اللاهوت الطقسي

V أنواع الحيوانات التى كانت تُؤخذ منها الذبائح:



V أنواع الحيوانات التى كانت تُؤخذ منها الذبائح:

V أنواع الحيوانات التى كانت تُؤخذ منها الذبائح:

(1) الحيوانات: كان يقدم من ثلاثة
أنواع وهى: البقر والغنم والماعز وكان يشترط فيها ما يأتى:

(أ) أن تكون طاهرة:

أى من الحيوانات المسموح بأكلها، إشارة إلى أكل المسيح
“من يأكلنى يحيا بي” (يوحنا 6: 57).
فهى لم تكن ذبيحة إنسانية مثلاً
كما كان يفعل الوثنيون، ولا كانت ذبيحة غير مأكولة كما كان يفعل بعض الأمم.

كما أن كونها طاهر، فهذا يتفق مع الله القدوس
الذى تُقدم إليه الذبيحة..

وهذا أيضاً إشارة إلى المسيح الذى يُذبح عنا وهو
طاهر وبلا خطية..

“لأنه يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا، قدوس
بلا شر ولا دنس، قد انفصل عن الخطاة وصار أعلى من السموات”
(عبرانيين
7: 26).

إن الخاطىء حينما يموت، إنما يموت عن نفسه وعن
خطيته، لكن البار حينما يموت، فإنما يموت عن خطية غيره. وهذا هو مبدأ الفداء: طاهر
يموت عن نجس.

وثمة نقطة أخرى هنا، كان لا يمكن تقديم ذبيحة
من الحيوانات غير الطاهرة –
أى الحيوانات الضارية والجارحة – لأنها تقتات على
موت غيرها. وهذا لا يتفق مع المسيح المرموز إليه الذى يبذل نفسه عن الآخرين.
فالذبائح يدعوها طعامه .. يتكلم السيد الرب عن الكهنة فيقول “مقدَّسين
يكونون لإلههم، ولا يدنسّون اسم إلههم، لأنهم يقربون وقائد الرب طعام إلههم”
(لاويين 21: 6)..
ومن بين الحيوانات الطاهرة كانت تُختار الحيوانات الأليفة
المنزلية.. وحتى إن كان حيوان طاهر لكن من النوع الذى يُصطاد، فلا يقدم ذبيحة،
لأنه يفر ويهرب، ويُؤتى به قسراً. أما الحيوان الأليف المنزلى فإنه يخضع ويطيع
ويستسلم، وهو بهذا يكون مثالاً للمسيح الذى قيل عنه “كشاه تساق إلى
الذبح”
(إشعياء 53: 7).

(ب) أن يكون بلا عيب أيضاً..وإلا تُرفض
ويُرفض مقدمها، لذلك كان الكاهن يهتم غاية الاهتمام بفحصها على ضوء النهار، كان
يفحص أعضاءها عضواً عضواً، وحتى بعد أن يذبحها يظل يعمل فيها بسكينه على المذبح،
فاحصاً أحشاءها ولحمها، وعظامها، حتى يطمئن تماماً أنها بلا عيب وحينئذ يُشعل
النار.

ولقد ذكر الله العيوب المانعة بقوله: “الأعمى
والمكسور والمجروح والبثير
(من به دمامل) والأجرب والأكلف (نقط سوداء
فى الوجه أو فى الجسم) .. والزوائدى (ما زادت فيه الأصابع) والقزم..
ومرضوض
(مكسور) الخصية ومسحوقها ومنزوعها ومقطوعها” (لاويين 22: 22
24).

وذلك مناسب أدبياً إذ كيف تحمل عيب مُقدمها وهى
نفسها بها عيب؟ أو كيف يتبرر صاحبها بتقديمها عن نفسه، إن لم تكن هى بريئة وبلا
عيب البتة؟ حتى إذا وقف الخاطىء أمام الله معترفاً بخطاياه ويده على رأس ذبيحته
يحس ويقتنع أن الله ينظر إليه فى
عدم عيب” ذبيحته التى
يقدمها عن نفسه، وفى نفس الوقت يكون
عدم
عيب” الذبيحة إمكانية ضمنية لتحمُّلها عيب المعترف وخطاياه، فتصير الذبيحة
مستحقة الموت عوضاً عنه، أما هو فيخرج مبرراً من أمام الله معتوقاً من حكم الموت!

والتشديد على كون حيوان الذبيحة بلا عيب، إشارة
إلى كمال المرموز إليه وهو السيد المسيح “حمل الله الذى بلا عيب” (يوحنا
1: 36، بطرس الأولى 1: 19).

وقد وبخ الله شعبه قديماً بلسان ملاخى النبي
قائلاً: “وإن قربتم الأعمى ذبيحة أفليس ذلك شراً. وإن قربتم الأعرج
والسقيم أفليس ذلك شراً.. ملعون الماكر الذى يوجد فى قطيعه ذكر وينذر ويذبح للسيد
عائباً” (ملاخى 1: 8 و14).

وفوق ذلك لا يكون الحيوان المقدم ذبيحة مما له
من العمر دون ثمانية أيام أو آتى عليه أكثر من حول([1])
للضأن والماعز وثلاثة أحوال للبقر والعجول وقد اصطلح الكتاب على ذلك بقوله: “ثور
ابن بقر” (لاويين 4: 3)
أى أنه لم يزل تحت أمه. وقد اختار الله الذبائح
من هذه الأنواع الثلاثة لُيثبت لبنى إسرائيل إنها ليست آلهة كما كان يعتقد فيها
المصريون وغيرهم من الأمم الوثنية (انظر خروج 8: 25، لاويين 17: 7).

(2) الطيور: لم يكن يصلح من الطيور
قرباناً سوى فراخ الحمام واليمام، أما العصافير فكانت خاصة بتطهير الأبرص، وبما أن
فراخ الحمام أفضل من كباره، وكبار اليمام أفضل من فراخه، لهذا أمرت الشريعة بتقديم
فراخ الحمام وكبار اليمام لوجوب تقديم الأفضل لله.

أما الذبيحة الغير دموية فكانت من السميذ
(الدقيق الأبيض الفاخر) والنبيذ.. وتُدعى الأولى قرباناً والثانية سكيباً. وقد
كانت سائر الذبائح والقرابين تُعالج ببعض التوابل كالزيت والملح واللبان، وأخصها
الملح لأنه يُؤخر غير الدموية من الإختمار ويحفظ الدموية من الفساد، كما إنه يرمز
إلى حفظ العهد ودوامه بين الإنسان وخالقه (لاويين 2: 13، عدد 18: 19، أخبار
الأيام الثانى 13: 5).

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى