[zakaria_re]

سلام ونعمة المسيح معك.
سؤالي ياأبونا العزيز هو
لو ان شخصاً ولد مسيحياً واخذ سر المعمودية وتناول الاسرار المقدسة, لكن عندما اصبح شاباً واعياً ترك المسيحية واتبع ديناً آخر باختياره دون اي ضغوط, وبعد مدة من الزمن ندم هذا الأنسان واراد التوبة والرجوع الى المسيحية, فهل تُغفر له خطيئتهُ وخصوصاً عندما نقرأ رسالة الى العبرانيين الأصحاح 6 الآيات ’’ 4ـ6’’ والأصحاح 10 والآيات ’’26ـ27’’ نجد ان الذين ذاقوا العطية المجانية وارتدوا ورفضوا عمداً المسيح لايبقى لهم ذبيحة لغفران الخطايا, بل ينتظرهم العقاب الآبدي.
فارجوا ياأبونا الفاضل ان تجيب على سؤالي وان توضح لي ان كنت قد فهمت الآيات الواردة اعلاه بشكل صحيح. وشكراً

المصدر: †† ارثوذكس †† - من قسم: سؤال وجواب

[aymonded]

سلام لنفسك يا محببو ربنا يسوع والقديسين
يقول القديس بولس الرسول في عبرانيين 6

4- لان الذين استنيروا مرة و ذاقوا الموهبة السماوية و صاروا شركاء الروح القدس.
5- و ذاقوا كلمة الله الصالحة و قوات الدهر الاتي.
6- و سقطوا لا يمكن تجديدهم ايضا للتوبة اذ هم يصلبون لانفسهم ابن الله ثانية و يشهرونه.
7- لان ارضا قد شربت المطر الاتي عليها مرارا كثيرة و انتجت عشبا صالحا للذين فلحت من اجلهم تنال بركة من الله.
8- و لكن ان اخرجت شوكا و حسكا فهي مرفوضة و قريبة من اللعنة التي نهايتها للحريق.
9- و لكننا قد تيقنا من جهتكم ايها الاحباء امورا افضل و مختصة بالخلاص و ان كنا نتكلم هكذا.
10- لان الله ليس بظالم حتى ينسى عملكم و تعب المحبة التي اظهرتموها نحو اسمه اذ قد خدمتم القديسين و تخدمونهم.
11- و لكننا نشتهي ان كل واحد منكم يظهر هذا الاجتهاد عينه ليقين الرجاء الى النهاية.
12- لكي لا تكونوا متباطئين بل متمثلين بالذين بالايمان و الاناة يرثون المواعيد.

ويقول في عبرانيين 10

26- فانه ان اخطانا باختيارنا ( بكل وعي وإدراك ) بعدما اخذنا معرفة الحق لا تبقى بعد ذبيحة عن الخطايا.
27- بل قبول دينونة مخيف و غيرة نار عتيدة ان تاكل المضادين.
28- من خالف ناموس موسى فعلى شاهدين او ثلاثة شهود يموت بدون رافة.
29- فكم عقابا اشر تظنون انه يحسب مستحقا من داس ابن الله و حسب دم العهد الذي قدس به دنسا و ازدرى بروح النعمة.
30- فاننا نعرف الذي قال لي الانتقام انا اجازي يقول الرب و ايضا الرب يدين شعبه.
31- مخيف هو الوقوع في يدي الله الحي.
32- و لكن تذكروا الايام السالفة التي فيها بعدما انرتم صبرتم على مجاهدة الام كثيرة.
33- من جهة مشهورين بتعييرات و ضيقات و من جهة صائرين شركاء الذين تصرف فيهم هكذا.
34- لانكم رثيتم لقيودي ايضا و قبلتم سلب اموالكم بفرح عالمين في انفسكم ان لكم مالا افضل في السماوات و باقيا.
35- فلا تطرحوا ثقتكم التي لها مجازاة عظيمة.
36- لانكم تحتاجون الى الصبر حتى اذا صنعتم مشيئة الله تنالون الموعد.
37- لانه بعد قليل جدا سياتي الاتي و لا يبطئ.
38- و اما البار فبالايمان يحيا و ان ارتد لا تسر به نفسي.
39- و اما نحن فلسنا من الارتداد للهلاك بل من الايمان لاقتناء النفس

__________________

صديقي الحلو ، هناك إنسان بلا وعي يرتد عن الإيمان بشكل صريح ومعلن [ - فانه ان اخطانا باختيارنا ( بكل وعي وإدراك ) بعدما اخذنا معرفة الحق لا تبقى بعد ذبيحة عن الخطايا. ] ، بترك المسيحية كلها والابتعاد عنها وهو لا يدري شيئاً ولم يعرف الله من ألأساس وعبادته شكلية أو ربما لا توجد من الأصل ولا يدري عنها شيئاً ، ذلك ممكن أن يتوب ويعود مرة أخرى حيث أنه ارتد بلا وعي أو إدراك ، ولكن القديس بولس يتحدث عن قلب عنيد ذاق الموهبة والعطية الإلهية ، وارتد عن وعي بكل عناد قلب مصراً على الابتعاد ، فهل مثل هذا يتوب ويرجع مرة أخرى ، اشك في هذا بل مستحيل أن يفكر حتى في التوبة ، إذ قد تخلت النعمة عنه ، والروح القدس هو من يبكت الإنسان على الخطية ويقنعه بالعودة لله !!!

فمن يتوب إنسان عمل الروح القدس في قلبه يبكته وينخسه ليستفيق ويعود لله ، وهذا مقبول عند الله والكنيسة ن ولكن القانون الكنسي يضع عليه تأديباً حسب ما يرى الأب الروحي المدقق والمنقاد بروح الله وليس حسب فكر الناس ورايهم عن التأديب لئلا يخسر النفس العائدة لله بكل ندم القلب واستفاقة الضمير والمحبة لله الحي ...

أرجو ان يكون الفرق وضح بين الحالتين ...
أقبل مني كل تقدير بمحبة
النعمة معك

[zakaria_re]

شكراً لك على هذا التوضيح الجميل لانه بصراحة هذا السؤال كان يراودني كلما قرات رسالة الى العبرانيين, وخصوصاً في احدى الندوات الدينية في مدينتي قص قس كنيستنا قصة عن احد المطارنة يدعى ابن قيقي وهو كان مطران بغداد في العصر العباسي كان قد ترك المسيحية واعتنق الاسلام من آجل المال, ولكنه بعد فترة من الزمن ندم ندامة حقيقية, حيث كان يجلس في باب الكنيسة ويطلب من كل شخص يدخل الكنيسة ان يدوس عليه بنعليه لانه اعتبر نفسه غير مستحق. وفي النهاية قال لنا ابونا انه غفر له, لذلك كنت ابقى في حيرة عندما اقارن الرسالة الى العبرانيين وهذه الواقعة.
مرة اخرى اشكرك ياابونا على توضيحك.

[aymonded]

الله يخليك يا جميل بس أنا مش ابونا يا محبوب ربنا يسوع والقديسين ، انا أنسان بسيط جداً يا احلى من كل غالي ، والله طبعاً يغفر لكل من يتوب ، لأن عمل الروح القدس هو أن يقنع الإنسان بالتوبة ، ولكن في حالة الارتداد بكل وعي وإدراك وعناد قلب ، يتخلى الروح القدس عن الإنسان والعلامة أنه لا يتوب على الإطلاق والله هو وحده من يفحص القلب ويعرف الذين له ومن هو التائب الحقيقي ومن يصر على عناده رافضاً الروح القدس وعمله المبكت في قلبه ...

أقبل مني كل تقدير بمحبة ، النعمة معك