مقدمة

مقدمة الأربعة أناجيل



مقدمة الأربعة أناجيل]]>

مقدمةالأربعة أناجيل

 

1.    لماذا الكلمة المكتوبة؟

كانآدم يسمع الله ويتكلم معه، وبعد السقوط صارت كلمة الله بالنسبة للإنسان مرهبةومخيفة “سمعت صوتك في الجنة فخشيت” (تك10:3) فكان الله يتكلم والإنسانلا يقدر أن يسمع وإن سمع لا يقدر أن يتجاوب معه. تحول قلب الإنسان من قلب مملوءحناناً إلى قلب حجر بلا إحساس، وأمام هذا التحول تقدم الله إلى الإنسان ليهبهكلمته منقوشة بإصبعه على لوحي الحجر، وكأنها على قلبه الحجري. لقد أراد أن يخترقالقلب الحجري ليسجل بإصبعه أي روحه القدوس كلماته لعل الإنسان يقدر أن يتذوقهاويتجاوب معها. وكأن الكلمات الإلهية المكتوبة إنما جاءت كعلاج لضعفنا البشري.

2.    كلمة إنجيل

مشتقةمن الكلمة اليونانية “إيفانجيليون” وتعني من الناحية اللغوية المكافأةالتي تقدم لرسول من أجل رسالته السارة ثم صارت تطلق على الأخبار السارة عينها. أمافي العهد الجديد فقد إحتلت الكلمة مركزاً أساسياً بكونها تعبر عن الرسالة المسيحيةفي مجملها (مر1:1+ 1كو1:15) لتعبر عن أخبار الخلاص المفرحة وهي أخبار العفو عنالعقوبة، وغفران الخطايا والتبرير والتقديس والتبني وميراث السموات والدخول فيعلاقة مع ابن الله الذي جاء ليعلن ذلك للكل. فقد صار الله على الأرض وصار الإنسانفي السماء وإختلط الكل معاً. إختلطت الملائكة مع صفوف البشر، وصار البشر في صحبةالملائكة وتحققت المصالحة بين الله وطبيعتنا وصار إبليس في خزي. وقد نسمع القولإنجيل الله (مر14:1+ 1تس2:2،8،9) فهذا يعني البشارة التي تعلن طبيعة الله المحبةكمحب للبشر. وقد نسمع عن إنجيل يسوع المسيح (مر1:1+ 2كو4:4) فهو يحمل ذات الحب.

3.    أهمية الأناجيل

عاشت الكنيسة أكثر من 20عاماً بعد حلول الروحالقدس بلا إنجيل مكتوب. ولكنها عاشت الإنجيل ومارسته كحياة فائقة في المسيح يسوع.فلماذا لم تبق الكنيسة عبر العصور تعيش إنجيلها المسلم شفاهاً؟ وهل من ضرورةللإنجيل المكتوب؟

أ‌-       التقليدالشفوي كان له أهميته الخاصة في الكنيسة. وجاء الإنجيل المكتوب لا ليحتل مكانالتقليد. إنما ليكمله ويؤكده. فالإنجيل يحفظ التقليد بلا إنحراف والتقليد يفرزالأناجيل القانونية ويحفظها بلا تحريف ويكشف عن مفاهيمها.

ب‌-      كانالمؤمنين في حاجة إلى وثائق رسولية تتحدث عن حياة السيد المسيح وتعاليمه ومعجزاتهوموته وقيامته، وتعلن تحقيق ما ورد في العهد القديم. فالأناجيل قدمت حياة المسيحعلى الأرض، بل قدمت شخص المسيح لنقبله فينا ونحيا به ومعه نشاركه آلامه وأمجادهلذلك فرحت الكنيسة الأولى بالأناجيل إذ وجدت فيها ما تسلمته شفاهة.

4.    الأناجيل الأربعة ووجوه الكاروبيم

ربط القديس ايريناوس في القرن الثاني أنه كما أنهناك أربعة جهات للمسكونة وأربعة رياح وأربعة وجوه للكاروبيم هكذا يوجد 4 أناجيلتشير لإنتشار الأربعة أناجيل في العالم كله والأربعة الحيوانات وما ترمز إليهكالتالي:

1.     وجه إنسان يشير للتجسد، المسيح الله الذي صارإنساناً .. .. .. إنجيل متى.

2.     وجع ثور يشير للصليب، وأن المسيح قدّم نفسهذبيحة .. .. ..  إنجيل لوقا.

3.     وجه أسد يشير للقيامة، ولسلطان المسيح الملوكي.. .. .. .. .. إنجيل مرقس.

4.     وجه نسر يشير للصعود، وللاهوت المسيح .. .. …. .. .. .. إنجيل يوحنا.

فالأناجيلالأربعة تعرض لحياة المسيح كلها التي يشير إليها كل وجه من وجوه الكاروبيم.والأناجيل الأربعة متفقة ولكنها كأوتار القيثارة كل وتر له نغم يختلف عن الوترالآخر ولكنها معاً تعزف سيمفونية جميلة. فالكتاب المقدس هو آلة الله الواحدةالكاملة والمنسجمة معاً، تعطى خلال الأصوات المتباينة صوت الخلاص الواحد للراغبينفي التعلم. نستطيع أن نقول أن الوحي الإلهي قدم لنا إنجيلاً واحداً هو إنجيل ربنايسوع المسيح بواسطة الإنجيليين الأربعة. كل يكشف عن جانب من جوانب هذا الإنجيلالواحد. وكأنه بقطعة من الماس كل منهم ينظر لها من أحد أوجهها فيتضح جمالها ويظهرهذا من الآتي:

فمتىيكتب لليهود فيقدم لنا المسيح الملك الذي فيه تحققت النبوات وكمل الناموس.

ومرقسيكتب للرومان فيبرز شخص المسيح من الجانب العملي كصانع معجزات وغالب للشيطان لايقدم الكثير من كلمات المسيح وعظاته، إنما يقدم أعماله فهو يحدث رجال حرب عنفاء.

ولوقايكتب لليونانيين أصحاب الفلسفات والحكمة البشرية فيقدم المسيح كصديق للبشرية الذيجاء ليخلص لا بالفلسفات الجديدة إنما بالحب الباذل بذبيحة الصليب.

ويوحنايكتب للعالم كله ليعلن السيد المسيح الكلمة الإلهي المتجسد الذي حل بيننا ليرفعناإلى سمواته.

متى

مرقس

لوقا

يوحنا

كتب لليهود

المسيا الملك

جاء يتمم الناموس

اهتم بالنبوات

رمزه وجه إنسان

للرومان

المسيح غالب الشيطان

يعمل العجائب

إهتم بالعمل

الأسد

لليونان

صديق البشرية

يخلص البشرية

اهتم بالتاريخ

الثور

للعالم المسيحي

الكلمة المتجسد

الله يحل في وسطنا

اهتم باللاهوت

النسر

5.    الإنجيل بحسب متى البشير

مكتوب للمسيحيين من أصل يهودي، قدّم شخصيةالمسيح في جوهر تعليمي دفاعي، يقدم المسيا المرفوض من قادة اليهود، بكونه مكملالناموس ومحقق نبوات العهد القديم فيه يتحقق ملكوت الله السماوي على الأرض، مصححاًالفكر اليهودي عن المسيا كملك أرضي. هكذا يظهر هذا السفر كأنه يعكس تقليد الكنائساليهود مسيحية في فلسطين قبل سقوط أورشليم، ولأنه ركز على التجسد الإلهي فيرمز لهبوجه إنسان.

6.    الإنجيل بحسب مرقس البشير

يعتبر كثير من الدارسين الأساس الذي أخذ منه متىولوقا.

قدمللعالم الروماني المعتز بالذراع البشري كأصحاب سلطان يؤمنون بالقوة والعنف علامةالحياة والنضوج، لهذا أبرز شخص السيد المسيح صانع العجائب وغالب الشيطان، الذي غلببصليبه وحبه لا بالحرب والعنف وإن كان الرومان قد إنشغلوا بمملكتهم في العالمالمعروف في ذلك الحين، فقد سحبهم الإنجيل إلى مملكة من نوع جديد تحتاج إلى قوةالروح والعمل الإلهي لا إلى الذراع البشري المتعجرف والمجرد. ولقد رمز له بوجه أسدإعلاناً عن الغلبة والنصرة، أو علامة للملك الجديد السماوي.

7.    الإنجيل بحسب لوقا البشير

سُجِّل لليونان أصحاب الفلسفات والأدب اليوناني،لذا جاء هذا السفر في أسلوب أدبي رائع، يقدم لنا حياة السيد المسيح في تاريخبطريقة لاهوتية تعلن عنه كمخلص البشرية كلها المتعلم والأمي، الفيلسوف والبسيط،الغني والفقير، الخاطئ والوثني، إنه لا يخلص بالحكمة البشرية والفلسفات بل بذبيحةالحب، لهذا رمز إليه بوجه ثور علامة الذبيحة واهية المصالحة مع الآب.

8.    الإنجيل بحسب يوحنا البشير

له طابعه اللاهوتي الخاص به. ويرمز له لذلك بوجه نسر.

 

إتفاق البشيرين

يقالعن أناجيل متى ومرقس ولوقا أنها أناجيل متوازية أو ذات النظرة المشتركة SRNOPTIC نظراً لكثرة التشابه الموجود بينها ولوحدة النهج الذي إتبعته.

ويمكنوضع الحوادث في هذه الأناجيل في أعمدة متوازية.

لوقسمنا مادة الأناجيل الثلاثة إلى 89 فقرة نلاحظ الآتي

42      فقرةمشتركة في الأناجيل الثلاثة

12      فقرةمشتركة بين إنجيلي القديسين متى ومرقس.

5        فقراتمشتركة بين إنجيلي القديسين مرقس ولوقا.

14      فقرةمشتركة بين إنجيلي القديسين متى ولوقا.

5        فقراتينفرد بها إنجيل القديس متى.

2        فقرةينفرد بها إنجيل القديس مرقس.

9        فقراتينفرد بها إنجيل القديس لوقا.

بل واضح اتفاقهم في تسلسل الحوادث والقصص وتفسيرهذا:

1.  أنأعمال وأقوال المسيح تم تعليمها ونقلها شفهياً قبل أن يبدأ الإنجيليين في كتابةأناجيلهم. وكان هذا الإنجيل الشفهي مشهوراً ومنتشراً ومستخدماً في الكرازة(أع37:10) فبطرس يفترض في عظته هنا معرفة الجميع بالإنجيل الشفهي. وأخذ كل واحد منالإنجيليين من هذا الإنجيل الشفهي ما يتفق مع هدفه.

2.  متفقالآن بين معظم العلماء أن مرقس هو أول من كتب إنجيله ثم إطلع لوقا ومتى على ما كتبمرقس واقتبسوا منه. ولكن هناك رأي آخر بأنه كان هناك إنجيلاً مكتوباً أخذ الجميععنه بتصرف ولكن بوحي من الروح القدس الذي جعل هناك إتفاقاً في بعض الوجوهوإختلافاً في وجوه أخرى لتتبلور صورة معينة هي هدف كتابة الإنجيل.

 

ترتيب أحداثأسبوع الآلام

يومالسبت

إقامةلعازر                          (يو1:11-46)

ذهابيسوع إلى مدينة إفرايم       (يو47:11-54)

مريمتدهن يسوع بالطيب في بيت عنيا (مت6:26-13+ مر3:14-9+ يو55:11-11:12)

ملحوظة: تحتفلالكنيسة الأرثوذكسية بإقامة لعازر في يوم السبت وتسميه سبت لعازر، بينما أنالمعتقد أن المسيح أقام لعازر قبل يوم السبت بعدة أيام. وهذا يتضح من(يو47:11-54). ولكن الكنيسة تفضل الاحتفال به قبل أسبوع الآلام ويوم أحد الشعانينمباشرة. فإقامة لعازر كانت السبب المباشر لاستقبال الجماهير الحافل للمسيح يومالأحد (يو17:12،18). وكانت السبب المباشر لهياج رؤساء الكهنة وإصرارهم على الإسراعبقتل المسيح بل وقتل لعازر أيضاً حتى لا يذهب الناس وراءه ويؤمنون به.

يوم الأحدأحد الشعانين

دخولالمسيح أورشليم في موكب عظيم

(مت1:21-11+مر1:11-11+ لو29:19-44+ يو12:12-19)

طلباليونانيين أن يروا يسوع       (يو20:12-36)

يوم الاثنين

شجرةالتين غير المثمرة   (مت18:21،19، [20-22]+ مر12:11-14، [20-26)

تطهيريسوع للهيكل للمرة الثانية

(مت12:21-17+مر15:11-19،11+ لو45:19-48+ لو37:21،38)

كانتالمرة الأولى في بداية خدمة المسيح (يو14:2-17)

يوم الثلاثاء

 

متى

مرقس

لوقا

يوحنا

شجرة التين اليابسة

سؤال الرؤساء عن سلطان يسوع

ثلاثة أمثال إنذار

ثلاثة أسئلة يسألها رؤساء اليهود

سؤال المسيح الذي لا يرد عليه

نطق يسوع بالويلات للكتبة والفريسيين

فلسا الأرملة الفقيرة

رفض اليهود للمسيح

خطابه عن خراب أورشليم وإنقضاء الدهر

20:21-22

23:21-27

28:21-14:22

15:22-40

41:22-46

23

24،25

1:26،2

20:11-26

27:11-33

1:12-12

13:12-34

35:12-37

38:12-40

41:12-44

13

1:20-8

9:20-19

20:20-40

41:20-44

45:20-47

1:21-4

5:21-38

37:12-50

يوم الأربعاء

 

3:26-5

14:26-16

1:14،2

10:14،11

1:22-6

·       بحسب تقليد كنيستنا فهو يوم المشورة الرديئةلرؤساء اليهود مع يهوذا وهو يوم إعتزال يرجح أن السيد مكث فيه في بيت عنيا.

يوم الخميسخميس العهد

 

متى

مرقس

لوقا

يوحنا

العشاء الأخير

خطب المسيح الوداعية

صلاته الشفاعية

يسوع في جثسيماني

17:26-30

31:26-35

30:26

36:26-46

12:14-26

27:14-31

26:14

32:14-42

7:22-30

31:22-38

39:22-46

1:13-30

31:13-33:16

17

1:18

يوم الجمعةالجمعة العظيمة

 

متى

مرقس

لوقا

يوحنا

تسليم يسوع والقبض عليه*

محاكمته أمام رؤساء اليهود*

 

محاكمته أمام بيلاطس

صلب يسوع

دفنه

47:26-56

57:26-10:27

2:27،11-31

32:27-56

57:27-61

43:14-52

53:14-72

1:15

1:15-20

21:15-41

42:15-47

47:22-53

54:22-71

1:23-25

26:23-49

50:23-56

1:18-11،(12)

12:18-27

28:18-16:19

16:19-37

38:19-42

·   هذه الأحداث لا يمكن تحديد ميعادها تماماً، هلهو قبل منتصف الليل أو بعده. وبعض الكتب تنسبها ليوم الخميس وبعض الكتب تنسبهاليوم الجمعة. وبحسب كتاب ترتيب قراءات أسبوع الآلام للكنيسة القبطية الأرثوذكسية تقعمعظم هذه الأحداث يوم الخميس أي قبل منتصف ليلة الجمعة.

يوم السبت

الحراسعلى القبر (مت62:27-66)

يومالأحد يوم القيامة المجيدة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى