[منيمو]

الغيبوبة السعيدة



المشهد 1

- صباح الخير ! قالتها الممرضة البشوشة صاحبة الوجه الصبوح فور دخولها الى غرفة السيد ( عادل ).
- صباح النور , بادرها بإجابة سريعة .
- تبدو في حالة ممتازة اليوم .
- نعم , أنا بخير , نمت جيداً , و لا أشكو من أي شيء , مزاجي معتدل و صحتي تمام و كل شيء لديكم جميل و نظيف , و الكل يبتسم لي و يحدثني بلطف و عناية .
- هذا و اجبنا , هل تعجبك اللوحات على جدار الغرفة أمامك ؟
- نعم .
- و ماذا عن درجة حرارة الغرفة ؟
- ممتازة.
- و الطعام ؟
- بمستوى فندق خمس نجوم .
- هل تريد شيئاً معيناً على الغداء ؟ لدينا ثلاث خيارات شهية اليوم .
- سوف ادعك تختاري لي على ذوقك , بالمناسبة هل هناك أية معلومات عن الأمور المالية بشان دخولي الى المستشفى .
- لقد قمنا بتسوية الامر مع شركة التامين و لن تدفع أنت قرشاً واحداً , فقد تكفلت الشركة بتغطية كل النفقات حسب العقد المبرم بينك و بينهم .
- يا سلام ,هذا شيء جميل , لا عجب إنني أتماثل للشفاء , لان كل شيء حولي يدعو الى التفاؤل و ارجو أن أعود الى البيت والى العمل بأقصى سرعة ممكنة .
- طبعاً , يعجبني حماسك للعودة الى العمل , كثير من الناس لا يحبون أن يعودوا الى أعمالهم بهذه السرعة .بالمناسبة فان لديك زوار قالوا أنهم سوف يمكثون دقائق معدودة , هل تسمح لي بإدخالهم .
- طبعاً مع الشكر .
- دخل الزوار بهدوء و مكثوا 3 دقائق فقط و تركوا السيد ( عادل ) ليرتاح .
بعد ذلك دخلت الممرضة و أطفأت الضوء الرئيسي للغرفة و تركت ضوءاً خافتاً
- و قالت للسيد ( عادل ) : الآن وقت النوم بعد الظهيرة , سوف أضع إشارة عدم الإزعاج على باب غرفتك , أحلاماً سعيدة !
- شكراً , ما أجمل هذا المكان , سوف أنام و احلم أحلاماً سعيدة بلا شك .



المشهد 2

السيد ( عادل ) يفتح عينيه على صوت أجش , وعلى هزة كتف قوية ,» أستاذ , ما اسم المريض ؟» يسأل الطبيب بصوت عال , «هل تسمعني ؟ يبدو انه في غيبوبة «, يربت الطبيب على خديّه بقوة لكي يستفيق بشكل اقرب الى الصفع المزعج , ينظر حوله في حيرة كبيرة ودهشة بالغة , كل شيء يبدو باهتاً اصفر اللون بلا اشراق و لا روح .
- أين أنا ؟
- أين أنت ؟! في السينما ! أنت في المستشفى يا أستاذ , لقد كنت في غيبوبة لمدة أربعة أيام و بصراحة فقدنا الأمل من أن تصحو .
- أين اللوحات على الجدار ؟ أين الممرضة البسومة ؟ أين مكيف الهواء ؟ماذا لديكم على الغداء من خيارات اليوم ؟
- يبدو انه لا يزال في مرحلة الهلوسة , أيتها الممرضة هل تعرفين عمّ يتحدث ؟
- لا يا دكتور , « الشور شورك « .
نظر السيد ( عادل ) الى غرفته المهلهلة , و الستائر الممزقة على النافذة و أغطية السرير التي لم تستطع غسالة المستشفى إزالة البقع منها بشكل كامل و عرف انه عاد الى الواقع من غيبوبة طويلة .
- بالمناسبة يا أستاذ , يجب أن نتكلم مع اهلك لكي يسددوا حساب المستشفى و الا سوف نضطر الى إخراجك من هنا الى مستشفى أخر اقل تكلفة وبالتالي اقل جودة !
- هل هناك مستشفى اقل جودة من مستشفاكم هذا ؟
-»ماذا تقصد ؟ لا يعجبك هذا المستشفى ؟ هل تريد فندق خمس نجوم , والله إنكم مدلّلون !» وخرج الطبيب غاضباً مُكفهراً .!



المشهد 3

الممرضة : يجب أن تأخذ الدواء بانتظام و إلاّ فإنك سوف تعود الى الغيبوبة مرة أخرى .
السيد عادل : هل أنت متأكدة أنني إذا لم اخذ الدواء سوف أعود الى الغيبوبة ثانية .
الممرضة : نعم , الطبيب قال ذلك .
السيد عادل : حسناً , شكراً جزيلاً , بإمكانك المغادرة الآن و سوف اخذ الدواء بانتظام .
ألقى السيد عادل الدواء في سلة المهملات و استلقى على السرير ينتظر العودة الى غيبوبته السعيدة مرة أخرى .




منقوووووووووووووول

المصدر: †† ارثوذكس †† - من قسم: قسم المسرح الكنسي