[ابن الكنيسه11]

وفى سنة 215م اشتد الاضطهاد فى الاسكندرية فى عهد كاركلاقيصر فهرب اوريجانوس الى قيصرية فى فلسطين حيث لقى كل اعتبار و اكرام ومع ان وظيفة الوعظ كانت حينئذ خاصة برجال الكهنوت ولم يكن اوريجانوس قد نال رتبة كهنوتية مع توافر علمة و تقواة بسبب زهدة فى الرتب و الوظائف الا ان اسكندر اسقف اورشليم رفيقة فى التلمذةو ثيوسيتوس اسقف قبصرية طلبا منة ان يشرح الاسفار المقدسة جهارا لفائدة الجمهور بحضورهما ولما سمعاة اطلقا علية لقب (سيد مفسرى الكتاب المقدس) وكان ميليانوس اسقف قيصرية الكبادوك ينتظر حضور اوريجانوس بفروغ صبر ولما استبطأة اسرع الى فلسطين ليتلقى العلوم ممن كان يفتخر بأن يدعوة استاذة
فلما وصلت اخبار اوريجانوس الى مسامع البابا ديمتريوس اعترض على اولئك الاساقفة لسماحهم لاوريجانوس بمزاولة مهنة خاصة بالكهنة فجاوبة الاساقفة بما يدل على احترامهم لة و دافعا عن انفسهما بأنهما سارا على منوال السالف الصالح الا ان البابا لم يقتنع فارسل رسائل لاوريجانوس مع بعض الشمامسة يأمرة بعدم القيام بأية خدمة و يخبرة بهدوء الاضطهاد ليحضر و يمارس اعمالة فرجع اوريجانوس بسرعة الى الاسكندرية و استلم زمام اعمالة
ولم يمضى الا قليل بعد ذلك حتى اتيح لاوريجانوس زيارة العربية حيث اجتمع بهيبوليتوس احد فلاسفة المسيحية وقتئذ وقد وضع كتاب عنوانة ,
philosophumena
ونسب الجزء الاول منة الى اوريجانوس وسنة 219م استدعتة ماميا ام الملك اسكندر محب المسحيين الى انطاقية واستمر مدة كان فيها موضوع الاجلال و الاكرام و كان لمعارفة وادابة تاثير عظيم و بسببة خف الاضطهاد الذى كان واقعا على المسحيين
وفى سنة 228م ارسلة البابا ديمتريوس الى اخائبة ببلاد اليونان ليقاوم الهراطقة الذين اقلقوا راحة الكنيسة هناك فزار فى طريقةفلسطين وكان فى كل مدينة او قرية نزلها يدعى الى الوعظ بالكنائس ولما مر بفلسطين عند رجوعة خاطبة اسقفها ثوسيستوس بالاشتراك مع اسكندر اسقف اورشليم بانة لا يجوز باستاذ الكهنة و الاساقفة ان يكون مجردا من كل الكهنوت و يظهر ان اوريجانوس كان بسيط القلب فاقتنع بكلامهما و ارتضى ان يقبل منهما درجة القسوسية و هو فى السنة الثالثة والاربعين من عمرة



غير أن البابا ديمتريوس الكرام أعتبر هذه السيامة تعديا على حقوقه .
ومن ذلك الحين بدأ سوء التفاهم يجد مكانا بين اريجانوس والبابا ديمتريوس الذى أقام الحجه على هذين الأسقفين لرسامتهما شخصا خاضعا له فجاوباه بأن أحترامهما لمركزه عظيم .
وقال أورينموس على الخلاف بين أوريجانوس والبابا ديمتريوس:
( إن الحسد هو الذى حمل البابا على هذا كله ) إلا أنه لم يأتى ببرهان على صحة كلامة والحقيقة التى جعلت البابا يتحمل على أوريجانوس إن أوريجانوس قد خصى نفسه وهذا ممنوع فى المسيحية لأن المسيح بلا عيب وهذا الأمر أعترف به أوريجانوس للبابا ولم يعلنه للأسقفين .
ولما رجع أوريجانوس للأسكندرية بعد رسامته وجد البطريرك شديد الغضب عليه ووجد مركزه قد سقط منه فحدث بينهما نزاع أنتهى بعقد مجمع سنة كنسى سنة 231م يقضى بحرم أوريجانوس ونفيه لأنه رسم من أسقفين غير تابعين للكرازه المرقسية ولأنه خصى نفسه الأمر الذى بالغ أويجانوس فى كتمانه وساعده البابا ديمتريوس عليه ولكن البابا اَضطر لذلك لأن أويجانوس أخذ درجة كهنوتيه وهذا ممنوع طقسيا ويكون مخالف لتعاليم الكنيسةثم أرسل
البابا خطابات الى جميع الكنائس تفيد بحرمان أوريجانوس.
أما أوريجانوس تفهم الأمر وعرف أنه مخطئ ولم يشأ أن يوسع الخلاف بينه وبين البابا فترك الأسكندرية ولم يعد لها مره أخرى.
وكان قد أكمل القسم الخامس من كتابه فى أنجيل القديس يوحنا وذهب الى قيصرية . وفى تلك الأثناء عقد مجمع آخر على كتاب
( المبادئ ) وحكم أنه هرطوقى وحرم مؤلفه.
ولما وصل اوريجانوس الى فلسطين استقبل فيها استقبال القائد المنتصر فاستاء البابا ديمتريوس من كثرة تعدى اساقفة تلك الجهة على حقوقة و لحق باوريجانوس امبروسيوس وعائلتةو تبعة كثيرين من طلاب العلم و لهذا عزم على فتح مدرسة فى قيصرية فلسطين يعلم فيها تفسير الكتاب المقدس وكمل فى تلك المدينة المذكورة تفسيرة لانجيل يوحنا وقد كتب حينئذ عما كان يجول
بصدرة قائلا(وحدث بعد هذة الامور ان اللة اخرجنى من ارض
مصر بيت العبودية كما خلص شعبة منها قديما ثم قام البطريرك فى وجهى حربا عوانا بواسطة مكاتيبة التافهة التى تغاير مبادىء الانجيل تماما وحرك ضدى ريحا صرصرا فرايت من الصواب ان اقاوم جهد استطاعتى مدافعا عن المبدا الذى اختطيتة لنفسى وسرت علية وهو الافادة والاستفادة وكنت اخشى من ان المماحكات العقيمة يستفحل شرها فتثير ثائرة النفس الامارة فتضعف الذاكرة حينئذ واعجز عن اتمام شرح الكتاب المقدس الذى بدات فية قبل ان ينطمس ذهنى خصوصا وان ابتعادى عن النساخ الذين كانوا يكتبون الخط المختذل منعنى من تملية ما يخطر ببالى من افكار اما الان وقد بعدت عن كل عوامل التاثير وقدر اللة ان تخيب تلك السهام النارية التى صوبت نحوى وتذهب فى الهواء الفت نفسى حينئذ وقوع الملمات التى كانت تصيبنى بسبب التبشير بكلمة الانجيل واضطرب هذة النفس ان تتحمل بطيب خاطر جميع المصائب التى انتابتنى فهدأ روعى وسكن جأشى لجودة الهواء وحسن الطقس فعقدت النية على عدم تاجيل نسخ وتملية المؤلفات المطلوب منى اتمامها
وفى ذلك الحين كان اساقفة الكنائس الشرقية يطعنون فى سيامة اوريجانوس ويظهرون هرطقتة اما اساقفة فلسطسن وفينيقية فكانوا يعضدونة ويدافعون عنة اما مدرسة قيصرية فاستمرت تزهو وتزهو ونبغ من تلاميذ اوريجانوس جماعة مشهورة فنشروا صيتة فى التفسير وكان منهم كثيرين هداهم الى الايمان وصاروا فيما بعد قديسين منهم اغريغوريوس ثافماثورغوس صانع العجائب الذى سقف فيما بعد على قيصرية الجديدة من اعمال تيطس واخوة اثينودوروس الذى صار اسقفا ايضا على تلك البلاد اما اوريجانوس فلم يعدل عن مشروعاتة الادبية بل ذاد نشاطا والف رسالة عن فائدة الصلاة واخرى فى تفسير الصلاة الربانية وكان يراسل اشهر اساقفة اسيا ودعى الى كثير من المجامع الكنسية
ومع انة مدح كثيرا لتجلدة الذى اظهرة ازاء ما اصابة الا انة لم يسلم من الغلطات التى يرتكبها كثيرون ممن يكونوا فى حال مثل حالة فقيل انة وجة لخصمة البطريرك كثيرا من الانتقادات وتحرك احيانا للانتقام منة لولا تبكيت ضميرة وصفاتة المسيحية وحدث انة كان يعظ يوما باورشليم على الاية القائلة(وللشرير قال اللة مالك تحدث بفرائضى وتحمل عهدى على فمك)مز50:16 ولم ينتة من قراءة هذة الاية حتى وبختة حواسة وخشى ان يفهم السامعون انة يقصد توجية الكلام لديمتريوس وانهالت الدموع على خدية بغزارة وارتفع صوتة بالبكاء حتى لم يقدر على الكلام فشاركة السامعون فى التاثر والبكاء وعقب ذلك تنيح البابا ديمتريوس وخلفة ياروكلاس تلميذ اوريجانوس ويظهر انة كان موافقا لسلفة على اجراءاتة ضد اوريجانوس قلم يفكر فى اثناء رئاستة ان يدعوة ليعود الى الاسكندرية
وفى ابان الاضطهاد الذى قام بة مكسيمينوس قيصر سنة 236م سجن امبروسيوس صديق اوريجانوس وبروتكتسيتوس احد قسوس قيصرية وعوملا بمذيد القساوة فالف اتعزيتها رسالة فى الاستشهاد وقبض ايضا على كثيرين من اتباعة واكرة هو نفسة على الفرار من قيصرية فالتجأ الى فرميتيانوس اسقف قيصرية فى كبدوكية احد اصدقاءة المعجبين بة كثيرا ولما حدث الاضطهاد هناك اختبأ مدة سنتين فى بيت يوليانة امراة غنية فاضلة واذنت لة فى استعمال مكتبة ابتاعها من سيماخوس احد علماء الابيونيين الذى ترجم العهد القديم الى اليونانية فانكب اوريجانوس على مطالعة ما فى هذة الكتبة من الصحف وكمل فية مقابلة النسخة العبرانية و النسخة اليونانية من التوراة وتهيأ بذلك لعملة العظيم بوضع كتاب المسدسات اى وضع ايات الكتاب المقدس فى ستة حقول ليظهر للعالم الكتاب المقدس منشورا فى ست لغات
وفى سنة 238م رجع الى قيصرية فى فلسطين واستانف اعمالة ولم يلبث ان دعى الى اثينا وتمم هناك تفسير سفر حزقيال وبدأ بتفسير سفر نشيد الانشاد ولما جلس فيليب الملك العربى على تخت الامبراطورية الرومانية راسل اوريجانوس عائلتة وفى ذلك الوقت اشتهرت رسالة ضد الديانة المسيحية وعم انتشارها جدا وضعها كلسوس الفيلسوف الوثنى الافلاطونى فانبرى العلامة اوريجانوس لتنفيذها والف رسالة ضدها دافع عن الدين المسيحى دفاعا مجيدا ثم وضع حينئذ ايضا تفسير انجيل القديس متى ورسائل اخرى
وفى السنة الستين من عمرة اى سنة 245م سمح للستينوغرافيين(الذين يكتبون بخط مختصر)ان ينقلوا خطة وكان بين هذة الجماعة عدد من الفتيات اتخذن هذة الصناعة مهنة لهن للافادة وكانت المجامع تستشيرة فى المسائل الصعبة وتنتهى الية فى عظيم المشاكل
وفى الاضطهاد الذى قام بة ديسيوس قيصر نظر الى اوريجانوس كأكبر مدافع عن حقائق الديانة المسيحية فقبض علية وطرح فى السجن وعذب عذابا شديدا وكتب فى السجن رسالة تتضمن النصيحة والتشجيع لمشاركية فى العذاب إلا أن صحته أعتلت لما حل به من آلألام وقد كتب يوسيبيوس عما عاناه أوريجانوس فى سياق كلامه عن أستشهاد القديسين أسكندر أسقف أورشليم وبيسلسيوس أسقف أنطاكيا يقول " يصعب على الكاتب الماهر وصف ما قاساه أوريجانوس وأحتمله بصبر وفرح من العذاب الشديد والآلام القاسيه أثناء هذا الأضطهاد إذ وضعوه فى مقطرة من حديد وزجوه فى أعماق السجن حيث ظل بضعة أيام مطروحا على خشبة وهو مشدود بأربعة أربطة لا يستطيع معها الحراك وهم يشعلون النار من حوله تهديدا له وتخويفا وغير ذلك من أمور مريره يصعب على المرئ تحملها ووصفها يفزع ذاقها هذا الرجل من أعدائه .

المصدر: †† ارثوذكس †† - من قسم: سير القديسين

[magdy totti]

قصة رائعة ربنا يعوضك ومجهود جميل
ربنا يفرح قلبك

[samerco75]

اوريجانوس العلامة
من اشهر علماء المسيحية ومدافعيها
اشكرك كتير خااااالص

[الناى الحزين]

العلامه اورجيانوس من احب الشخصيات الى قلبى
بجد متشكر قوى قوى على الموضوع الاكثر من رائع
ربنا يفرح قلبك

[emmmy]

العلامة اوريجانوس اختلفت الاراء فى انة اخطا وسقط
اولا : انة خصى نفسة
ثانيا :انة قبل الكهنوت من غير اسقفة البابا ديمتريوس الكرام ولهذا كان البابا ديمتريوس مستاء جدا
ثالثا :نسبت الى اوريجانوس اخطاء لاهوتية كثيرة يتعلق بعضها بالارواح والملائكة والشياطين والنفس البشرية ونفس المسيح والفداء والاجساد
ولذلك عقد البابا ديمتريوس مجمع سنة 231م وحكم بحرم اوريجانوس
وتوالت الاقاويل بعد ذلك عن محاللتة من تلميذة القديس اغريغوريوس اسقف قيصارية الجديد


مرسى يا ابن الكنيسة على موضوعك الرائع