تذكرنــي
التسجيل التعليمـــات التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
يمكنك البحث فى الموقع للوصول السريع لما تريد



تفاسير الكتاب المقدس العهد الجديد كل ما يخص الكتاب المقدس من تفاسير فى العهد الجديد

مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع أرسل هذا الموضوع إلى صديق أرسل هذا الموضوع إلى صديق


تفسير بعض الايات الصعبه فى انجيل متى (منقول)

تفسير بعض الايات الصعبه فى انجيل متى (منقول) + " ولما كانت مريم أمه مخطوبة ليوسف قبل أن يجتمعا وجدت حبلي من الروح القدس " ( مت 18:1) يعلق

اضافة رد

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية وردة حزينة
وردة حزينة
ارثوذكسي ذهبي
وردة حزينة غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 8670
تاريخ التسجيل : Dec 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 10,782
عدد النقاط : 28
قوة التقييم : وردة حزينة is on a distinguished road
افتراضي تفسير بعض الايات الصعبه فى انجيل متى (منقول)

كُتب : [ 08-10-2008 - 09:45 PM ]


تفسير الايات الصعبه انجيل (منقول) icon1.gif تفسير بعض الايات الصعبه فى انجيل متى (منقول)
+ " ولما كانت مريم أمه مخطوبة ليوسف قبل أن يجتمعا وجدت حبلي من الروح القدس " ( مت 18:1)
يعلق البعض علي أن في هذا دليل ضمني علي اجتماع مريم و يوسف النجار بعد ولادة السيد المسيح ناكرين دوام بتولية القديسة مريم .
قال القديس جيروم: إذا قلنا أن فلان مات قبل أن يتوب فهل يعقل أنه قد قدم توبة بعد وفاته ؟
في هذا استحالة ، و هكذا عندما يقول الإنجيلي " قبل أن يجتمعا" يشير إلي الوقت الذي سبق الزواج الذي لم يحدث فعلياً و لكن لا يتبع هذا أن يجتمع بمريم بعد الولادة


+ " لم يعرفها حتي ولدت أبنه البكر, و دعا اسمه يسوع " ( مت25:1)


يقول البعض أن كلمة " حتي" تعني أنه عرفها بعد الميلاد , وأن عبارة ابنه البكر تشير إلي وجود أبناء آخرين

ليسوا أبكاراً .

يقول القديس يوحنا ذهبي الفم: استخدام كلمة" حتي " لكي نعلم أن العذراء لم يمسها رجل قط فلقد اعتاد الكتاب المقدس أن يستخدم هذا اللفظ دون الإشارة الي أزمنة محددة فبالنسبة لفلك نوح قيل أن " الغراب لم يرجع حتي جفت الأرض " ( تك8: 7) فهل بعد جفاف الأرض عاد الغراب إلي الفلك ؟ لا لم يعد مطلقا فكلمة " حتي" هنا لا تفيد انتهاء الغاية ، أما من جهة تعبير" البكر" فلا يعني أن السيد المسيح له أخوة أصغر منه .

يقول القديس جيروم: كل ابن وحيد هو بكرو لكن ليس كل بكر هو ابن وحيد فالسيد المسيح هو ابن وحيد و هو بكر و من الطبيعي أن العذراء التي بشرها الملاك و حل فيها الروح القدس و ظللها قوة القدير و احتفظت بكل هذه الأمور في قلبه تحافظ علي بتوليتها بعد أن جاء منها المخلص





+ " صوت سمع في الرامة , نوح و بكاء و عويل كثير , راحيل تبكي علي أولادها و لا تريد أن تتعزي لأنهم ليسوا بموجودين " ( مت2: 18)


الرامة مدينة واقعة في الحدود بين مملكة إسرائيل و مملكة يهوذا و كانت علي بعد خمسة أميال من شمال أورشليم و بسبب موقعها هذا كانت تمثل كلا المملكتين .

أما البكاء و العويل و نحيب راحيل زوجة يعقوب المحبوبة لإعلان بشاعة الحدث فبكاؤها علي أولادها (أنسالها) الذين ليسوا بموجودين و ذلك بسبب المجزرة التي فعلها هيرودس الملك الأدومي الأصل الذي قتل كل طفل في بيت لحم من دون سنتين فما دون حتي يموت ذلك الطفل المذمع أن يكون ملكاً و لكن ذلك الطفل نجا و هرب بإرادتة لينجي العالم بعد ذلك بموته و قد تمت نبوة أرميا النبي في قتل أطفال بيت لحم .



+ " فأجاب يسوع و قال له اسمح الآن لأنه هكذا يليق بنا أن نكمل كل بر" (مت3: 15)


جاء الرب يسوع و اعتمد بواسطة القديس يوحنا المعمدان - الرب بواسطة العبد - و هذا أكبر مثال للاتضاع فلقد أظهر لنا المسيح في اتضاع أن المحبة قد كملت و ذلك برده علي يوحنا المعمدان حينما اعترض علي أن يعمده بقوله" اسمح الآن لأنه هكذا يليق بنا أن نكمل كل بر" فالرب كنائب عنا يقوم بتكمتل البر لحسابنا إذ أن كل من اعتمد ليسوع المسيح يحسب باراً

+ " ثم أخذه إبليس إلي المدينة المقدسة و أوقفه علي جناح الهيكل " ( مت5:4)

هل لإبليس سلطان علي المسيح حتي يأخذه بهذه البساطة ؟

و هل يوافق المسيح و يسمح للشيطان أن يأخذه إلي المدينة المقدسة بهذه السهولة ؟

حقا إن في كلمة " أخذه" ما يكفي لإثارة القلق بل غيرة كل مسيحي غيور علي مسيحه و هو ملك الملوك

ولكن ليس الأمر هكذا فليس لإبليس علي المسيح أي سلطان بالمرة ، و لكن ما الأمر إذن ؟!

هكذا هو إبليس متجرىء , متبجح , متكبر, يطلب لنفسه ما لا يستطيعه و هكذا المسيح وديع في قوة مسالم في ثقة هاديء عن معرفة كلية . فالسيد المسيح يعلم أن كل سلطان من الآب قد دفع إليه فالعبرة عند السيد المسيح بالنهايات و كأنه يقول لإبليس أنا اسمح أن تأخذني حتي أريك النهاية و هي نصرتي عليك بقوة كلمتي (مكتوب) و كأنه يقول لإبليس أنا أسمح أن تأخذني حتي أعطي لأولادي درساً في كيفية غلبتك و ذلك بتمسكهم بكلمتي .


+ " لا تظنوا إني جئت لأنقص الناموس أو الأنبياء ما جئت لأنقص بل لأكمل " (مت17:5)

لم تكن رسالة الرب يسوع هي رسالة مخالفة عن تلك التي قي الناموس أو الأنبياء بل أن الناموس و الأنبياء يشيران إلي أن السيد المسيح أي المسيا هو غايتهم و هدفهم و أن الناموس و الأنبياء يؤكدان أن خلاص البشرية لن يتم إلا من خلال شخص المسيح بالفداء و قد أكمل المسيح الناموس و الأنبياء في شخصه و قد أعطي أعلي مثل في الحب عن طريق بذل ذاته من أجلنا و هو ما أعلنه الناموس و الأنبياء


+ " كـن مراضياً لخصمك سريعاً مادمت معه في الطريق لئلا يسلمك الخصم إلي القاضي و يسلمك القاضي إلي الشرطي فتلقي في السجن ,الحق أقول لك لا تخرج من هناك حتي توفي الفلس الأخير " ( مت 26,25:5 )

يفهم من هذه الآية حرفياً أنها نصيحة من الرب يسوع المسيح بمراضاة الخصوم (الأعداء) بسرعة لما يتبعه الشجار معهم من متاعب مع السلطات و هذا صحيح و لكن هناك معني رمزي أكثر عمقاً في هذه الآية فما هو هذا الخصم إلا الوصية الالهية فإنها تدخل قي خصومة مع الإنسان الغضوب تقف وصية الحب كخصم حقيقي لهز تدينه في يوم الرب أمام الديان الذي يسلمه الي الملائكة (الشرطة) ليلقيه قي الظلمة الخارجية , و لا يخرج من هناك حيث لا يقدر أن يفي الوعد الإلهي حقه


+ " فإن كانت عينك اليمني تعثرك فاقلعها و القها عنك لأنه خير لك أن يهلك أحد أعضائك و لا يلقي جسدك كله في جهنم " ( مت 29:5)

في هذا يقول القديس يوحنا ذهبي الفم: أن من يعثر بعينه اليمني يسقط بالتأكيد في ذات الشر بعينه اليسري أيضاً إذن فالمقصود ليس الأعضاء في حد ذاتها لكنه يتخدث عن من هم أقرباء لنا أو علي كل شيء محبوب لدينا و يسبب لنا عثرة إذن نحن لسنا في حاجة لبتر أحد أعضائنا و لكن الغرض هو التخلي عن المحبوب المعثر


+ "لا تعطوا القدس للكلاب و لا تطرحوا درركم قدام الخنازير لئلا تدوسها بأرجلها و لا تلتفت فتمزقكم ( مت6:7)

رغم أن جوهر عبادتنا هو البساطة و نقاوة القلب إلا أن السيد المسيح يحذرنا من أن نفهم هذه البساطة علي أنها جهالة أو عدم فهم أو حكمة ؛ لذلك طالبنا أن نعرف ماذا نقدم ؟ و لم نقدم ؟ و كيف نقدم للآخرين ؟

فيعرف قيمة ما لديه من مقدسات فلا يهبها لأي إنسان ، فالسيد كان أحياناً يخفي بعض أسراره علي تلاميذه و علينا أيضاً حتي نأخذ و نفهم ما يناسبنا من أسرار و حذرنا من عدم أعطاء المقدسات للكلاب لأن الكلاب (مقاومي الحق) تهجم علي الشيء لتمزقه بعنف و تفسده أما الخنازير (محتقري الحق) لا تهجم بأسنانها و لكنها تدنس الشيء إذ تدوسه بأقدامها في طياشة



+ " كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم يا رب أ ليس باسمك أخرجنا شياطين و باسمك صنعنا قوات كثيرة حينئذ أصرح لهم أني لا أعرفكم قط اذهبوا عني يا فاعلي الإثم " ( مت 23:7)



يحدثنا المسيح عن يوم مجيئه الأخيرو يوجه كلامه للأشرار لا كعريس مفرح بل كديان مرهب فهؤلاء صلوا صلوات طويلة باطلة كرزوا باسمه و أخرجوا شياطين و صنعوا معجزات ليس عن فضل منهم أو عن سبب فضائل فيهم و لكن هذه مواهب أعطاها الله لهم كهبة مجانية فهم لا يحيون معه و لا يسلكون في طريقه .

أما في قوله ( لا أعرفكم ) أي لا أعرف طرقكم الشريرة و لا أراكم في نوري


+ " هؤلاء الاثني عشر أرسلهم يسوع و أوصاهم قائلاً : إلي طريق أمم لا تمضوا و إلي مدينة للسامريين لا تدخلوا" ( مت 5:11 )

لم يسمح السيد المسيح للتلاميذ بالكرازة بين الأمم إلا بعد أن يعلن اليهود رفضهم للمسيا المنتظرفيفتح الباب للأمم

و هذا ليس تحيز لليهود لأنه في موضع آخر يقول : " اذهبوا و تلمذوا جميع الأمم " ( مت 19:28) .

كما أن الروح القدس لم يكن قد حل بعد ليسندهم في ضيقات الخدمة


+ " ها أنا أرسلكم كحملان في وسط ذئاب فكونوا حكماء كالحيات و بسطاء كالحمام " ( مت 16:10)



يوصينا الرب أن نكون في وداعة و بساطة الحمام فلا نلقي فخاً لأحد و لا نزعج أحداً و أن نكون حكماء كالحيات أي ذوى فهم و فراسة فلا نسمح لأحد أن يلقي بالفخاخ أمامنا ، و الملاحظ أنه ذكر حكمة الحيات أولاً ثم بعد ذلك ذكر بساطة الحمام حتي تكون الحكمة هي الحارسة و المدافعة عن الوداعة


+ " فإني الحق أقول لكم أنكم لا تكملون مدن إسرائيل حتي يأتي ابن الإنسان " ( مت 23:10)


لا تزال إسرائيل بعيدة عن الإيمان حتي الآن , و مجيء الرب الثاني لا يمكن أن يحسب زمنياً لذا ستبقي مدن إسرائيل في انتظار مجيئه سواء كانت في اليهودية أو في أي مكان بالعالم و حينئذ (البقية ستخلص) (رو 27:9).

+ " لا تظنوا أني جئت لألقي سلاماً علي الأرض ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً " ( مت 34:10)


السيف هنا في إنجيل متي هو انقساما , فهو سيف كلمة الحق الذي يصرع المنافق و هكذا تبدأ الفرقة بسقوط المنافق الرافض للحق و قيامة البار و المتمسك بالحق فالسيف هنا ليس أداة حرب و عراك بل فرقة , فلقد قاوم الكثيرون الرسل و كرازة الإنجيل التي توبخهم علي أعمالهم فصار الإيمان بالكلمة سلاماً لمن آمن و صارت الكلمة سيفاً لمن قاوم و رفض

+ فإني جئت لأفرق الإنسان ضد أبيه و الابنة ضد أمها و الكنة ضد حماتها و أعداء الإنسان أهل بيته (مت 35:10)


التفرقة هنا تولد حينما يولد النداء باسم المسيح فقد نجد حتي بين أفراد الأسرة الواحدة من يؤمن بالسيد المسيح حينما يبشر به و يوجد أيضاً من لا يؤمن به هنا تولد الفرقة بين من يؤمن و بين من لا يؤمن ليس فقط بين الأصدقاء

و الزملاء و إنما حتي بين أفراد الأسرة الواحدة الأب ضد ابنه و الابنة ضد أمها و الكنة (زوجة الابن) ضد حماتها و هنا يقدم أولويته علي الجميع فلا يتربع في القلب غيره


+ " من يقبل نبياً باسم نبي فأجر نبي يأخذ و من يقبل باراً باسم بار فأجر بار يأخذ " ( مت41:10)


النبي هو الذي بتكلم و يعلم و البار هو الذي يعمل و ينفذ هذا و ذاك باسم الله و له من كلامه و عمله ما يثبت صدق شخصيته فالتلميذ المرسل يجمع عمل النبي و البار معاً و الملاحظ أن السيد المسيح يقدر و يكرم إرساليتهم علي أساس أن المسيح هو شهوة هؤلاء الأنبياء و الأبرار و هذه الآية تمهد جداً لاستقبال الكارزين و المبشرين

والمعلمين باسم المسيح و كأننا بقبولهم نقبل المسيح نفسه و نستضيف الله ذاته فهذه الآية تؤكد ما قبلها (من يقبلكم يقبلني) علي أن هذه الآية مهدت لوراثة كرامة الرسل و قبولهم بالنسبة للذين ترسلهم الكنيسة بعد ذلك في كل جيل وإلي مدي الدهر

+ " من يقبل نبياً باسم نبي فأجر نبي يأخذ و من يقبل باراً باسم بار فأجر بار يأخذ " ( مت41:10)


النبي هو الذي بتكلم و يعلم و البار هو الذي يعمل و ينفذ هذا و ذاك باسم الله و له من كلامه و عمله ما يثبت صدق شخصيته فالتلميذ المرسل يجمع عمل النبي و البار معاً و الملاحظ أن السيد المسيح يقدر و يكرم إرساليتهم علي أساس أن المسيح هو شهوة هؤلاء الأنبياء و الأبرار و هذه الآية تمهد جداً لاستقبال الكارزين و المبشرين

والمعلمين باسم المسيح و كأننا بقبولهم نقبل المسيح نفسه و نستضيف الله ذاته فهذه الآية تؤكد ما قبلها (من يقبلكم يقبلني) علي أن هذه الآية مهدت لوراثة كرامة الرسل و قبولهم بالنسبة للذين ترسلهم الكنيسة بعد ذلك في كل جيل وإلي مدي الدهر


+ " الحق أقول لكم لم يقم بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان و لكن الأصغر في ملكوت السموات أعظم منه " ( مت11:11) .


هنا لا يفوتنا في هذه الشهادة تلميحاً إلي المعجزة التي ولد بها المعمدان فهو ابن موعد ولد ليكون نبياً خاصاً للعلي

و تقدس و هو في بطن أمه و تكلم أبوه بالروح القدس بعد صمت يرحب به بفم نبوة "و أنت أيها الصبي نبي العلي تدعي لأنك تتقدم أمام وجه الرب لتعد طرقه لتعطي شعبه معرفة الخلاص بمغفرة الخلاص بمغفرة خطاياهم"
( لو77,76:1) ، و أيضاً يرفع السيد المسيح يوحنا المعمدان أعظم من كافة الأنبياء أذ أن نبوته هي نبوة خادمة للعلي مباشرة و كأنه الشاروبيم يعد طريقه ثم كونه يأتي بروح إيليا جاء حاملاً قوة العهد الأول ليخدم صاحب العهد الجديد ، و لكن ما المقصود بأن الأصغر قي ملكوت السموات أعظم ؟

يوحنا أخذ أعلي كرامة يمكن أن ينالها إنسان في العهد القديم و لكن إن قورن بالعهد الجديد و ملكوت الله فهو لا يقارن بإنسان نال الخلاص و قوة الفداء و غسيل الدم و شركة الجسد و روح الله و تصالح مع الله و نال التبني فهو إلي هذا الحد يقف عند عدم استحقاق حمل سيور حذائه فلم يبلغ بعد الشركة مع المسيح و الالتصاق به


+ أحمدك أيها الآب رب السماء و الأرض لأنك أخفيت هذه عن الحكماء و الفهماء و أعلنتها للأطفال (مت25:11).


حقاً إن الله يشتهي أن يقدم أسرارة للبشرية بلا محاباة و لا يمنع أحد من معرفته و لكن الذين يظنون في أنفسهم أنهم حكماء و فهماء كالفريسين المتعجرفين أو الغنوسيين الذين نادوا أنهم أصحاب معرفة عقلية قادرة علي خلاصهم هؤلاء يتثقلون بالأنا فلا يقدرون أن يدخلوا طريق المعرفة الإلهية الحقة أما من يقبل المسيا في بساطة القلب (كالأطفال) و يحمل صليبه في اتضاع يكون كطفل ارتمي في حضن أبيه فيدخل به السيد إلي معرفته و إلي معرفة أسراره والأطفال أيضاً هم تلاميذه الذين أعلن لهم الكثير فقبلوه و مثال لذلك بطرس الذي قال (أنت المسيح ابن الله).


+ " أما قرأتم ما فعله داود حين جاع هو و الذين معه كيف دخل بيت الله و أكل خبز التقدمة الذي لم يحل أكله له و لا للذين معه بل للكهنة فقط " ( مت4,3:12) .



طريقة المسيح المحبوبة هي الرجوع إلي التوراة و المكتوب لكي يضع المقاوم أمام كلمة الله و أمام الله نفسه كما في هذه القصة فبيت الله هنا هو خيمة الاجتماع التي كانت قائمة في مدينة نوب شمال شرق أورشليم و كان داود قد دخل خيمة الاجتماع و طلب من أخيمالك الكاهن خمس خبزات لأنه كان جائعاً هو و من معه حينما كان هارباً من شاول (1صم1: 6-21) فأعطي أخيمالك خبز الوجوه المرفوع من أمام مائدة الرب و هذا الخبز هو خبز التقدمة الذي أمر به الرب في سفر اللاويين و لا يحل آكله إلا لهرون و بنيه فيأكلونه في مكان مقدس.

قد يبدو من أول وهلة أن داود هنا كاسرا للوصية و ذلك من الجانب الحرفي و لكن الله لا ينظر للعمل في مظهره الخارجي و إنما الغاية، فالغاية الداخلية للقلب لم يكن داود متهاوناً الوصية و لا متراخياً فأراد الرب يسوع أن يفحم حفظة الناموس (الفريسيين) بالناموس فلم يحسب داود كاسر للناموس و لا التلاميذ الذين قطفوا سنابل القمح حين جاعوا في يوم السبت كاسرين للناموس

++ " قصبة مرضوضة لا يقصف و فتيلة مدخنة لا يطقيء حتي يخرج الحق إلي النصرة " ( مت20:12) .

ظن اليهود أن الحق لا يعلن إلا بالقوة و استخدام العنف و توقعوا أن المسيح قادم ليكون ملكاً أرضياً و يقيم مملكة داود لتسود العالم كله و لكن المسيح أراد أن يصحح هذا المفهوم الخاطيء و يؤكد أن غلبته و نصرته هو إعلان الحق من خلال الوداعة المملوة حباًّ فهو يري أن البشرية تحتاج إلي من يترفق بها و يسند كل قصبة مرضوضة حتي تستقيم و يعين كل فتيلة مدخنة حتي تشتعل ويتأني علي الجميع حتي يقبلوا الحق خلال الحب " شجعوا صغار النفوس, اسندوا الضغفاء تأنوا علي الجميع" (1تس 14:5)



+ " وإن كنت أنا ببعلزبول أخرج الشياطين فأبناؤكم بمن يخرجون ؟ لذلك هم يكونون قضاتكم " ( مت27:12) .اتهم اليهود السيد المسيح بأنه يخرج الشياطين بواسطة بعلزبول رئيس الشياطين و بهذا الرد يكشف السيد المسيح جهالة اليهود في هذا الاتهام فإن كان الشيطان يخرج من الإنسان بواسطة شيطان آخر فكيف تثبت مملكته القائمة علي أذي الآخرين و تقييدهم و ليس الخروج منهم و تحريرهم ، و ما هو السلطان الذي يخرج به أبناء اليهود الشياطين و المقصود بأبنائهم هم تلاميذ الرب يسوع الذين هم من اليهود و يؤكد بهذا أن التلاميذ لا يخرجون الشياطين إلا بالإيمان بيسوع المسيح فهم شهود للمسيح (بالإيمان) و قضاه لمن لا يؤمن بالمسيح


+لذلك أقول لكم: كل خطية و تجديف يغفر للناس أما التجديف علي الروح القدس فلن يغفر للناس ( مت31:12)


التجديف علي الروح القدس في الحقيقة هو الإصرار علي عدم التوبة فيخطيء الإنسان ضد الروح القدس الذي به تكون وحدة الكنيسة و تحقيق الشركة بين أعضائها في المسيح يسوع و بهذا يحرم الإنسان نفسه من ينبوع المغفرة

ويستحق الإدانة ، إذن التجديف علي الروح القدس هو عدم الاستجابة لتبكيت الروح القدس و الإصرار علي عدم التوبة فحقاً أي مغفرة لمثل هذا ؟

+ من قال كلمة علي ابن الإنسان يغفر له أما من قال علي الروح القدس فلن يغفر له في هذا الجيل و لا في الآتي
( مت 32:12) .


لا يقصد بهذا أن الروح القدس أعظم من الابن و إنما المقصود أن من يقاوم الحق و يجدف عليه أي علي المسيح بعد إعلانه عن ذاته بين البشر إذ " صار جسدا و حل بيننا" ( يو14:1) و لم يقل كلمة علي الروح القدس أي عاد

و تاب عن مقاومته و تجديفه علي المسيح فإن خطاياه تغفر له أما من يصر علي عدم التوبة (كلمة علي الروح القدس) فلن يغفر له . الروح القدس مساو للآب و الابن الوحيد في الجوهر

+ " فإن من له سيعطي و يزاد , وأما من ليس له فالذي عنده سيأخذ منه " ( مت12:13)


بقدر ما يكون الإنسان أميناً علي المقدسات الإلهية يفيض الله عليه أمجاد معرفة حقيقية من يوم إلي يوم أما الإنسان

السلبي المكتفي بما لديه من معرفة وخبرات حاسباً في نفسه أنه غني و قد استغني فإن ما لديه يؤخذ منه ليهوي من
ضعف الي ضعف ومن حرمان إلي حرمان ليهبط إلي الجهالة التي تظلم ذهنه

+ قال لهم مثل آخر يشبه ملكوت السموات خميرة أخذتها امراة و خبأتها في ثلاث أكيال دقيق حتي اختمر الجميع ( مت33:13) .

المرأة هنا تمثل الكنيسة الأم ، فرسالتها تتركز في تقديم السيد المسيح (الخميرة واهبة الحياة) للدقيق حتي يختمر فيحمل سمات المسيح فيه و الخميرة في واقعها مأخوذة من الدقيق لكنها تحمل قوة التخمير إشارة إلي السيد المسيح الذي أخذ جسده من العذراء و صار كواحد منا ليس بغريب عنا لكنه هو الحياة, و الدقيق ثلاث أكيال لأنه يمثل الوحدة بين الروح و النفس و الجسد فالكنيسة تقدم السيد المسيح كسر تقديس للإنسان في كليته روحاً و نفساً و جسداً

+ " فقال لهم من أجل ذلك كل كاتب متعلم في ملكوت السموات يشبه رجلاً رب بيت يخرج من كنز جددا و عتقاء " ( مت 52:13)

هكذا في مقابل طبقة كتاب العهد القديم المحسوبين تلاميذ موسي و يشوع أي تلاميذ الناموس أقام السيد المسيح في العهد الجديد طبقة المتعلمين في المسيح و الملكوت يخرجون من كنوزهم جدداً و عتقاء ، والكنز في القديم هو صندوق تحفظ فيه الجواهر و سمي عرفاً الصندوق الذي يحفظ فيه كتب البيعة بالكنز و لكن المسيح يقصد الكنز الذي في القلب أو الكنز المحفوظ في الصدور أما الجدد فهي معرفة الملكوت كما أوضحها المسيح أما العتقاء

(جمع عتيق) فهي النبوات و ما يتعلق بمجيء السيد المسيح (المسيا) و المعني الذي يقصده المسيح أن يصبح التلاميذ و من كانوا علي مستواهم من المعرفة بالملكوت كتبة العهد الجديد في تعليم كل ما يختص بملكوت الله

+ " حينئذ أوصي تلاميذه أن لا يقولوا لأحد أنه يسوع المسيح " ( مت 20:16)


أوصي المسيح التلاميذ بذلك لثلاثة أسباب:

1- لعدم عرقلة الفداء .

2- لأنه أراد أن تكون أعماله هي الشاهد الوحيد علي هذه الحقيقة .

3- لابد أن تتكامل الأدلة علي هذه الحقيقة و لن تكتمل إلا بالموت و القيامة

+ الحق أقول لكم أن من القيام ههنا قوم لا يذوقون الموت حتي يروا ابن الإنسان آتياً في ملكوته ( مت28:16)


المجيء الثاني للسيد المسيح هو في آخر الأزمان و أما الآن مجيئه في ملكوته يعني انسكاب الروح القدس و تأسيس كنيسة العهد الجديد و يقصد السيد المسيج هنا أن التلاميذ سيروا بعض من أحداث مجيئه في ملكوته قبل موتهم مثل معجزة التجلي علي الجبل و حلول الروح القدس الذي سيرسله الآب باسم السيد المسيح كما أنهم سيرون تحقيق نبواته في خراب أورشليم ( 70 )

+ " و إن لم يسمع منهم فقل للكنيسة و إن لم يسمع من الكنيسة فليكن عندك كالوثني و العشار " ( مت17:18)


كان السيد المسيح يقول للتلاميذ كيفية التصرف مع من يعترضهم أو يسئ إليهم شخصيًا أو يسئ للمؤمنين عامة

1- يذهب إليه شخصياً و يعاتبه علي انفراد فإن لم يسمع له

2- يأتي بشخص أو اثنين ليكونا شهوداً لما يحدث بينهم فإن لم يسمع لهما

3- يخبر الكهنة و الرؤساء الدينيين فإن لم يسمع لهم

4- يعتبره كالوثني أو العشار أي يتجنبه باعتباره متمرداً علي الكنيسة

+ " لأنه يوجد خصيان و ولدوا هكذا من بطون أمهاتهم و يوجد خصيان خصاهم الناس و يوجد خصيان خصوا أنفسهم لأجل ملكوت السموات من استطاع أن يقبل فليقبل " ( مت12:19)


الخصيان هم : ذكور غير قادرين علي الاتصال الجنسي بسبب عيب في الأعضاء التناسلية .

تتكلم الآية عن ثلاث أنواع من الخصيان :

النوع الأول: خصيان ولدوا هكذا من بطون أمهاتهم بسبب عيب خلقي في الأعضاء التناسلية .

النوع الثاني: خصيان خصاهم الناس مثل العبيد قديماً حتي لا يكونون مصدر خطر علي الجواري أو كافة النساء

و ذلك بإجراء عمليات معينة في الأعضاء الذكرية .

النوع الثالث: خصيان خصوا أنفسهم لأجل ملكوت السموات ,هل يفهم من هذه الآية أن يقوم الشخص بخص نفسه

حتي يدخل ملكوت السموات ؟

الجواب طبعاً لا ، فالسيد المسيح يقصد أن عدم الزواج هو بمثابة أن يخصي الإنسان نفسه أي لا يستعمل أعضاءه الجنسية بعد وفي هذا صعوبة لأنه مخالف لنظام الطبيعة فسيعاني الإنسان الذي يمتنع عن الزواج ما يعانيه الذي يخصي نفسه .

لذلك نسمع من الرسول بولس الذي هو نموذج لمن بقي بدون زواج من أجل ملكوت السموات أنه كان يقمع جسده
ويستعبده ويميت بالروح أعمال الجسد ويميت أعضاءه التي علي الأرض وهناك أمثلة أخري مثل القديس أنطونيوس و باخوميوس و أثناسيوس و كيرلس و غيرهم .
و في قول المسيح من استطاع أن يقبل فليقبل ، إشارة إلي أن هذا ليس متاح لكل الناس بل لمن وهبوا موهبة و نعمة من عند الله تجعلهم قادرين علي السير ضد قوانين الطبيعة .

+ " فقال لهم يسوع الحق أقول لكم: أنكم أنتم الذين تبعتموني في التجديد متي جلس ابن الإنسان علي كرسي مجده تجلسون أنتم أيضاً علي اثني عشر كرسياً تدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر " ( مت28:19)


هذه الآية هي إجابة لسؤال بطرس عن ماذا يكون لهم (التلاميذ) بعد أن تركوا كل شيء و تبعوا المسيح و قد أخذوا وعد من حق أن الرسل لهم نصيب سماوي فوق الجميع و أصبحنا نحن بدورنا مدينون لهم بإيماننا و حياتنا الجديدة في المسيح " مبنيين علي أساس الرسل و الأنبياء و يسوع المسيح نفسه حجر الزاوية "( أف20:2) .

و التجديد هو إصلاح جديد ملييء بالمعاني و يقصد به المسيح عملية التغير العظمي من القديم إلي الجديد و يقصد به عالم السموات و الروح. و في هذه الآية يعد السيد المسيح التلاميذ بأنهم سيكونون قضاة إسرائيل في يوم الدينونة

و كيف سيظهر الاثنا عشررسولاً جالسين علي الاثني عشركرسياً يدينون أسباط إسرائيل أما وعد المسيح في جعل الاثني عشرقضاة لإسرائيل يقضون للأسباط الاثني عشر هم أيضاً من بني إسرائيل في هذا تحقيق لنبوة أشعياء

" و أعيد قضاتك كما في الأول و مشيريك كما في البداءة" ( أش 26:1)

+ " و أما عن الجلوس عن يميني و عن يساري فليس لي أن أعطيه إلا للذين أعد لهم من أبي " ( مت 23:20)

المجد الذي يطلبه يعقوب و يوحنا طريقه الوحيد هو الآلام و الصلب أما عن توزيع الأمجاد السماوية فقد أحال الرب

يسوع توزيعها لأبيه السماوي

+ " فنظر شجرة تين علي الطريق و جاء إليها فلم يجد فيها شيئاً إلا ورقاً فقط فقال لها: لا يكن منك ثمر بعد إلي الأبد فيبست التينة في الحال " ( مت19:21) .

من الناحية التاريحية حدثت هذه القصة بالفعل ، فقد لعن الرب يسوع شجرة التين الغير مثمرة و التي لها مظاهر الحياة فقط و هي الأوراق ، أما من الناحية الرمزية فشجرة التين ترمز الي الأمة اليهودية المليئة بالمظاهر

والأعمال (أوراق فقط) بلا فائدة ، فقد اهتم اليهود بالشكل الخارجي فقط دون التمتع بالأعماق الحية اهتموا بالحرف دون الروح ؛ لذلك فإن ما فعله السيد في لعن التينة هو هدم للحرف لإقامة الروح واهب الحياة


" قال لهم يسوع أما قرأتم قط في الكتب الحجر الذي رفصه البناؤون هو قد صار رأس الزاوية من قبل الرب كان هذا و هو عجيب في أعيننا لذلك أقول لكم إن ملكوت الله ينزع منكم و يعطي لأمة تعمل أثماره و من سقط علي هذا الحجر يترضض و من سقط هو عليه يسحقه و لما سمع رؤساء الكهنة و الفريسيون أمثاله عرفوا أنه تكلم عليهم و إذ كانوا يطلبون أن يمسكوه خافوا من الجموع لأنه كان عندهم مثل نبي " ( مت 21: 42-44) .

في هذه الآية يذكّر السيد المسيح اليهود بإحدي النبوات الخاصة به و هذه النبوة تعلن رفض اليهود للمسيح بالرغم من أنه هو حجر الزاوية فالحجر المرفوض هو المسيح و البناؤون هم اليهود و رأس الزاوية هو المسيح و رأس الزاوية هو ذلك الحجرالذي يمسك بين الحائطين و قد رفض اليهود المسيح قائلين عنه أنه يضل الشعب و ساحر

و سامري و به شيطان و أشياء أخري كثيرة و هكذا احتقر اليهود السيد المسيح و لم يعلموا أنه الحجر الذي يربط بين الحائطين (الأمم و اليهود) في ملكه الجديد و في قوله : من سقط علي هذا الحجر يترضض و من سقط هو عليه يسحقه، يقصد به سرد للعقوبات التي ينالها كل من يرفض المسيح

+ " قال الرب لربي اجلس عن يميني حتي أضع أعداءك موطئاً لقدميك " ( مت44:22)


هذه العبارة قالها داود النبي بالروح و هو يتكلم عن المسيا في المزامير، والمعروف أن المسيح هو ابن داود فكيف

يكون المسيح رب داود وهوابن داود في ذلك الوقت ؟ و قد وجه المسيح هذا السؤال لليهود ليفهّم اليهود و يلفت

نظرهم إليه علي أنه المسيا المنتظر ، فالمسيح هو رب داود من جهة اللاهوت و ابن داود من جهة الناسوت

+ " و كل أعمالهم يعملونها لكي تنظرهم الناس فيعرّضون عصائبهم و يعظّمون أهداب ثيابهم " ( مت 5:23)


هنا يرصد السيد المسيح حركات هؤلاء الكتبة و الفريسين المراءون التي تكشف نوع حياتهم فكل أعمالهم لا تعمل خوفاً من الله أو محبة له و لكن فقط لكي تنظرهم الناس و كأنهم كانوا يمثلون التقوي و الأعمال الصالحة لتنظرهم الناس و يتفرجوا عليهم ، والعصائب هي الأربطة التي يلفونها حول جبهتهم و يعرضونها أي يجعلونها عريضة لتظهرللناس واضحة ، فقد كانوا يكتبون عليها مختصر الناموس (خر 13: 8-10) (تث6: 4-9) .

وفي هذا إمعاناً في الرياء و يعظمون أهداب (أطراف) ثيابهم أي يطيلونها، راجع (عد 39,38:15)

+ " و لا تدعوا لكم أباً لأن أباكم واحد الذي في السموات " ( مت9:23)

اراد السيد المسيح ان ينزع عنا نظرتنا للقادة الروحيين كآباء علي الأرض فهو يريد أن تكون بصيرتنا منفتحة نحو السماء لا الرض وعلاقتنا بالجميع و خاصة القادة الروحيين لا ترتبط بالأرض بل بالسماء لكي نتمتع بهم في المسيح يسوع ربنا فلا نعرف لنا سادة أو آباء أو معلمين أرضيين جسديين خارج المسيح انما نعرفهم كروحيين فيه

+ " أيها القادة العميان الذين يصفون عن البغوضة و يبلعون الجمل " ( مت24:23)


القادة العميان ليس الذين فقدوا البصر بل الذين فقدوا البصيرة الحق و العدل و الرحمة فهم يدققون في الوصية التي

تحقق هدفهم المادي و جشعهم ( يصفون عن البعوضة ) ، بينما يتهاونون في الوصية التي تمس علاقتهم مع

الله وحياتهم الروحية ( يبلعون الجمل) فكانوا بحق قادة عميان
+ " لكي يأتي عليهم كل دم زكي سفك علي الأرض من دم هابيل الصديق إلي دم زكريا بن برخيا الذي قتلتموه بين الهيكل و المذبح " ( مت35:23)

يحمّل السيد المسيح مسئولية سفك دم الأنبياء من هابيل الصديق و قصته المعروفة و كيف تحمل أخوه ( قايين) سفك دمه أما زكريا بن برخيا ليس هو زكريا النبي بل زكريا الكاهن و كان موته الآتي : " و لبس زكريا بن يهوياداع الكاهن فوقف فوق الشعب و قال لهم هكذا يقول الله لماذا تتعدون وصايا الرب فلا تفلحون لأنكم تركتم الرب قد ترككم ففتنوا عليه و رجموه بحجارة بأمر الملك في دار بيت الرب " ( 2أخ 21,20:24)
+ " لأني أقول لكم أنكم لا ترونني من الآن حتي تقولوا مبارك الآتي باسم الرب " ( مت39:23)


يبني كثير من الشراح و دارسو الكتاب المقدس الذين يتأملون رجعة لإسرائيل أملهم علي هذه الآية و يعتقد علماء الكتاب المقدس أن جميع نبوات العهد القديم تتفق أن لإسرائيل في آخر الأيام صحوة و رجعة و توبة تكون خيراً علي العالم كله فإن كان المسيح قد استعار قول المزمور (26:118) "مبارك الآتي باسم الرب" فإنه يوحي بالرجاء الذي فيه لإسرائيل لأنه مزمور إسرائيل
+ فمتي نظرتم رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي قائمة في المكان المقدس ليفهم القاريء ( مت15:23)


هذه الآية هي نبوة السيد المسيح عن خراب أورشليم و بالتالي خراب و دمار الهيكل علي يد تيطس القائد الروماني سنة (70 ) م ، و المقصود برجسة الخراب هو جيوش الأمم (الرومان) التي سوف تحاصر أورشليم ثم تقوم بتخريبها فيقول السيد المسيح في إنجيل معلمنا لوقا البشير: " و متي رأيتم أورشليم محاطة بجيوش حينئذ أعلموا أنه قد اقترب خرابها "( لو20:21) ، و قد تمت أقوال السيد المسيح بالكامل عام (70 ) م حيث دمر تيطس و جنوده المدينة و لم يبقوا في الهيكل حجراً علي حجر
+ " لأنه حينما تكن الجثة فهناك تجتمع النسور" ( مت28:23)

إن ظهور النسور (طيور جارحة) في السماء يؤكد وجود جثة و العكس صحيح فأينما وجدت الجثة تحلق النسور هناك ، صورة تعرفنا متي يأتي الديان حينما يكمل كأس دينونة العالم ، كذلك متي حضر الديان فالنهاية تكون قد بلغت أقصاها
+ " و حينئذ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء و حينئذ تنح جميع قبائل الأرض و يبصرون ابن الإنسان آتياً علي سحاب السماء بقوة و مجد كثير " ( مت30:23) .


إن علامة ابن الإنسان هي علامة الصليب المقدس فيأتي السيد نفسه في موكبه الملائكي تتقدمه علامة الصليب لتبكم جسارة اليهود عندئذ تنوح كل قبائل الأرض فإنهم إذ يرون الصليب يفكرون كيف أنهم لم يستفيدوا شيئاً من موته
و أنهم صلبوا من كان يجب أن يعبدوه
+ " و أما بنو الملكوت فيطرحون في الظلمة الخارجية هناك يكون البكاء و صرير الأسنان " ( مت 12:8)


المقصود هنا ببني الملكوت هم اليهود الذين ورثوا الموعد بالجسد و جحدوه بالروح و الإيمان فتساووا مع المرفوضين من الأمم سواء بسواء "لأن الإيمان ليس للجميع" (2تس2:3) و أما البكاء و صرير الأسنان و الظلمة فهي حالة البعد عن الله و ما يتخللها من ندم لا يهدأ
+ " فقال له يسوع اتبعني و دع الموتي يدفنون موتاهم " ( مت22:8) .


كلام المسيح هنا لذلك التلميذ الذي طلب أن يدفن أباه أولاً ثم يتبع المسيح بعد ذلك و إن كان هذا الطلب في مظهره عمل رحمة و لكن السيد المسيح رفض أن يتعطل هذا التلميذ عن الدعوة ، فالدعوة للحياة الأبدية ولا مجال بعد للانشغال في أعمال الموتي فوضعها المسيح كنصيحة للتلميذ بقيت حية في أفكار الناس حتي اليوم و رد المسيح علي ذلك التلميذ يكشف أن التلمذة معناها لحساب الملكوت السماوي و هي الراحة العليا عينها




+ " و لا يجعلون خمراً جديدة في زقاق عتيقة لئلا تنشق الزقاق فالخمر تنصب و الزقاق تتلف بل يجعلون خمراً جديدة في زقاق جديدة فتحفظ جميعا " ( مت17:9) .


الزقاق قربة توضع فيها الماء أو الخمر قديماً و هي من جلد الماعز أو الغنم تدبغ جيداً و يوضع فيها الماء أو الخمر فالزقاق القديمة جلدها ضعيف فإذا وضعنا فيها خمراً جديداً لن تحتمل تخمرها و زيادتها في الحجم فينشق الجلد من التمدد فيفسد الزقاق و تنصب الخمر, هذا المثل و الذي قبله في عدد (16) لهما هدف واحد فالسيد لا يقبل فكرة الإصلاح عن طريق ( الترقيع) بين ما هو قديم و ما هو جديد و إنما يهدم الحرفية القاتلة لبناء الفكر الروحي الجديد لأن هذا المثل قاله بعد أن سأله بعض المقاومين : لماذا يصوم تلاميذ يوحنا و الفريسيون كثيراً بينما لا يصوم تلاميذك ؟ فالصوم عند السيد المسيح بعد شرح هذا المثل هو سرانطلاق للنفس بالروح لتمارس الحياة المفرحة

وليس في تزمت أو تعذيب للنفس دون فائدة كما كان يفعل الفريسيين








رد مع إقتباس
Sponsored Links

اضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مكتبة تفاسير الكتاب المقدس amgd bishara مكتبة الكتب 2 07-06-2013 07:08 PM
ألحان فترة اسبوع الالام من احد الشعانين الى القيامة تحميل مباشر Team Work® قسم الحان اسبوع الالام 2 04-14-2013 04:51 PM
ألحان فترة اسبوع الالام والى القيامة ... ملفات روعة تحميل مباشر Rss مواضيع منقولة من مواقع اخرى بخدمة Rss 2 03-17-2010 01:05 AM
حصــرى* انجيل متي ملحن بصوت الشماس بولس ملاك * pavlous تفاسير الكتاب المقدس العهد الجديد 4 01-04-2010 08:12 PM
كل ما يخص اسبوع الالام و القيامة المجيدة - الالحان و القرءات و تأملات نورالمنتدى قسم الالحان السنوية و الحان التسبحة 10 04-17-2009 12:42 AM

Rss  Rss 2.0 Html  Xml Sitemap SiteMap Info-SiteMap Map Tags Forums Map Site Map


الساعة الآن 10:00 AM.