ج1- محتوى تعليم الموعوظين:
ركز الآباء في توجيهاتهم للموعوظين على أن المعمودية ليست طقساً خارجياً شكلياً خارجياً، بل هيَّ سرّ الاتحاد مع المسيح ولبسه على الاعتماد على قول بولس الرسول : "لأن كلكم الذين اعتمدتم في (1) المسيح قد لبستم (ye put on) المسيح" (غلا3: 27)
فالمعمودية ليست مجرد طقس ليتسمى الإنسان مسيحياً، بل ليكون فعلاً مسيحياً، أي اللابس المسيح، مكتسي به، به يحيا ويتحرك ويوجد، معتبرين أن السرّ الكنسي والحياة العملية ليسا نقيضين ولا منفصلين، فالسرّ الكنسي هو الأساس والحياة المسيحية العملية مؤسسة علية.
وقد استفاض الآباء في شرح العقيدة على مستوى الفعل والعمل، وأيضاً استفاضوا في شرح الأخلاقيات ورموز المعمودية وفي تعريف السرّ، لكي يكون الموعوظ مسيحياً فعلاً وحقيقي بالمعمودية وليس فقط على مستوى الاسم، بل لكي يدخل في شركة مع المسيح، وهذه الشركة هيَّ في حد ذاتها سرّ وهيَّ زرع الله فينا.
ويوصي الآباء المعمدين حديثاً لكي ينموا في السرّ الذي دخلوه ولا يكونوا ساكنين أو يلقوا عنهم الإتحاد الذي صاروا فيه شركاء للمسيح ولُقبوا فيه بالمعمدين والمستنيرين، وحثوهم على الاحتفاظ بالبريق الأول وقوة الاستنارة التي نالوها بالمعمودية بل وأكثر من ذلك بأن يجعلوا النور يشع فيهم ببريق أقوى ويتقدموا دائماً وينموا في النعمة والحق.
وفرق الآباء بين أن يُسمى الإنسان مسيحياً وبين أن يكون مسيحياً بالفعل والحق، وذلك بما يُقدمه من طاعة للوصايا المقدسة والعهد الذي تم مع العريس السماوي يسوع المسيح:
"الذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يُحبُني والذي يُحبُني يحبه أبي وأنا أُحبه وأُظهر لهُ ذاتي" (يو14: 21)
ج2- برنامج أو المنهج لتعليم الموعوظين كالآتي:
1- بنود الإيمان المسيحي
2- معاني سرى المعمودية والميرون.
3- شرح الموعظة على الجبل.
4- تفسير الصلاة الربانية
5- شرح علاقة الرب يسوع المسيح بالمُعمد باعتبارها علاقة تُمثل الآتي:
1) الكرمة بالأغصان (يو15: 1)
2) الراعي بالغنم (يو10: 1)
3) حجر الزاوية بالأحجار (1بط2: 4)
4) رئيس الكهنة بالكهنة (عب2: 17)
5) آدم الثاني بالخليقة الجديدة (1كو15: 45)
6) الرأس بأعضاء الجسد (1كو12، أف4: 4)
7) العريس بالعروس (رؤ19: 7)
_____________________
(1) حسب النص الأصلي (اليوناني)