تذكرنــي
التسجيل التعليمـــات التقويم مشاركات اليوم البحث
يمكنك البحث فى الموقع للوصول السريع لما تريد



التأملات الروحية والخواطر الفكرية يتناول التأملات الروحية للأباء الأولين أو القديسين المعاصرين أو أعضاء المنتدى


مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع أرسل هذا الموضوع إلى صديق أرسل هذا الموضوع إلى صديق


عروس الروح، الإناء المقدس، كرامة حواء في ملء إنسانيتها

بالطبع من عنوان الموضوع يعلم الكل على من سوف يكون حديثنا اليوم ، أنه حديث نستلذَّهُ عن من أُظهر فيها صورة المرأة في قمة إنسانيتها حسب مقاصد الله الصالحة !!!

 

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
عروس الروح، الإناء المقدس، كرامة حواء في ملء إنسانيتها

كُتب : [ 04-30-2011 - 06:55 AM ]


عروس الروح، الإناء المقدس، كرامة resurrection.jpg عروس الروح، الإناء المقدس، كرامة annonciation.jpg
بالطبع من عنوان الموضوع يعلم الكل على من سوف يكون حديثنا اليوم ، أنه حديث نستلذَّهُ عن من أُظهر فيها صورة المرأة في قمة إنسانيتها حسب مقاصد الله الصالحة !!! أنه حديث عن المرأة الغير مُصابة والمجروحة في حُريتها ، والتي فيها أُعيدت كرامة حواء – بل كل امرأة – حسب طبيعة خلقها مع الرجل على صورة الله ومثاله !!!

فاليوم نقف أمام جبل الطهارة الشامخ وقوة الإيمان الراسخ ، والكرازة الصامتة والتي صارت أقوى من أي كلام يُقال ، أنها شهادة حية تنطق بصمت لتُعلن قوة تدبير تعطُفات الله من نحونا نحن البشر !!!

فمنذُ خطيئة حوَّاء وآدم أصبح يولد كُل رَجُل وامرأة مجروحين في حُريتهما ، مولودين تحت مذلة عبودية الموت المتسلط على كل نسل آدم من جيل إلى جيل . وقد أتى الله متجسداً ليُعيد إلينا بقيامته حُرية أبناء الله الأولى في صورة مجد أعظم جداً في شخصه . وفي مريم العذراء – محور حديثنا اليوم – لم تَعُد هذه الحرية وعداً ، بل إتمام ما قد وعد به الله الإنسان بأنبيائه القديسين : فمريم صارت حواء الجديدة بها تم استعادة كيان المرأة المجروح ، وصارت المثال الحي لكل امرأة تدخل في عهد الحب مع الله بإيمان حي وتوبة مستمرة ، وبسبب مريم العذراء القديسة أم الله الكلمة المتجسد ، تستطيع كل امرأة أن تقف من جديد حُرّه أمام الله لتنطق بإيمان ورجاء حي وطاعة كاملة : [ أنا أمة الرب ، ليكن لي كقولك ] (لوقا1: 38) ، فكل امرأة تقبل سكنى الله فيها وتطيع مشيئته تصبح بنت مريم [ حواء الجديدة ] لأنه فيها قبلت بشارة الملاك ونطقت بلسانها الحلو [ أنا أمة الرب ، ليكن لي حسب ما أمر به الرب ] ...
فيا بنات حواء الجديدة ، أنسوا أنكم بنات حواء زوجة آدم القديمة ، فاليوم لأنكم آمنتم بالمسيح الرب واعتمدتم على اسمه ودخلتُم في طريق التوبة ، فلم ولن تعودوا أبناء حواء القديمة التي لم تحفظ وصية الله وأغوتها الحية بثمرة المعصية وأغرت آدم زوجها وسقطت وكان سقوطها عظيماً ، بل صرتم بنات حواء الجديدة التي قدمت طاعتها لله باتضاع عظيم في سر التقوى فصارت عن حق أماً للبشرية الجديدة في المسيح يسوع !!!
مريم العذراء لم تصر أماً للبشرية الجديدة جُزافاً ، أو كمجرد رمز ، بل هي أما فعلاً وعن جدارة ، وذلك لأنها تركت نفسها للرب واستسلمت للدعوى بدون أن تطلب أي برهان أو دليل أو تبدي أي شك سوى سؤال بريء يدل على تعجبها الشديد [ كيف يكون لها هذا ولا أعرف رَجُل ] ولكن حينما أكمل الملاك الدعوة ورد على السؤال وقال أن قوة العلي تُظللك والمولد منك يُدعى قدوس الله قالت على الفور [ هوذا أنا أمة الرب ليكن لي كقولك ] بدون أن تطلب علامة مثلما فعل زكريا عند بشارة ميلاد يوحنا ...
وبذلك استسلمت بالتزام كُلي لمشيئة الله وحضوره الغير مفحوص بل ولم تسعى لفحصه أو تطلب أن ترى ، فاحتضنها روح الله على الفور حتى نبتت كلمة الله في جسدها ، واستمرت مريم العذراء كل حين تعيش بصمت الإيمان الحي وملء قوته في المحبة الصادقة من كل قلبها في طاعة منقطعة النظير ، من يوم البشارة ليوم انتقالها لحبيبها وإلهها وملكها وابنها وعريسها يسوع ، وكانت تحفظ كل هذه الأمور وتتأملها في قلبها (لوقا2: 19) ...
يا أحبائي انتبهوا ، فمريم العذراء القديسة أعظم من الأنبياء ، هي نبيه من نوع خاص جداً ، حملت الله في قلبها وفكرها وأحشاؤها وتممت رسالته كما هي على أكمل وأتم وجه وفي قمة الإيمان والوداعة والطاعة والشجاعة والبذل والعطاء بصمت المُحبين ، تحمل صفة النبيه الأمينة جداً والمؤتمنة على سر الخلاص الإلهي العظيم في أحشاؤها التي تقدست جداً ونالت ما لم يناله أحدٌ قط ، وقد صارت أأمن من الأنبياء على رسالة الله للخلاص ، فنرى أن إيمان إبراهيم أب الآباء العظيم وصل إلى حد تقدمه ابنه الوحيد اسحق ، ابن الموعد ، لكن الملاك أوقفه عن أن يتمم تقدمته بالموت أي بذبح اسحق ولم يجتاز محنة موت ابنه ...
أما إيمان مريم فقد ذهب إلى النهاية حتى الموت . فقد وقفت عند الصليب ترى وتنظر وتتأمل في [ الذي طعنوه ] أمام أعينها بصمت ، فهي عالمة أن هذه ساعته وقبلتها وحفظتها من يوم ميلاده [ سيجوز في نفسك سيف ] ، واستسلمت كُلياً لكلمة الله بما يفوق بكثير جداً مما طُلب من الأنبياء أنفسهم على مر تاريخ شعب الله ، فقد فاقت رئيس الأنبياء ورئيسهم موسى أحلم من كان على وجه الأرض ، فهي صارت أحلم منه وأعظم على الإطلاق !!!
وتعالوا نرى مشهد مُحير يجعلنا نتعرف على هذه الشخصية التي قلبت موازين تاريخ المرأة كلها إذ صارت لها أماً فكللتها بمجدٍ عظيم قصده الله في مريم أن يكون !!!

نلاحظ عند القيامة لا يذكر الإنجيل شيئاً عن لقاء الرب مع العذراء أمه ، فلم تكن من بين الذاهبات للقبر ولا الحاملات الطيب في صباح الفصح ولم تبحث عن الحي من بين الأموات . وكل ما نعرفه أنها كانت بين الرسل والنساء اللواتي تبعن يسوع في صباح العنصرة [ يوم حلول الروح القدس ] أي في اليوم الذي تجلت فيه أمانة الله بالروح القدس !!!
من هذا يتضح لنا أن القديسة العذراء مريم صخرة إيمان حي لم يهتز بابنها المحبوب وليس بحاجة للسعي لعلامات ظاهرة أو بحث عن المسيح ، لأنها كانت تحفظ كلامه وبكل تأكيد حفظت كلمته جيداً الذي قالها [ في اليوم الثالث يقوم ] ....

____مابين البشارة وحلول الروح القدس في العنصرة_____
في البشارة استحوذ على مريم العذراء أم الله الكلمة المتجسد ، ظل الروح القدس [ قوة العلي تُظللك ] ، وفي يوم العنصرة استحوذ عليها كنار . لم يُكتب كيف استقبلت القديسة مريم الروح القدس في تلك الساعة ، ولكنها بالطبع وهي التي كانت طوال حياتها مستسلمة له بكليتها ، حتى سماها الآباء [ عروس الروح ] ، مُنحت في تلك الساعة موهبة خاصة لتكون أماً ومثالاً حياً للكنيسة ، وأصبحت ذاكرة قلب الكنيسة ، وكُللت لتكون رأس المرأة الجديدة والممثلة عنها أمام الله في المسيح الذي هو رأس الكنيسة كلها ، فالمسيح بالطبع هو الرأس الحقيقي الذي لنا جميعاً ، ولكن العذراء صارت هي حواء الجديدة والتي تُمثل على مستوى الفعل كل امرأة مولودة من الماء والروح في الطاعة والخضوع لمشيئة الله ...

أيريد أحد أن يتعرف على المرأة وصورتها الحقيقية ويعرف من هم بنات العهد الجديد ، بنات الله الحي في المسيح ، البنات المسيحيات لا شكلاً إنما فعلاً ، فلينظر لإنسانيتهم المُحققة بصورة مجد خاص مُشع في أمهم العذراء القديسة مريم والتي صارت [ امرأة ملتحفة بالشمس والقمر تحت قدميها ، وعلى رأسها إكليل من أثنى عشر كوكباً ] (رؤيا 12: 1)

فيا كل بنت وشابة وفتاة وإمرأة افخري بأنوثتك ومجدي شخصيتك في المثال الأعلى والأجمل ، وحققي إنسانيتك في جمال البهاء والطهارة في المسيح الرب كبنت للعذراء حواء الجديدة ، فأنت منذ قيامة يسوع لم تعودي بنت حواء زوجة آدم المجروحة حُريتها ومُقيدة بالموت ، بل افتخري لأن أمك هي العذراء القديسة التي تشفع في شخصك الحلو ، فتعلمي منها واطلبي من الرب سر تقواها وطاعتها لتستحوذ قلبك وفكرك فتصيري إناء حي مُخصص لسكنى الله ، يشع بالقداسة والعفة والنقاوة لأجل مجد الله وحده ، فتصيري جنة مغلقة وينبوع مختوم للعريس السماوي وحده ، شفاعة أمنا القديسة العذراء كل حين مع جميعكم آمين




التعديل الأخير تم بواسطة aymonded ; 05-01-2011 الساعة 01:12 AM
رد مع إقتباس
Sponsored Links

 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
حواء, الروح،, الإناء, المقدس،, إنسانيتها, عروس, ملء, كرامة, في


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المرأة الإناء المقدس، عروس الله، مقر سكناه الخاص aymonded المرشد الروحى (كلمة الله التى تؤثر فيك) 0 11-11-2016 05:03 PM
الإناء المختار - حواء الجديدة - الصوم البتولي aymonded المرشد الروحى (كلمة الله التى تؤثر فيك) 0 08-12-2014 09:41 AM
موسوعة التماجيد والمدايح للقديسين والشهداء بولا وديع تماجيد ومدائح قديسين 53 12-24-2010 04:54 AM
مديح للقديسه برباره nrmo تماجيد ومدائح قديسين 7 07-13-2010 12:28 PM
ماذا تعرف عن ادم وحواء ادخال بسرعه الزملكاوى البرنس مناقشات دينية وروحية 0 10-29-2009 04:30 PM

Rss  Rss 2.0 Html  Xml Sitemap SiteMap Info-SiteMap Map Tags Forums Map Site Map


الساعة الآن 09:29 AM.