علم التاريخ

بطريركية القسطنطينية



بطريركية القسطنطينية

بطريركية
القسطنطينية

 

ملاحظة:
بعض المعلومات في هذه الصفحة اعتماداً على إحصائيات تعود لعام 1965 من كتاب
“الكنيسة الأرثوذكسية في الماضي والحاضر”. والبعض الاخر تمت ترجمته من
أورثوذكسويكي

 

بطريركية
القسطنطينة:

عدد
المؤمنين التابعين لبطريركية القسطنطينية 4 – 5 مليون حالياً. وكانت تعدّ في القرن
العاشر 624 أبرشية، ولم تعد تشمل اليوم إلاّ البلاد التالية:

 

تركيا

جزيرة
كريت وبعض جزر بحر إيجه

 

جميع
اليونانيين في “الشتات”، وبعض أبرشيات الروس، والأوكرانيين والبولونيين
والألبانيين في المهجر.

 

جبل
آثوس

فنلندا

 

ويبلغ
عدد المؤمنين التابعين لهذه البطريركية الثلاثة ملايين، أكثر من نصفهم يونانيون
يقطنون أميركا الشمالية.

 

في
نهاية الحرب العالمية الأولى، كان يقطن تركيا نحو 1.500.000 من الشعب اليوناني إلا
أن معظمهم قتل أو نفي في نهاية الحرب الكارثة بين اليونان وتركيا السنة ال 1922.
واليوم (في ما عدا جزيرة أمبروس) تعتبر اسطنبول (أي مدينة القسطنطينية) المدينة
التركية الوحيدة التي يحق لليونانيين الإقامة فيها. وباستثناء البطريرك لا يحق
لأعضاء الإكليروس الأرثوذكس التجوّل في المدينة بألبستهم الإكليريكية. وتضاءل عدد
أفراد الطائفة اليونانية كثيراً منذ فترت الاضطرابات المعادية لليونان وللمسيحية
في الوقت نفسه التي وقعت في 6 أيلول 1955. فخلال ليلة واحدة تمّ سلب وانتهاك ستين
كنيسة من الكنائس الأرثوذكسية الثمانين الموجودة في القسطنطينية. وقدّرت قيمة
الخسائر التي لحقت بممتلكات المسيحيين بخمسين مليون جنيه استرليني. مذ ذاك آثر عدد
كبير من اليونانيين بالطبع العيش في مكان آخر، إلى جانب أولئك الذين طردتهم
السلطات التركية. وبدلاً عن كثافة السكان اليونانيين في السابق، لم يبقَ في أحياء
القسطنطينية سوى أقلية مرتاعة، تنتمي في كليتها تقريباً لأشد الطبقات فقراً. وفي
السنوات الأخيرة هُدد البطريرك نفسه بالطرد عدة مرات. وهذا الخطر لا يزال محدثاً.
وقد أنهى البطريرك أثيناغورس مدة ولايته (1948- 1972) وخلفه البطريرك ديمتريوس
الذي كان يعمل بكثير من الصبر والكرامة في هذه الأوضاع المأسوية.

 

البطريرك
الحالي:

 برثلماوس
الاول اسمه ديمتريوس أرخوندونس (
Demetrios
Archontonis
) وُلد في 29 شباط سنة
1940 في جزيرة إمبروس وهي جزيرة في بحر إيجه قريبة من مضيق الدردنيل في تركيا. درس
اللاهوت في معهد خالكي سنة 1961، وبعد أن تمم خدمة العلم في تركيا تابع الدراسة في
روما وحصل على الدكتوراه في “الحق الكنسي” ثم درس أيضا في المعهد
المسكوني في بوسي قرب جنيف – سويسرا وفي جامعة ميونيخ في المانيا.

وعند
عودته إلى القسطنطينية في سنة 1968 عيّنه المجمع المقدس عميداً مساعداً لمعهد
خالكي اللاهوتي وفي سنة 1969 شُرطن كاهنا، وفي سنة 1972 تم انتخاب البطريرك
ديمتريوس الاول فاستلم برثلماوس ديوان البطريركية المسكونية ورافق البطريرك
ديمتريوس الأول في كل زياراته وأعماله. في سنة 1973 انتخب أسقفا لفيلاديلفيا، و في
سنة 1974 أصبح عضواً في المجمع المقدس. وفي سنة 1990 انتُخب مطرانا على خلقيدون و
هكذا صار عميداً للمجمع المقدس. وفي تشرين الثاني بعد عام اعتلى سدة البطريركية
المسكونية. ولقبه “رئيس أساقفة القسطنطينية والبطريرك المسكوني” للدلالة
على انه الأول بين البطاركة الأرثوذكسيين المتساوين.

 

معهد
خالكي:

وكانت
تملك البطريركية في جزيرة خالكي بجوار القسطنطينية مدرسة لاهوتية شهيرة. وفي وظل
البطريرك أثيناغوراس أصبح للمدرسة طابع دولي، إذ كانت تضمّ إلى اليونانيين طلاباً
من جميع بلدان الشرق الأدنى ومن البلدان البعيدة مثل فنلندا وأثيوبيا. ولكن على
أثر الضغوط المستمرة التي مارستها الحكومة التركية، تضاءل عدد الطلاب بشكل ملموس
وانتهى الأمر إلى أن أقفلت المدرسة فعلاً السنة 1971.

 

جبل
آثوس
Όρος
Άθως
:
*

وجبل
أثوس، على غرار خالكي، ليس ذا طابع يوناني بحت، بل دولي. فمن بين الأديرة العشرين
الرئيسية هناك سبعة عشر ديراً يونانياً، أما الثلاثة الباقية فروسي وصربي وبلغاري.
في الحقبة البيزنطية كان أحد هذه الأديرة جورجياً كما وُجدت أيضاً أديرة لاتينية.
إلى جانب هذه الأديرة الرئيسية، هناك عدّة أديرة مهمة وعدد لا يحصى من المناسك
الصغيرة. يوجد أيضاً حتى الآن عدد من النساك، ويعيش معظمهم في الطرف الجنوبي من
شبه الجزيرة على ضفاف هوّات مخيفة، داخل أكواخ أو مغاور، لا يمكن بلوغها أحياناً،
إلاً بواسطة سلالم قديمة مهتزة.نعثر إذاً فوق الجبل المقدس على أشكال الحياة
الرهبانية الثلاثة التي سبق أن وُجدت في مصر خلال القرن الرابع وهي الحياة
الجماعية والحياة شبه الجماعية والنسّاك. وهذا برهان واضح على استمرارية
الأرثوذكسية.

وواجه
جيل آثوس مشاكل عديدة، أهمها تضاؤل عدد الرهبان بشكل مثير. يكفي أن نقارن بين سنة
1903 والأرقام سنة 1965:

 

 

1903

1965

يونانيون

3276

1290

روس

3496

62

بلغار

307

17

صربيون

16

28

جورجيون

51

صفر

المجموع

7432

1491

 

هذا
الانحدار سيزداد على الأرجح لأن غالبية الرهبان الموجودين حالياً متقدون في السن.
وصحيح أنه في بعض الفترات، كما في بداية القرن التاسع عشر على سبيل المثال، كان
عدد الرهبان أدنى مما هو عليه اليوم، إلاّ أن الهبوط المفاجئ الذي شهدناه في
السنوات الخمسين الأخير مثير للقلق.

ويُنظر
في الحياة الرهبانية نظرة لا مبالاة أو احتقار في جزء كبير من العالم الأرثوذكسي
المعاصر ولا سيما في بعض الأوساط اليونانية، الأمر الذي يفسّر جزئياً غياب الدعوة
الرهبانية التي يعاني منها جبل آثوس. سبب آخر يكمن في الوضع السياسي. ففي السنة ال
1903، كان أكثر من نصف الرهبان من السلافيين أو الرومانيين، إلا أن عدد هؤلاء قد
تضاءل جداً لتعذر مجيء رهبان جدد. فإن دير بندلايمون الروسي الذي كان يعد 1978
عضواً السنة 1904، بقي فيه أقل من 60 السنة ال1956. والأبنية الضخمة التابعة لدير
زوغرافو البلغاري أضحت عملياً فارغة. أحد الزوار الذين عرّجوا منذ فترة قصيرة على
منسك يوحنا المعمدان الروماني وجد بعض الرهبان القلائل الباقين على قيد الحياة
يلتحفون الخرق البالية وأكياس القنّب، والبناء في طريقه إلى الخراب بسبب الحاجة
للمال.

في
العام 1966، وبعد مفاوضات طويلة، سمحت الحكومة اليونانية لخمسة رهبان روس من
الاتحاد السوفياتي أن يأتوا إلى دير القديس بندلايمون، كما قبلت أن يدخل دير
زوغرافو أربعة رهبان من بلغاريا. ولكن هذا لا يكفي إذ الوضع يحتاج إلى قبول أعداد
أكبر من الرهبان.

ومن
بين الجماعات غير اليونانية يُعتبر الدير الصربي في وضع أفضل، إذ سمح منذ بعض
الوقت لعدد كبير من الشباب من يوغسلافيا الالتحاق به.

في
الحقبة البيزنطية كان الجبل المقدس مركزاً للانتاج اللاهوتي، لكنه خسر هذا الدور
الآن على أنه توجد بوادر للنهضة. ولقد أُعيد فتح المدرسة الآثانية اللاهوتية السنة
ال1953 على أمل استقطاب نوع جديد من المبدئين لإعدادهم. والأب ثيوكليتوس من دير
ديونيزيو يقصد بانتظام إلى أثينا وسالونيك ويتكلم في اجتماعات عامة. وقد وضع
كتاباً مهماً بعنوان “بين السماء والأرض” عن الحياة الرهبانية، كما كتب
دراسة عن القديس نيقوديموس الآثاني. والأب جبرائيل الذي رأس دير ديونيزيو لسنوات
عديدة معروف بدوره وهو شديد الاعتبار في كل بلاد اليونان.

على
أنه من الخطأ أن نحكم على جبل آثوس أو أي مركز رهباني آخر انطلاقاً من عدد أفراده
أو نوعية إنتاجهم الأدبي. فالعبرة ليست في الحجم أو مدى التفقة بل في نوعية الحياة
الروحية. وإذا ما صادفنا في جبل آثوس اليوم اليوم بعض الدلائل المقلقة على
التدهور، فإننا نعثر أيضاً فوق هذا الجبل المقدس على رجال صلاة، وعلى نسّاك
وقديسين حسب التقليد الأرثوذكسي في أشد أشكاله طهارة. احد هؤلاء الرهبان، الأب
سلوأن (1866- 1938) الذي عاش في دير القديس بندلايمون الروسي. كان من أصل فلاح
بسيط متواضع وبدت حياته في ظاهرها هادئة لا تعرف المشاكل، إلاّ أنه خلف وراءه
تأملات عميقة مؤثرة وقد نقلت إلى لغات عديدة (1). راهب آخر هو الأب يوسف الذي توفي
السنة ال 1959 وهو يوناني عاش حياة نسكية في “المسك الجديد” في جنوب جبل
آثوس، وجمع حوله عدداً من الرهبان الذين كانوا يمارسون تحت إشرافه تلاوة صلاة يسوع
باستمرار. وطالما أن جبل آثوس يضمّ رجالاً من أمثال يوسف وسلوان فإنه لن يتوانى قط
عن رسالته. *

وعدد
الرهبان حالياًَ هو 2250 راهب.

 

كنيسة
فنلندا:

الكنيسة
الأرثوذكسية الفنلدية تعود بأصلها إلى عدد من الرهبان قدموا في القرون الوسطى من
دير فالامو الروسي على بحيرة لادوغا وقاموا بتبشير القبائل الفنلندية في كاريليا.
وظل الأرثوذكسيون الفنلنديون تابعين للكنيسة الروسية حتى الثورة، وغدت كنيسة
فنلندا ككنيسة شبه مستقلة في سنة 1923 بقرار مجمعي للبطريركية المسكونية
(القسطنطينية) وبهذا القرار توحدت جميع المؤسسات الأرثوذكسية الفنلندية تحت أسم
رئاسة الأسقفية الأرثوذكسية في فنلندا، وفي الأول من شباط 1972، وبقرار مجمعي
للبطريركية المسكونية تم ترفيع أسقفي الكنيسة الفنلندية من مرتبة أسقف إلى مرتبة
متروبوليت، يرأس كنيسة فنلندا في وقتنا الحاضر رئيس الأساقفة ليون، تشتمل الكنيسة
حالياً على ميتروبوليتين وأسقف واحد و66 رعية وديرين. ويوجد في كيوبيو مدرسية
إكليريكية أرثوذكسية. عدد المؤمني قليل لا يتجاوز المئة ألف

 

كنيسة
أستونيا:

أنشأت
الكنيسة الأستونية الأرثوذكسية شبه المستقلة في سنة 1923 بقرار مجمعي للبطريركية
المسكونية (القسطنطينية) وبعد الحرب العالمية الثانية تم ضم أستونيا للإتحاد
السوفيتي وبذلك ضمت الكنيسة الأستونية دون رغبتها ورغبة البطريركية المسكونية
لبطريركية موسكو، وفي سنة 1996 أعيد تفعيل نظام الكنيسة السابق للكنيسة الإستونية،
وبعدها انتخب مجمع القسطنطينية المتروبوليت استفانوس لمتروبولية مدينة تالين وسائر
إستونيا، تشتمل الكنيسة حالياً على 20 كاهن و4 شمامسة و60 رعية. عدد الرعايا لا
يتجاوز 200 الف.

 

من
أهم مشاريع القديس فوتيوس بطريرك القسطنطينية كان التبشير:

في
أواسط القرن التاسع و في عهد الأمبراطور ميخائيل الثالث أرسل الأخوين من تسالونيك
القديس كيريلوس (827-869) و ميثوذيوس (815-884) للتبشير في بلاد السلاف (مورافيا)،
يطلق عليهما في يومنا هذا التشيك و سلوفاكيا و جزء من بولندا، (ميسيا) التي يطلق
عليها في يومنا هذا صربيا و أجزاء من يوغسلافيا السابقة و بلغاريا.وهكذا انتشرت
المسيحية في أرويا الشرقية والبلقان.لم يكن مشروع القديسان معادلي الرسل كيريلوس و
ميثوذيوس مشروع تبشيري فقط بل ثقافي أيضاً،لم توجد لغة مكتوبة للغة السلافية
القديمة، حيث وضعا الأحرف الأبجدية التي حملت أسم القديس كيريلوس (كيريليك)، التي
كانت هي الأساس التي بنيت عليها جميع اللغات السلافية الحديثة،و هذان القديسان
ترجما أول كتب كنسية بهذه اللغة (الأنجيل والرسائل والمزامير). وكانت الكتب هذه
أول أثر تذكاري لحضارة الشعوب السلافية أوروبا الشرقية. هذا المشروع أكمله
تلاميذهم القديس كليمنت، والقديس ناؤوم وغيرهم .

جميع
هذه المناطق كانت تابعة روحياً للبطريركية المسكونية في القسطنطينية، وبعد إتمامها
للشروط الروحية حسب قوانين الكنيسة، أصبحت كنائس مستقلة وبعضها ارتقت إلى درجة
بطريركية.

وللعودة
أكثر لهذا الموضوع راجع الموضوع التالي: فوتيوس بطريركاً مسكونياً

 

—————–

*
يصف هذا النص وضع جبل آثوس كما كان في السنوات 1960- 1966. ولقد تحسن الحال منذ
ذلك الوقت بشكل ملحوظ. على الرغم من أن الاديرة غير اليونانية لم تستطع أن تستقبل
العديد من الرهبان الجدد، فقد شهدت الاديرة اليونانية ازدياداً مثيراً في عدد
ونوعية رهبانها. وتجدر الملاحظة أن العديد من هؤلاء الرهبان موهوب وعلى مستوى من
الثقافة عال وتلاحظ هذه النهضة بصورة خاصة في اديرة سيمونوس بيترا وفيلوثي
وغريغوريو وستافر ونيكيتا. ويرأس كل هذه الأديرة آباء روحيون من الدرجة الأولى

(1)
انظر كتاب الأرشمندريت سوفروني,
The
Undistorted Image: Staretz Silouane. London, 1958
. أنصح بإلحاح بقراءة هذا الكتاب الممتاز لأولئك الذين يريدون
تكوين فكرة عن الروح الرهبانية الأرثوذكسية وعن الحياة فوق جبل آثوس. انظر أيضاً
كتاب “الراهب سلوان والحرب اللامنظورة “، لديفو بارسوتي، منشورات النور.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى