- [ وأما من جهة المواهب الروحية أيها الإخوة فلست أُريد أن تجهلوا. أنتم تعلمون إنكم كنتم أمماً منقادين إلى الأوثان البكم كما كنتم تساقون. لذلك أعرفكم أن ليس احد و هو يتكلم بروح الله يقول يسوع أناثيما وليس أحد يقدر أن يقول يسوع رب إلا بالروح القدس. فأنواع مواهب موجودة و لكن الروح واحد. وأنواع خدم موجودة ولكن الرب واحد. وأنواع أعمال موجودة ولكن الله واحد الذي يعمل الكل في الكل. ولكنه لكل واحد يعطى إظهار الروح للمنفعة. فأنه لواحد يُعطى بالروح كلام حكمة ولآخر كلام علم بحسب الروح الواحد. ولآخر إيمان بالروح الواحد ولآخر مواهب شفاء بالروح الواحد. ولآخر عمل قوات ولآخر نبوة ولآخر تمييز الأرواح ولآخر أنواع ألسنة ولآخر ترجمة ألسنة. ولكن هذه كلها يعملها الروح الواحد بعينه قاسماً لكل واحد بمفرده كما يشاء.. ] (1كو12: 1 – 11)
- يا أحبائي الله يوزع مواهبه لكل واحد حسب ما قسمه هو بنفس ذات الروح الواحد لبنيان الكنيسة، وليس لأن هناك ما يُميز واحد عن آخر في الفضيلة أو الأعمال الصالحة، لذلك لا ينبغي أن يحسد أخ أخيه أو يظن أحد انه أفضل من الآخر أو يحقر عمل أخيه الذي يظهر أنه صغير في عينيه وعمله غير مستحق الاهتمام، لأن كل الأعمال صالحة أن كان الإنسان يخدم بقوة الله وحسب الموهبة التي نالها من رب الجنود الكامل لبنيان الكنيسة حتى لو كان عمله تنظيف دورة المياه لأجل إخوته، فلا يظن أحد ان له موهبة أعظم من الآخر أو يفتخر بما عنده، لأننا لم نعمل شيئاً لنكتسب مراحم الله أو نفوز بمواهبه لأننا كلنا خطاة أحبهم الرب كما هو مكتوب: [ ولكن الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا ] (رو5: 8)، لذلك ايها الأخت والأخ مكتوب: [ لأنه من يميزك وأي شيء لك لم تأخذه وأن كنت قد أخذت فلماذا تفتخر كأنك لم تأخذ ] (1كو4: 7) !!!
- فيوجد يا إخوتي كما يقول أنبا بفنوتيوس: [ بعض النفوس لها قدرات فائقة، فبعضها لها قدرات طبيعية على التأمل، وأخرى لها استعداد للممارسات النسكية، ولكن أي عمل صالح بطبيعته عندما لا يُعمل لأجل الهدف الصالح ذاته، أو عندما لا يُنسب ذوو القدرات الفائقة هذه القدرات إلى الله موزَّع جميع الخيرات، بل لمشيئتهم الخاصة وصلاحهم وغرورهم؛ فهؤلاء يُرفضون بالكلية ويُسلَّمون إما لسلوك شائن أو لتجارب مُخزية. إنهم لأجل المذلة والخزي الناتجتين عن ذلك يتخلصون ببطء من كبريائهم الذي تنطوي عليه فضيلتهم التي يتظاهرون بها.
- لأنه عندما يغمر الكبرياء إنساناً ويتباهى بجمال أحاديثه وينسب هذا الجمال أو فيض معرفته ليس لله بل لنسكياته أو معرفته الخاصة به؛ حينئذ يُبعِد الله عنه ملاك العناية الإلهية. وعندما يُبعَد هذا الملاك يُبتلى الإنسان من العدو ويتباهى بقدرته الطبيعية ثم يسقط في النجاسة بسبب إعجابه بنفسه الممتلئة بالكبرياء, وهكذا تُنزع منه حكمته، وحينئذ فإن كلامه لا يؤهله للثقة فيه. ففي الحقيقة إن الأتقياء يهربون من التعاليم الخارجة من فم مثل هذا الإنسان وكأنه ينبوع للطُفيليات. وهكذا يتحقق كلام الكتاب: [ مالك تُحدَّث بفرائضي وتحمل عهدي على فمك وأنت قد أبغضت التأديب وألقيت كلامي خلفك ] (مز50: 16، 17) ...
- ولكن أن صحح الإنسان نفسه واستبعد السبب في التخلية الإلهية عنه، وبالذات كبرياءه، واسترد الاتضاع والتحقق من قيمته الحقيقية، وكفّ عن الشعور بأنه أفضل من قريبه وكان شاكراً لله؛ حينئذٍ ترجع إليه المعرفة الحقيقية بكل براهينها، لأن الكلام الروحي غير المقترن بحياة القداسة والتعقل يُعتبر مثل حبة حنطة تعصف بها الريح، فهو يحمل المظهر فقط، إلا أنه مفرَّغٌ مما فيه من غذاء ] (من أقوال القديس أنبا بفنوتيوس عن كتاب فردوس الآباء (بستان الرهبان الموسع) إعداد رهبان برية شيهيت – الجزء الأول طبعة ثالثة 2008 ص415 – 416)
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
أرسل هذا الموضوع إلى صديق
تحذير للخدام وكل من له موهبة من الله - وأن كنت قد أخذت فلماذا تفتخر كأنك لم تأخذ
المواضيع المتشابهه
العرض الشجري