تذكرنــي
التسجيل التعليمـــات التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
يمكنك البحث فى الموقع للوصول السريع لما تريد



حوار من الاعماق

منتدى مفتوح للحوار مع الزوار والاعضاء فى كل شيء دون تسجيل بالموقع حتى لا يكون به اى احراج لاى شخص ودون التعرف على شخصيته اتكلم من القلب وخرج كل ما بداخلك † من غير ما تقول انت مين هاكون معاك امين †


مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع أرسل هذا الموضوع إلى صديق أرسل هذا الموضوع إلى صديق


موضوع مغلق

 
أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 1 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع

بياناتي
 رقم المشاركة : ( 11 )
غير مسجل
Guest
رقم العضوية :
تاريخ التسجيل :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : n/a
عدد النقاط :

افتراضي رد: طالب مساعدة ربي

كُتب : [ 01-21-2009 - 08:42 AM ]


هل من العدل صلب السيد المسيح لكي يفدينا ؟
إن هذ الأمر جعل قلبي ينفطر حزنا عليه
وفي أثناء بحثي وجدت الآتي :-( ملحوظة سأضع أرقام تفيد بالأسفل عن المصادر التي جئت بها)

ان عقيدتنا في موت المسيح على الصليب كفارة عن خطايانا ، أشعر أنه مخالفاً للعدل والرحمة ، بل ولنصوص الكتاب المقدس أيضاً، وذلك طبقاً للآتي :

لما يعذب الله المسيح من جهة ناسوته، ويقتله على الصليب من أجل ذنب لم يقترفه ولم تكن له أي علاقة به؟!

ما أسباب تعذيب وصلب انسان غير مذنب؟ ان تعذيب شخص برييء لم يقترف آثاماً من أجل خطايا الآخرين إنما هو أمر وجب علي التوقف عنده ... لذلك فإن بولس في رسالته الى رومية ( 8 : 31 - 32 ) قد اعتبر صلب المسيح المزعوم عملاً ليس فيه شفـقة من الله : " اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ ". ( ترجمة فاندايك )

ماذا يجب علي فهمه من عبارة : "لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ"؟!

المسيح هو ابن الله الحبيب كما في متى 3 : 17 من قوله : " هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ " فهل الحبيب يرضى بصلب حبيبه؟!

توقفت قليلاً وسألت نفسي : هل ناسوت المسيح كان مستحقاً للتعذيب والصلب حتى الموت أم لا؟

الكتاب المقدس يقول : " كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ ". التثنية 24 : 16 ، والمسيح كان انسان من حيث ناسوته فهل من العدل والرحمة تعذيب هذا الناسوت البريء؟

قد يقول قائل : إن المسيح رضي بذلك من غير مراعاة لكون المقتول هو الشخص المذنب أم لا ... يقول آرثر ويجال في كتابه " الوثنية في ديانتنا المسيحية " عن هذا النوع من التفكير : " وهذه بالطبع وجهة نظر يتـقزز منها العقل العصري ، والتي قد تكون شرطا لعقيدة بشعة ليست منفصلة عن ميول التلذذ بالقسوة للطبيعة البشرية البدائية . وفي الواقع إن هذه العقيدة دخيلة من مصدر وثني في الإيمان ".

إن الأمر ليس صحيح تاريخياً أن نقول أن المسيح قد جاء ليموت طوعاً واختياراً عن قصد من أجل خطايا الناس.

ألم يقضي المسيح جزءاً كبيراً من الليل وهو يصلى بأشد لجاجة طالبا من الله إنقاذه من طالبي صلبه (متى 26 : 36 ) .

ألم يدعو الله قائلاً : " إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ ". ( متى 26 : 39 ) .

ألم يكن حزيناً ومكتئباً ليلة القبض عليه ( متى 26 : 38 ) .

ألم يكن عرقه يتصبب مثل قطرات دم نازلة ، حتى ان ملاكاً ظهر له من السماء ليقويه. ( لوقا 22 : 43 ، 44 ) .

ألم يقدم المسيح : " ِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طِلْبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاه ". عبرانيين 5 : 7 ( ترجمة فاندايك )

فأي عدل وأي رحمة في تعذيب هذا الناسوت البرييء؟

والآن لنفترض ان المسيح قدم نفسه طوعاً واختياراً للموت .... إذ أن أجرة الخطية هي الموت ، والمسيح مات نائباً عن البشرية الخاطئة، كما تقول الكنيسة [1] فعندها أقول لنفسي :

ان مبدأ النيابة في الموت مبدأ خاطئ تشهد العدالة ببطلانه، لأنه لا يمكن لقاضي عادل حكم على خاطئ بالموت، أن يسمح لإنسان آخر بريء بتقديم حياته نيابة عن ذلك المحكوم عليه، ولو طوعاً واختياراً ، إذ كيف يمكن للعدل أن يأخذ مجراه بهذه الطريقة؟

ان التصور الذي يقوم على إزالة حكم الموت عن المجرم الحقيقي بموت شخص بريء لا علاقة له بالجريمة ...أمر يدعو للعجب والاستغراب .. ولا يمكن لقاضي ذي عقل أن يسمح بهذا الأمر، فلماذا ينسب هذا التصور إلى الإله الحكيم؟

لقد رسمت عقيدة صلب المسيح عن الله صـورة رهيبـة... صـوّرته إلهـًا ساديـًا يرتضي عـذاب هذا الناسوت البريء وموتـه لا بـلّ يمعـن فى تعـذيبـه إخمـادًا لغضـبه... إذ يقول القس انطونيوس فكري في تفسيره لسفر اللاويين : " والمسيح كان ذبيحة محرقة عندما تحمل نار الغضب الإلهي على الخطية وتحمل لعنة الناموس فأرضى قلب الله الغاضب وعقد صلحاً بين الله والناس بدمه". [2]

ويقول القديس أمبروسيوس في تفسيره ليوحنا 3 : 36 : "وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللَّهِ" : لم يقل : "يحل عليه غضب اللَّه"، بل يقول : "يمكث عليه غضب اللَّه". كل الذين ولدوا هم قابلون للموت، يرافقهم غضب اللَّه. ما هو غضب اللَّه إلا الغضب الذي تقبله آدم أولاً... من هذه السلالة جاء الابن، بلا خطية، والتحف بالجسد وقبول الموت. إن كان قد شاركنا غضب اللَّه، إذ حمل خطايانا، فلماذا نتباطأ في الشركة معه بنعمة اللَّه؟ إذن من لا يؤمن بالابن، يمكث عليه غضب اللَّه. أي غضب للَّه؟ هذا الذي يقول عنه الرسـول: " وَكُنَّا بِالطَّبِيعَةِ أَبْنَاءَ الْغَضَبِ كَالْبَاقِينَ أَيْضًا " (أف 2: 3). الكل هم أبناء الغضب، لأنهم جاءوا من لعنة الموت. [3]

وقد أشار القديس يوحنا ذهبى الفم إلى أهمية رفع الغضب الإلهي لإتمام المصالحة فقال [ ولكى تعلموا أننا أخذنا الروح القدس كعطية تصالح الله معنا.. وأن الله لا يرسل نعمة الروح القدس إذا كان غاضباً منا. لكيما إذا اقتنعت بأن غياب الروح القدس هو دليل غضب الله، تتأكد أن إرساله مرة أخرى هو دليل المصالحة لأنه لو لم تكن المصالحة قد تمت لما أرسل الله الروح القدس ] (العظة الأولى عن عيد حلول الروح القدس)

لقد أثارت هذه الصـورة اشمئـزاز الكثيرين من اللاهوتيين... وهى تؤول إلى هـذا الاعتقـاد الغـريب بأن الخلاص الذى كان الله يسعـى إليـه إنمـا كان بالدرجـة الأولى خـلاص ذاتـه بتفريغـه غـضبـه على ضحيـة بريئـة...

ختاماً ... ما أكثر كلام المبشرين المسيحيين عن العدالة الإلهية وما أكثر الضجيج الذي يحدثونه حول هذه العدالة! الحقيقة ان العدالة كقيمة جديرة بكل اهتمام ولكنها لا يمكن أبدا أن تتناغم مع قصة الفداء والخلاص المسيحية...

.................................................. ...............

[1] يقول القديس اثناسيوس الرسولي في الفصل التاسع من كتابه " تجسد الكلمة " ترجمة القمص مرقص داود : " أخذ الكلمة جسدا قابلا للموت, واذ اتحد الجسد به أصبح نائبا عن الكل ". وجاء في كتاب اسبوع الآلام للبابا شنودة : " السيد المسيح أناب عن البشرية في ... الموت والعذاب وفي دفع ثمن الخطية عنا ". وبحسب قانون الإيمان النيقاوي فإن المسيح : " صلب عنا على عهد بيلاطس البنطى تألم و قبر و قام من بين الأموات ".

[2] من تفسير الأب انطونيوس فكري راعي كنسية السيدة العذراء بالفجالة.

[3] من تفسير وتأملات الآباء الأولين للقمص تادرس يعقوب . الطبعة الأولى 2003 . الناشر : كنيسة الشهيد مارجرجس باسبورتنج.


.................................................. .................................................. .............................
ياأخي أنا أحدثك من داخل اعماقي ويعلم الرب نيتي الخالصة له
فلو وجدت في كلامي بعض التجاوزات وأردت أن لا أكمل أسئلتي فأنا سأحترم رغبتك كي لا تغضب مني
وإن أجبتني فسيكون ذلك من دواعي فرحي وسروري


Sponsored Links
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 12 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: طالب مساعدة ربي

كُتب : [ 01-21-2009 - 09:20 AM ]


سلام لنفسك يا محبوب الله الحلو
أولاً لن اغضب أبداً منك يا جميل بل سؤالك هام للغاية
وانا لا اعرف كيف هو الغضب يا محبوب الله الحلو

ثانياً : سؤالك مش جديد يا أجمل أخ حلو ، وهو مطروح من جهة نظرية تصالح العدل مع الرحمة ، وهي نظرية عند أنسلم رئيس أساقفة كانتبري والذي شوه موضوع الخلاص بالمعنى الفكري الذي سقط فيه الكثيرين من المفسرين ، وقد أقتطعوا بعض فقرات من كلام القديس أثناسيوس الرسولي وشرحوه أو حوروا معناه في اتجاه خاطئ جداً ، وشوهوا شروحات القديس يوحنا ذهبي الفم لأنه شرح معنى الغضب في الكتاب المقدس ، والله ليس عنده جهاز عصبي كالإنسان يغضب وينتقم بالمعنى اللي عند البشر ، بل هي صورة تتناسب مع فهمنا القاصر ، والآباء شرحوا معناها بدقة من خلال آيات الكتاب المقدس حتى يستقيم المعنى وسأعرضها في وقت لاحق ...


الفداء تم بموت الله - الكلمة المتجسد - بجسم البشرية إذ اتحد بنا اتحاد حقيقي - بلا امتزاج أو تغيير أو اختلاط - لكي يخلصنا لا من مجرد فعل خطية إنما من سلطان الموت ذاته ، بمعنى ابسط الكلمة اتحد بجسدنا القابل للموت حتى يعطينا شركة وميراثاً في قيامته ، كقوة لغلبة الموت والفساد ، ولم يأتي ليوفي العدل من جهة كرامة الله لأن كرامة الله لا يمسها إنسان مهما كان ن ولا لكي يعمل صلح بين العدل والرحمة ، وكان الآب هو العدلل والابن الرحمة ، مع أن لا انفصال في الثالوث ويستحيل توجد صفة في اقنوم لا توجد في آخر ، وإلا اصبحوا إلاهين ( وهذا مستحيل ) الله هو إله واحد لا انفصال فيه أو ثنائية فيه ...

ولكن قبل أن نخوض في الموضوع وأساس معنى الخلاص بدون اقتطاع بعض المقاطع من الآباء كما يفعل الكثيرين حتى يثبتوا نظرياتهم الخاصة ، لأن هذا الاقتابس من القديس اثناسيوس الرسولي ويوحنا ذهبي الفم منقوص ، والله ليس سادي أراد ان ينتقم من ابنه لكي يرضي كرامته المهدوره ( حاشا هذا تجديف على صلاح الله الأزلي ) ، المهم ما هو عدل الله بحسب فكر الكنيسة السليم ؟؟؟ ...

يقول الأب صفرونيوس الاتي :
+ نحن لا نبحث في صفات الله ، ثم نُطبق بعد ذلك ما نبحث على أقانيم الثالوث . نحن لا نبدأ بمنطق وفكر الإنسان غير المستنير ، ثم نتقدَّم بعد ذلك إلى قدس الأقداس ، أي الثالوث القدوس ؛ لأننا إذ فعلنا ذلك وقعنا في أخطاء لا علاج لها إلاَّ بالعودة إلى الإيمان . وحسب التسليم الرسولي الذي شرحه آباء الكنيسة الجامعة ، والذي سبق أن شرحناه لكم في عدة فصول ، نؤكد لكم الحقائق التالية :

أولاً : أقانيم الثالوث ليست أقانيم تُضاف إلى جوهر الله ، بل هي أقانيم الجوهر الواحد . والجوهر الواحد ليس صفات مجرده تندرج تحت مضمون واحد هو الجوهر ، بل الجوهر الواحد هو الطبيعة الإلهية التي تعلو على كل تحديد بشري ، وهي الحياة الإلهية التي في أقنوم الآب ، والتي وُلِدَ منها الابن أزلياً ومنها انبثق الروح القدس . وحسب هذا الإيمان ، كل ما هو للأب ، فهو للابن وهو أيضاً للروح القدس . ولذلك كل الصفات الإلهية مثل المحبة والقداسة والقوة والعدل ، هي صفات إلهية لكل أقانيم الثالوث .

ثانياً : كل ما هو في جوهر الله هو متأقنم ، فليست صفات الله هي صفات غير أقنومية تضاف للآب والابن والروح القدس ، بل المحبة هي محبة الآب ، وهي ذات محبة الابن ، وهي ذات محبة الروح القدس . وعندما نسمع أن " الله محبة " ، فهذا يعني أنها محبة الثالوث . وعندما نسمع عن برّ الله وعدله في الأسفار ، فهو برُّ أقنوم الآب وبرُّ أقنوم الابن وبرُّ أقنوم الروح القدس ، ثالوث واحد في الجوهر ، وجوهر واحد للثالوث.

فما هو عدل الله حسب تعليم الكنيسة الجامعة عن الثالوث ؟

إنه ليس عدل الملوك والقضاة والقانون الأرضي . ولذلك فالمجازاة حسب عدل الله إنما هي مجازاة حسب المحبة ، وحسب اغتراب الإنسان أولاً عن نفسه ، وثانياً عن المحبة الإلهية ، وهي أصعب بكثير وأدق من تعليم الموحدَّين ( الذين لا يؤمنوا بالثالوث القدوس ) الذي يحدد عدل الله بما لديهم من شرائع هي في جملتها لا تختلف عن شرائع الأمم السابقة أو شريعة الرومان ( الإمبراطورية الرومانية ) ؛ لأن لكل خطية عقاب أرضي ، ولكل الخطايا عقاب واحد هو نار جهنم .

هذه هي دائرة العدل حسب تعليم الموحَّدين . أما نحن ، فإن عدل الله هو سؤال للإنسان عن صورة الله ومثاله الذي أُعطى له ، والذي جُدَّد في المسيح ، وقٌدَّس بالروح القدس . فهو سؤال عن كينونة الإنسان ، وماذا فعل الإنسان بكيانه ، وكيف عاش كصورة الله ؟ هذا يضع عدل الإنجيل في مستوى يختلف تماماً عن عدل الموحَّدين .


س: لماذا نقول إن المجازاة هي حسب المحبة ؟

أولاً : لأن محبة الله للخطاة ظاهرةٌ في بشارة الحياة ( إنجيل الحياة ) لأن الله أحب العالم بشكل يفوق كل إدراك ، وضعه الرسول في عبارة موجزة " هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد " ( يو3: 16 ) . هذه هي المحبة تعلو على كل صور وأشكال ورموز المحبة في العالم المنظور وغير المنظور . فكيف يجازي الله بعد ذلك بحسب قوانين وشرائع أرضية لا تحوي إعلاناً عن محبة الله ؟!

... حسب محبة الله المعلنة في الابن الوحيد نقول أن العدل الإلهي هو عدل الثالوث الواحد ، عدل المخلَّص الذي مات لأجلنا وأحيانا فيه وأعطانا ميراث الملكوت . هذا يجعل الدينونة حسب الشركة وليس حسب الشريعة ، ويجعل المجازاة ليس حسب تقدُّم الإنسان وفضائله وسقوطه وتوبته ، بل حسب تمسكه بالإيمان ، وحسب نموه الروحي في يسوع المسيح رب الخطاة وطبيب الساقطين .

ثانياً : إن اغتراب الإنسان عن الله يسبقه اغتراب الإنسان عن نفسه ، عن كيانه الحقيقي ، وهو ما تزرعه الخطايا فينا . وعلى سبيل المثال :
مَن يقتل ، يتعلم القدرة على تدمير الحياة ، أي حياة أخيه ، وعندما يقول الوحي " إن من يبغض أخاه فهو قاتل نفس " (1يو3: 15) ، فهو لا يذكر القتل بالسيف ، إنما قتل الأخ بسلاح البغضة غير المنظور الذي لا يملك القانون أن يُحاسب عليه ، بل يكشف عنه تعليم الإنجيل الذي يرد كل خطايا الإنسان ، ليس إلى الأفعال الظاهرة ، بل إلى القلب . وعندما يغترب الإنسان عن كيانه ، فهو اغتراب لا يُمكن فحصه حسب الشريعة ( القانون ) ، بل حسب شركة هذا الإنسان في الحياة الإلهية ، وحسب نوع الفساد الذي تسرَّب إلى كيانه .

فإذا كان عدل الآب هو عدل الابن وهو عدل الروح القدس ، فهل هو عدل محبة الآب ومحبة الابن ومحبة الروح القدس ... ؟!!

صعب علينا أن نتصوَّر عدل المحبة ، ولكن سهلٌ علينا أن نتصوَّر العدل وحده والمحبة وحدها . وتصوُّر العدل وحده والمحبة وحدها هو تصوُّرٌ ساذجٌ لا يخص الإيمان ، لأنه لا يوجد أقنوم ينفرد بصفة لا وجود لها في الأقنوم أو الأقنومين الآخرين من أقانيم الثالوث . وهكذا يجب علينا أن نسأل :
ما هو عدل المحبــــــــــــــــــــ ـــة ؟



التعديل الأخير تم بواسطة aymonded ; 01-21-2009 الساعة 12:32 PM

بياناتي
 رقم المشاركة : ( 13 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: طالب مساعدة ربي

كُتب : [ 01-21-2009 - 09:20 AM ]


أولاً : إن مكافأة الشر بشَرٍّ مثله ليست من وصايا الإنجيل ؛ لأن الذي قال : " سمعتم أنه قيل للقدماء عينٌ بعينٍ ... " ، قال عكس ما وضعه علمــــاء الشريعة من اليهود . وضمَّن الصلاة نفسها غفران الإساءة " واغفر لنا ما علينا – الصلاة الربانية " ، وهذا يكفي تماماً لأن يجعل عدل الله ليس مثل عدل الشريعة ، أو عدل قضاة الأرض .

ثانياً : لقد كان للقاتل الذي قتل بدون عَمْد وإصرار حق اللجوء إلى " مدن الملجأ " ( سفر العدد 35: 6 ) ؛ لأنه لم يقتل عن غضب أو عن كراهية ، وذلك – رغم أنه دمَّر حياة – إلاَّ أن الشريعة سمحت له بالحياة وأعطت له حق اللجوء . فإذا كانت الشريعة تعلو على قضاء الأمم ، وتترك للقاتل فرصة الحياة ، فماذا نقول عن شريعة الميل الثاني ( مت5: 41 ) ، وهو شذرة من صلاح الله وطول أناته (رو2: 4) الذي يقودنا إلى التوبة .

فما هو إذن عدل المحبة ؟
ما هو عدل من أرسل ابنه الوحيد ؟
وما هو عدل من مات على الصليب ؟
ما هو عدل الروح القدس الذي يسكن فينا ؟


هذه الأسئلة التي يجب أن نتكلم عنها حسبما ننال نعمةً من فوق ، لأن عدل من أرسل ابنه ، أي عدل الآب هو أن يردنا إليه نحن الذين كنا كورة الموت وظلاله ، فقد " أشرق علينا نور " (مت4: 16) . وعدل من مات عنا هو أن يعطي الفردوس للص اليمين وأن يغفر لصالبيه . وعدل الروح القدس هو عدل من يشفع فينا بأنات لا يُنطق بها (رو8: 26) ، وهو عدل من يعاني من سكناه فينا حسب تحذير الرسول : " لا تطفئوا الروح .." ( 1تسالونيكي 5: 19) ؛ لأن الروح ، نار المحبة ، يعاني من برودة القلب . ألا ترى من كل ذلك أن عدل المحبة هو أعلى وأعظم من كل صور العدل التي نعرفها ؟


+ لا يجب أن نحدد أو نحسب صفات الله دون وضعها وحصرها في إطار تدبير الخلاص المعلن في الأسفار ، وحسب تعليم الآباء القديسين ، بل لنتكلم باستقامة عن الله .

وهكذا إذا وضعنا عدل الله الثالوث في إطار التدبير ، استطعنا أن نرى بوضوح أنه ليس فقط عدل محبة الثالوث ، بل عدل قداســـة الله وصـــلاحه ورحمتـــه للبشر . وهو عدلٌ يخضع لما يُريده الله ، وليس عدلاً يُملى على الله أن يتصرف مثل القضاة . ولأننا ذكرنا قبلاً أن الثالوث ليس أقانيم تضاف إلى الجوهر ، بل هم معاً جوهر واحد ، وحياة واحده ، أكرر – بكل اســـــتقامة أرثوذكسيــــــة – إن الله ليس له طبيعة تسود عليه ، وتقرر له ما يجب وما لا يجب ؛ لأن هذا خاص بنا نحن البشر ، بل الطبيعة والأقنوم هما معاً حقيقة واحده . نحن نولد بطبيعة لا نملك أن نُغيرها ، بل نسمو بها في حدود ، وهذا لا يخص الله بالمرة . لذلك من الخطأ أن نتصور أنه توجد طبيعة تعــــــارض الأقنوم ، أو تُفرض عليه تصرفاً وسلوكاً معيناً .


بياناتي
 رقم المشاركة : ( 14 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: طالب مساعدة ربي

كُتب : [ 01-21-2009 - 09:21 AM ]


+ س: مَن الذي فرض على الابن الوحيد رب المجد أن يُخلي ذاته ويأخذ صورة العبد ؟ هل هو العدل ، أم الصلاح ، أم المحبة ؟

لقد فصلنا صفات الله بهذا السؤال ، وبذلك وقعنا في بئر وتعليم الموحَّدين ( الذين لا يؤمنون بالثالوث القدوس ) الناقص الذي لا ماء فيه .
لقد تطوع الابن بسبب محبته للآب أن يقبل صورة عبد ، وأن يأخذ ما هو ضد طبيعته ، أي الطبيعة الإنسانية المحدودة ، فهل صار الابن محدوداً بالجسد ؟ الجواب : لا .

إذن كيف أخلى ذاته وخضع – كأقنومٍ – لطبيعة ليست طبيعته ؟ والجواب هو في كلمات الرب يسوع ، فهو لم يفقد حرية اختياره (1)، بل فعل ذلك حراً وجاز كل مراحل التدبير حسب اختياره . مات بحريته (1) ، وقبل ذلك أسلم جسده بسلطانه وحسب محبته وبإرادته وحده حسب كلمات التقوى ( قداس مار مرقس ) .

هنا يجب أن يكف العقل عن بحث الأسئلة خارج حدود التدبيـــــــــر (2) ، بل عليه يدخل أعماق التدبيــــر لكي يرى عدل إخلاء الذات في يســـــوع المسيح ربنا . وماذا نقول عن الابن وهو يجوز حياة العبد . والعبد في اتحاده وتأقنمه بالابن ، يجوز جبل طابور ، ويأتي بالموتى من نفاية الكون إلى الحياة ، وبالابن وهو يرى جسده على الصليب ونفسه معلقه بمحبة نارية جعلــــــت الكون كله يتزلزل . هذه أمورٌ لا تخضع للبحث الفلسفي ، بل يجـــــــــب أن تُـــترك لمبادئ التدبيـــــر ، وهي حسبمـــا نعرفها :

أولاً : إن كل ما فعله الرب كان لتقدمنـــا ولخيرنـــا .
ثانياً : عندما أخلى ذاته ، ظل الرب الواحد والإله المتجســـــــد ؛ لأنه لم يكن مرة إلـــــــهاً ، وفي مناسبات أخرى إنســــــاناً ، فهذا ضد الاتحاد الذي لا يقبل الانقســـــــــــام .
ثالثاً : في موته المحيي ، ذاق الموت بالجســــــد لكي يبيده في كيانــــــه ، أي سمح للموت أن يقترب منه لكي يلاشيه .
رابعاً : أباد الجحيم بقوة لاهوته ، ولكن بواسـطـــــة نفســــــه الإنسانيــــة التي أشرقت في ظلمات الجحيم مثل البرق ، وهدمت كل قوات الظلمة .

ولم يفعل الرب ذلك بالعدل وحده أو بالمحبة وحدها ، بل بعدل إخـــــــلاء الذات الذي يعلو على كل تصوَّرات العقل .


__________

(1) + " ليس احد يأخذها مني بل أضعها أنا من ذاتي لي سلطان أن أضعها و لي سلطان أن آخذها أيضاً هذه الوصية قبلتها من أبي " (يو 10 : 18)
+ " فقال له بيلاطس أما تكلمني الست تعلم أن لي سلطانا أن أصلبك و سلطانا أن أطلقك أجاب يسوع لم يكن لك علي سلطان البتة لو لم تكن قد أعطيت من فوق " (يو 19 : 10 – 11 )

(2) قد تم شرح معنى كلمة التدبير سابقاً في
https://www.orsozox.com/forums/f109/t1856/

________________

عن كتاب التوبة وعمل الروح القدس في القلب - الجزء الثاني
رسالة الأب صفرونيوس إلى تلميذه ثيئودودروس ( تادرس )
مترجم عن المخطوطة القبطية - الناشر ابناء القديس البابا أثناسيوس الرسولي
31 - 37 ؛ ص 32 - 38


التعديل الأخير تم بواسطة aymonded ; 01-21-2009 الساعة 11:23 AM

بياناتي
 رقم المشاركة : ( 15 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: طالب مساعدة ربي

كُتب : [ 01-21-2009 - 09:43 AM ]


إذن يا محبوب الله :
الله لم ينتقم من ابنه الوحيد كما يظن الناس وشرحوها في الإطار القانوني حسب الفكر البشري ، وكلمة لم يشفق على ابنه الوحيد وبذله من أجلنا ، مستحيل أن يُفهم معناها خارج إطار المحبة الإلهية الفائقة ، لأن اله محبة ولم ولن ينتقم من ابنه الوحيد بالمفهوم السادي عند الإنسان ( هذا مستحيل بل هو تجديف ) ، لأن الابن الوحيد حسب مشيئة الآب اراد ان يردنا كخليقة جديدة فيه ، مميتاً الفساد بموته وكما هو مكتوب :
إذاً إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة الاشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديدا (2كو 5 : 17)
فالرب يسوع على الصليب اجتاز الموت بجسد بشريتنا حتى يعطي القيامة لنفس ذات الجسد ، فنصير خليقة جديدة ، خليقة القيامة ، لنا حق الدخول للأقداس إذ قد دخل بجسم بشريتنا حتى يعطينا هذا الحق :
" و ليس بدم تيوس و عجول بل بدم نفسه دخل مرة واحدة الى الاقداس فوجد فداء أبدياً " (عب 9 : 12)
" و لا ليقدم نفسه مراراً كثيرة كما يدخل رئيس الكهنة الى الأقداس كل سنة بدم اخر " (عب 9 : 25)
" فاذ لنا ايها الاخوة ثقة بالدخول الى الاقداس بدم يسوع طريقا كرسه لنا حديثا حيا بالحجاب أي جسده " (عب 10 : 19 - 20 )

بياناتي
 رقم المشاركة : ( 16 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: طالب مساعدة ربي

كُتب : [ 01-21-2009 - 10:02 AM ]


وإذا نظرنا لتسبحة الكنيسة تقول في مديح القيامة :
" من قِبَل صليبه دخل الفرح إلى العالم "
ونقول : " نسجد لك ايها المسيح مع أبيك الصالح والروح القدس لأنك أتيت وخلصتنا " ( لبش الهوس الأول ) ولا نقول لأنك عوقبت بدلاً منا ...

وكلمة عوقبت بدلاً عنا لن تجدها في تسبحة الكنيسة كلها ، ولن تجدها في الكتاب المقدس ، ممكن تجد مات لأجلنا :
" الذي احبني ومات لأجلي " ولم يقل اتعاقب بدالي كما تقال في بعض الترانيم أو الفكر غير الأرثوذكسي السليم ...

وتقول الكنيسة في إبصالية الثلاث فتيه :
" رتلوا للذي صُلب عنا وقام وابطل الموت وأهانه "
والصك الذي كان علينا كما قال القديس يوحنا ذهبي الفم :
( صك العبودية ، اي عدم الطاعة ، الذي كان الشيطان يملكه ، لأن الله قال لآدم عن هذا الصك : " في يوم تأكل فيه من هذه الشجرة موتاً تموت " ( تك2: 17 ) . كأن الشيطان هو الذي يملك هذا الصك . ولم يعيد المسيح إلينا هذا الصك بل مزقه)

بمعنى انه استنفذ قوة الموت التي هي نتيجة الخطية ( الانفصال عن الله ) وغلبه بقوة الحياة التي فيه ، لذلك تجد أن القديس بولس الرسول يقول بمنتهى الدقة في رومية 8 بعد أن شرح الناموس ومشكلة الإنسان على مر 7 اصحاحات موضوحاً مشكلة البشرية وفي النهاية يوضح عمل الرب يسوع قائلاً :
" اذا لا شيء من الدينونة الان على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح . لان ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد اعتقني من ناموس الخطية و الموت ، لانه ما كان الناموس عاجزا عنه في ما كان ضعيفا بالجسد فالله اذ ارسل ابنه في شبه جسد الخطية و لاجل الخطية دان الخطية في الجسد ، لكي يتم حكم الناموس فينانحن السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح [ لانه جعل الذي لم يعرف خطية خطية لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه (2كو 5 : 21) ]... و اما انتم فلستم في الجسد بل في الروح ان كان روح الله ساكنا فيكم و لكن ان كان احد ليس له روح المسيح فذلك ليس له و إن كان المسيح فيكم فالجسد ميت بسبب الخطية و اما الروح فحياة بسبب البر ... لانه ان عشتم حسب الجسد فستموتون و لكن إن كنتم بالروح تميتون اعمال الجسد فستحيون ... لأن كل الذين ينقادون بروح الله فاولئك هم ابناء الله ، إذ لم تاخذوا روح العبودية ايضا للخوف بل اخذتم روح التبني الذي به نصرخ يا ابا الاب" ( راجع رسالة القديس بولس الرسول لأهل رومية الأصحاح الثامن )

وهذا هو هدف التجسد كله والصلب والقيامة :
إذ لم تاخذوا روح العبودية ايضا للخوف بل اخذتم روح التبني الذي به نصرخ يا ابا الاب ...


((( ولك يا صديقي ان تعرف معنى الخطية : هي الانفصال عن الله والعزله عنه ، فالرب يسوع اجتاز الفرقة التي لنا بقوله إلهي إلهي لماذا تركتني ، والذي دوخت كل الشراح والمفسرين لأنهم عزلوها عن سرّ الخلاص وعمل المحبة الذي فاقت كل الحدود :

[ ماذا يقصده، إذن، بقوله: «إلهي إلهي لماذا تركتني»؟!
نقول إنه لَمَّا داس أبونا الأول آدم الوصيةَ المُعطاة له وتغاضى عن النواميس الإلهية، قد ”تُركَت“ الطبيعة البشرية بنوعٍ ما من قِبَل الله ، بل وصارت بسبب ذلك ملعونةً ومستوجبةَ الموت.
فلما سكن الكلمة ابن الله الوحيد الجسدَ المصاب ليُجدِّده، وأمسك بنسل إبراهيم، وصار مُشابهاً لإخوته (عب 2: 17،16)، كان يجب أن يضع حدّاً لهذا ”التـرك“ الذي أصاب الطبيعة البشرية، كما وضع حدّاً للَّعنة القديمة وللفساد المندس فينا.

لذلك بصفته واحداً من المتروكين، إذ قد اشترك معنا وماثلنا في اللحم والدم، قال: «لماذا تركتني»؟ فهذا قول شخص يُبطل بالفعل الترك الذي أصابنا، ويستميل لنفسه الآب ، داعياً رضاه علينا ، وكأنه يدعوه على نفسه هو أولاً.

فقد صار المسيح لنا بدايةً ومصدراً لجميع الخيرات، وكلما قيل إنه ينال بصفته البشرية شيئاً من الآب ، فذلك لكي يُوصِّله لطبيعتنا نحن. أما هو في ذاته فكامل ولا يُعوزه شيء قط، إذ هو الله] )))


للقديس كيرلس الكبير
عن الإيمان القويم للملكات
منقول من مجلة مرقس
رسالة الفكر المسيحي للشباب والخدام
يصدرها دير القديس أنبا مقار ببرية شهيت
برمهات / برمودة 1724ش - أبريل 2008م - العدد 493 - السنة 52




التعديل الأخير تم بواسطة aymonded ; 01-21-2009 الساعة 11:36 AM

بياناتي
 رقم المشاركة : ( 17 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: طالب مساعدة ربي

كُتب : [ 01-21-2009 - 10:09 AM ]


وفي النهاية ( آسف جداً للتطويل في الشرح ) أختم بكلمات من ثيئوطوكية الكنيسة :
(( لأنك بإرادتك وحدك ومسرة أبيك الصالح ( ليس بعقوبة أو انتقام أو غضب ) والروح القدس ( الذي له نفس المسرة بسبب وحدة الجوهر الغير منفصل ) أتيت وخلصتنا))

إذن الخلاص بمسرة الاب وليس باغضب أو الانتقام من الابن الوحيد ...
والموضوع طويل حقيقي ولي فيه كلام كثير غير تلال ضخمة من الكتابات الآبائية ، وسأكتفي بذلك الآن ...

أقبل مني كل تقدير يا محبوب الله الحلو
وهبنا الله أن نتذوق قوة مسرة الله الثالوث في سرّ الخلاص البديع حتى اننا صرنا أولاد لله في الابن الوحيد المساوي للآب والروح القدس في الجوهر ؛ النعمة معك كل حين

بياناتي
 رقم المشاركة : ( 18 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: طالب مساعدة ربي

كُتب : [ 01-21-2009 - 10:22 AM ]


أحب أضيف موضوع كتبته سابقاً على صفحات المنتدى
وهو عن الألم وتعذيب الجسد نظرة مشوهة لصليب ربنا يسوع :
________________

ربنا يسوع المسيح حينما مات على عود الصليب وقدم نفسه ذبيحة كاملة لأجلنا نحن الذين تهنا وسُبينا في الشر الذي تبعه الفساد ، ولم يعد لنا قيام أو شركة مع الله الذي أحبنا ، فطُمست فينا صورته التي خلقنا عليها ، فتشوه طبعنا وصرنا في حالة موت وانفصال عن مصدر وينبوع الحياة ؛ لم يمت من أجل أن يُعيد لله كرامة أهانها بشر ، لأن الله فوق أن يُمس من إنسان أو يفقد أي كرامة – حاشا – ولا من أجل التعويض لما صنعه الإنسان من انفصاله عن الله بحرية اختياره ...

فالكنيسة الواعية بالروح القدس التي تذوقت عمق خبرة الصليب كشركة في روح القيامة تقول وتُعبر عن مجد الصليب:
إن صليبك هو حياة وقيامة لشعبك


فالصليب لا يمكن أن يُأخذ شعار لحياة تُمجد الألم والفشل كقاعدة حياة ، ولا يمكن أن يتحول لنظرة سادية وماسوشية تتخيل أن الله إلهاً مُخيفاً يُسرّ بعذاب ابنه الوحيد وترضية آلام البشر ...

ولا يمكن أن تُأخذ الآية : " حينئذ قال يسوع لتلاميذه إن أراد احد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه و يحمل صليبه و يتبعني (مت 16 : 24) ؛ على أنها إشارة إلى ضرورة تعذيب الإنسان لنفسه إذا أراد أن يكون تلميذاً حقيقياً ليسوع . ( وسنشرح المعنى المقصود بدقة في الأجزاء القادمة من بحثنا الصغير هذا )

والمشكلة أن هناك مَن ذهب للتأويل أن التعذيب مطلوب للجسد ، وقد ركز الكثيرين على أن الصيام هو تعذيب للجسد ، وهذا أدى عند البعض – وليس الكل طبعاً – بأن تعذيب الإنسان لجسده فرض واجب لا تستقيم بدونه الحياة المسيحية ...

أولاً خطأ تأويل ضرورة حمل الصليب كتعذيب للجسد :


هذا التأويل في تحوير معنى الآية في غير موضوعها (فلينكر نفسه و يحمل صليبه و يتبعني ) يجعل الإنسان يُقسم لجزأين :
نفس وجسد
واعتبار ( النفس ) هي مبدأ الخير فيه ، وال ( جسد ) مبدأ الشرّ وينبوعه

هذه الفكرة أصلاً مستمدة من الفلسفة اليونانية والمسيحية كلها بريئة منها :
فقد كان فيثاغوروس ( فيلسوف يوناني ) يتلاعب بالألفاظ ، ليُعلن أن الجسد ( Soma ) إنما هو بالحقيقة سجن ( Sema ) للنفس ، وقد امتدت نظرته هذه إلى أفلاطون ثم إلى الأفلاطونية المستحدثة ورائدها أفلوطين ، الذي قال عنه تلميذه فورفيروس أنه كان يخجل من وجدوده بالجسد إلى حدّ رفضه بأن يوضع له رسم .

ولكن الكتاب المقدس يرفض فكرة أن الجسد سجن النفس أو لابد من تعذيبه لكي تسمو النفس أو تخلُص ، وذلك لأن الإنسان كياناً موحداً يقبل الله بكليته أو يرفض الحياة مع الله بكليته ، أما بالنسبة للخطية ليست مجرد عمل جسدي لا وجود للنفس فيه أو روح الإنسان ، بل هي موقف كياني يُشير إليه أكل الثمرة في سفر التكوين كنوع من أنواع المعارضة مع وصية الله وعدم الطاعة ...

فقد فسرت أكل الثمرة خطأ ، حين صُنفت فيما بعد بنوعها (( تفاحة )) واتخذت خطأ رمزاً خطأ للمعاشرة الجنسية بين آدم وحواء وهذا محض افتراء لا علاقة له بالكتاب المقدس لا من قريب ولا من بعيد ...

فقالت الحية للمرأة لن تموت بل الله عالم انه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما و تكونان كالله عارفين الخير و الشر ( تك 3: 4- 5 )
الخطية كما صورها الكتاب المقدس : هو أن يقرر الإنسان بنفسه وبمعزل عن الله ما هو الخير وما هو الشرّ ، أي بعبارة أخرى :
يُنصب نفسه إلهاً ومحور لوجوده الذاتي دون الله أو في انعزال عنه أي :
تكونان كالله عارفين الخير و الشر

وخطأ الاعتقاد بأن الجسد هو مبدأ الشرّ في الإنسان يتضح لنا بوضوح شديد جداً في تجسد الكلمة " والكلمة صار جسداً .. " ( يو 1: 14 )
وقد نادت الكنيسة لا بخلود النفس على طريقة الإغريق بل بقيامة الأجساد ، وهذا ما رفضه حكماء اليونان عندما بشرهم القديس بولس الرسول في أريوس باغوس : " و لما سمعوا بالقيامة من الأموات كان البعض يستهزئون و البعض يقولون سنسمع منك عن هذا أيضا " ( أعمال 17: 32 )

وقد رفضت الكنيسة البدعة الدوسيتية التي قالت : إن جسد المسيح كان مجرد صورة ليس إلا ، كما رفضت تماماً المذاهب الغنوسية التي اعتبرت كالمانوية إن الجسد هو عنصر الشرّ في الإنسان ...

و بالإجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد تبرر في الروح تراءى لملائكة كرز به بين الأمم اؤمن به في العالم رفع في المجد (1تي 3 : 16)
بهذا تعرفون روح الله كل روح يعترف بيسوع المسيح انه قد جاء في الجسد فهو من الله (1يو 4 : 2)
و كل روح لا يعترف بيسوع المسيح انه قد جاء في الجسد فليس من الله و هذا هو روح ضد المسيح (1يو 4 : 3)
لأنه قد دخل إلى العالم مضلون كثيرون لا يعترفون بيسوع المسيح آتيا في الجسد هذا هو المضل و الضد للمسيح (2يو 1 : 7)

وفي النهاية أقدر أن أقول مع القديس بولس الرسول :
مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا في فما أحياه الآن في الجسد فإنما أحياه في الإيمان إيمان ابن الله الذي أحبني و اسلم نفسه لأجلي (غل 2 : 20)

يقول القديس أموناس تلميذ الأنبا أنطونيوس في الرسالة الأولى موضحاً أن العلاقة مع الله بالجسد أي بكيان الإنسان كله وليس جزءً منه :
[ ها أنا أرى أن أجسادكم هي من فوق وهي حية . لأن الإنسان إذا كان جسده حياً فإن الرب يعطيه ميراثاً ويحصيه مع " ورثة الرب " ويكافئه عن كل أعماله لأنه حرص على حفظ كل كيانه حياً ليُحصى في ميراث الرب . ] ( عن رسائل القديس أموناس – تعريب القمص متياس فريد 1984 )


بياناتي
 رقم المشاركة : ( 19 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: طالب مساعدة ربي

كُتب : [ 01-21-2009 - 11:01 AM ]


والقديس أثناسيوس الرسولي وضح سبب قبول الرب الموت من البشر ، لا عن انتقام أو غضب الآب ، بل لو تتبعنا كلماته بدقة من الأصل اليوناني والترجمة الدقيقة هانجد كلماته كالآتي :
[ لم يكن ممكناً أن يحول الفاسد إلى عدم الفساد إلاَّ المخلّص نفسه ، الذي خلق من البدء كل شيء من العدم ، ولم يكن ممكناً أن يُعيد خلق البشر ليكونوا على صورة الله إلاَّ الذي هو صورة الآب ، ولم يكن ممكناً ( أن يُلبس المائت عدم الموت ) أن يجعل الإنسان المائت غير مائت ، إلاَّ ربنا يسوع المسيح الذي هو الحياة ( ذاتها ) ] ( تجسد الكلمة 20: 1 ص 56 ) .

[ فإن المخلّص لم يأتِ لكي يتمم موته هو ، بل موت البشر . لذلك لم يضع جسده ليموت بموت خاص به - إذ أنه هو الحياة وليس فيه موت - بل قَبِلَ في الجسد ذلك الموت الذي أتاه من البشر ، لكي يبيد ذلك الموت تماماً عندما يلتقي به في جسده ] ( تجسد الكلمة 22: 3 ص 64 - 65 )

[ وقد اتضح للجميع أن الجسد قد مات ليس بسبب أي ضعف في طبيعة الكلمة الذي اتحد بالجسد ، بل لكي يُباد الموت فيه ( في الجسد ) بقوة المخلَّص ] ( تجسد الكلمة 26: 6 ص 75 )

مقتطفات من كتاب تجسد الكلمة للقديس أثناسيوس الرسولي
ترجمه عن اليونانية وتعليقات دكتور جوزيف موريس فلتس
مراجعة دكتور نصحي عبد الشهيد - طبعة رابعة سبتمبر 2006
إصدار مؤسسة القديس انطونيوس - المركز الأرثوذكسي للدراسات
الابائية بالقاهرة - نصوص ابائية 107

بياناتي
 رقم المشاركة : ( 20 )
غير مسجل
Guest
رقم العضوية :
تاريخ التسجيل :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : n/a
عدد النقاط :

افتراضي رد: طالب مساعدة ربي

كُتب : [ 01-23-2009 - 03:39 AM ]


ما هو حكم من كانوا قبل المسيح ؟
وما هو حكم من جاءوا بعد المسيح ؟
وما هو حكم من لم يعلم بالمسيح ؟
وماحكم من علم بالمسيح ولم يؤمن بأنه مخلص له أو آمن به إيمان غير كامل ؟



موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
يا جماعة : ممكن مساعدة ..... انا محتاج مساعدة اوى lovelykero207 أسئل وسيدنا قداسة البابا شنودة يجيب 0 02-15-2010 06:03 AM
يوميات طالب فاشل .. !! (3) sallymessiha الضحك والفرفشة 0 11-06-2008 10:54 AM
يوميات طالب فاشل..!!(1) sallymessiha الضحك والفرفشة 12 11-04-2008 12:09 AM
40 ألف طالب يرغبون في التحويل من كلياتهم ماروجيرافك قسم الأخبار 0 08-18-2008 12:26 PM
أجوبة طالب رايق جدا keuro2007 الضحك والفرفشة 4 07-14-2008 08:45 AM

Rss  Rss 2.0 Html  Xml Sitemap SiteMap Info-SiteMap Map Tags Forums Map Site Map


الساعة الآن 07:10 AM.