10 – الإعلانات الإلهية حسب تجسد ابن الله هو جوهر الصلاة الشخصية ، وصلوات الخدم الكنسية (الليتورجيات ، وقد وردت بصيغة الجمع في النص القبطي) .
حسب تجسد ابن الله أُعلن لنا التبني ، وأُعلن لنا أصل الحياة كأبناء الله، أي يسوع المسيح [الذي هو أصل الحياة ومصدر بنوتنا] . نحن نُصلي فيه، ولذلك أضاف الآباء حسني العبادة إلى الصلاة الربانية " بالمسيح يسوع ربنا " ، وهي ما يُرتل علناً في صلواتنا مؤكدين بذلك ، ليس فقط امتلاء الكنيسة من الله ، بل أيضاً امتلاء حياتنا من حياته . هو حياتنا ، ولذلك نحن نُصلي فيه كرأس الخليقة الجديدة ، وهو رجاء قبول صلواتنا ، وهو صلواتنا نفسها .
11 – نحن نُصلي صلاة يسوع " يا ربي يسوع المسيح ابن الله الحي أرحمني أنا الخاطئ " ، وعبارات أُخرى يختارها كل واحد منا حسب احتياجه . لكننا نُصلي يسوع نفسه ، نُصلي تجسُّده من والدة الإله ، ونُصلي ميلاده ، ومعموديته ، وتجاربه ، وتعليمه ، وموته المُحيي ، وقيامته المجيدة ، وصعوده إلى السماوات ، ونُصلي مجيئه الثاني . نحن نُصلي يسوع في معجزاته ، وعند تلاوة الأسفار المقدسة .
هو الإفخولوجيون (الخولاجي – أي كتاب صلواتنا) الحي الذي نحمله في داخلنا ، والذي به وفيه ومعه نكتبه صلاة ابدية على قلوبنا بلا حروف ، وبلا كلمات ، بل بإعلانات الروح القدس الذي غرس حساته فينا ؛ لأن الروح منحه الجسد والنفس الإنسانية لكي يمنحنا الإعلان الجديد بأننا سننال حياة جديدة سماوية ، حياة إنسانية مُشرقة ومُتألقة بالروح القدس ، أساسها في تجسد الابن ، وقوتها في عمل الروح القدس الذي غرسها ويسقيها ؛ لأننا " اعتمدنا إلى جسد واحد ، وشربنا من الروح القدس الواحد " ( أنظر 1كور12: 12 – 13 ) ؛ لأننا حسب إعلان ابن الله ننال حياة فيه وبه ومعه : فيه أي بإنسانيتنا ، وبه لأنه الوسيط ، ومعه لأنه أدخلنا إلى شركة في الآب وفي الروح كوسيط وراس جديد للإنسانية .
هذا هو أساس صلواتنا أي يسوع نفسه . ولذلك كان الآباء الذين عاشوا بيننا والذين لازالوا في رتبة المُعلمين يقولون لنا إن أردت أن تفهم الأسرار المقدسة كلها " صلِ يسوع " ، أي ليكن هو صلاتك ، أي ليكن هو الإفخولوجيون الحي الذي تحمله معك وفيك لكي تفتح به ختوم الأسفار ولا تسقط من الإيمان .
صلِ يسوع على هذا النحو :
- أعطني شركة في بنوتك يا ابن الله ، لأنني بالطبيعة عبد ، وحسب غنى نعمتك ابن .
- لقد وُلدتَ من أجلي أنا الخاطئ من والدة الإله .
- أعطني دائماً أن أكون معك وفيك وبك :+ معك حسب كلمتك المُحيية ،
+ وفيك لأنني ملتصق بك حسب سرّ ميلادي الجديد ،
+ وبك لأنك يا رب قوتي وحياتي .
- ليكن روحك القدوس في قلبي ؛ لكي أولد في كل كلمة وفعل وحركة ؛ لكي أحيا بالروح وأتنفس " نسمة الحياة " التي أعطيتها لتلاميذك القديسين بعد قيامتك (يو20: 22)
وعلى هذا النحو صَلِّ الحبَل ، والبشارة ، والتجسد ، والرعاة ، والمجوس ، وكل حياة الرب . صَلِّ تجاربه يوم الأربعاء ، وصَلَّ موته المُحيي يوم الجمعة ، وصَلَّ قيامته يومي السبت والأحد ، وصَلَّ تعليمة في باقي الأيام ، وصَلِّ معجزاته في يوم الخميس لاسيما سرّ المائدة السماوية السرية .
ومن لديه حس روحي متقدم يرى كل ذلك في الثيؤطوكيات التي رتَّبتها الكنيسة الجامعة حيث أساس كل صلاة هو تجسد ابن الله الحي .
_____يتبع_____
من رسائل الأب صفرونيوس
الثالوث القدوس توحيد وشركة وحياة
تحت عنوان الثالوث القدوس وتدبير الخلاص ص147 - 149 ؛ فقرة 10 - 11