رد: اعطاهم جسده وهو معهم
كُتب : [ 04-20-2008
- 12:44 PM
]
سلام لنفسك يا محبوب ربنا يسوع والكنيسة
أولاً المسيح رب الحياة ليس له جسدان ولم يكن يعطيهم مجرد تعليم بل هو قوة فعل دم سيسفك على الصليب وجسد مبذول من أجل حياة العالم كله ...
سرّ الإفخارستيا وتسليم الرب إياه للتلاميذ خلال العشاء الأخير ، هو سرّ الأجيال كلها الذي سيضبط إيمانهم بالله ( وإيماننا بالطبع لأننا محسوبين من الأجيال ) وحياتهم في المسيح رب الحياة ، وسلوكهم في الحاضر ورجاءهم في المستقبل ...
حياة الرب يسوع لا يمكن فهمها إلا بموته ، وموته لا يُمكن فهمه إلا بحياته ، وحياته لا يمكن إعلانها إلا بالإفخارستيا .
وهو لم يكن بشراً عادياً حتى أن موته وحياته يحفظهما التاريخ بالإجلال والإكرام فحسب ، بل أن المسيح إله عاش بالجسد على مستوى إله ، ومات بالجسد على مستوى إله ، وقام بالطبع بقوته على مستوى إله . إذن لزم وتحتم أن هذا الجسد الإلهي (( بدمه ولحمه )) الإلهيين ، لابد من أن يشهد للاهوته على مستوى الواقع ويعلنه !
ولأن الرب عالم ببطء القلوب في الإيمان على مستوى الحوادث وثقل الأذان في السمع والفهم على مستوى الأخبار وشرحها ، وضع في تدبيره هذا السرّ بعمقه الإلهي وأسسه لهم ليلة العشاء الأخير ليكون هو بذرة الإيمان الحية الباقية لهم في نهاية الدهور ، حتى وإن لم يفهموه في ذلك الوقت ، إلا أنهم على مدى الأيام استطلعوا من خلال هذا السرّ وممارسته أن يشرحوا كل الحوادث ، بل كل الأقوال والأعمال التي قال وصنع !
" لست تعلم الآن ما أنا أصنع ، ولكنك ستفهم فيما بعد " (يو13: 7)
المسيح كإله سبق الأحداث آخذاً من فعل قوة موته على الصليب وقيامته ، جسده المبذول ودمه المسفوك وأعطى التلاميذ بالسرّ ، ومن خلال الإفخارستيا وكلمات العشاء الأخير ، أدرك التلاميذ معنى الصليب وعمقه والدم المسفوك عليه ، ثم انعكس نور الجلجثة إلى الوراء على جلسة العشاء الأخير ، فأضاء معاني الكلمات التي قالها الرب واستوضح سرها فانكشف أمامهم سرّ الإفخارستيا ، سر العهد الجديد بدم المسيح .
ولتوضيح قوة سلطان المسيح رب الحياة نقرا هذه الآيات :
+ فتقدم يسوع و كلمهم قائلا دفع إلي كل سلطان في السماء و على الأرض (مت 28 : 18)
+ ليس احد يأخذها مني بل أضعها أنا من ذاتي لي سلطان أن أضعها و لي سلطان أن آخذها أيضاً هذه الوصية قبلتها من أبي (يو 10 : 18)
+ إذ أعطيته سلطانا على كل جسد ليعطي حياة أبدية لكل من أعطيته (يو 17 : 2)
+ الإله الحكيم الوحيد مخلصنا له المجد و العظمة و القدرة و السلطان الآن و إلى كل الدهور آمين (يه 1 : 25)
فبسلطانه الإلهي مد يده من أمام الزمن ليأخذ من قوة موته وقيامته ليعطيها للرسل في الوقت الحاضر الذي أجتمع فيه معهم على مائدة عشاء سرية على مستوى لاهوته وارتفع بهم لمستوى إلهي معطياً ومسلماً سر الحياة الجديدة ...
ولنا أن نعرف أن من خلال الإفخارستيا والجسد المأكول أدرك التلاميذ سرّ القيامة بالجسد التي قامها المسيح الحي ، وأدركوا عدم الموت الذي أحسوه بإيمانهم ، وذاقوا عمق الحياة الأبدية ومعناها .
وقيامة الرب التي قامها أمام أعينهم ألقت نورها أكثر على سرّ الإفخارستيا ، فأدركوا في أكل الجسد الحي والمحيي قوة القيامة والحياة وأدركوا في دم الإفخارستيا دواء عدم الموت وترياق الخلود ، وصدقوا المجيء الثاني وترجوه .
أرجو أن أكون جاوبت بقدر أمكاني وباختصار على السؤال حسب المفهوم الآبائي الأصيل ، والذي كنت أود أن أسترسل فيه ولكن لا اقدر بسبب أن أمامي تلال ضخمة من الشروحات الآبائية والتي لا يسعها المنتدى كله كتابة ...
أقبل مني كل تقدير بمحبة يا محبوب ربنا يسوع والقديسين
النعمة معك كل حين
|
المواضيع المتشابهه
اقتباس
العرض العادي
