدلة.

الرد

فقرة
الأقوال
(لوغيا)
السابقة ترد
عليك وشهادات
الآباء
للقرون
الأربعة على
هذا الإنجيل

سأضع
لك في أخر
الصفحة أقدم
مخطوط لإنجيل
متى تعود ل 60 م وتطابق
النسخة
الحالية إذا
التاريخ اكبر
دليل

 

ج.
تقول بابياس
يقول أن إنجيل
متى وُضع
بالعبرية،
فلو سلمنا
بقول بابياس
للزم منه أن
الذي بأيدينا
اليوم من
النسخ
اليونانية هي
ترجمة إنجيل
متى من
العبرية، ولا
ندري من هو
المترجم،
فنكون عدنا
بذلك إلى نقطة
الصفر، ويبقى
إنجيل متى على
ذمة المترجم،
ولا نعلم من
هو هذا
المترجم،
وبذلك نفقد
الثقة به
نهائياً.

الرد:
متى نفسه ترجم
إنجيله
العبراني الى
اليوناني
راجع كتاب
الصلاة
لكيربوس
ناوفيطوس
رئيس اساقفة
الرها

واختلفت
القول بخصوص
لغة هذا
الإنجيل
الاصلية فذهب
بعضهم إلى كتب
أولاً في
العبرانية أو
الارامية
التي كانت لغة
فلسطين في تلك
الأيام. وذهب
آخرون إلى أنه
كتب في
اليونانية
كما هو الآن.
فإن الرأي
الأول فمستند
إلى شهادة
الكنيسة القديمة.
فإن آباء
الكنيسة
قالوا أنه
ترجم إلى
اليونانية
ويستشهدون
بهذه الترجمة.
فإذا سلمنا
بهذا الرأي
التزمنا بأن
نسلم بأن متى
نفسه ترجم إنجيله
أو أمر
بترجمته.

أما
الرأي بأن متى
نفسه ترجم
إنجيله
العبراني
فيفسر سبب
استشهاد
الآباء
بالإنجيل
اليوناني
نفسه فإن متى
يوافق مرقس
ولوقا في
العظات ويختلف
عنهما أكثر ما
يكون في القصة.
ثم إن الآيات
المتقطفة في
العظات هي من
الترجمة
السبعينية
وفي بقية
القصة هي ترجمات
من العبرانية.

ويروي
لنا المؤرخ
يوسابيوس أن
القدّيس بنتينوس
في زيارته إلى
الهند وجد
إنجيل متّى
باللسان
العبري لدى
المؤمنين
تركه لهم
برثولماوس
الرسول.

 

د –
تقول: لم يقل
بابياس أنه
سمع متّى يقول
عنه نفسه أنه
هو كاتب
الإنجيل،
وليس عندنا
إلا دعوى
بابياس التي
تفتقر إلى دليل..

ومتى
مات في القرن
الأول، وبابياس
من علماء
القرن الثاني
ومولود في القرن
الأول ولا
يوجد تحديد
لزمن ولادته،
ولا يوجد دليل
أو أدنى ما
يُشير إلى أنّ
بابياس رأى
متى أو سمع
منه، بل ربما
لم يولد بابياس
إلا بعد موت
متَّى، فلا
ندري كيف عرف
بابياس هذا عن
متى.

الرد

يقول
القديس
إيرينيؤس في
القرن الثاني
إنه تلميذ
القديس يوحنا
اللاهوتي
(الإنجيلي)
وصديق القديس
بوليكاربوس

بابياس
وهو تلميذ
يوحنا الرسول
وإنه يفسر
الإنجيل بحسب
متى ويشهد أنه
للرسول متى،
بناء على ما
تسلمه من
يوحنا

 

ه –
تقول: كذلك
شهادة بابياس
نقلها عنه
المؤرخ
يوسيبيوس،
وطبعاً الزمن
منقطع بين
يوسيبيوس
وبابياس،
فالأول توفي
في القرن
الثاني
والأخير توفي
في منتصف
القرن الرابع.

اولاً
اقرا يقول
المؤرخ
الكنسي
يوسيبيوس ” ولا
يزال بين
أيدينا خمسة
كتب لبابياس
تحمل اسم
تفسير أقوال
الرب “

ثانياً
بابياس له كتب
اذا المؤرخ
ينقل مما رأه
والا لما سمي
مؤرخ وكتابات
بابياس نجدها
في كتابات
إيرينيؤس قبل
يوسابيوس

 

ثانياً،
بابياس، أسقف
هيرابوليس،
من مقاطعة
فريجيا
التابعة
لافسس. فهذا
الأسقف
العالم ترك
لنا ((تفسيرًا
للأقوال الربية
٢)) من سنة ١٢٥
تقريبًا. وهو
تلميذ يوحنا
الرسول، أو
تلميذ تلميذه
((يوحنا
الكاهن ٣)) إنه
يفسر الإنجيل
بحسب متى
ويشهد أنه
للرسول متى،
بناء على ما
تسلمه من
يوحنا الرسول.
وما بين كتابه
ووفاة يوحنا
الرسول نحو
خمس وعشرين
سنة لا غير.
فالإسناد
الصحيح قائم
بين الشاهد
والرسول
مباشرة،
بالنقل
الصحيح
المتواتر.

و –
تقول كذلك
بابياس
شهادته
مجروحة، فلقد
وصفه المؤرخ
يوسيبيوس
بأنّ فهمه
محدود (تاريخ
الكنيسة، جزء
3، فصل 39).

الرد:
اذا هنا اخذت
شاهدت المؤرخ
يوسيبيوس؟؟؟

بابياس
أول من تحدث
عن المُلك
الألفي
بطريقة حرفية
بكون السيد
المسيح سيملك
على الأرض،
وكان يظن بذلك
أنه يحقق ما
ورد في
النبوات، لكن
الكنيسة رفضت
ذلك. وهذا
خطئاه لكنه
كان رجلاً ذا
ثقافة عالية،
له معرفة
بالكتاب
المقدس، أعطى
اهتمامًا
خاصًا بجمع
التقليد
الشفوي الخاص
بحياة السيد
المسيح
وأقواله

Rev. B. Schmid: Manual of Patrology, St. Louis 1903, p
85
.

أما
قصة يهوذا

عزيزي
أنت تلعب لعبة
قديمة بين متى
وأعمال..

 

دعنا
نجمع ما ذكر
في متى وإعمال:
ذكر البشير
متى خبر
انتحار يهوذا
دون أن يخوض في
تفاصيل، فقال
إنه شنق نفسه.
أما كاتب
أعمال الرسل
فذكر تفصيلات
أكثرعن الانتحار،
وقال إنه علق
نفسه وشنقها
على طرف هوة
في وادي هنوم،
فانقطع الحبل
به فسقط على
وجهه فانشق
فمات وانسكبت
أمعائه. ولكنه
لم يذكر سبب
انسكاب
أمعائه

 

دعنا
نضيف ما قاله
بابياس: ذكر
البشير متى
خبر انتحار
يهوذا دون أن
يخوض في
تفاصيل، فقال
إنه شنق نفسه.
أما كاتب
أعمال الرسل
فذكر تفصيلات
الانتحار،
وقال إنه علق
نفسه وشنقها
على طرف هوة
في وادي هنوم،
فانقطع الحبل
به فسقط على
وجهه فانشق
فمات وتضخم
جسده فمرت
عربة فوقه
دهسته شقت
أمعائه فانسكبت.

 

إذا
ما قاله
بابياس هو
حلقة وصل بين
متى وأعمال. ولا
يعارض أي احد
منهما فمن
بابياس عرفنا
سبب انسكاب
الامعاء

إذا
بابياس كان
مطلع على
إنجيل متى وسفر
أعمال الرسل

 

ويرّجح
أن هذا
الانجيل كُتب
في فلسطين
لأجل المؤمنين
من بين اليهود
الذين
اعتنقوا
الديانة
المسيحية.
والسفر يظهر
يسوع كأعظم
الأنبياء
والمشترعين
الذي تمم
العهد القديم
– وانه مسيا
الموعود به
وملك شعب بني
اسرائيل
الحقيقي. ولم
يرتب هذا
الانجيل
ترتيباً حسب
سياق الوقائع
بل حسب
المواضيع
فيجمع اعمال
المسيح واقواله
حسب مشابهتها
بعضها لبعض.
ومع ذلك يبرهن
أن يسوع
الناصري هو
المسيح.
وكثيراً ما
يبرز متى

شواهد
من نبوات
العهد القديم.
ولا يعلم هل
هذا الإنجيل
هو الأول
باعتبار زمن
تأليفه إلا
انع يستحق
الوضع في صدور
العهد الجديد
لكونه الحلقة
الموصلة بين
العهد القديم
والعهد الجديد
وبين الناموس
والإنجيل.

وموضعه
في العهد
الجديد كموضع
خمسة أسفار موسى
في العهد
القديم فإن
عظة المسيح
على الجبل تقابل
إعطاء
الناموس من
سيناء ويظهر
لمن يقرأ جدول
مواليد
المسيح،
والإعلان
ليوسف وزيارة
المجوس التي
كلها تختص
بهذا الإنجيل
إن النظام
الجديد إنما
هو تتميم
للنظام
القديم لا
ناسخ له. ومما
يؤكد ذلك
العظة على
الجبل
والأمثال بخصوص
ملكوت
السموات
والتنديد
بالفريسيين
والصدوقيين
وإبراز النبوات
العديدة من
العهد القديم
التي صرح بأنها
قد تمت في
حوادث يسوع.

ويقسم
هذا الإنجيل
إلى الأقسام
الرئيسية التالية:

(1) مولد
المسيح مع
سلسة نسبه (ص 1 و2)

(2) مقدمة
لخدمة المسيح
(ص 3-4)

(3) رسالته في
الجليل (ص 4: 18-9: 35)

(4) إرساله
التلاميذ
للتبشير بملكوت
الله (ص 9: 36-10)

(5) ازدياد
مقاومة
اليهود له (ص 11-15: 20)

(6) ختام خدمة
المسيح في
بيرية (شرق
الأردن) (ص 19-20)

(8) الاسبوع
الأخير وفيه
موضوع الآلام
والقيامة (ص 21-28).

واختلفت
القول بخصوص
لغة هذا
الإنجيل
الاصلية فذهب
بعضهم إلى كتب
أولاً في
العبرانية أو
الارامية
التي كانت لغة
فلسطين في تلك
الأيام. وذهب
آخرون إلى أنه
كتب في
اليونانية
كما هو الآن.
فإن الرأي
الأول فمستند
إلى شهادة
الكنيسة القديمة.
فإن آباء
الكنيسة
قالوا أنه
ترجم إلى
اليونانية
ويستشهدون
بهذه الترجمة.
فإذا سلمنا
بهذا الرأي
التزمنا بأن
نسلم بأن متى
نفسه ترجم
إنجيله أو أمر
بترجمته.

أما
الرأي بأن متى
نفسه ترجم
إنجيله
العبراني
فيفسر سبب
استشهاد
الآباء
بالإنجيل
اليوناني
نفسه فإن متى
يوافق مرقس
ولوقا في
العظات ويختلف
عنهما أكثر ما
يكون في القصة.
ثم إن الآيات
المتقطفة في
العظات هي من
الترجمة
السبعينية
وفي بقية
القصة هي
ترجمات من
العبرانية.

ولا
بد أن هذا
الإنجيل قد
كتب قبل خراب
أورشليم
وينبىء ص 24
بوقوع ذلك.
وذهب بعض
القدماء إلى
أنه كتب في
السنة الثامنة
بعد الصعود
وآخرون إلى أن
إنجيلنا
الحالي كتب
بين سنة 60 وسنة
65م. وإن إنجيلي
مرقس ولوقا
كتبا في تلك المدة
نفسها.

مميزات
هذا الإنجيل:

(1) أنه يضع
أمامنا صورة
لا تمام نبوات
العهد القديم
بيسوع المسيح
(مت 1: 23 و2: 18 و23 و4: 15 وما
بعده و8: 17 و12: 18 وما
بعده و13: 35 و21: 5 و27: 9
وما بعده).

(2) يوجه هذا
الإنجيل
عناية خاصة
إلى تعاليم السيد
المسيح ويضع
أمامنا خمسة
خطابات أو
مواعظ للسيد
المسيح وهي:

(أ) الموعظة
على الجبل وهي
تتناول
المقارنة بين
حياة البر في
القديم
وبينها في
العهد الجديد
(مت ص 5-7).

(ب) واجبات
المنادين
ببشارة
الإنجيل (مت ص 10).

(ج) أمثلة
لتوضيح ملكوت
السماوات (مت
ص 13).

(ء) مؤهلات
التلمذة ليسوع
المسيح (مت ص 18).

(ه) تعاليم
نبوية عن
نهاية الدهر
(مت 24 و25).

وينتهي
كل من هذه
الخطابات
الخمسة
بالعبارة ”
فلما أكمل
يسوع هذه
الأقوال” أو
ما شابهه (مت 7: 28
و11: 1 و13: 53 و19: و26: 1).

وإلى
جانب هذه
تتميز هذه
البشارة بما
يأتي:

أولاً
– حوادث توجد
في هذه
البشارة دون
غيرها

(1) قصة ميلاد
يسوع من ناحية
انتسابه إلى
يوسف (مت 1 و2)

(2) مشي بطرس
على الماء (مت 14: 28
– 31).

(3) ضريبة
الهيكل (مت 17: 24 – 27).

(4) نهاية
يهوذا
الاسخريوطي (27: 3 –
10).

(5) حلم زوجة
بيلاطس (27: 3-10).

(6) الزلزلة
وظهور الذين
رقدوا عندما
اسلم يسوع
الروح (27: 51-53).

(7) ختم القبر
الذي وضع فيه
جسد يسوع
باختام (مت 27: 62- 66).

(8) ظهور يسوع
المقام
للنساء
وللأحد عشر
على الجبل في
الجليل (28: 9 و10 و16-20).

ثانياً
– أمثال توجد
في هذه
البشارة دون
غيرها:

(1) مثل زوان
الحقل (مت 13: 24-30)

(2) ((الكنز
المخفي (مت 13: 44)

(3) ((اللؤلؤة
الكثيرة
الثمن (مت 13: 45 و46)

(4) ((الشبكة
الجامعة (مت 13: 47)

(5) ((العبد
الظالم (مت 18: 23 – 34)

(6) ((فعلة
الكرم (مت 20: 1-16)

(7) ((الاب
وابنيه (مت 20: 28 – 32)

(8) ((عرس ابن
الملك (مت 22: 1 – 14)

(9) العشر عذارى
(مت 25: 1-13)

(10) ((الوزنات
(مت 25: 1-13)

(11) الخراف
والجداء (مت 25: 31 – 46)

ويلاحظ
أن هذه هي
البشارة
الوحيدة التي
تشير إلى
الكنيسة
وتذكرها باسم
((الكنيسة)) على
وجه التخصيص
(مت 16: 18 و18: 17).

 

 واليك
هذه الدراسة
البسيطة
للمرحوم
بنيامين بنكرتن
حول بشارة
معلمنا متى

إنجيل
مَتَّى

كاتبه

كتبه
مَتَّى، أحد
رسل ربنا يسوع
المسيح
الإثني عشر
(مَتَّى 1: 10-4). وهو
يهودي من
الجليل (أع7: 2).
وهو نفسه
«لاوي بن حلفي»
(مرقس 14: 2؛ لوقا 29: 5).
وكلمة
«مَتَّى»
معناها«عطية
الله».
والضيافة
الكبيرة التي
صنعها مَتَّى
في بيته للرب،
ودعا إليها
جمعًا كبيرًا
من عشارين
وآخرين، كانت
بمناسبة دعوة
الرب له
وفرحًا بها.
ولكنه
لتواضعه لا
يعلق عليها
كغيره (إصحاح 9: 9
13).

كان
مَتَّى في أول
الأمر عشارًا
– إي انه كان يجمع
الجزية
للدولة
الرومانية –
ولهذا كان هو
وأمثاله من
العشارين
منبوذين
ومحتقرين من
اليهود،
وكانوا
يعتبرونهم
غير مستحقين
للجنسية اليهودية.
وطالما
اقترنت
أسماؤهم
بالخطاة
والوثنين (مَتَّى
10: 9، 11؛ 17: 18).
وكثيرًا ما
تذمر
الفريسيون
على الرب
لقبوله العشارين
ودخوله
بيوتهم (لوقا 30: 5؛
51: 15؛ 7: 19)، ولكن
نعمة الله هي
للجميع بدون
استثناء،
وقادرة أن
تخلص أشر
الخطاة.
والوثنين
فدعت متى من
مكان الجباية
للرومان،
ليكون رسولاً
لربنا يسوع
المسيح (مرقس 15: 2،
16؛ لوقا 27: 5-29)،
وبعد أن كان
نكبة على
اليهود
بجبايته
كعشار، جعلته
نعمة الله
«عطية الله»
لهم بإنجيله
كبشير. لذلك
لم يستح أن
يسمي نفسه
«مَتَّى
العشار»
(إصحاح 3: 10).

 

غرضه

كتب
مَتَّى هذا
الإنجيل
لليهود ليثبت
لهم أن الرب
يسوع هو «ابن
داود» مُستودع
وعد الله بالملك
على شعبه وعلى
كل الأرض
(مزمور19: 89-37؛
مزمور 72؛
صموئيل
الثاني 8: 7-15)
و«ابن
إبراهيم»
مُستودع وعد
الله بالبركة
لشعبه
ولكل
الأمم (تكوين 17: 22،
18؛ غلاطية 16: 3)
ولهذا السبب
يرد بهذا
الإنجيل نحو
خمسة
وستين
اقتباسًا من
العهد القديم
تمت في المسيح.
وفيه ترد كلمة
«الملكوت»
حوالي خمس
وخمسين مرة،
والعبارة
ملكوت
السماوات
اثنتين
وثلاثين مرة.
واللقب «ابن
داود» سبع
مرات.

 

أسلوبه

يفتتح
الروح القدس
هذا الإنجيل
بالعبارة
«كتاب ميلاد
يسوع المسيح
ابن داود ابن
إبراهيم».
فسلسلة النسب
هنا لا تتعدى
داود صاحب
الوعد بالملك،
وإبراهيم،
صاحب الوعد
بالبركة.
بخلاف إنجيل
لوقا حيث تمتد
سلسلة النسب
إلى آدم، لأن
لوقا يقدمه
كابن الإنسان،
نسل المرأة،
والمخلص لكل
الجنس البشري.

وفي
هذا الإنجيل
ترد اقتباسات
من العهد القديم
أكثر من أي
إنجيل آخر.
بالمطابقة
لغرضه
الأساسي، وهو
إقناع اليهود
بمسياهم
المتنبأ عنه
في كتبهم.

وفيه
فقط يرد القول
«يخلص شعبه من
خطاياهم» (إصحاح
21: 1). وفيه وحده
يُذكر الاسم
النبوي
«عمانوئيل،
الذي تفسيره
الله معنا»
(إصحاح 1: 23). وفيه
وحده نرى
المجوس آتين
إلى أورشليم
مدينة الملك
العظيم (مزمور
2: 48) ليسألوا «أين
هو المولود
ملك اليهود؟»
(إصحاح 2: 2) ونقرأ
عن الهروب إلى
مصر تتميمًا
للنبوة «من مصر
دعوت ابني»
(إصحاح 15: 2، هوشع
2: 3) وفى دخوله أورشليم
في موكبه
الملكي يسجل
هذا الإنجيل
وحده استقبال
الجماهير له
بالهتاف
«أوصلنا لابن داود»
(إصحاح 9: 21).

ولا
يُذكر في ختام
هذا الإنجيل
صعود الرب يسوع،
بل يقتصر على
الإشارة إلى
قيامته فقط،
وأن إليه قد
دُفع كل سلطان
من الآب،
شهادة بأن
المسيح
المقام قد
تسلم كل
السلطان أو
القوة
اللازمة
لإقامة
الملكوت، وهى
القوة التي
قهرت الموت
(تيموثاوس
الثانية 8: 2).

أقسامه

ينقسم
هذا الإنجيل
سبعة أقسام: –

1-
(إصحاح 1، 2)
الملك كما
وُعد به.

2-
(إصحاح3-7) إعلان
الملكوت
والملك.

3-
(إصحاح 8-12) ظهور
الملك الذي
أظهر أيضا
حالة قلب الشعب
من نحوه.

4-
(إصحاح 13-إصحاح 28:
20) الملكوت في
أيدي البشر.

5-
(إصحاح 29: 20-إصحاح
23) عرض الملك
الحاكم
ورفضه.

6-
(إصحاح 24، 25)
إخضاع الشر في
نهاية الدهر.

7-
(إصحاح 26-28) الملك
يتمم صفقة
الشراء لملكه
بدمه.

 

 أهم
مخطوطات
الإنجيل
للقديس متى

سلامة الإنجيل
من الناحية
الأثرية

1 – وجود نسخ
من التوراة
والإنجيل
يرجع تاريخها
إلى:

يقول
الأنبا ابرام:
ما جاء فى
جريدة
الأهرام 1991م
: إنه
تم العثور على
مخطوطة
لإنجيل متى فى
الأقصر، يرجع
تاريخها إلى سنة 60م.

 وهناك
أيضاً بقايا
نسخة من
الأناجيل
التي كتبها كل
من متى ومرقس
ولوقا ويوحنا،
مع رسائل بولس
الرسول، وجزء
من سفر الرؤيا
يرجع تاريخها
إلى سنة
180م
، وجميعها
محفوظة
بمكتبة
ريلاندز
بمنشستر
(انجلترا)

.
وعدا ذلك توجد
مجموعة شتوبي
التي تحتوي
على أجزاء من
العهدين
القديم
والجديد،
يرجع تاريخها إلى سنة 200م.

 كما
يوجد مخطوط مدينة
دورا (الواقعة
على نهر
الفرات) يحتوي
على أجزاءٍ من
العهد الجديد،
ويرجع تاريخه
إلى سنة
275م
،

 ومجموعة
أرسنيوس
(بالفيوم – مصر)
تحتوي على كثير
من أقوال
المسيح،
ويرجع
تاريخها إلى أوائل
القرن الرابع.

وبالإضافة
إلى ذلك، هناك
ست نسخ كاملة
من الكتاب
المقدس يرجع
تاريخها إلى
المدة
الواقعة بين القرنين
الثالث
والخامس
،
نُشرت صورٌ
لبعض صفحاتها
في الكتب
والمراجع الهامة،
كما يتضح مما
يلي:

أ –
النسخة
الإخميمية:

وقد
اكتشفها في
إخميم بصعيد
مصر سنة 1945م
العلاّمة
شستر بيتي،
ويرجع
تاريخها إلى القرن
الثالث
،
وهذه النسخة
محفوظة الآن
في لندن.


ب – نسخة
سانت كاترين:

ويرجع
تاريخها إلى القرن
الرابع
، وقد
اكتشفتها
بعثة أمريكية
بمساعدة بعض
الأساتذة
المصريين من
جامعة فاروق
سابقاً الإسكندرية
حالياً. وقد
أشارت إلى هذه
النسخة
الجرائد
المصرية لا
سيما جريدة
الزمان في 15
يوليو تموز 1950 وجريدة
الأهرام
الصادرة في 6
يوليو تموز 1966
عند حديثها عن
احتفال جامعة
الإسكندرية
بمرور 1400 سنة
على إنشاء دير
سانت كاترين،
وعند
الاحتفال
بإحياء مكتبة
الإسكندرية
القديمة عام 1991.

 

ج –
النسخة
السينائية:

ويرجع
تاريخها إلى القرن
الرابع
، وقد
عثر تشندروف
العالم
الألماني على
45 ورقة منها في
سنة 1842م في دير سانت
كاترين، وعثر
على الباقي
فيالمدة من
سنة 1852-1859م، ثم
أهداها إلى
الإسكندر
إمبراطور
روسيا. وقد
صُّوِرت
صفحاتها سنة 1911
وأُرسلت إلى
بعض المتاحف
ودور الكتب.
ولما قامت
الثورة
الشيوعية
عرضت هذه
النسخة للبيع،
فاشتراها
المتحف
البريطاني
سنة 1935 بما
يوازي بضعة
ملايين من
الدولارات.

 

د –
النسخة
الفاتيكانية:

ويرجع
تاريخها إلى القرن
الرابع
، وقد
سُمِّيت بهذا
الاسم لأنها
كانت ملكاً لمكتبة
الفاتيكان
بروما، إذ ورد
ذكرها في
محتويات هذه
المكتبة سنة
1475م. لكن لما
اقتحمت جيوش
نابليون
إيطاليا،
نُقلت إلى
باريس
ليدرسها
العلماء
بباريس. وفي
عام 1889 صُورّت
صفحاتها
وطُبع منها
عدد كبير،
أرسل إلى بعض
المتاحف
والجامعات.
ومن الأدلة
على قدم هذه
النسخة، عدم
انفصال
كلماتها
بعضها عن
البعض الآخر.
ويقول رجال
الآثار إنها
كتبت بواسطة
رجل مصري.


ه – النسخة
الإسكندرانية:

ويرجع
تاريخها إلى القرن
الخامس
،
وتتكون من
أربعة مجلدات
ضخمة. وقد عثر
عليها في
الإسكندرية
لوكاربوس
بطريرك
الأستانة،
فأرسلها إلى
تشارلز الأول
ملك إنجلترا،
على يد السير
توماس سفير
إنجلترا في
الأستانة سنة
1624م. وأودعت بعد
ذلك في المتحف
البريطاني
سنة 1853م. ويقول
رجال الآثار
إن النسخة
المذكورة
كُتبت بواسطة
شخص يدعى تكلا
وإنها كانت
إحدى النسخ
التي جُمعت من
الإسكندرية
سنة 615م
لمقارنة الترجمة
السريانية
عليها. ومن
الأدلة على
قدمها أن
رسائل بولس
الرسول ترد
بها غير
مقسّمة إلى
أصحاحات، على
نقيض النسخ
التي كُتبت
بعد القرن
الخامس. وقد
صُورت
صفحاتها سنة
1869م وأُرسلت
إلى بعض المتاحف
ودور الكتب.

 

و –
النسخة
الأفرائيمية:

ويرجع
تاريخها إلى القرن
الخامس
،
وكانت ملكاً
لعائلة مديشى
في فلورنسا،
ثم نُقلت إلى
باريس في
القرن السادس
عشر، حيث
أُودعت بدار
الكتب بها.


ز – وعدا
النسخ
المذكورة
توجد النسخة
الأمبروسانية
(وترجع
إلى سنة 450م)

والنسخة
البيزائية
(550م)

 والنسخة
الشرقية
(820م)

والنسخة
البطرسية
(916م).

 كما
توجد 674 نسخة
غير كاملة
يرجع تاريخها
إلى الفترة
الواقعة بين
القرنين
الخامس
والعاشر
،
وجميعها
محفوظة في
المتاحف ودور
الكتب
الأوربية.


2 – وجود
جداول
لمحتويات
الكتاب
المقدس، يرجع
تاريخها إلى
القرن الثالث
وما بعده:

هناك
13 جدولاً
للكتاب
المقدس يرجع
تاريخها إلى القرن
الثالث
والقرون
الأربعة

التالية له،
يحتوي كل منها
على أسماء
أسفار هذا
الكتاب وملخص
كل سفر منه،
وأشهرها: جدول
مورتوري
المحفوظ
بميلان،
وجدول
أوريجانوس
المحفوظ
بباريس،
وجدول
يوذينوس،
وجدول
أثناسيوس،
وجدول
يوسابيوس،
وجدول
لاودكية،
وجدول سلاميس،
وجدول
غريغوريوس.
وهذه الجداول
محفوظة الآن
في لندن. وقد
قام يوشيان
وغيره من
العلماء
بمضاهاة نسخ
الكتاب
المقدس
القديمة وما
جاء في هذه
الجداول، على
الكتاب
المقدس
الموجود بين
أيدينا الآن،
فلم يجدوا
اختلافاً ما،
الأمر الذي
يدل على أنه
لم يحدث به
تحريف أو تغيير.


 3 – وجود
كتب دينية بها
اقتباسات
كثيرة من الكتاب
المقدس، يرجع
تاريخها إلى
القرن الأول
وما بعده:

أ –
فمن القرن
الأول توجد:

(1)
برنابا:
عمل مع الرسول
بولس (أعمال 13: 2،
3، 46، 47 و1كورنثوس
9: 6)، ويُسمّى
رسولاً أيضاً
(أعمال 14: 14)
وألّف رسالة
كانت لها
منزلة كبرى
عند القدماء
ولا تزال
موجودة،
استشهد فيها
بإنجيل متى
ونقل عنه
بقوله «مكتوب».
وكان اليهود
يستعملون هذه
الكلمة عند
الاستشهاد
بالكتب المقدسة.
واستشهد
بكثير من
أقوال العهد
الجديد، وذكر
عجائب المسيح،
واختياره 12
تلميذاً،
وجَلْده
ولطمه
والاستهزاء
به والاقتراع
على لباسه،
وقيامته في
أول الأسبوع،
وصعوده إلى
السماء، وغير
ذلك.

(2)
رسالة
لأكليمندس
(أسقف روما
سنة 80م) الذي
كان رفيقاً
لبولس الرسول
(فيلبي 4: 3) تحتوي
على 59 فصلاً،
كلها مواعظ
مؤسسة على
فصول من
الإنجيل. وقد
أشار إليها
إيريناوس سنة
170م وديونسيوس
أسقف كورنثوس
سنة 190م. وهذه
الرسالة
محفوظة الآن
بمتحف لندن.

(3)
هرماس:
كان معاصراً
لبولس الرسول،
وذكر اسمه في
رومية 16: 4. كتب
ثلاثة مجلدات
في أواخر
القرن الأول
استشهد فيها
بكثير من كتب
العهد الجديد.
وكانت له
منزلة كبرى
عند القدماء.

(4)
أغناطيوس: كان
أسقف أنطاكية
في سنة 70م
واستُشهد في
سنة 107م، وكتب
عدَّة رسائل
لا تزال
موجودة، هي
محفوظة الآن
بمتحف باريس.

استشهد
فيها
بالأناجيل
ورسائل الرسل.

(5)
بوليكاربوس:
كان تلميذ
الرسول يوحنا،
رسمه أسقفاً
على إزمير،
واجتمع بكثير
من الذين رأوا
المسيح، ومات
شهيداً في سنة
166م وبقيت من
مؤلفاته رسالة
استشهد فيها
بنحو أربعين
آية من العهد
الجديد، ذكر
فيها اتِّضاع
المسيح وتعليمه
وآلامه وموته
على الصليب،
وقيامته
وصعوده. وأشار
فيها إلى ما
كابده بولس
وغيره من
الرسل من
الأتعاب في
الكرازة
والتبشير،
وتكلم عن
تعاليم
المسيح، ونقل
عن الرسول
يوحنا وغيره.


ب – ومن
القرن الثاني
توجد:

(1)
بابياس:
تفسير
الإنجيل
تأليف بابياس
أسقف
هيرابوليس في
ستة مجلدات.واستشهد
في مؤلفاته
بالأناجيل
الأربعة وبرسالة
بطرس الأولى
ورسالة يوحنا
الأولى وأعمال
الرسل
والرؤيا.

(2)رسالة
لبوليكاربوس
(أسقف أزمير،
الذي كان
تلميذاً
ليوحنا
الرسول) وهذه
الرسالة
تتحدث عن صلب
المسيح
وقيامته
وصعوده.

(2)
جستن الشهيد: وُلد
في إحدى مدن
السامرة في
فلسطين سنة 89م
وآمن بالمسيحية
سنة 133م واشتهر
في سنة 140م إلى
أن استُشهد سنة
168. وكتب عدَّة
كتب دفاعاً عن
المسيحية،
منها رسالة
للإمبراطور
تيطس
أنطونيوس
بيوس، ورسالة
للإمبراطور
ماركوس
أنطونيوس
ولأعضاء مجلس
الشيوخ في
روما
ولسكانها. وله
محاورة مع
تريفو
اليهودي
باقية إلى
الآن تُظهر تبحّره
في فلسفة
فيثوغورس
وأفلاطون،
وأنه رأى أن
الأسلم
التمسّك
بالمسيحية.
وتكلم عن
الأناجيل
الأربعة،
وقال إن
المسيحيين
كانوا
يتعبدون
بتلاوتها في
معابدهم،
وتكلم عن
رسائل بولس
وبطرس ويوحنا
وسفر الرؤيا.
ولشهادته
منزلة رفيعة
لأنها شهادة
فيلسوف
علاّمة.

(3)
المسيحيون في
فرنسا: في سنة 170
في عهد ماركوس
أنطونيوس
قاسى المسيحيون
في فرنسا
اضطهادات
أليمة، ولا
سيما في ليون
وويانة،
فأرسلوا إلى
إخوانهم في
آسيا رسائل
تشرح ما يقاسونه،
أشاروا فيها
إلى إنجيلي
لوقا ويوحنا
وأعمال الرسل ورسائل
بولس إلى
رومية وأفسس
وفيلبي
وتيموثاوس
الأولى وبطرس
الأولى
ويوحنا
والرؤيا.
وحافظ
أوسابيوس على
معظمها.

(4)
مليتو، أسقف
ساردس: الذي
ألَّف 13
كتاباً وصلنا
بعضها، ومن
مؤلفاته
تفسير الرؤيا.

(5)
إيريناوس: أسقف
ليون سنة 170م،
وشهادته
جليلة لأنه
كان تلميذ الرسول
يوحنا،
واجتمع بكثير
ممن رأوا
الرسل.
ومؤلفاته
كثيرة بقي
منها خمسة كتب،
دحض فيها
ضلالات
المضلّين،
وهي تدل على
سعة اطّلاعه
على كتب
الوثنيين،
وتمكُّنه من
معرفة كتب
العهدين
القديم والجديد.
واستشهد
بجميع كتب
العهد الجديد،
ماعدا رسالة
فليمون
ورسالة يوحنا
الثالثة
ورسالة يهوذا.

(6)
أثيناغوروس: نبغ
في سنة 180م وكان
من فلاسفة
أثينا، وهو من
مشاهير
الكتَّاب.
وألَّف رسالة
دفاعاً عن
المسيحيين
قدَّمها للإمبراطور
ماركوس
أنطونيوس،
ورسالة أخرى
عن قيامة
الموتى
استشهد فيها
بالكتب
المقدسة.كتاب
لأثيناغورس
سجل فيه أن
الكنائس
تواظب على
دراسة إنجيل
المسيح
المكتوب بواسطة
متى ومرقس
ولوقا ويوحنا.

(7)
ثاوفيلس: أسقف
أنطاكية (181م)
الذي ألَّف
ثلاثة كتب
اقتبس فيها من
العهدين
القديم
والجديد.

 (8)
كتاب
ليوستينوس
الفيلسوف
يدافع فيه عن
المسيحية،
ويجادل
بشأنها
كثيرين من
بينهم شخص
يهودي يدعى
تريفو. ولهذا
الفيلسوف
أيضاً رسائل
موجّهة إلى
الأمبراطور
تيطس
أنطونيوس
والإمبراطور
ماركوس
أنطونيوس.
وأيضاً إلى
أعضاء مجلس
السناتو في
روما، يوضح
فيها أسباب
اعتناقه
للمسيحية.

(9)
كتاب
لهيجسبوس يصف
فيه رحلته إلى
الكنائس الشرقية
والغربية. سجل
فيه أنه وجد
الكنائس
المذكورة
تسير وفقاً
للتعاليم
الواردة في
إنجيل يسوع
المسيح.كتاب
لإيريناوس
أسقف ليون ذكر
فيه ما سمعه
عن رسل المسيح
الإثني عشر،
من الأشخاص
الذين
عاصروهم.

 (10)
كتاب
للفيلسوف
أرستيدس
يتضمن خلاصة
التعاليم
المسيحية،
وقد أهداه
مؤلفه إلى
الإمبراطور
أدريانوس.

 (11)
كتاب اتفاق
البشائر
الأربع بقلم
تيتيانوس.

(12)
تفسير
الإنجيل بقلم
باتنينوس
وآخر بقلم أكلمندس.

 (13)
مؤلفات
ترتوليان
الفيلسوف عن
العقائد المسيحية.


ج – ومن
القرن الثالث
توجد

 (1)
كتب
أوريجانوس في
التفسير
والبحوث
الدينية،
وعددها كما
يقول
المؤرخون
أكثر من 500 كتاب.

 (2)
تاريخ
الكنيسة
وتعاليمها
الأساسية
ليوسابيوس
المؤرخ
المشهور.

 (3)
كتب
غريغوريوس
أسقف قيصرية،
وديونسيوس
أسقف
الإسكندرية،
وكبريانوس
أسقف قرطجنة
وكلها تحتوي
على دراسة
للعقائد
المسيحية،
وتفسير لبعض
الآيات
الكتابية،
وكثير من
الحوادث
التاريخية التي
جرت في
القرنين
الأول
والثاني.

 

ومن
رجال القرن
الرابع:

 أوسابيوس
المؤرخ أسقف
قيصرية، الذي
مات سنة 340،
وهيلاريوس
سنة 366،
وغيرهما.

وقد
وصلنا من
مؤلفات أولئك
الأئمة
الأفاضل نحو
خمسين
مؤلَّفاً من
مؤلَّفاتهم
التي تبلغ نحو
مائة، منها
تفاسير على
الكتب المقدسة،
ومنها في
مواضيع شتى
مؤيدة بآيات
كثيرة من معظم
الكتب
المقدسة. وكان
أولئك الشهود
في أزمنة
متنوعة وفي
ممالك شتى،
فنبغ
أكليمندس في
روما،
وأغناطيوس في
أنطاكية،
وبوليكاربوس
في سميرنا
(إزمير)،
وجستن الشهيد
في سوريا،
وإيريناوس في
فرنسا،
وأثيناغورس
في أثينا، وثيوفيلوس
في أنطاكية،
وأكليمندس
وأوريجانوس
في
الإسكندرية،
وترتليان في
قرطاجنة،
وأغسطينوس في
هبّو (وكلاهما
في شمال
أفريقيا)
وأوسابيوس في
قيصرية. وهذا
يدل على
انتشار
المسيحية
وكتبها المقدسة.
ولا يمكن أن
يكون هؤلاء
جميعاً قد
تواطأوا على
تحريف كتبهم،
ولكنهم شهدوا
للحق.

وقد
قارن علماء
المسيحيين
نحو 686 نسخة من
كتب العهد
الجديد خلاف
التراجم
والاقتباسات
والاستشهادات،
فوُجدت
متوافقة. وهذا
يدل على تنزّه
الكتب
المقدسة عن
التحريف
والتبديل،
وسلامتها من
شائبة
الزيادة
والنقصان.
وأجمع الجميع
أن كتب العهد
الجديد كانت
متواترة
بينهم.


وقد أحصى
العلامة ميل
والسير دافيد
وغيرهما من
العلماء،
الآيات التي
اقتبسها
أصحاب الكتب
المذكورة،
فوجدوا أنها
تبلغ حوالي
ثلاثة أرباع
الآيات الواردة
في الكتاب
المقدس الذي
بين أيدينا،
وتحوي كل آيات
العهد الجديد
ما عدا إحدى
عشرة آية. كما
وجدوا أنه ليس
هناك اقتباس
في هذه الكتب
إلا وهو موجود
في هذا الكتاب.
وقال غيرهم من
العلماء إنه
لو ضاعت نسخ
الكتاب
المقدس
الحالي من
الوجود،
لأمكن جمع
معظمه من
الكتب
الدينية
السابق ذكرها،
الأمر الذي
يدل على أن
نسخة الكتاب
المقدس الحالية
هي هي كما
كانت منذ
القرون
الأولى، دون
تغيير أو
تبديل.

 

تاريخ
كتابة إنجيل
متى

بالنسبة
لزمن تدوين
القديس متى
لإنجيله باللغة
العبرية،
فالكنيسة
تحدِّد ميعاد
هذا العمل في
فترة بعد
الصعود
مباشرة وهذا
يجيء بعد
إنجيل مرقس.

فأوريجانوس
يقول ذلك عن
طريق
يوسابيوس (
H.E. VI, 25)
وإبيفانيوس
في كتابه ضد الهراطقة
(
Haer. L 1,4). ويقول
يوسابيوس إن
القديس متى
كتب إنجيله قبل
أن يرحل عن
البلاد، أي
الجليل (
H. E. III, 24).

 

أمَّا
إيرينيئوس
فيقول: إن ذلك
تمَّ بينما
كان بطرس
وبولس في روما
يخدمان (
Haer. III 1,2).

ولكن
المعروف
منطقياً أن
متى جمع
إنجيله في زمن
مبكِّر جداً
عن زمن إذاعته
في الكنيسة
باعتباره إنجيلاً
قانونياً. ثم
أيضاً إن ظهور
النسخة
المترجمة كان
بعد فترة
طويلة من
تجميع النسخة
العبرية
الأُولى. وهذا
حتماً يكون
قبل خراب
أُورشليم
بالنسبة للنسخة
المترجمة،
علماً بأن في
سنة 66 بدأت
بوادر الحرب
والحصار والتهديد
بمهاجمة
الجليل
وامتلاكها.

 

ويحدِّد
العلماء أن ما
قبل حدوث رجسة
الخراب التي
قال عنها
دانيال النبي
– حسب قول
المسيح – هو
أقصى ميعاد
لوجود ق. متى
في اليهودية،
لأنه بعدها
مباشرة
استولى
الرومان على
الجليل. لذلك
يؤكِّد
العالِم
هيلجنفيلد أن
أقصى ميعاد
محتمل لكتابة
القديس متى
لإنجيله هو
بين سنة 50-60م.

 

ولكن
يعطي أيضاً
العالِم
مايرشهادة من
يوسابيوس
القيصري في
كتاب
التواريخ
Chronicon
أن تاريخ
كتابة ق. متى
لإنجيله هو
سنة 41م.

 

والمؤرِّخ
Cosmas Indicopleustes يحدِّده
بزمان رجم
استفانوس.

كذلك
يعطي
ثيئوفلاكت
ومعه يوثيموس
زيجابينوس
ميعاد كتابة
إنجيل ق. متى
في السنة
الثامنة
لصعود
المخلِّص،
حيث تكون
بالتقريب سنة
41م أيضاً،
وهذا فيما
يختص بالأصل
العبري.

 

ولكنه
بحسب كتاب
التواريخ
Chronicon
الإسكندري
وبحسب
نيسيفورس كان
15 سنة بعد الصعود
وهذا يعني سنة
48م.

 

ويعطينا
العالِم زاهن
ميعاداً
محدَّداً
لظهور ترجمة
إنجيل ق. متى
من العبرية
إلى
اليونانية
هكذا: [إن ظهور
الترجمة
اليونانية
لإنجيل ق. متى
حدث قبل نهاية
القرن الأول
المسيحي، ذلك
في إقليم آسيا
الصغرى،
ويؤكِّد
الشهود أن ذلك
كان قبل سنة 90م.]

 

وقد
أفاد العالِم
بنتينوس أنه
قام برحلة إلى
جنوب الهند،
ووجد هناك سنة
180م نسخة من
إنجيل ق. متى
بالعبرية،
وقد أذاع هذا
التقليد في
كنيسة
الإسكندرية دون
معرفتهم بقول
بابياس.

 

وقيمة
الأصل العبري
لإنجيل ق. متى
ذات وزن عال
في تحديد زمن
مبكِّر
لكتابته، لأن
الأقوال التي
جمعها ق. متى
تكون بعينها
أقوال المسيح
وباللغة التي
علَّم بها.
هذا يعني أن
الأصل العبري
لإنجيل ق. متى
يحمل بأصالة
كبيرة النص
الذي قاله
المسيح
وعلَّم به،
الذي تُرجم
إلى
اليونانية
بعد ذلك بقلم
القديس متى
نفسه كما دل
العلماء
ترجمة دقيقة
ملتزمة.

 

ولكن
تشاء نعمة
الله أن يظهر
الحق الدامغ
فيما يتعلق
بخصوص تاريخ
إنجيل ق. متى،
أن يظهر في
جريدة
الأهرام
بتاريخ 24/3/1996م
خبر مؤدَّاه
كالآتي
حرفياً:

[اكتشف
مؤرِّخ
ألماني
متخصِّص في
البرديات المصرية
بجامعة
أكسفورد
البريطانية
ورقة بردي
مصرية تعود
إلى القرن
الأول
للميلاد،
وتعتبر أقدم
وثيقة مسيحية
في العالم.
وأوضح
المؤرِّخ
كارستن بيتر
تييد أن
البردية جرى
العثور عليها
عام 1901 في إحدى
كنائس الأقصر،
لكنها لم تحظَ
بالانتباه
إلى أهميتها،
وظلَّت في
الكلية
المجدلية
بأكسفورد إلى
أن بدأ
العالِم
الألماني قبل
عامين التعرف
عليها
ودراستها.
واكتشف تييد
أن البردية
تعود إلى عام
60م مما يجعلها
أقدم وثيقة
مسيحية يتم اكتشافها
حتى الآن،
وتضم بعض
أجزاء آيات من
إنجيل ق. متى،
وتستشهد
بأشخاص عاشوا
في الفترة
التي عاش خلالها
المسيح –
ونشرت جريدة
الديلي ميل
البريطانية
أمس مقتطفات
من كتاب سيصدر
غداً عن الموضوع
الذي يؤرخ
للأناجيل الأخرى
وسبق كتابتها
في فترة
متأخرة
نسبياً عن الزمن
الذي عاشه
المسيح. إلاَّ
أن هذه
الوثيقة تثبت
أن إنجيل ق.
متى يستمد
معلوماته من
أشخاص وصفهم
أنهم كانوا
شهود عيان
للسيد المسيح.
كانوا من بين
تلاميذه.
وتمكَّن
المؤرِّخ
الألماني من
علاج بقايا البردية
التي وجدها ممزَّقة
إلى ثلاثة
أجزاء صغيرة
ومكتوبة
باليونانية
القديمة.]
انتهى.

 

أمَّا
تعليقنا على
هذه الوثيقة
النادرة فهو كالآتي:
إن كانت قد
كُتبت سنة 60م
وهي بخط ق. متى
نفسه، فهي على
أقل الفروض
يلزم أن يكون
قد مرَّ عليها
ما لا يقل عن
خمس وعشرين
سنة حتى تصل
إلى الأقصر، إذن
فزمن كتابتها
يتراوح بين
سنة 35 وسنة 40م.
وإن كان ق. متى
قد اقتبس
الكثير من
إنجيل ق. مرقس،
يكون إنجيل ق.
مرقس قد كُتب
قبل ذلك، مما
يؤكِّد ما
وصلنا إليه في
البحث عن
تاريخ كتابة
إنجيل ق. مرقس
وهو سنة 40م،
والحقيقة أنه
قبل ذلك.

 

وبهذا
لم يعد لنا
ثقة في شطحات
العلماء
المدَّعين
المعرفة
الذين قالوا بأن
تاريخ كتابة
إنجيلي ق.
مرقس وق. متى
هو فيما بعد
السبعينيات،
وكان
اعتمادهم على
خرافة أن
الأيام
الأخيرة فيها
تشير إلى
أنهما حضرا
الحرب
السبعينية وكتبا
من واقع
حدوثها. وهنا
نرجع على
هؤلاء
العلماء
ونؤكِّد من
جهتنا أن
الأخبار التي
دوَّنها كل من
ق. مرقس وق. متى
عن الأيام
الأخيرة هي
نبوَّات
صحيحة أمينة
وليست
تلفيقات حسب
ظنونهم
الهزيلة. لأن
العلماء
أخذوا هذه
الأخبار على
أنها مدسوسة
من كل من
القديس متى
والقديس مرقس
بعد أن شاهدا
خراب الهيكل
وأُورشليم.
وهكذا بنوا
فروضهم على أساس
أن الأناجيل
غير صادقة
فجاءت
تحقيقاتهم هي
الكاذبة.
ويقرِّر
قاموس هاستنج
أنه باستقراء
ما جاء في
نبوات الأيام
الأخيرة
يتحقَّق
لدينا أن تاريخ
كتابة إنجيل ق.
متى لا يزيد
عن سنة 50م،
علماً بأنه قد
قُرئ
مبكِّراً
جداً في
الكنيسة.

 

بردية
الإنجيل
للقديس متى (
P64)

من
احدث وأروع
هذه
الاكتشافات
الحديثة هو الأكتشلف
الخاص
بالإنجيل
للقديس متى
حيث زعم البعض
أن كاتبه ليس
هو القديس متى
ولا أحد الرسل
الآخرين!! فقد
وجدت بردية (
P64) تتكون من
ثلاث قصاصات
من الإنجيل
للقديس متى في
كنيسة
بالأقصر سنة
1901م واستقرت
بعد ذلك في كلية
مجدالين
Magdalene Collage بأكسفورد،
وكانت تؤرخ
على أنها قد
كتبت فيما بين
سنة 150 -200 م. ثم
أعاد عالم
البرديات
الألماني
البارز كارستن
ثيد
Carsten
Thiede
اكتشاف
هذه المخطوطة
ثانية بعد أن
رآها للمرة
الأولى في
فبراير 1994م ثم
زار أكسفورد
بسببها أربع
مرات حتى
يتمكن من
دراستها
بالتفصيل
وبعد دراسات عديدة
معقدة اكتشف
أنها ترجع بكل
تأكيد لسنة 65م
وأن كاتب
الإنجيل لا بد
أن يكون أحد
رسل المسيح
وأن كاتب
المخطوطة
نفسها لابد أن
يكون أحد
الذين شاهدوا
المسيح شهادة
عيان. وأثار
هذه الخبر ضجة
في العالم
وحطم كل النظريات
المضادة
للكتاب
المقدس
والعقيدة
المسيحية.
ونشر الخبر في
الصحف
ووكالات
الأنباء
العالمية سنة
1994م، ثم نشرت
الخبر جريدة
الديلى ميل
البريطانية في
23 مارس 1996م تحت
عنوان ” هل هذه
شهادة شاهد
عيان تبرهن
على أن يسوع
عاش على الأرض
” في صفحتين كاملتين
معلنة نهاية
مزاعم
وادعاءات
النقاد الذين
زعموا أن
الأناجيل قد
كتبت بعد فترة
طويلة من صعود
المسيح وأكدت
على أنناسخ
هذه البردية
لا بد وان
يكون أحد الذين
شاهدوا الرب
يسوع المسيح
واستمعوا إليه.
كما يؤكد كاتب
المقال على أن
اللغة
المستخدمة في
البردية
واضحة
ومباشرة وغير
مزينة وتدل
دلالة قاطعة
على أن كاتبها
عاش الإثارة
والشد في
اللحظات
الحاسمة من
حياة يسوع،
كما تبين أن
التلاميذ
كانوا، وقت
العشاء
الرباني
وإعلان السيد
أن واحد منهم
سيخونه،
يتكلمون،
جميعاً، في
الحال
متذمرين
وخائفين: ” لست
أنا يا رب
حقاً ” وتسيطر
اللغة على
توتر ورعب تلك
اللحظة
المضطربة.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى